شحت المياه من المصرف الرابض بجوار تلك الشجرة، والتى نمت بشكلٍ غريب لتمتد بجذور ٍعملاقة تحت جسور الأراضى الزراعية مفترشة مياه البحر كالأخطبوط. فقد تأهبت رغماً عن التربة وأفسدتها، أطلق عليها الفلاحين. (شجرة إبليس) لوجود اللون الأزرق المفعم بالاحمرار المشع من أوراقها، وانبعاث رائحة كريهة تبعثها عند غروب الشمس..
اتفق المزارعون على قطعها بعدما قام أحدهم بطرح فكرته على الباقين بأن هذه الشجرة ملعونة ولابد من قطعها ...
وفى الصباح الباكر ومع قطرات الندى. قاموا بتجهيز آلة قطع كبيرة مستعينين بأحد المشعوذين
(الشيخ وعيد) ليقيم التعاويذ الشيطانية..
بدا كلاعب سيرك يركب فوق حصان فقد حدوته، ارتفع صوت تعويذته.. حى. حى
تثاءب وتمطى طويلاً وأخذ ينطق بكلمات وعبارات استغربها الحاضرين. ليقع أرضاً من فرط مساجته .... لقد همس لى. اقطعوها الآن
وهتف الجميع. بركاتك يا شيخنا
وعند غرس الآلة بها، سالت منها الدماء. أصابهم الذعر ففروا هاربين تاركين المكان بأكمله، اّخذين بهائمهم منصرفين بعيداً. وفى اليوم التالي اختفى صاحب الفكرة ولم يعرف أحداً.. أين ذهب؟
وتوالت الأيام لتلحق بالسنين وكل يوم بتفسير جديد لاختفاءه حتى تناسى أمره
وتكاثرت الأشجار الجهنمية فملأت المنطقة. ولم تشفع تعويذة وعيد له فباركته الشياطين بأن خفتت إحدى عينيه ليصبح بعين واحدة، مطيع لأوامرهم مهما كانت عاقبتها. فقد أعلنت الحرب منذ تمرد النفس البشرية وعصيانها لأوامر الله وانسياقها وراء عدوها. وانفردت اللعبة القذرة (الإغواء).
سكنت الوحشة هذا المكان وتمكنت اللعنة وازدادت بأن منعت مرور البشر كذلك المركبات التي غاصت به توغرا. فقد بنت الشياطين بيوتاً من الرعب سكنها عشائر من المردة والعفاريت