"إليكِ فقط؛ فبقلبك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".
إلى أبي..
ما زلت أشتاق إليك كثيرًا، أشعر أنك معي، أراك في ضيقتي، أشعر بيدك وهي تربت على كتفي، ولكني أشتاق أكثر لوجهك، لذلك النور الذي كان ينبعث منه، أتذكر صيامك الدائم، صلاتك التي كانت تزين بيتنا، أتذكر بيتنا؟ رائحة الطعام الذي تحبه؟ تلك الأغنية التي لطالما أزعجتك بها وأنا أرددها على مسامعك؟ تذمري الدائم حين تخبرني بأن صوتي هو أنكر الأصوات، ليثيرني هذا أن أعيدها مرارًا وتكرارًا؟ أعلم أنك في مكان أفضل، أتشمم فيك روائح الجنة حين أراك في أنامي، ولكن متى اللقاء؟ أتمنى من الله أن يجمعنا في القريب.
إلى أمي..
تسعة عشر عامًا مروا على فراقك، أو تعلمين كم من مرة بكيت وأنا في أَمسِّ الحاجة إلى أحضانك؟ كم من سواد ولج بداخل نهاري وأنا أنتظر ذلك الفجر الذي سأقضي فيه نحبي فقط حتى يتسنى لي رؤيتك، فأعرف أن لا سبيل للقاء سوى بموتي؟
إلى الجميلة/ نجلا عز الدين..
أحببت بأن أترجم كل نبضة ألم يبثها قلبي، وأرسلها إليك عبر خطابات ورقية، واثقًا في الشفاء على يدك، وحين ترجمتها.. أغلقوا البريد.
إلى صديقتي القريبة البعيدة/ نسرين بلهادي..
ذري جمر احتراقك وارقصي فوق الرماد؛ فلا جميلة إلا نصوصك، ولا راحة إلا في مراقصة الكلمات.
شكر وعرفان
إلى أخوتي/ يمنى عبد العزيز، مريم محمد.
تعجز كلماتي عن الشكر؛ فلولاكما لما صدر هذا العمل.. شكرًا بحجم الكون.
إلى ملهمتي ومعلمتي/ جهاد جودة
لولاكِ ما كنت، ولولا جهدك في تعليمي ما بِت.
إلى طبيبتي/ فاطمة مصطفى.
لن أنسى أبدًا ذلك اليوم الذي أخبرتكِ فيه أنني مقدم على الانتحار، فأمسكتِ بيدي وعبرتِ بي لبر الأمان، فلولا رعايتك ما كنت على قيد الحياة للآن.
إلى صديقتي/ إسراء صقر.
وكأنك قبس من شهاب رزقني إياه القدير لأستدل به في ممر طريقي المعتم.
إلى معلمتي/ ماجدة البغدادي
شكرًا بحجم الكون .
عزيزي القارئ..
إذا كنت من المتزمتين فها أنا أخبرك محذرًا إياك بألا تقتني كتابي، إذا لم تكن من محبي فك الطلاسم فلا تركب في فلك روايتي، فأنت لست بصدد قراءة منهجٍ دينيٍ، هنا سترى ما لم يرَه أحد قط، سأدخلك بيدي إلى الجحيم الأبدية وأنت راضٍ تمام الرضا، فاخلع عنك عقيدتك فأنت بحضرة الأنصاف.. معًا سنبحر عبر خاش خانات حلزونية فلا تنحرف كما انحرف الذين من قبلك، أتفق معك بأن ما ستقرأه الآن منافي لكل ما تعلمته وما ستتعلمه، ها أنا أراك قد قررت الإبحار معي في فلكي، فاخلع نعليك ولا تغمض عينيك، فالرحلة شاقة من مولدك ليوم الحاقة.
عمرو علي