مقدمة
ها قد أصبح عمر طفلك 11 عامًا، لقد مرت الأيام سريعة وأصبح طفلك الآن ذا شخصية مستقلة وله آراؤه ورؤيته الخاصة، ومن المؤكد أنه من الصعب عليكِ التعامل مع طفل في هذه المرحلة، ففيها يودع مرحلة الطفولة ويبدأ مرحلة المراهقة بما تحمله من تغيرات جسدية وعاطفية واجتماعية ومعرفية، وقد يكون استقلال طفلك المتزايد عن الأسرة والاهتمام بالأصدقاء واضحًا الآن في عمر 11 سنة، فتعرفي إلى كيفية التعامل مع طفل 11 سنة في السطور التالية.
تنمية مهارات الطفل العقلية
تعرف المهارات العقلية بأنها قدرة الفرد على القيام بالأشياء بعد أن تم تدريبه عليها، أي أنها إمكانية الطفل للقيام بأعمال في حال توافر الظروف الخارجية المطلوبة لهذه الأعمال.
خطوات تنمية مهارات الطفل العقلية
1- بيئة نظيفة
إبعاد الطفل عن الأماكن الملوثة بأي شكل من أشكال التلوث وخاصًة التلوث البيئي، فمن الضروري إبعاد الأطفال عن أماكن التدخين، لما يؤثره التدخين على مخ الأطفال، حيث يسبب استنشاق الطفل الأدخنة إلى حدوث قصور في وظائف المخ، كما يؤثر دخان السجائر على أداء المخ ونموه، لذا احرصي دومًا على بقاء الطفل في مكان خالٍ من التدخين والتلوث عمومًا.
2- النوم:
يعتبر النوم مفتاحًا من مفاتيح تنمية مهارات الطفل العقلية، فيجب على الطفل الحصول على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم وبصفة مستمرة، لأن ذلك سيساعده على نمو المخ والتجدد.
ولكن أثناء النوم لا تقومي بتغطية رأسه أو نومه مرتديًا شيئًا على الرأس، لأن ذلك يؤثر على خلايا المخ ونموه بسبب تركيز ثاني أكسيد الكربون وانخفاض في تركيز الأوكسجين.
3- تنظيم الطعام
أيضًا عامل من العوامل المهمة لتنمية المهارات العقلية، وعلى وجه التحديد وجبة الإفطار فهي الوجبة الأساسية في اليوم كله، وعدم حصول الطفل عليها سيؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، وهذا سيؤدي إلى عدم وصول التغذية اللازمة للمخ.
كما يجب أن تأخذ الأم احتياطها عند إعداد الطعام وتقديمه لطفلها، فمن الضروري ألا تسرف في منحه السكريات، لأن زيادة السكريات تعرقل امتصاص البروتينات والعناصر الغذائية الأخرى مما يعود ذلك بالسلب على نمو المخ.
4- الألعاب والأنشطة
تساهم الألعاب والأنشطة المختلفة بشكل كبير في تنمية مهارات الطفل العقلية، وبناء على ذلك على الأم أن تشجع طفلها على القيام بهذه الأنشطة وهي :
- اللعب بكل أشكاله وخاصة الألعاب التي تقوم على التخيل تزود من قدرات الطفل العقلية، بل الأطفال الذين يميلون للعب التخيلي من الأطفال الأكثر ذكاءً، بالإضافة إلى تميز قدراتهم اللغوية وقدراتهم على التوافق الاجتماعي.
- الرسم والزخرفة واللعب بالصلصال من ضمن المؤثرات التي تنمي المهارات العقلية، إلى جانب إبراز مواهبهم، فالرسم يعبر عن خصائص مراحل النمو العقلي للطفل وقدراته التخيلية، والتي من خلالها نستطيع معرفة ما يدور في ذهن الطفل.
- ممارسة الرياضة بأي نوع من العناصر المهمة لتنمية عقل الطفل، إلى جانب تقوية جسم الطفل وتنشط دورته الدموية، ووصول الدم والأكسجين والغذاء للمخ مما يساهم في نموه بشكل صحيح وسليم.
- القراءة والخيال، اتركي لطفلك مساحة في الكتابة وكذلك القراءة، احرصي دومًا على اقتناء كتب الأطفال واقرئي له، وذلك حتى يتسنى له التعرف على مجالات كثيرة، وكذلك تنمية القدرة الإبداعية لديه سواء اللغة أو الأفكار.
كيفية التعامل مع طفل 11 سنة
التعامل مع طفل 11 سنة ليس صعبًا وفي الوقت نفسه ليس بالأمر السهل، فيما يلي بعض الأشياء التي يمكنكِ القيام بها للتعامل مع طفلكِ في هذه المرحلة:
- اقضي الوقت مع طفلك، تحدثي معه عن كيفية تكوين صداقات، وعن إنجازاته، والتحديات التي ستواجهه.
- شاركي في كل الأحداث في مدرسة طفلك.
- شجعيه على الانضمام إلى مجموعات المدرسة والمجتمع، مثل فريق رياضي، أو مؤسسة خيرية.
- ساعديه على تنمية حسه الخاص بالصواب والخطأ.
- حذريه من بعض السلوكيات التي يمارسها بعض الأصدقاء، مثل: التدخين.
- ساعديه على تنمية الشعور بالمسئولية، وأشركيه في المهام المنزلية، مثل التنظيف والطبخ.
- تحدثي معه حول توفير المال وإنفاقه بحكمة. تعرفي إلى أصدقائه وعائلاتهم.
- تحدثي معه عن احترام الآخرين، وشجعيه على مساعدة المحتاجين.
- ساعديه على تحديد أهدافه الخاصة، وشجعيه على التفكير في المهارات والقدرات التي يرغب في امتلاكها، وكيفية تطويرها.
- ضعي قواعد واضحة والتزمي بها مع طفلك، واستخدميها لتوجيهه بدلًا من العقاب.
- ساعديه على التفكير في إنجازاته، بأن تقولي «يجب أن تكون فخورًا بنفسك» بدلًا من مجرد «أنا فخورة بك» يمكن أن يشجع طفلك عندما لا يكون هناك أحد يثني عليه.
- تحدثي معه عن التغيرات الجسدية والعاطفية الطبيعية للبلوغ. شجعيه على القراءة كل يوم، تحدثي معه عن واجبه المنزلي.
- كوني حنونة وصادقة معه، وافعلي الأشياء معه بحب. اقرئي أيضًا: كيف أشجع ابني على ممارسة الرياضة
كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 11 سنة
يُعد التعامل مع الطفل العنيد تحديًا كبيرًا، لأن جعله يقوم بالأعمال الأساسية، مثل الاستحمام أو تناول وجبة أو الذهاب إلى الفراش، هو معركة يومية، وقد لا يقبل منكِ أمرًا ما، ولا يفعل ما تريدينه بسهولة، لذا يتطلب التعامل معه صبرًا وجهدًا إضافيين، إذ تحتاجين إلى مراقبة وفهم نمط سلوكه بعناية، وإليكِ بعض النصائح:
- حاولي الاستماع له وناقشيه، سيساعدك هذا على التقرب منه وفهم سلوكه. تواصلي معه، ولا تجبريه على فعل شيء ما.
- أعطيه خيارات، حتى لا يشعر بأنك تأمرينه، بل خيريه بين أمرين. ابقي هادئة، لا تنفعلي على كل شيء.
- احترميه واحترمي أفكاره، وأشعريه باحترامك له. شاركيه في عمل بعض الأشياء المنزلية، أو في اللعب.
- افهمي وجهة نظر طفلك، ليكون من السهل عليكِ إقناعه بما تريدين.
- عززي سلوكه الإيجابي واثني عليه، ليدرك أنه سلوك جيد ويستمر في فعله.
- يحتاج الطفل إلى القواعد والانضباط، ويجب أن يعرف أنه ستكون هناك عواقب جيدة أو سيئة على أفعال، تأكدي من أنه على دراية تامة بعواقب خرق القواعد.
- كما يجب أن تضعي عواقب فورية لأفعاله، حتى يتمكن من ربط أفعاله بالنتيجة، يمكن أن تكون العواقب مثل تقليل وقت اللعب، أو وقت التلفزيون، وتذكري أن الفكرة ليست معاقبة الطفل، بل جعله يدرك أن سلوكه خاطئ.
نصائح لسلامة طفلك
يمكن أن يؤدي المزيد من الاستقلالية والإشراف الأقل من الكبار إلى تعريض الأطفال لخطر الإصابات الناجمة عن السقوط والحوادث الأخرى، إليك بعض النصائح للمساعدة في حماية طفلك:
- اعرفي مكان طفلك، وما إذا كان هناك شخص بالغ مسئول، ضعي خططًا لطفلك لمعرفة متى سيتصل بك، وأين يمكنك العثور عليه، والوقت الذي تتوقعين عودته فيه.
- تأكدي من أن طفلك يرتدي خوذة عند ركوب دراجة أو لوح تزلج. يعود عديد من الأطفال إلى المنزل من المدرسة قبل أن يعود آباؤهم إلى المنزل من العمل، من المهم أن يكون لديكِ قواعد وخطط واضحة لطفلك عندما يكون في المنزل وحيدًا.
- يجب أن يظل طفلك في المقعد الخلفي من السيارة حتى يبلغ 12 عامًا لأنه أكثر أمانًا، حوادث السيارات هي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة من إصابات غير مقصودة بين الأطفال في هذا العمر.
- وفي النهاية عزيزتي الأم، كيفية التعامل مع طفل 11 سنة ليست أمرًا مستحيلاً، فقط يحتِاج منك بعض الصبر والمجهود، يمر جميع الأطفال بهذه المرحلة.
لذا كوني صبورة مع الاهتمام بصحة طفلك وجسمه عن طريق التغذية السليمة، بتناول الخضراوات والفاكهة لتعزيز جهازه المناعي والوقاية من الأمراض.