مقدمة
عندما يصبح الطفل في عمر الرابعة تتغير العديد من المفاهيم الخاصة به، حيث إنه الآن قد بدأ مرحلة جديدة تمامًا وأصبح دخوله للمدرسة قريبًا؛ وسوف نجد الطفل في هذا العمر له طاقة زائدة بمقارنة بالسنين الماضية. كما سوف نجده ثرثارًا بشكل كبير وفضولي أيضًا، وهذا لأن الطفل في عمر الرابعة يصبح لديه حب استكشاف كل العالم الذي يدور حوله، ويرغب في فهم جميع الأشياء دون أي اعتبارات أو أخذ الأمان في الحسبان، كما أن من أهم التغيرات التي تطرأ عليه في هذا العمر هو التقلبات المزاجية التي تزداد بشدة.
ونود أن نشير هنا إلى أن تلك الصفات تتفاوت وتختلف من طفل إلى طفل آخر، فهي ليست صفات أساسية متواجدة في كل الأطفال البالغين عمر الرابعة. ويجب على كل أم وأب الاهتمام بتنمية مهارات طفلهم في هذا العمر، وأن يستغلوا طاقتهم في أشياء مفيدة سواء بالألعاب أو بقضاء الوقت معهم.
دور الوالدين في تنمية مهارات الطفل
إن أهم ما يميز هذه المرحلة العمرية للطفل هو التعلم وحب الاستكشاف، ولذلك يجب على الأهل أن يهتموا بأخذ الطفل إلى العديد من الأماكن الجديدة التي يمكنه أن يتعلم فيها أشياء تفيده في المستقبل. فعلى سبيل المثال، من الممكن أخذه لزيارة المتاحف، أو من الممكن زيارة حديقة الحيوان ونحدثه عن أنواع الحيوانات والطيور والفرق بينها. فالطفل يحتاج إلى تعلم أساسيات الحياة، ومن الممكن أن نشتري للطفل خريطة المكان ونعرفه الاتجاهات ونسير معه على الخريطة ونستكشف مثله.
ومن أهم الأشياء الأخرى التي يجب على الآباء أن يقوموا بها هو أن يحثوا الطفل على أن يقيم علاقات كثيرة مع أصدقائه، وعلى أن يتعرف على أصدقاء جدد، بشرط أن يعلموا طفلهم بأسلوب بسيط وسهل ما هي أساسيات الصداقة، وكيف يمكنه أن يكسب صديقًا جيدًا، وكيف يمكنه أن يتعامل مع الآخرين ونتركه يتعرف على كثير من الناس من دون قيود ليكتشف هو أيضًا جوانب الصداقة بنفسه.
ولكننا يجب أن نراقبه أيضًا ونتدخل إذا وجدنا سلامة الطفل في خطر، حيث إن الآباء يجب أن يهتموا بشكل كامل بأمان الطفل وبسلامته الجسدية في ذلك العمر؛ وذلك لأن الطفل عندما يبلغ عمر الرابعة يشعر بأن قدراته قد زادت ولا يحرص على اتباع شروط الأمان.
فعلى سبيل المثال من الممكن أن يكون الطفل راغبًا في تعلم رياضة السباحة، فيجب تعليمه أو إسناد هذا الأمر إلى مدرب حتى يقوم بتعليمه مع مراقبة الطفل بشكل جيد والتأكد من سلامته. وإلى جانب السلامة الجسدية يجب التأكد من سلامة الطفل النفسية، حيث يجب على الوالدين أن يتأكدوا تمامًا من عدم وجود أي شخص يزعج الطفل سواء من أصدقائه أو ممن يحيطون به في العائلة.
كما يجب على الأبوين ألا يبالغا في عقاب الطفل على أي سلوك غير مقبول، ومن الممكن أن نعاقبه عن طريقة الاستبعاد لمدة زمنية محددة. كما يجب عند العقاب أن نشرح له لماذا هو معاقب، ولماذا الفعل الذي قام به ليس جيدًا.
ألعاب تنمي مهارات الطفل 4 سنوات
عندما يبلغ الطفل 4 سنوات فهو سوف يحتاج إلى ألعاب جديدة مختلفة تمامًا عن الألعاب التي كان يلعب بها في السنين الماضية، حيث إنه الآن أصبح طفلاً واعيًا يمكنه التعبير عن نفسه والتحدث بسلاسة، وأصبح لديه حصيلة قوية من الكلمات.
ومن الممكن أن يكون قد تعلم أيضًا بعض المفردات من لغة أجنبية أخرى، أو تعلم كيف يكون جملة كاملة بلغة أخرى؛ ولهذا فإن الطفل في هذا العمر يحتاج إلى ألعاب تزيد من مهاراته المختلفة، سواء مهارات التواصل أو التركيز والتفكير.
هناك الكثير من الألعاب التي تزيد من مهارات الطفل، والتي يمكن للأهل أن يستعينوا بها بجانب النصائح التي قمنا بذكرها حول تنمية مهارات الطفل عمر 4 سنوات، ومن أهم تلك الألعاب:
1- ألعاب التفكير
هناك الكثير من ألعاب الأطفال التي تركز على زيادة مهارة التفكير عند الطفل، ومن أهم تلك الألعاب: لعبة البازل أو الألعاب ذات المجسمات الكبيرة أو الألعاب التي يجب على الطفل أن يتبع فيها العديد من الخطوات حتى ينتهي منها.
ويمكن للأبوين أن يقوما بشراء تلك الألعاب بالشخصية الكارتونية المفضلة للطفل، أو بالأشياء المحببة إلى قلبه سواء كان يحب السيارات أو يحب الطيور أو أميرات ديزني، وفي نفس الوقت يمكننا أن نناقش الطفل حول شخصيته المفضلة، ونكون طورنا مهارات التواصل مع مهارات التفكير في نفس الوقت.
2- الليجو
إن الليجو من أهم الألعاب التي تعمل على تنمية مهارات الطفل عمر 4 سنوات والتي تزيد من ذكائه ومن قدرته على التركيز، وذلك لأنها تتطلب قدرًا من الذكاء والتركيز حتى ينتهي منها؛ كما أن لعبة ليجو تعمل على تعليم الطفل كيف يكون صبورًا.
وتعلمه كيف يتبع الخطوات حتى يحصل على نتيجة مرضية وتركز على تعليم الطفل كيف يمكن أن يطابق الأشياء من الصور، وعندما ينتهي الطفل من تنفيذ اللعبة سوف نجد الفرحة على وجهه وسعادة بإنجازه لها.
3- كروت المطابقة
تعتبر كروت المطابقة من أنسب الألعاب التي تقوم بتنمية مهارات الطفل البصرية؛ حيث إن تلك اللعبة تكون عبارة عن كروت تحمل صورًا متطابقة، من كل صورة توجد نسختان، ونقوم بوضع الكروت على ظهرها ونجعل الطفل يجمع الكارتين المتشابهين ويتذكر مكان الكروت.
4- الكتب والحكايات المصورة
إن من أهم الألعاب التي تعمل على تنمية مهارات الطفل عمر 4 سنوات هي ألعاب التقمص والتقليد والتمثيل أو ألعاب الحكي، فيمكن للأبوين أن يقوما بعمل مسرح عرائس صغير في المنزل، ويستغلانه من أجل عمل جلسات لحكي بعض القصص سواء قصص باللغة العربية أو لغة أجنبية أخرى.
إن تلك الألعاب هي التي تحث الطفل وتشجعه على أن يبدع ويبتكر وتجعله يحصل على حصيلة مفردات جديدة يكُّون منها جملاً جديدة، كما يمكننا أن نضع في نهاية القصة عبرة أو حكمة أو بعض القيم من أجل تطوير مهارات الطفل الأخلاقية، وحتى نبعده على التصرفات الخاطئة بطريقة جيدة.
5- ألعاب الرسم والتلوين
كثير من الأطفال يحبون الرسم والتلوين بأنواع خامات متعددة، ويشعرون بأن الرسم والتلوين هما الطريقتان المثاليتان اللتان يمكنهم أن يعبروا من خلالهما عن مشاعرهم، ولذلك فإن ألعاب الرسم والتلوين تعتبر من أهم الألعاب التي تنمي من مهارات الطفل عمر 4 سنوات.
يجب على الأبوين أن يجلبا للطفل بعض أدوات الرسم والتلوين المتنوعة مثل كراسات من أجل الرسم وكراسات تلوين وألوان مختلفة، ثم يتركانه بعد ذلك مع نفسه حتى يبدع، وحتى يعبر عن نفسه، ويمكنهما حتى يزيدا من شغف الطفل أن يجلبا لهم خامات مختلفة.
مشاكل الأطفال في عمر 4 سنوات..
من المحتمل أن طفلك البالغ من العمر 4 سنوات قد بدأ المدرسة في هذه المرحلة، ومع ذلك تأتي مشكلة يخشى الكثير من الآباء منها وهي: التنمر، لهذا من المهم إعطاء طفلك الفرصة للتفاعل مع الأطفال الآخرين منذ سن مبكرة، يجب على الآباء مراقبة كيفية تصرف أطفالهم مع الآخرين، هذا وبالإضافة إلى التنمر تظهر العديد من المشاكل السلوكية للأطفال في سن الرابعة مثل الكذب، والعض، ونوبات الغضب إلى جانب المشاكل الصحية…
وفيما يلي سنتعرف على مشاكل الأطفال في عمر 4 سنوات.
مشاكل الأطفال في عمر 4 سنوات
1- التحدي
في هذه المرحلة قد يبدي بعض الأطفال تصرفات تحمل التحدي لوالديهم، مثل: أن يرفض طفلك مغادرة منزل صديقه، أو أن يتجاهل طلب والده لإبعاد ألعابه، حيث أصبح لديه الآن هوية أقوى، وأصبح متمردًا أكثر من ذي قبل.
2- مشاكل نوبات الغضب
نوبة الغضب هي من أهم مشاكل الأطفال في عمر 4 سنوات، وهي تمثل الانعكاس العاطفي للعاصفة المفاجئة، والشديدة التي يعاني منها الطفل في بعض الأحيان، ولكن غالبًا ما تنتهي بالسرعة التي تبدأ بها. وعلى الرغم من أنك قد تقلق من أن نوبات الغضب هي علامة على شخصية صعبة، أو معاناة طفلك من الانهيار استجابة للإحباط، أو بسبب شيء آخر يزعجه، أو التعب، والرفض من قبل الأقران.
3- السلوك العدواني
- قد يكون من المثير للصدمة أن نسمع أن طفلاً في مرحلة الرابعة قد عض طفلاً آخر، أو عض أحد والديه، فهذا السلوك سلوك غير عادي علي الإطلاق، على الرغم من أن بعض الأطفال مع تقدمهم في السن يمكنهم التحدث عن مشاعرهم، إلا أن العض لا يزال شائعًا في المواقف التي يتجمع فيها الكثير من الأطفال.
- قد يعض الأطفال عندما يتغلب عليهم الخوف، أو الغضب، أو الإحباط، أو لأن شخصًا ما يقوم بتثبيته.
- قد تؤدي الغيرة أيضًا إلى إضراب عاطفي ينتج عنه سلوك عدواني مثل مولود جديد في الأسرة، أو اضطراب عاطفي ينتج عنه سلوك عدواني.
4- التذمر والأنين
- يعتمد الطفل في سن الرابعة على البالغين في كل شيء، في الطعام، والشراب، والحب، يجب عليه جذب انتباه شخص بالغ للحصول على الأشياء التي يحتاجها.
- الأنين هو صوت الطفل الذي يشعر بالعجز، ويزداد أنينه أعلى، وأعلى حتى يهتم شخص ما به. لهذا السبب من المهم للغاية أن تساعد طفلك على تعلم التعبير عن نفسه بشكل مقبول.
5- الجدال وتكرار الكلام
قد تطلب من طفلك أن يفعل شيئًا معينًا، ويكون رده هو الرفض، والجدال، قد يكون هذا السلوك الذي يعبر عنه حقًا هو الغضب، أو الإحباط، أو الخوف، أو الأذى. لهذا فإن العمل الأكثر حكمة هو محاولة معرفة ما يزعج طفلك، ثم علمه التعبير عن مشاعره الصعبة بطريقة أكثر قبولاً.
6- الكذب
الكذب هو السلوك الشائع بين الأطفال في هذا العمر، قد يحبك الطفل حكاية طويلة، أو ينكر شيئًا تعرف أنه قام به، في هذه السن، ولذلك حاول نسيان ما قاله طفلك ولا تركز عليه كثيرًا، أو قم بإنشاء قصص تجعل طفلك يشعر بأهميته.
7- التجاهل
قد تطلب من طفلك وضع لعبته لأنه حان الوقت لتناول الطعام تقريبًا، لكنه يواصل اللعب كما لو أنك لم تطلب منه شيئًا، لذلك حاول ألا تتضايق إذا تجاهلك طفلك.
بالطبع، في مرحلة ما يتعين على طفلك أن يستمع إليك، ويستعد لتناول العشاء، المفتاح هو جعله يتعاون مع منحه مساحة لممارسة استقلاليته المكتشفة حديثًا.
تأكد من أن طلباتك محددة وقابلة للتنفيذ.
8- عادات سيئة
بعض العادات السيئة مثل مص الإبهام، وقضم الأظافر، أو حك الأنف، حيث يميل الأطفال الذين يعانون من الحساسية إلى أن يكونوا أكثر احتكاكًا في أنوفهم قد يؤدي هذا إلى التقاط الجراثيم، وهي وسيلة لنشر الزكام، والإنفلونزا.
9- العنف والصراخ
على الرغم من أن صراخ طفلك قد يكون مزعجًا، إلا أنه يمثل أيضًا فرصة لمساعدته على تعلم حل المشكلات بنفسه، وإظهار كيفية الوقوف مع الآخرين.
قد يتصارع الأطفال لممارسة السلطة لتعزيز احترام الذات، أو لمجرد جذب الانتباه.
10- مشاكل صحية
إذا لم يتخل طفلك عن المصاصة، أو مص الإبهام، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال، فإن معظم الأطفال يتوقفون عن الامتصاص على الإبهام عندما تتراوح أعمارهم بين سنتين و4 سنوات، لكن البعض يواصل هذه العادات على فترات طويلة من الزمن، نتيجة لذلك، قد تنحني الأسنان الأمامية العليا نحو الشفة أو لا تنمو بشكل صحيح.
يمكن للعادات المتكررة، أو الشديدة أن تلدغ أسنان الطفل معًا، وكذلك نمو الفكين، والعظام التي تدعم الأسنان.
11- مشاكل الرؤية
في هذه السن يقضي الكثير من الأطفال معظم وقتهم في مشاهدة التليفزيون مما يؤثر سلبيًا على عيونهم، ومع ذلك فإن الأطفال في هذه السن بشكل عام لن يعبروا عن شكاوى حول عيونهم. ويجب على الآباء مراقبة العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة في الرؤية، بما في ذلك:
- الجلوس بالقرب من التليفزيون، وفرك عيونهم باستمرار.
- تجنب أنشطة التلوين، والألغاز، والأنشطة التفصيلية الأخرى.
12- نوبات الهلع واضطرابات الأكل والقلق والاكتئاب
يعاني معظم الأطفال عادة من نوبات الألم في شكل اندفاع مفاجئ من الخوف، إلى جانب المشاعر الجسدية «ضيق الصدر، أو التعرق الزائد، أو الوخز، أو الخفة، أو الضربات القلبية بشكل أسرع من المعتاد».
أثناء نوبة الهلع، قد يعاني طفلك من مشاعر عقلية سلبية، أو قد يخاف من الموت، قد يتعرض طفلك لنوبات الذعر لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة، ويبدو أنها المرحلة الأكثر إرهاقًا في حياة طفلك.