سوف يؤرخ تاريخ اضطراب الهوية الجنسية في مصر بحالة سيد الذي تحول إلى (سالي) عام 1987 وقد أحدث صدمة عنيفة في جميع الأوساط حيث أن (سيد) كان طالباً في كلية طب بنين الأزهر وقام طبيب بعمل جراحة تحول له ليتحول من ذكر إلى أنثى كان يذهب إلى الكلية (كبنت) وحيدة وسط كل هذا الجمع من الذكور (لأنه معلوم أن الأزهر يقوم على فصل للنوع) يرتدي ملابس النساء ويتحلي بالعديد من الأكسسورات وواضعاً الروج والمكياج مثله تماما مثل (اهتمامات أي فتاة أو امرأة) تعرف معني أن تمارس (الطقوس السابقة) كامرأة تستقبل الشارع وما به من رجال وذكور مما أدى بإدارة جامعة الأزهر إلى فصله عام 1988 نظراً لأنه كان يعد حالة شاذة وسط هذا الجمع من الذكور واضطراب الهوية الجنسية يعني رغبة دفينة قوية في (تغيير الجنس) وهي مختلفة عن اضطراب انحراف الملبس.
وأن الشخص يظل (متضايقاً) من مجرد أن ينتمي إلى (نفس جنسه) قبل أن يحدث (التحول) بمعني أن الرجل الذي لديه هذا الميل يتضايق من مجرد أنه (ينتسب) إلى طائفة الذكور ويتواجد معظم الوقت مع الإناث ويتشبه بهن في:-
الحديث.
الملابس.
كافة الاهتمامات المتعلقة بالمشاعر والأحاسيس والعواطف المتجهة إلى الجنس المقابل (الذكور).
كافة الاهتمامات الخارجية (المظهر العام).
وهذا الانحراف يسبب ألماً شديد من الناحية النفسية للفرد ويسعي (صاحبه أو صاحبتها) إلى ضرورة (تغيير) أو (تحول جنسي) كي يصبح (جسده) (تماما مثل نفسيته) على شاكلة النوع أو الجنس الذي يريده.
والمشكلة أن الرجل ليس رجلاً بجسده بل بأفكاره (هو) عن نفسه ومدى تقبله معني الرجولة أو النوع الذي ينتمي إليه، أو قد يرفض ذلك. والمرأة امرأة بمشاعرها وأحاسيسها الداخلية وليست فقط امرأة تملك جسداً (يقال أنه أنثوي) لأن (رفض هذا الجسد قد يكون من جانب وداخل الشخص) والفرد إذا رفض جسده فمن يقدر على جعله يغير هذا الاتجاه. لأنه حتى الآن لا يوجد علاج نفسي قد نجح في إقناع (الشخص) أن يظل متوافقاً مع (جسده) كما لا توجد (حبوب أو أدوية) تستطيع أن تفعل ذلك.
حتى إذا تحققت رغبة الفرد وتحول إلى الجنس الذي يريده (أنتفت) المشاكل إلى (أكبر حد) فالأنثى – التي تحولت – لا تستطيع الإنجاب (لأنها تحولت من الناحية الهرمونية والتدخل الجراحي) في أجزاء جسدها التناسلية كي تكون امرأة أو أنها تصبح غير مهيأة للإنجاب لأنه لا تملك من الأساس الرحم وكافة الأعضاء التي تهيئ للجنين الحياة.
كذلك المرأة التي تتحول إلى ذكر فأن العلاج بالهرمونات يحولها إلى ذكر وكذا التدخل الجراحي، كما أن الإصابة بالسرطان تكون أقوى لدى الأشخاص الذين يقبلون على التحول الجنسي.
وقد اقترحت في نهاية هذا الكتاب إمكانية أن تتواصل الأساليب العلاجية النفسية حتى يتم إقناع الشخص أن يتوافق مع نوعه الذي خلق به، فما أسهل – الآن – عملية العلاج الجراحي والهرموني وتحويل الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر لكن ما يترتب من نتائج على هذا التحول جد خطير من الناحية الطبية وكم الأمراض التي تصيب الفرد وتجعل (حياته) مرهونة بالعديد من العوامل. ولذا فقد جاء هذا الكتاب في الفصول الآتية:
الفصل الأول بعنوان: مدخل إلى اضطراب الهوية الجنسية.
الفصل الثاني بعنوان: تاريخ اضطراب الهوية الجنسية.
الفصل الثالث بعنوان: اضطراب الهوية الجنسية: التعريف وما يرتبط به من تعريفات ونسب انتشار.
الفصل الرابع بعنوان: اضطراب الهوية الجنسية: التشيخص والأعراض.
الفصل الخامس بعنوان: اضطراب الهوية الجنسية: العلاج الهرموني والتدخل الجراحي.
الفصل السادس بعنوان: اضطراب الهوية الجنسية: التوجه والدور الجنسي.
الفصل السابع بعنوان: اضطراب الهوية الجنسية وموقف الدين الإسلامي والمسيحي.
الفصل الثامن بعنوان: النظريات المفسرة لاضطراب الهوية الجنسية.
الفصل التاسع بعنوان: نماذج من الدراسات الميدانية التي تناولت اضطرابات الهوية الجنسية.
آملين بهذا الكتاب أن نفتح الباب على مصراعيه من جديد (سواء من ناحية الطب النفسي أو كافة مدارس العلاج النفسي) أن ترى حلا لهذا الأمر وأن يقتنع الفرد بالجنس الذي ولد به حتى لا يدخل في متاهات العلاج الهرموني والتدخل الجراحي وما يترتب على ذلك من آثار قد تؤدى بحياة الفرد.