Rashasalem

Share to Social Media


" تاليا " تلك الفتاة المشعة بالحيوية والطاقة ؛ كالنحلة منبع العسل بين الخلائق تدور ؛ كالفراشة تبهر من حولها بجمالها ؛ فأن أشد شعراء الغزل قوة وتأثيرا لن تسعفه أي كلمات بالغزل واصفا بهاءها ؛ فريدة في أسمها فهو ذو أصل لاتيني ويعني 》نور الجنة 《 وهي كانت تشع بنور الجمال الذي وهبها الله إياه ؛هي فريدة أيضا ليس فقط في اسمها وفي جمالها ولكن في طباعها ؛ فملامحها شرقية ممزوجة بغزل من دماء فرنسية حيث موطن والدتها " شانتيل" التي عشقت فنان مصري " عز الدين " بجنون ووقعت أسيرة حبه وتخلت عن حياتها وعائلتها وتزوجته لتستقر معه في مصر ويهبها الله منه قطعة تروي ظمأ حبها له علي الدوام ؛ لأنه دائم الترحال لعرض لوحاته الفنية في شتي المعارض الدولية ؛ كان يصطحبها لكل مكان يحلق بلوحاته إليه قبل قدوم "تاليا" الأميرة الصغيرة فهو يعشقها بجنون يفيض عن عشقها له؛ كبحر كتب علي أمواج حبه المد فقط وليس الجزر.
*******************************
وعند قدوم الفاتنة الصغيرة أصر أن تستقر لؤلؤتي عينيه " شانتيل" زوجته وكذلك ثمرة حبهما الغالية الجميلة "تاليا" بعيونها اللوزتين الساحرتين بمصر منذ ان وهبهما الله إياها ؛ وبشرتها الفاتحة بنثرات من ذهب علي هيئة نقاط نمش لطيفة زادت من جمالها أيم جمال؛ وجدائل شعرها البني الكثيف لتتدلي خصلاته الجميلة الناعمة لتلامس جبهتها كلثم الثغر الرقيق لبتلات الورد البالغة العذوبة والرقة ؛ كانت طفلة تؤثر القلوب لرؤيتها؛ ورثت عن أمها الجمال الفرنسي الهاديء وغلب الطابع المصري علي طباعها ودماءها وكأنها تم مزجها بشتي ألوان الفن فهي تعشق مزج الألوان بجنون مما دفعها لدارسة متعمقة لفنون تصميم الأزياء وقد أختارت أشهر كلية متخصصة في مجال تصميمات الأزياء بميلانو إيطاليا؛ التي تخرجت منها ماريا غراتسيا كيوري أول مديرة إبداعية في ديور؛ فهي تتبعت مسيرتها ورحلة صعودها لتصل إلي تلك المكانة في أحد أشهر بيوت الأزياء " ديور " ؛ والتي أتاحت لها الكلية لتميزها للتدريب بارقي بيوت الازياء مثل ديور وجوتشي وأرماني بإيطاليا .
*******************************
وقررت ان ترجع لحضن وطنها مصر فهي تعشقها عشق عظيم لعراقتها في كافة انواع الفنون وكان يستهويها زيارة المعابد لما تتميز به من ألوان ظلت زاهية علي مر الالاف السنين وكان يستهويها فن تصميم الحلي واشتركت في معارض عدة ؛ إلي أن جاء اليوم الذي تم عرض منصب مديرة تصميمات في دار أزياء مصرية نظرا لثقل مستندات خبرتها وتصميماتها وجاء اليوم الأول لتولي منصبها بعد ان أجرت المقابلة عن طريق الأنترنت ؛ وكانت " تاليا " من أكثر الشخصيات ألتزاما وقد ورثت تلك الصفة من والدها واستيقظت مبكرا لتمارس طقوسها الصباحية وارتداء ملابسها بعد ممارسة رياضتها المفضلة وهي الركض وتناول فطورها الصحي .
****************************
وقادت سيارتها للوصول إلي دار أزياء Talent Fashion وقد حددت رحلتها كم تستغرق من منزلها إلي دار الأزياء وبكرت في النزول قبل الموعد المحدد بساعتين حتي تكون قبل الموعد خصوصا مع زحام المرور بالقاهرة فالمقابلة بالسادس من أكتوبر ومسكنها بالتجمع الخامس ؛ وبدأت الرحلة هادئة فأخذت تدندن بلحن فرنسي كانت تقوم بغنائه مع والدتها " شانتيل " وطغت علي ملامح وجهها الفرحة عندما لاحت ذكرياتها المرحة مع والدتها ومغامراتهن سويا ؛ كم أشتاقت إليها كثيرا ولجدتها الحبيبة فلقد سافرت " شانتيل " لبلدتها الصغيرة بأحدي الضواحي بفرنسا لجدتها ؛ وفجأة أزداد الطريق صعوبة والأزدحام علي المحور ولكن طبيعتها الهادئة لم تترك المجال لتوترها ؛ واقترب موعدها المرتقب وهي لازالت بالطريق تقود سيارتها الميني كوبر بصعوبة نتيجة إغلاق مفاجىء للطريق وبعثت أيميل ورسائل إعتذار وبانها بالطريق لمقابلة صاحب دار الأزياء مستر " هارون " والذي أجري معها المقابلة علي الإنترنت بعد أن أبدي إعجابه الجم بملف خبراتها الضخم وأخيرا وصلت للعنوان المقصود.
******************************
ولم يتبقي سوي خمسة عشر دقيقة فقط للحاق بالموعد ولم تجد مكان لصف سيارتها إلي أن أنشقت الأرض عن فتي كالبرق متحدثا " عاوزة تبركيني يا نودام " ونظرا لإجادة " تاليا " للهجة المصرية من أبيها إلي جانب إتقانها الشديد للفرنسية والأيطالية والأنجليزية ولكن تلك اللهجة والمفردات المستحدثة وينطق بها جديدة عليها تمانا ؛فأجابت ضاحكة بأستغراب " أعمل إيه؟" قال لها :" تبركيني يا نودام؟ أصلي في اللغة لبلب " أنتابتها نوبة ضحك شديدة وقالت " ما واضح أوي هو تقريبا كده التاتش المصري اللي أنت قولته إني أركن صح؟ " فضحك قائلا " شكلك مؤهلاتك عالية وفي اللغة زيي بالظبط يا نودام ؛ تعالي معايا وانا اركينك؛ عدم اللمؤاخذة في دي الجملة ليكي فالسواقة ولا غشيمة زي باقي لامؤاخذه الحريم" قالتله " لا متخافش مطلعة الرخصة وأمان " قالها " عجبتيني ح اركنك بقي في مكان عسل ".
*******************************
وبينما يرشدها هذا الصبي العجيب لصف سيارتها وأذ بسيارة لقائدها عديم التهذيب ليحتل مكانها المختار و أستفزها الموقف خصوصا بأنه لم يعتذر أو يصف في مكان آخر وأحتل المكان دون أدني خجل من فعلته الخالية من التهذيب والأخلاق وأخذت " تاليا " في أطلاق النفير الخاص بسيارتها دون جدوي وتمتم الصبي العجيب لها بان تترك مفتاح سيارتها ليقوم بصفها لها لتنطلق " تاليا " كالسهم النافذ المخترق لطبقات الهواء ليصيب هدفه ولحقت بالشاب الفاقد للأخلاق لتعاتبه علي إنعدام الذوق لديه ؛ فاكتفي بالتلويح لها بطريقة مستفزة فصاحت " مش من الرجولة والاخلاق اللي أنت بتعمله ده أنا مشوفتش قلة ذوق كده " فردد " روحي يا شاطرة إلعبي بعيد أنا ركنت ومهما اتكلمتي للصبح أنا مش حاضيع وقتي معاكي "
*****************************
وانطلق ليختفي داخل أحدي العقارات ولم تجد" تاليا " سوي ضرب الأرض بقوة بأرجلها من شدة غيظها وغضبها لتلقي من الصبي كلماته قائلا " معلش يا نودام الأشكال دي بتتنطط بفلوسها علي خلق الله توكلي علي الله ألحقي مصلحتك وانا أبركينلك العروسة الصغيرة وأجيبلك المفتاح لمكان مصلحتك أو مشوارك؛ متخافيش مني ده أنا أحمد الجن اللي لا يهدي ولا يون .... إاايه الله يرحمك يا حسن بيه يا أسمر كان فنان وأتخطف بدري" ولم تدري ماذا تفعل لم يتبقي سوي خمس دقائق علي الموعد فلقد أهدر عديم الأخلاق هذا وقتها في اللحاق بالموعد حتي وأن كان ليس مبكرا كعادتها ؛ فاضطرت أن تستسلم وتسلم مفتاح صغيرتها لهذا الصبي المتهور فلا حل لديها بعد أن دلته علي مكانها ليصف السيارة ويأتي بمفتاحها إليها ؛ داعية إلي الله أن يحمي صغيرتها من رعونة هذا الطائش ولا يصيبها مكروه من وراءه وأشارت لسيارتها بتلويحة وداع متمنية أن تراها سليمة دون أصابات بعد إنتهاء دوام عملها .
****************************
لتسرع بخطواتها التي ظلت مستقرة وثابتة بحذائها ذو الكعب الرفيع العالي لتضفى لمسة جمال مبهرة علي قوامها الرشيق وطقمها الكلاسيكي المكون من جونلة قصيرة ذات كسرات تتمايل مع وثوق خطاها كهدهدة عصفور جزل بجناحيه لتحاكي براعة عارضات الأزياء والمصنفات بالدرجة الاولي عالميا مع قطعة من الحرير المخملي الناعم لتستقر اسفل سترة كلاسيكية لتكتمل لوحتها الفنية لهذا الطقم البالغ الروعة والرقة والذي هو من المؤكد من أحد تصميماتها الجذابة مصحوبا بقطعة حلي عبارة عن قرطين من اللؤلؤ الطبيعي الذي يحاكي جمالها تألقا ويزيده جمالا ؛ وصعدت بالمصعد للطابق المنشود وحمدت الله بانها كانت علي أعتاب دار الأزياء بالموعد المتفق عليه لتبلغ موظفة الاستقبال بقدومها بعد تعريفها بهويتها لتسرع الأخيرة إلي الداخل وكأنها أصيبت بلوثة لرؤيتها وكأن " تاليا " جنية لاحت في وضح النهار وتهامس بعض العاملين بالمكان نساءا كن أو رجالا بهمهمات خفيضة وعلامات الدهشة تكسي الوجوه لتستقبل الزائرة الوافدة الغامضة ليهمس أحدهم بعد أن قام بإحداث صفير إعجاب محدثا زميله " مين الحورية من الجنة دي شايف البنات الجميلة مش "منة " نكد اللي أنا متجوزها كنت لحقت الحورية دي وكانت بقت مراتي بدالها " ليعنفه من بجواره قائلا: أنت واخد حبوب شجاعة عالريق ولا إيه يا عم " كريم " أنت مش خايف من " منة " تعرف وتطبق في زمارة رقبتك دي بتسمع دبه النملة ولا نسيت؟!! روح يا أبني أستخبي قبل ما نصلي عليك النهاردة صلاة الجنازة يا بابا " وضحك الأثنان و أسرعا إلي حجرة.
*****************************
ولم يسترعي أنتباه " تاليا" تلك الهمسات وصفير الأعجاب فلقد رأت منها الكثير حتي في ايطاليا حيث دراستها او بالولايات المتحدة الأمريكية فالرجال مهما أختلفت جنسياتهم نظرتهم لمن تملك الحسن والجمال واحد وردود افعالهم كذلك ؛ وما هي إلا دقائق وفتح باب عريض في نهاية الممر وحدثت نفسها قائلة " أكيد ده مكتب مستر "هارون" فكم استمتعت بالمقابلة معه وإن كانت إلكترونية؛ فهو رجل بلغ العقد السادس من عمره ولكنه لطيف المحيا والحديث وأستشعرت بانه يمتلك روح الأبوة وليس بروح المدير المعهودة من تحفظ في الحديث فظهر ذلك جليا عندما اثني عليها بفخر كأبيها الذي يفتخر بها في كل محفل ومكان؛ كم اشتاقت إلي والدها "عزالدين" حيث سافر للحاق بمعرضه بنيويورك الذي يلقي نجاح باهر منذ سنوات طويلة .
****************************
وبينما هي مستغرقة في حديث نفس مطول فلقد أصيبت بالضجر لأنها تمل من لحظات الأنتظار ونظرت إلي عقارب ساعتها لتندهش بأنها تنتظر منذ قرابة العشرون دقيقة منذ دخولها الدار ؛ فأسرعت الفتاة التي كانت في استقبالها وفرت هاربة كانها اصيبت بمس من الجنون؛ لتتمتم بسرعة بكلمات غير متسقة وسريعة لا تكاد تفهم منها شيء وضحكت بداخلها عندما تذكرت" الفتي الجن اللي لا بيهدي ولا يون" علي حد قوله فبالرغم من لغته المستحدثة العجيبة لكنها تمكنت من فهم مفراداته بجدارة ؛ فلماذا تعذر عليها فهم تلك الفتاة المسحورة؟! وبقليل من الذكاء تفهمت بأنها ترشدها لمكتب معين لتجد لوحة تزين مدخل المكتب مذيل عليها أسم"نائب المدير " باللغة الأنجليزية فتحدثت اليها لتوضح لها أن " مستر هارون " مالك الدار هو من ينتظر قدومها ليسلمها منصبها؛ وأخذت الفتاة تهذي بكلمات لم تستوضحها أو تعييها ؛ فهي تتحدث بسرعة بالغة أقرب للغة الهندية والتي يصعب علي أحد جاهل بها فهمها فهي تصدر أصوات وصياح بلا جمل مفهومة .
******************************
فأستسلمت " تاليا " لتلك الفتاة المسحورة ودلفت إلي المكتب المنشود لتجد رجل يدير ظهره إليها ويتحدث علي الهاتف وأشار لها بالجلوس دون أن يلتفت إليها ؛ فبلغ الغضب من " تاليا" مبلغا عظيما أسر نفسها ؛ فهذا الرجل ذكرها بموقف هذا الشاب الذي لم يعرف للتهذيب طريق والذي أستولي علي مكانها لصف سيارتها "اااه يا صغيرتي المسكينة اتمني من الله أن يحفظك من رعونة هذا الواد الجن " أخذت تتمتم بداخلها بتلك الحوارات لعلها تهدأ من نوبة الغضب التي اجتاحتها خصوصا عندما أطال هذا الرجل الغامض في حديثه الهاتفي فهو كان يتحدث باللغة الانجليزية التي تتقنها مغازلا بوضوح لفتاة بأسلوب حديث رخيص في الغزل لتطلق " تاليا " زفرة غضب من لهب كتنين أستيقظ من سباته العميق من الالاف السنين لتتحدث إليه بالإيطالية بطلاقة قائلة " تبا إلا يكفيني في يومي هذا تكرار إنعدام الذوق والأخلاق" فألتفت الرجل منعدم الذوق والأخلاق لتتسمر " تاليا " لتفاجيء بأنه نفس الشخص السارق لمكان صف سيارتها وأخذت تحدق به وعيونها اللوزتين تقدح بشرر أضفي علي وجهها الساحر جمال آخاذ ؛ ورفع هذا المدعو " مستر عمر " وهذا أسمه والمكتوب علي لافتة مكتبية أمامه حاجبيه وعيونه تنضح بنظرات كأنه يتشفي فيما سببه لها من غضب وحنق وضيق من قبل ؛ وتحدث لها قائلا " ما تهدي علي نفسك شوية انتي فاكرة نفسك إيه أنتي لسه مستجدة وحظي التعس أن " مستر هارون " والدي سافر فجاة في سفرية مستعجلة وكلفني إني اسلمك الشغل وواضح كده ( أخذ ينظر إليها من أعلي لأسفل متهكما) انتي باين عليكي شايفة نفسك حبتين وفاكرة نفسك حاجة وتلاقيكي خبرتك مش اد كده وصعبتي علي والدي ؛ بس لحد ما يجيي أنا مش ح ارحمك علشان أثبت له انك ولا حاجة وأكيد مش أنتي صاحبة الملف الكبير الضخم اللي مع ال CVبتاعك اللي بصيت فيه بسرعة دلوقتي ده لو كنتي انتي كل الملف ده بتاعك كان زمانك عندك تماتين سنة وركبك بتخبط في بعضها " .
*******************************
اشتعلت نظرات " تاليا " غضبا ولكنها القت تلك النظرات الغاضبة في غيبات جب اعماقها فهي مؤهلة بكفاءة للتعامل مع ذلك النوعية من الرجال من منعدمي التهذيب والاخلاق وتعمدت التحدث بالايطالية قائلة بما معناه" أنني اتعجب أن مستر " هارون " قد عاقبه الله بابن منعدم التهذيب والاخلاق مثلك اممم قد يكون لانشغال والديك فقاما بتركك لتربيك مربية ليست ذات كفاءة او ربما تخلصوا منك في أحدي المدارس الداخلية فنشأت هكذا " وتحدته بنظراتها له من اسفل لاعلي كنوع من زيادة التعنيف فاستشاط غضبا لينفجر صارخا علي الفتاة المسحورة لتسرع كصاروخ ينطلق لاستكشاف الفضاء قائلة بنظرات حالمة " أؤمر يا مستر عمر " فرد ويكاد الدخان ينطلق من اذنيه " خدي اللي قدامي دي ومتخلنيش اشوف وشها نبهي عليها وعلي اللي حيتعاملوا معاها اني ملمحهاش سامعة وديها لمكتب مستر " ايهاب " ال Hr ووصيه يراجع ملفها ويتحقق منه لاني متاكد انها مزوراه يالا بسرعة خديها من قدامي ".
******************************
وهنالك ابتسمت " تاليا " بسمة تحمل الكثير من الغرور قائلة بالعربية " امممم هي الدار اقل من امكانياتي بس انا باحب اقبل التحدي " وادارت ظهرها اليه بخطوات متثاقلة امعانا في ان تجعلها يستشيط غضبا وقد نالت مرادها فكيد " تاليا " يرتجف الشيطان منه ان يقترب واحدث كعب حذائها العالي دقات من تخطو بثقة كجندي في طابور عرض رسمي لتدق الارض دقا وتزيد من حنق هذا المغرور ؛ وابتسمت للوجوه المطلة لتري ما فعلته الحورية " بمستر عمر " ابن مالك الدار وارشدتها الفتاة المسحورة والتي تعرفت علي اسمها " هيام " وهي تحمل من الهيام والتنهدات ما يناسب اسمها مع هذا الكائن الفظ إلي مكتبها الذي كان حجمه مرضي لها فهو يحتوي علي منضدة تصميمات وجهاز كمبيوتر حديث وطاولة متوسطة ذات مقاعد مناسبة لاستخدامها في اجتماعاتها مع فريق العمل الذي سيعمل معاها ثم ارشدتها لمكتب مسئول التوظيف بالدار الذي انبهر بجمالها ولكن باحترام مرحبا بها ومعتذرا عما صدر من " مستر عمر " لتجيب عليه قائلة : " باستاذنك انا ضاع من وقتي واهدر كتير لو امكن بليز نخلص اجراءات اللي تخص حضرتك لاني انا محضرة plan او خطة عمل حاشتغل عليها فورا لان الوقت مش في صالح الدار وتطويرها بعد ما درست وضع الدار المالي " فاندهش " مستر ايهاب " بانها محترفة من طريقة تحدثها فزاد احترامه لها واعتذر علي وقتها الذي اهدر وان مالك الدار " مستر هارون " قد اوصاه بتسهيل العمل لها واعطاءها كافة الصلاحيات التي لا يعطيها لاحد ممن سبقوها بالعمل في منصبها وقادها لمكاتب العاملين وتوقفوا عند حجرة المصممين وكانوا عباره عن رجلان وفتاة ورحبوا بها وفاجئوها بانهم قد قرءوا سيرتها الذاتيه علي المواقع المتخصصة في مجال التصميم وما ادهشها بقيامهم باستعراض تفاصيل تصميماتها سواء للالبسة او المنتجات الجلدية او تصميمات الحلي مما اثلج صدرها بأن فريقها يظهر المزيد من الوعي الي جانب اجتهادهم الواضح وتقبلهم للتعاون وتعلم اتجاه جديد تملكه " تاليا" لم يمر عليهم من قبل.
*******************************
ولذا دعتهم الي العمل فورا وعرض اخر تصميمات تخص الخمس سنوات الماضية للدار للتعرف علي اتجاه الدار في مجموعاتها التي تطرحها سنويا ؛ وكان يوم مثمر وفرحت " تاليا " بفريقها وأثنت عليهم وابدت فخرها بالعمل معهم مما اثلج صدورهم والهب حماسهم واشتياقهم للعمل والسهر لورديات للعمل علي خطتها الجديدة لاحداث ثورة نوعية في خطوط الموضة الخاصة بالدار فضحكت " تاليا " قائلة : " متستعجلوش السهر ووصل الليل بالنهار لسه جاي المهم اني عاوزاكم تركزوا جدا في اللي حنتفق عليه من خطة عمل وده حنبداه بكرة الصبح بدري تحضروا نفسكم من الساعة سبعة نكون كلنا حاضرين علشان نبدأ يومنا بدري وننجز في خطتنا تمام يا شباب ؟ اجدع شباب وانا فرحانه بيكم ومتأكدة انكم حتبهروني بشغلكم اقابلكم علي خير بكرة زي ما اتفقنا وبأكد ليكم اني في المواعيد باحب الالتزام جدا وعدم تضييع الوقت اتفقنا " رددوا كما الكورال " اتفقنا " وضحكت وصافحتهم مودعة بعد ان نظمت الاوراق والرسوم التوضيحية لخطة العمل.
****************************
وبينما لا تزال ابتسامتها الساحرة متسلسلة الي ملامحها الوضاءة لتفاجيء بجاسوس يترقبها كانه ينتمي إلي المخابرات الانجليزية ؛ تجاهلته لتتفرغ للبحث عن الواد الجن لمعرفة اين خبيء صغيرتها وماذا فعل معها وبها ؛ لتجد الطريق وكانه قي اخلي من السيارات الا القليل ورأت صغيرتها بوضوح واستشعرت بانها بخير ولم يمسسها ضر او سوء فزفر " الواد الجن " زفرة مدوية قائلا " ايه يا نودام اتاخرتي اوي عليا وكده بقي لازم اخد اوفن تاين ااه ما انا سهرت علي الكتكوته الصغيرة يجيي ورديتين قولي تلاته ونفحتي لازم تبقي علي اد تعبي واهي صاغ سليم بتبرق اااه ما انا غسلتها غسلة ملوكي " واقتربت " تاليا " ضاحكة من حديثه العجيب ليستطرد قائلا " يا نور النبي يا محمد والنبي لولاش الحوجة كنت قولت ضحكتك دي نفحتي ليومين كمان بس الضحكة مبتوكلش الممم للباطون اللي بيجعر من الجوع " ونفحته " تاليا " مبلغ مناسب فرح به كطفل صغيره احتضنته امه لتهديء من روعه وتهدهده لطمأنته ؛ فقال : " ربنا ما يوقعك في ضيقة يارب يا نودام مش نودام بردون ولا نازنازيل بس يا خواتي لهطة قشطة تبقي نازنازيل معقولة هي الرجالة اتعمت في نواضيرها بس لا الشهادة لله انتي لو تستاهلي تكوني مجوزة حد الاجه كده متلمع قوولي ملك مش اقل من كده ومعنديش فصااال ااه والشكك ممنوع والزعل مرفوع" وضحكت " تاليا "" من قلبها علي حواره الغريب الباعث علي الضحك لتودعه قائلة " اشوفك بكرة علي خير يا جن وبليز احجزلي مكان بدري انا حاكون هنا ستة ونص الصبح ولا مبتجيش بدري " فرد مبتهج " يا دين النبي يا محمد اللهم صل علي كامل النور ده انا اجيلك زاحف يا قمر واستناك من الفجر " .
*******************************
فعبست " تاليا " في وجهه كايماءة بأنه قد تجاوز الحد ف خر اسفا وانه لن يكرر مثل هذا الحديث مرة ثانيه متمتما لها بان يسلم الله طريقها فاشارت اليه بيدها مودعة ؛ وانطلقت نحوه منزلها الهاديء المريح لتلقي بنفسها في مغطسه وتستلقي علي فراشها الوثير وانتهي يوم عصيب لتتمني ان يولد فجر جديد يدلل بالامل والتفاؤل .
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.