يتكور حول نفسه وكأنه جالس على مقعدٍ غير مرئي، هسيس يتسلل إلى دهاليز عقله:
- الوحدة يا صديقي هي علتك، كلكم تعانون من إثرها، إله وحيد يعاني الملل، هل تظن بأن مخلوقاته ستنعم بالسكينة؟!
أغمض عينيه وهو لا يفقه شيئًا، ليتردد الهسيس إلى مسامعه مرة ثانية:
- الموت هو النهاية الحتمية التي خلقكم لأجلها، تُرى لماذا! أما زلت تتفكر بداخلك؟ حسنًا.. سأخبرك لكي لا تسخط عليه بعد أن خلقك دون إرادتك، يلقيك في اختبار بحياة فانية، حتى يدخلك عالمه وأنت راضٍ تمام الرضا، يغريك بجنةٍ عرضها السماوات والأرض ويلقي إياك في جحيم لا تدري له بالًا فتكفر به؛ فيلقيك في السعير، وتعاد الكرة من جديد، فلا أنت الكائن الأول الذي يدخل النار.. ولن تكون الأخير.
"وكأني عالقٌ في منتصف الطريق إلى الأبد.. حتى انتهت رغبتي وغلف اليأس أحلامي، فليت كل الأحلام يسهل تحقيقها".
شروق محمد