أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

Share to Social Media

يتثاقل رأس ألفونسو وكأنه يحمل فوقه حملًا ثقيلًا، ويشعر بنعاس شديد، يغمض عينيه ثم يغلبه النوم، وكان يسمع صوتًا ما يقول له: "احذر، احذر، إنها السيكادا، احذر إنها السيكادا"
وكان الصوت يعلو ويهبط ثم يزداد علوًّا وحدة. وترافق ذلك الصوت معزوفات غريبة تصم الآذان، يستفيق مذعورًا على صدى رنات الهاتف المزعجة غير مدرك لما يحدث وكأنه كان في غيبوبة طويلة، يرفع السماعة ويقول بتلكؤ:
- آ، آلو، من معي؟
وكان صوت زميل له يصرخ قائلا:
- أسرع يا ألفونسو، أسرع، جريمة مروعة حصلت في الطابق المجاور لك!
يضع سماعة الهاتف ثم يذهب لغسل وجهه لعل قطرات الماء الباردة تزيل عنه آثار النوم الثقيل. وبعد تناول فطوره، يلبس ثيابه على عجل وكأنه في سباق مع الزمن، ويهرع باتجاه مسرح الجريمة.

كانت تلك الجريمة قد وقعت بغرفة ليست ببعيدة عن مقر سكناه، وهو ما أثار استغرابه، فهو على اتصال يومي بجيرانه وكان يعرفهم حق المعرفة، ولم يلحظ في المدة الأخيرة أي تصرفات تثير الريبة وتنذر بوقوع جريمة في العمارة التي يقطن بها!، يفتح باب المصعد بعد أن وصل إلى الشقة المطلوبة، يعترضه أفراد من الشرطة والطاقم الطبي وكانوا يطوقون المكان، فيفسحون له المجال للمرور. كان يسمع هنا وهناك بأن القتيل شاب، وهو يعمل بالمجال الإعلامي، فرسم ملامحه في مخيلته، ويتذكر أنه قد التقاه منذ ما يناهز الأسبوع، تبادلا فقط التحية. يظل يتقدم نحو باب الشقة الرئيسي، فيلمح الضحية من بعيد ملقى على الأرض، ولا يوجد أي أثر لدماء محيطة بالقتيل، فيقول بينه وبين نفسه:
- الشاب لم يقتل لا بطعنة ولا باستعمال الرصاص، قد يكون تعرض للخنق، أو ابتلع مادة سامة.
يتقدم ألفونسو من الجثة بتؤدة، كان يتأملها بعينين ثاقبتين، ثم يتحسسها بحذر بعد أن ارتدى قفازيه، وكان يقلبها برفق وكأنه يربت على كتف طفل صغير، ما يلبث أن يلاحظ آثار الخنق بادية بوضوح على رقبته وهو ما فكر به سالفًا، يلاحظ كذلك شيئًا ما في فم الشاب المغدور، فيفتحه بتأنٍ، فإذ به يجد حشرة غريبة وبجانبها جذاذة ورق، فيفتح تلك الورقة بسرعة متلهفًا لقراءة محتواها، ثم يقف مشدوهًا، وكان قد قرأ هذه الكلمات: "احذر، إنها السيكادا"
يظل ألفونسو صامتًا لبرهة، وكأنما انتابته غفوة أو شرود، ويهتف في نفسه "السيكادا!، أظن أنني سمعت هذا الاسم من قبل"
وكان يجيل بنظره حول أرجاء الغرفة التي وجد فيها الشاب قتيلا، ويتأمل المكيف المعلق في الجدار، ويقول لأحد مساعديه:
- هل هذا المكيف يعمل؟
فيومئ مساعده كدلالة على كون المكيف كان بوضعية اشتغال عندما اكتشفت الجثة، فيهتف المحقق ألفونسو في نفسه:
- سحقًا، إن القاتل يريد تضليلنا، فالهواء البارد سيؤخر تصلب الجثة ولن يمكننا ذلك من تحديد وقت الوفاة بدقة، إن لغز قاتل السيكادا هذا يزداد تعقيدًا.
ثم ما يلبث أن يخرج من الغرفة وعلامات الحيرة بادية على وجهه، وكان يخاطب طاقم التحقيق بنبرة حادة:
- يجب أن تعرض الجثة فورا على الطبيب الشرعي لتحديد سبب وتاريخ الوفاة، حسب معاينتي الأولية فإن القتيل مات مخنوقًا ويجب كذلك أن تأخذوا تلك الحشرة للاختبار في أقرب وقت، حتى قبل الجثة.
مضى الوقت سريعًا حتى خفتت الحركة في العمارة وذهب كل أحد إلى حال سبيله.
اختلى ألفونسو بنفسه تلك الليلة ليتفحص ملف القضية الغامضة، فارتسمت في وجهه ملامح غريبة، فبدا كالمحارب المتهيئ للوثوب على عدوه من فرط التركيز الشديد، وكان يدقق النظر في شاشة حاسوبه بعد أن فتح محرك غوغل ليبحث عن معنى كلمة "سيكادا"، فطال به البحث والوقت قد تأخر.
لفظت السماء قطع الظلام في ذلك المساء؛ فتناثر سوادها في كل مكان، وقد نال منزل ألفونسو نصيبه من ذلك السواد الرهيب، وظل نور حاسوبه الخافت يقاوم تلك الظلمة وحيدا، وكانت تتجلى على شاشة ذلك الحاسوب صورة حشرة غريبة كتب فوقها كلمة "سيكادا"، وكانت تلك الحشرة أشبه بالفراشة، تتوقد عيناها البارزتان كالجمر المشتعل، بينما أرجلها الحادة فكانت أشبه بالمخالب، وألفونسو جالس خلف حاسوبه يدقق النظر فيها، ويتمتم في نفسه:
- ما هذه الحشرة الغريبة؟ وكأنها آتية من الحقبة الجوراسية.
وظل كذلك طوال الليل حتى غلبه النعاس بعد أن أنهكه التعب ولم يحقق النتائج المأمولة، فألقى بجسده المتهالك على الفراش. مر الليل سريعًا، وحل الصباح، وها هو ممسك مقود سيارته باتجاه مكتبه، وكانت حشرة السيكادا لا تكاد تفارق عينيه طوال الطريق.
يصل المكتب مبكرًا على غير عادته، في غضون نصف ساعة، ويفتح الباب فإذا به يجد زميله "ويلتر" بانتظاره، فيقول بصوت خافت:
- صباح الخير ويلتر، ما الذي أتى بك في هذا الصباح الباكر؟ ظننت أنني لن أجد أحدًا.
- ماذا دهاك يا ألفونسو!، ألم تطلب الإسراع بإجراء الاختبارات على الحشرة التي وجدت في فم الجثة؟
- أوه، نعم، نعم، هل من أخبار جديدة؟
- إنه شيء لا يصدق، لا يوجد أي بصمات على الورقة ولا على الحشرة التي عثر عليها في فم الضحية، وقد أكد لي كل المختصين في الحشرات أن هاته الحشرة قد انقرضت منذ زمن بعيد، واسمها "حشرة السيكادا"
- ماذا؟ انقرضت؟! كيف لم أنتبه لذلك ليلة البارحة! هل أن غوغل تجاهل هاته المعلومة؟
- لقد انقرضت فعلًا، ولا وجود لها الآن.
- ومن أين أتى بها المجرم؟ ولماذا وضعها في فم الضحية؟
- كل هاته الأسئلة تخامر ذهني يا صديقي، ولا أجد لها إجابة مقنعة.
- وماذا عن القتيل؟ هل هناك نتائج أولية للاختبار؟
- أنت تعلم أن اختبارات الحمض النووي تتطلب وقتًا أطول، ولكن حسب التسريبات التي أمكنني التحصل عليها، فإن سبب الوفاة هو الاختناق بفعل فاعل كما خمنّا. يؤكد الطبيب أنه تم معاينة دماء متجمدة على مستوى العنق، وهو ما يدعم فرضية الخنق بواسطة قطعة حبل أو جلد أو ما شابه ذلك، أما تاريخ الوفاة، فقد عطل فعلا المكيف تصلب الجثة، ولكن بحكم درجة الحرارة التي عدل عليها المكيف فقد قدر الطبيب أن التصلب سيتأخر بحوالي ساعتين عن الحالة الطبيعية، لذلك قدر أن الوفاة حصلت بين الساعة العاشرة ومنتصف النهار.
ويعم الصمت المكان كأن خطبًا ما قد أصاب المحققين، وكان كل منهما ينظر للآخر في ذهول، وبعد يوم طويل رجع ألفونسو لبيته ليجلس أمام حاسوبه وينهمك في البحث عن سر هذه الجريمة الغامضة، وما يمكن أن توحي إليه حشرة السيكادا، وكان قد نسي حتى تناول الطعام وهو الذي قضى كافة ردهات يومه على بطن خاوية، ويشعر بألم في رأسه جراء الإرهاق والتعب فيخرج لشرفة المنزل ليستنشق بعض الهواء النقي، كانت النجوم تتراقص في تلك الليلة على أنغام معزوفات الرياح وهي تربت بحنية على أوراق الأشجار المنتشرة في أرجاء المنطقة، فترقص الظلال مع النجوم وهي ممسكة بجذوع تلك الشجيرات، وكان القمر شاهد عيان على تلك السمفونية الحالمة، وفي كنف ذلك الجو البديع ازداد القمر بهاء، أشرقت له عينا ألفونسو المتلألئة من فوق سور شرفته المطلة على الشارع الرئيسي. ويتراجع فجأة إلى الخلف تاركًا وراءه تلك الألحان الساحرة وهو يتمتم قائلًا:
- يجب أن أعود للعمل، يكاد الليل أن ينتصف، فقد ارتحت بما فيه الكفاية.
رجع مسرعًا إلى حاسوبه، وبعد أن فتح محرك غوغل كعادته أن يفعل، انغمس في البحث عن حشرات مماثلة لحشرة السيكادا ولازالت تعيش في هذا الكوكب، فظهرت له ملايين الحشرات واحتلت صورها كافة شاشة الحاسوب، ويهتف ألفونسو في نفسه بعد أن أدمعت عيناه من فرط النظر للشاشة:
- تبًّا، كيف لي أن أتبين حشرة شبيهة بالسيكادا وسط هذا الكم الهائل من الصور؟ يجب أن أجد حشرة شبيهة لها ولا زالت تعيش على سطح هذا الكوكب، فإن ذلك سيقودني حقا لفك هذا اللغز، تبًّا!
وبينما كان منغمسًا في بحثه إذ به يشاهد رسالة غريبة مجهولة المصدر، فيتعجب ويقول:
- يبدو أن غوغل بعث بهذه الرسالة لجميع مستخدميه، فأنا لم أفتح غير هذا المحرك.
وبعد أن تمتم بهذه الكلمات فتح الرسالة، وقرأ الكلمات التالية: "مرحبا، نحن نبحث عن أشخاص عالي الذكاء في كافة أرجاء المعمورة، ونريد القيام باختبار للاهتداء لهؤلاء الأشخاص واستقطابهم؛ لذلك ابتكرنا هذه اللعبة، أوجد الطريق الخفي الذي سيقودك إلينا، شكرا، التوقيع، سيكادا 3301."
ذهل ألفونسو عندما قرأ هذه الرسالة الغريبة، وينتفض من مقعده مذعورًا وهو يمعن النظر في شاشة الحاسوب، وكان قد رأى في أسفل الرسالة صورة لحشرة السيكادا مصحوبة بالرقم 3301، وتنتابه حيرة ما بعدها حيرة، وكان يجوب أنحاء الغرفة وهو يتكلم بنبرة ترجمت كل معاني الخوف والحيرة، وكان يقول:
- آخ.آخ، إن الأمر لم يعد مجرد جريمة قتل عابرة، يبدو أن القدر قد أجبرني على مقارعة مجرم ذكي متمكن من علوم الإعلامية تمكنًا شديدًا، السيكادا إذن ليست مجرد حشرة انقرضت، إنها واجهة لأمر خطير.
ويسارع ألفونسو بالاتصال بزميله ويلتر لعله يجد تفسيرًا للرسالة المشفرة التي أرسلها محرك غوغل، وبعد أن طلبه لعدة مرات يتحصل عليه أخيرًا، فيخاطبه قائلًا:
- عفوًا على إزعاجك في هذا الوقت المتأخر يا ولتر، يبدو أنك كنت تغط في نوم عميق.
- نننع، م، م، ما الخطب يا ألفونسو؟
- هل قرأت الرسالة المشفرة التي أرسلها غوغل لمستخدميها؟ إن بها شيئًا يهم قضيتنا.
- آه، رسالة السيكادا، لقد وصلتني أنا الآخر، أظن أنها مزحة، ولا تحمل أي مضمون، ولا أظن أن الذي كتبها على علم بالقضية التي نعمل عليها.
ويرد عليه ألفونسو غاضبًا:
- لا أظن أنها مزحة يا ويلتر!، كيف تستهين بهذه الرسالة الغريبة، أظن أن المجرم هو من أرسل تلك الرسالة، وإلا لما ترك لنا الحشرة في فم الضحية! وصورتها نفسها التي رافقت الرسالة! ويبدو كذلك أنه حاول إخفاء وقت الوفاة عن طريق ترك المكيف بوضعية اشتغال ليعلمنا أنه يحتقر أساليبنا القديمة وأننا نتعامل مع شخص شديد الذكاء، وكأنه قام بالجريمة فقط ليترك لنا بصمته، أي الحشرة والرسالة، حتى أن القتيل حسب ما بلغني هو شاب بارع في عمله في مجال الإعلامية، وليس له أي عداءات أو جرائم سابقة، إذن فهذا القاتل لم يقتل بدافع العداوة أو شيء من هذا القبيل، إنه يستمتع بما يفعل!
- امم، ربما، ولكن ما الذي تخفيه رسالته، إني لا أرى فيها أي لغز.
- امم، ماذا لو نحمل الرسالة على محرك بحث آخر، فعلا، فعلا، قد يقودنا ذلك إلى شيء خفي، وإن محرك البحث "فورشر" هو الأجود في مثل هذه الأمور، أمهلني إلى صباح الغد، وسأخبرك بالنتيجة.
- حسنا، حسنا، أعتذر مرة أخرى على الإزعاج.
وما إن أنهى المكالمة حتى شرع "ويلتر" في تحميل الرسالة على محرك البحث "فورشر"، وكانت النتيجة مذهلة، فقد اكتشف أن الرسالة مشفرة بأكثر الشيفرات تعقيدًا، يهتف "ويلتر" في نفسه:
- إن هذا المحرك كشف أن الرسالة تحمل تشفيرًا معقدًا، لابد أنها شيفرة "قيصر"، نعم إنها هي.
وقد انتاب "ويلتر" ذهول كبير جعله يسرح بخياله بعيدًا، وقطع عنه غيبوبته صوت ارتطام الشباك وقد دفعته الرياح بقوة وكأنها تستفز سكينته وتعبث بخياله الواسع، فيهرع المحقق للشباك فيغلقه، ثم يرجع لمكتبه مسرعًا وكأنه يعاند الرياح ويسابق الزمن لاكتشاف لغز أرق كل مكتب التحقيق، ألا وهو "لغز السيكادا".
وقد طال الأرق بالمحقق "ويلتر" تلك الليلة، ومع بزوغ الفجر أسرع لمقر عمله ليبلغ زميله ألفونسو بما اهتدى إليه، ويتوجه نحو مكتب الأخير وهو يلهث بعد أن دخل المخفر راكضًا وهو ما أثار استغراب الجميع، ثم يفتح الباب على عجل، ويقول:
- فعلًا يا ألفونسو لقد قادني "فورشر" إلى أن الرسالة مشفرة.
- صباح الخير "ويلتر"، استرح قليلا ثم فلنناقش الموضوع على مهل.
- عذرًا يا صديقي، فقد كنت أسابق الزمن لأطلعك على ما اهتديت إليه.
- أحقًا هذه الرسالة مشفرة؟
- نعم، وبشيفرة قيصر المعقدة، لكنني لم أستطع أن أفك الشيفرة.
يفتح سيلفستر حاسوبه، ويظل يتأمل الصورة مليًّا، وكان "ويلتر" يراقبه بعينيه الزائغتين، وكأنه ينتظر فرجًا قريبًا، فهذه القصة الغريبة قد أصبحت مستعصية عليه، وكان يتساءل بينه وبين نفسه:
- هل أن السيكادا شخص متمكن من البرمجيات، لا، لا، أظن أنها منظمة كاملة المعالم، وما علاقة الجريمة الأخيرة بهذا كله؟ هل أن القتيل ضحية هذه اللعبة القذرة؟
ويقطع شروده صوت "ألفونسو"، وكان يقول له:
- آه، "ويلتر"، لا أظن أن الرقم 3301 الذي صاحب الصورة قد ورد اعتباطيا، وإنما له دلالة معينة، هذا العدد يتكون من أربعة أرقام، وكما أسلفت الذكر فالرسالة مشفرة بشيفرة قيصر، ألا تظن أن فك الشيفرة يكمن في استعمال القيصر الرابع؟
- القيصر الرابع؟ أظن أن اسمه "تيبيريوس"، امم، ربما، فلنحاول.
وبسرعة يشكل الاثنان رابطًا إلكترونيًّا باستخدام كلمة "تيبيريوس" مع إضافة دوت كوم، وكانت المفاجأة.. لقد فتح الموقع، وظهرت صورة بطة وقد كتب أسفلها بالإنجليزية: "عذرا يبدو أنك لم تستطع فهم الرسالة، حاول مرة أخرى."
ويظل الاثنان يحدقان بشرود لهذه الرسالة الجديدة، ونظرات الخيبة تتطاير من أعينهما بعد أن ظنا أنهما قد اهتديا لحل لغز السيكادا.
كان النهار قد انتصف، وينتفض ألفونسو من مقعده ليتجه صوب النافذة التي تطل على الحديقة العمومية، فكان كلما امتلأت رأسه بالأفكار الحارقة وهو حبيس في الغرفة، كانت النافذة ملجأه الأخير، فيجيل ببصره حول تلك الخضرة الغناء المزركشة بألوان الورود بشتى أنواعها، ويسرح به الخيال مع عزفات العصافير ونسمات عليلة تتسلل من بين أوراق الأشجار حتى تصل لشعر لحيته المتجعدة، ويستفيق ألفونسو بعد أن شعر ببعض الانتعاش، وكان ويلتر لا يزال متجمدًا في مكانه لا يحرك ساكنًا، وكان يتمتم بصوت خافت:
- جاس، آوت، جاس، آوت، لقد تكررت هذه المفردات الانجليزية أكثر من مرة في هاته الرسالة.
فيقول ألفونسو بعد سماعه تلك الكلمات:
- ماذا لو عكسنا الترتيب، آوت، جاس.
فيصرخ ويلتر قائلا:
- إنه يود منا أن نفتح الصورة عن طريق محرر النصوص، آوتجاس، نعم، هذا ما يريد!
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.