هل تجد صعوبة في اتخاذ القرار؟ إليك 10 نصائح تساعدك على اتخاذ قرار أفضل

 

إننا نحتاج إلى اتخاذ القرارات كل يوم تقريبًا! ولهذا فإن تحسين جودة اتخاذ القرار لدينا من شأنه أن يُؤثر على العديد من الجوانب في حياتنا الشخصية أو المهنيّة. ومن أهمّ فوائد هذه المهارة: زيادة بالثقة بالنفس، والاستفادة والتعلُّم من التجارب السابقة والخبرات، والتفوق على زملاء العمل، والظهور بمظهر احترافي، وكسب ثقة الآخرين.

 

من أجل هذه الفوائد وغيرها، نُقدم لك في هذا المقال 10 نصائح تُساعدك على اتخاذ قرارات أفضل.

 

تجنب الإفراط في التفكير

يجب أن يكون التفكير جزءًا لا يتجزأ من أي عملية اتخاذ للقرار؛ فإنك ستحتاج لمقارنة المميزات والعيوب المرتبطة بالبدائل المختلفة، وكذلك النتائج المُترتبة على اختيارك لبديل دون الآخر. ولكن في المُقابل، يجب أن تتجنب فخّ التفكير المُفرِط الذي يُمكن أن يمنعك تمامًا من الوصول لقرار نهائيّ. ويجب أن تضع في اعتبارك أنّ الإنسان بطبيعته لديه رغبة في كشف كل غائب والوصول لكل حقيقة وعدم الرضا بالجهل أو الصبر على المجهول (وكيف تصبر على ما لم تُحِط به خُبرا؟!)؛ لذا يجب الانتباه لهذا الأمر الذي، وإن كان في أصله ربّما يكون مفيدًا، قد يجعلنا نقف عاجزين عن فعل أي شيء. ومن المهم جدًا أن تكون قادرًا على الوصول لاستنتاجٍ نهائي دون قضاء وقت أكثر من اللازم في محاولة تحليل وتقييم كل شيء! ويمكن أن يتسبب لك التفكير المفرط في اتخاذ قرارات خاطئة وفي الإجهاد الزائد وغير المُجدي.

 

ولا تنسَ أن التحليل الزائد والشكّ الناتج عنه يُمكن أن يؤثرا على ثقتك في اتخاذ أي قرار بالمستقبل؛ فإذا وجدت نفسك تواجه صعوبةً في اتخاذ القرارات، فتوقف عن التفكير وابتعد قليلًا حتى يصبح ذهنك أكثر وضوحًا.

 

لا تخجل من أخطائك

لا بُدّ أن تُدرك أن مواجهة أخطائك والتعلُّم منها قد يكون أحد أفضل الطرق للوصول إلى قرارات أفضل؛ فالأخطاء ليست بالضرورة أمراً سلبيًّا؛ فهذه الأخطاء والدروس التي تتعلمها منها تزودك بمخزون من الخبرات التي تُساعدك على اتخاذ القرارات بصورة أفضل في المُستقبل. وهذا سيجعلك أكثر إقدامًا وثقةً بنفسك.

 

فكّر في البديل المُعاكس لاختيارك

قبل أن تمضي قُدُمًا في تنفيذ قرارك، تأكد من أنك فكّرت في البديل المُعاكس تمامًا لهذا القرار؛ فإن التفكير بالبدائل الأخرى مهمّ لكونه يجعلك إما أن تكتسب ثقة أكثر في قرارك، أو تصل إلى اختيار بديل أفضل كنت قد أغفلته من قبل. وهذه الخطوة ستجعلك أيضًا تواجه معتقداتك وأفكارك التي بنيتَ عليها اختيارك الأول وربّما تُوصلك هذه المواجهة إلى إدراك جديد يُفيدك في صناعة قراراتك مُستقبلًا.

 

اطلب توجيهًا من الآخرين

تتمتع بعض النصائح والآراء بقيمة عالية، وخاصًّة حين تكون من أشخاص مرّوا بنفس الموقف من قبل؛ حيث يمكنك معرفة النتائج التي توصلوا إليها والاستفادة من معارفهم وخبراتهم المتعلقة بنفس الموضوع. ومن المهم أيضًا أن تسأل الأشخاص الذين سيتأثرون بقرارك عن آرائهم ونصائحهم؛ فهؤلاء يُمكنهم أن يزودوك بوجهة نظرٍ ربّما كانت غائبةً عن ذهنك.

 

ولكن احذر؛ فأن التوجيهات الكثيرة والآراء المُتباينة لأصحابها يُمكن أن تجعل عملية اتخاذ القرار أكثر صعوبة؛ لذا يجب أن توازن بين الأمرين وتعرف إلى من تستمع وإلى أيّ درجة تكون استجابتك.

 

انصح نفسك

نعم لقد قرأت ذلك بشكل صحيح! تظاهر بأنك تُقدم النصيحة لأحد أصدقائك المُقربين واحرص على حُسن توجيهه. وهذه الاستراتيجية مهمة؛ لكونها تجعلك تُبعد نفسك عن الموقف وتكون أكثر موضوعية في قرارك. ويُمكن لذلك أن يجعل عملية اتخاذ القرار أيسر بكثير، ويُمكن لذلك أيضًا أن يُجنبك المشاعر السلبية المرتبطة باتخاذ القرارات ويجعلك أكثر إيجابية وأكثر لُطفًا مع نفسك.

 

أحسِن إدارة مشاعرك

يجب أن تلعب المشاعر دورًا في عملية اتخاذ القرار، ولكن يجب عليك أن تتأكد من أنك تُتعامل مع مشاعرك بذكاء إذا أردت الوصول لقرارات أفضل. وينبغي أن تُحافظ على التوازن هنا أيضًا؛ فإذا زادت مشاعرك (سواء الإيجابية أو السلبية) عن الحد، فسوف تؤثر سلبًا على حُكمك، وتجعلك تصل إلى قرارات غير عقلانية.

 

على سبيل المثال، يمكن أن يُعميك الحماس الزائد لفعل أمر عن ما قد يترتب عليه من عواقب سلبية؛ ويُمكن أن يجعلك الخوف الزائد من الإقدام على أمر ما تُضيع فرصة كان في صالحك استغلالها.

 

وازنْ بين النتائج في الأجل القريب والبعيد

ستجد أن لكل قرار تقريبا نتائج قصيرة وأخرى طويلة الأجل، ومن الأهمية بمكان أخذ الجانبين في الحُسبان قبل الوصول إلى قرار. مثلا، البديل الذي يظهر أنه الأفضل في الأجل القصير، قد لا يكون جيدًا في الأجل الطويل، والعكس صحيح.

 

تأكّد أيضًا من استكشاف تلك البدائل التي قد تُسبب بعض الاختلال في الأجل القصير، ولكن يُتوقَّع أن يصدر عنها نتائج إيجابية جيدة جدًا في الأجل الطويل بما يُصلِح من هذا الاختلال ويجعل اختيارها يستحق العناء. ومثال ذلك، قلة راحة الموظفين نتيجة نقل مكاتبهم إلى مقرٍّ مؤقت لحين تجديد المقر القديم؛ والتي سيتجاوزها ما لهذا القرار من منافع تعود عليهم بالنفع من حيث حُسن تقسيم مقر العمل بعد التجديد مثلا، وتحسين التواصل بين فِرَق العمل وما إلى ذلك.

 

تقبل احتمالية أن تتخذ قرارًا غير جيّد

يتطلب أن تُصبخ صانع قرارات أفضل أن تكون على استعداد للمخاطرة، وأن تُدرك أنه لا يُمكن أن يوصف كل قرار ستصل إليه بأنه هو القرار الأمثل.

يجب أن تتقبل هذه الاحتمالية حتى يكون لديك ثقة كافية تُمكنك من الٌاقدام على اتخاذ أي قرار في المقام الأول. ومن الجوانب الإيجابية لهذا التقبُّل، أنك تكون أكثر انفتاحًا فيما يتعلق بوَضع خطة بديلة في حال سارت الأمور على نحوٍ غير صحيح.

 

كن مُخلصًا للقيم التي تؤمن بها

عندما تكون مخلصًا لقيمك أثناء عملية اتخاذ القرار، يصبح من الأسهل رؤية مسارك الصحيح؛ حيث تكون ببناء قراراتك على أهدافك وتوقّعك للنتائج في المدى البعيد. بالإضافة إلى ذلك، يمنحك التمسك بقيمك الثقة ويساعدك على قبول قراراتك، حتى عندما لا تسير الأمور بالصورة التي كنت تتمناها.

 

استخدم البيانات

لاتخاذ قرارات عن اطلاع ومعرفة بحيث يُمكنك البرهنة على صحتها لغيرك، استخدم البيانات متى توافرت لديك. تُساعدك البيانات والمعلومات التي تنتج عن تحليلها على اتخاذ قرارات أكثر عقلانية، وتُساعدك البيانات كذلك على فهم العمليات التي نجحت في الماضي؛ ومن ثَمّ تُمكِّنك من التوصُّل إلى أفكار جديدة قابلة للتطبيق بحيث تستطيع استخدامها لصالحك فيما بعد.

 

ختامًا، تعرفنا في هذا المقال على 10 نصائح تُساعدك على اتخاذ قرار أفضل. وكأي مهارة تُريد اكتسابها، عليك بالانتظام في تطبيق النصائح السابقة على حياتك حتى تُطور من مهارات اتخاذ القرار لديك، وابدأ بتطبيقها على الأمور البسيطة التي لن تتأثر كثيرًا إذا جانبك الصواب فيها، واستمر على ذلك حتى تصير أكثر شجاعةً وإقدامًا وقُدرةً على اتخاذ قرارات أفضل في كافة شئون حياتك. وكما جاء في الحديث: «إنّما العِلم بالتعلُّم، وإنّما الحِلم بالتحلُّم».

 



Share:
Facebook Twitter Pinterest Whatsapp LinkedIn

0 Comments

Leave a Comment

Related Post

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.