يراني الظمآن يحسبني بحيرةً دُريِّة أو لُجَّةً من الخيال، أما من يقرأُ عني فلستُ إلا ضربٌ من ضروب الخيال التاريخي، كنتُ ومازلت أميرة الشعراء، و أجمل قصائدهم، مُدني موطنٌ للكُتَّاب والأحرار، أنا شامة العرب وواحدة من عظماء التاريخ.
بيدي كتبتُ سطور اسمي وحفرتها داخل أوراق التاريخ، وبجمالي عُرِفتُ بين البلدان العربية، وبجبالي الشامخة عانقتُ مدينة قناديل العُشَّاق، ومنها كان نبع الحُبِّ وموطن الأحباب.
سوريا هو اسمي الذي عُرِفتُ بهِ منذ الأزل، واحدة من أقدم الحضارات في العالم، والتي يعود تاريخها إلى 8000 عامٍ قبل الميلاد على الأقل.
عايشتُ حضارات كثيرة ومُختلفة منهم: الكنعانيون، الأموريين، الفينيقيون، الأراميون.
وأنا أول بلد صرخَ حروفًا، وجعل للمشاعر المقدسة كلمات حدودها السطور، ومن داخلي تم اختراع الكتابة، وأول أبجدية في أوغاريت منذ عام (1500 ق.م- 1300 ق.م).
ومن أقدم اختراعات حضاراتي القديمة اختراع العجلات -وكانت عجلة الفخار- وقد اختُرعت في بلاد الرافدين قبل نحو 5500 عام.
بدأت بأنظمة الري والسقاية، وكنتُ من السباقين إليها، ومنها: نواعير حماة وقنوات دمشق.
وأنا أول امرأة تحكم في التاريخ زنوبيا وجوليا دومنا.
تقع حلب في الشمال الغربي، وفيها إحدى أقدم وأكبر القلاع في العالم، يعود استخدام التل الذي تتوضع عليه القلعة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وسُميِّت بقلعة حلب.
أما محافظة حماة تعود إلى عام 469 ق. م، تحتل المرتبة الرابعة من حيث السكان بعد دمشق وحلب وحمص، تقع في وسط الجمهورية العربية السورية، وفيها نواعير حماة المشهورة، وهي آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية، وتتواجد على شواطئ نهر العاصي في مدينة حماة. وتنقل الماء منه بواسطة صناديق إلى حوض علوي، ومنه يجري في قنوات محمولة على قناطر ليسقي المدينة وبساتينها.
يشهد البحر الأبيض المتوسط على حضارة مملكتي (مملكة إيبلا) المعروفة، (مملكة أوغاريت) وتعني الحقل بالأكادي.
هي مملكة قديمة كشفت أنقاضها في تل أثري يدعى رأس شمرا، وكذلك في رأس ابن هاني، تتبع محافظة اللاذقية.
ومنها خرجت أبجدية أوغاريت أقدم أبجدية في العالم، وأكثرها غنى وإزدهار، وتحتوي على ثلاثين حرفًا، ويعود سبب تطورها ورقيها إلى الأمجاد والتطورات التي عايشتها المملكة.
أما عن مدينة قناديل الشام فهي (دمشق) وقد اشتهرت بأبوبها: باب توما في حي القصاع، وباب الجابية سوق مدحت باشا حاليًا قرب حي القصاع، وباب الكيسان قرب حارة اليهود، وهو غير موجود حاليًا، باب السلام، باب الفرج وهو بين العصرونية والمناخلية وأيضًا غير موجود حاليًا، باب شرقي يقع عند المدخل الشرقي لمدينة دمشق القديمة، وهو الوحيد الذي يحتفظ بطراز عمارته الروماني.
باب الصغير، من أبواب دمشق القديمة السّبعة التي اختطتها اليونانيون.
وفي أوسط إحدى الأبواب قلعة دمشق التي بُنيت في العصر الأيوبي، من أهم معالم فن العمارة العسكرية.
حُفِرَت داخل محافظاتي أغنى وأعرق الحضارات القديمة والأديان السماوية، ومن شعبي تعلَّم العالم الإرادة والعزيمة مع الكرامة والحرية على مرِّ العصور، وبالرغم من الأزمات التي خلَّفتها الصراعات الداخلية بين الحضارات على مرِّ العقود.
أنا مروة القباني، كاتبة مقالات أدبية وقصص مؤثره مؤلفة : - كتاب بوح مكظوم( الكتروني) - كتاب تحت شجرة الجوافة(الكتروني) - رواية أنثى من ورق(ورقي) - سلسلة قصص مملكة الروز ماري(الكتروني) - رواية رحلة في قطار ( قريباً)