Mahmoud

Share to Social Media

في هدوء وعتمة الليل في المدافن ، والناس كلها نائمة نسمع صوت خطوات واحد جي وبيقرب ، و يقف قدام قبر ، ويبدأ يقرأ الفتحة ، ويبدأ في البكاء قدام القبر ده فجأة الشخص ده يسمع صوت ، ويبص يمين وشمال ، ومش شايف حاجه ولا حد.
__________________________________________

تبدأ قصتنا مع طارق ، وده هيكون بطل قصتنا ، وهو طالب في كلية الآداب قسم تاريخ سنة تانية ، و هنعرف إيه هي حكايته ، وقصته يلا بينا.

الساعة دلوقتي ١٢ الصبح ، وطارق في آخر محاضرة ليه في اليوم ، وخلاص طارق حرفياً مش قادر يكمل فيقوم صاحبه محمد اللي قاعد جنبه يقوله: إيه يا عم أنت نمت ، ولا إيه ؟

طارق: يعم خلاص أنا مش قادر صدعت ، والدكتور بقاله تلت ساعات عمال يشرح ، و أنا جوعت يعم ، وعايزين نروح الكافتيريا نضرب اتنين كريب.

محمد: يعم خلاص هانت اهيه أنت عارف الدكتور ده رزل أصلاً.

فجأة الدكتور يدور ، ويشاور عليهم ويقول: مين الزبالة اللي بيتكلم ورا ؟
فسكت محمد وطارق وبعدها الدكتور لف ، و كمل شرح المحاضرة.
بعد المحاضرة ما خلصت خرج محمد وطارق فمحمد بيقوله: يلا يعم عشان نأكل أنا جعان أوي.
طارق يرد عليه: وأنا كمان يلا بينا.
راح محمد ، وطارق الكافتيريا اللي أسمها ٢أم الكافتيريا الخاصة بكلية الآداب المهم طلبوا الأكل ، وهم واقفين .
محمد بيقول لطارق: هتيجي حجز الكورة بتاع انهاردة ؟
طارق: اه يعم أكيد مش هو الساعة ١٠ بليل؟
محمد: اه.
طارق: خلصانة يا صاحبي اتفقنا.
فجأة تعدي علا من قدام محمد وطارق ، و علا زميلتهم معاهم في نفس السنة ، وعلا كانت من أجمل بنات الكلي ،ة والدفعة كلها هيموتوا ويكلموها ، وطارق كان منجذب ليها جدآ وصاحبه محمد كان عارف كده فمحمد بيقوله: إيه يا عم روح كلمها كده .
طارق: يعم لا شكراً أنت بتهزر مش هعرف.
محمد: متخفش يعم طارق مش هتعضك هي يعني.
طارق:يعم لا بلاش ، ويلا باين الأكل جهز نأكله ويلا نروح.
محمد: ماشي يعم.
بعد ما خلصوا أكل طارق ومحمد كل واحد روح بيته ، وهنا طارق أتفاجي بابوه قاعد إنهاردة من الشغل واسمه جابر بيقوله: أنت جيت يا زفت ؟
طارق:اه يا بابا.
جابر:كنت فين كل ده ؟
طارق:كنت في الكلية يا بابا هكون فين يعني !؟
جابر:علي أساس إنك فالح أوي ، وفي كلية قمة أنت مجرد عيل فاشل مطلعتش زي أبن عمك ناجح ، ومتفوق كل ولاد الناس رافعة رأسهم إلا أبني أنا.
طارق بيرد عليه ، وهو بيحاول يكتم عصبيته ويقوله:أنا داخل أوضتي.
جابر: روح غور في داهية.
طارق دخل أوضته ، ونام شوية بعدها صحي علي صوت حد بينده عليه ،وهي أمه سعاد بتقوله: طارق يا طارق قوم يا حبيبي يلا عشان تتغدا.
طارق: صحيت يا ماما صباح الخير.
سعاد: صباح الفل يا حبيبي.
طارق:أومال بابا فين !؟
سعاد: نزل كلموه في الشغل وهيتأخر شوية
طارق:أه تمام.ماما بقولك!
سعاد:نعم!
طارق:هو أنا فعلاً فاشل !؟
سعاد: لا يا حبيبي متقولش كده.
طارق يقولها بحزن: أومال أقول إيه يا ماما كل ما بابا يشوفني يقولي إني فاشل فاشل ، ويقعد دائماً يحطني في مقارنة مع أبن عمي ، ومع أي حد ، ويمكن يكون عنده حق ،وأنا فاشل فعلاً دخلت ثانوية عامة ، ودفعت فلوس دروس وكتب ومراجعات ، و مجبتش المجموع اللي كان نفسي فيه ، واللي كنت عايزه ،ومدخلتش الكلية اللي نفسي فيها.ده حتي يوم ما جربت أشتغل كل شوية أروح اقدم في أي مقابلة شغل أترفض ، ولا كأني منحوس.
سعاد:بصي يا أبني أنا هقولك على حاجة هو ربنا بيظلم حد.
طارق:لا.
سعاد: ربنا مش سهل عليه يعمل عشانا كل اللي أحنا عايزنه.
طارق: أه.
سعاد: بس بقي ربنا سبحانه وتعالى عارف مصلحتنا فين أكتر ما أحنا عارفين، و ربنا مش بيختار حاجة وحشة ، وربنا مش بيظلم حد ربنا عالم بكل واحد فينا يا أبني أحنا مطلوب منا إننا نسعي إنما النتيجة في النهاية بتاعت ربنا ، وبالنسبة لأبوك أنت مش متخيل هو بيحبك قد إيه ، ونفسه يشوفك أحسن الناس بس دي طريقته في تعبيره عن حبه ، و أنه بالطريقة دي عن طريقها بيحمسك.
طارق: يقول كده ويكلمني بالطريقة دي ، واسمه كده بيحفزني؟
سعاد: أه يا بني أنا كدبت عليك قبل كده؟
طارق:لا يا ماما.
سعاد: يبني أنا عارفك ، وعارفة قد إيه إنك تعبت بس أسمعها مني أوعي تيأس من رحمة ، وكرم ربنا أبداً.
طارق: حاضر يا ماما ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك أبدا ، ويلا بقي نأكل سوا وبعدها ترتاحي عشان نروح المستشفى بكره ، وتحضري الجلسة بتاعتك.
سعاد: ويخليكي ليا يا رب يلا بينا.
وهم قاعدين بيأكلوا تيليفون طارق رن فراح يرد ، ويشوف مين.
طارق:ألو.
محمد: ألو.
طارق: إيه يا محمد.عامل إيه؟
محمد: الحمدلله بخبر إيه يعم نسيت حجز الكورة بتاعت إنهاردة !؟
طارق: أه صحيح معلش يا محمد أنا نسيت والله ، وشكلي مش هعرف أجي
محمد: يعم أنا كنت مستنيك.
طارق: معلش يا محمد متعوضة في مرة جاية إن شاء الله.
محمد: إن شاء الله يا صاحبي.عايز حاجه ؟
طارق: حبيبي تسلم يلا سلام.
محمد:سلام.
بعد ما طارق و أمه وأخواته خلصوا أكل ناموا ، وصحيوا اخواته الصغيرين راحوا المدرسة ، وهو وأمه راحوا المستشفى عشان سعاد تعمل جلسة الكيماوي عشان هي مريضة سرطان بقالها ٦ شهور.
سعاد: فاضل كتير يا بني ونوصل ولا ايه؟
طارق: خلاص يا ماما قربنا نوصل المستشفى أهو.
سعاد: طيب يبني.
بعد ما وصلوا المستشفى ، وأمه خدت جلسة الكيمياوي الدكتور اللي بيشرف علي علاجها نده علي طارق .
الدكتور:طارق تعالي عايزك ثواني.
طارق:حاضر يا دكتور خليكي هنا يا ماما هشوف الدكتور عايز إيه ، وهجيلك علي طول.
سعاد: ماشي يا حبيبي.
فجأة الدكتور يكلم طارق ، ويقوله علي نتيجة تحاليل في إيده طارق واقف مش مصدق نفسه ، ومش عارف يقول أو يعمل إيه؟
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.