العشق يعتبر حالة خاصة من الحب، ويمكن تعريف العشق بأنه الحب الشديد الذي يتغلغل في الفؤاد، ويسيطر على المشاعر، وهو يتلاقى مع معنى الحب. ولقد اشتهرت قصص عشق كثيرة عبر تاريخ البشرية، مرورًا بمختلف الحضارات والمجتمعات، وسوف نعرضها في هذا الكتاب.
ويعد كل من الحب والعشق من المشاعر التي يكنها الشخص نحو شخص آخر، فكلاهما نوع من الروابط المعنوية، التي تربط بين الأفراد، وتقوِّي أواصر العلاقة فيما بينهم. وتختلف النظرة التي ينظر بها الشخص إلى الآخر باختلاف نوع المشاعر التي يكنها في قلبه، بناء على نوع العلاقة التي تربط بين الشريكين ومدتها الزمنية، والمواقف والظروف المختلفة التي تعرض لها كل من الطرفين ضمن هذه الفترة، والطريقة التي أثرت بها في شكل العلاقة. ولذلك يجب الحرص على التفرقة بين أنواع المشاعر الداخلية، ونوع العواطف التي يملكها الفرد تجاه الشريك، ما بين مشاعر إعجاب، ومشاعر حب، ومشاعر عشق.
ويختلف معنى الحب عن معنى العشق، فالحب يعد من أسمى المشاعر الإنسانية، وأكثرها أهمية على الإطلاق، وهو مفهوم عام يشير إلى فضيلة أخلاقية تربط بين الناس على اختلاف أجناسهم وتوجهاتهم العقائدية، فمشاعر الحب كثيرة ومتنوعة، ولا يمكن حصرها بعلاقة تربط بين الذكر والأنثى، فالحب موجود بأشكاله المختلفة بين الناس سواء بين المرأة وزوجها، والأم وطفلها، وبين الأخوات والإخوة، وفي علاقة الصداقة، وعلاقة العمل، والكثير من العلاقات الاجتماعيَّة الأخرى.
وفي الحب كتب الشعراء الكثير من القصائد، وتغنى به الناس، وأكثر ما يسعى إليه الفرد في حياته هو الحصول على علاقة حب حقيقية وصادقة.
ويتناول هذا الكتاب "العشق المباح" مفاهيم كل من الحب والعشق والصداقة، والفروق بينها، كما يتناول نماذج وصورًا مختلفة من العشق المصرح به والمباح، كعشق الخالق العظيم، وعشق رسولنا الكريم، وعشق الطفل لأمه، وعشق التلميذ لمعلمه، وغيرها من نماذج نتمني أن تسود في مجتمعاتنا.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،
المؤلفون