البيوت فخمة لكنها هادئة.. خليط يجعل قلبك يرتاح.. في كل منزل توجد حديقة أمامية وخلفية.. وكل شخص يزرع بها ما شاء.. سياراتهم لامعة ونظيفة كأنه لا يوجد هواء أو غبار، الأرصفة مصنوعة من الجليد وهواءها كان نقيًا جدًا مثل هواء ما قبل الشروق.. إنها الصورة المثالية لأي مدينة قد يحلم بالسكن فيها أي بشري.. أشكال سكانها نظيف ومرتب.. وجوههم منيرة وأجسامهم قوية.. ولا يوجد شخص سمين أو انحف من اللزم..
_ يااااه.. إيه الجمال ده.. وإيه النظام ده.. يا سلاااام والناس باين
عليهم التعاون وإنهم كويسين.
وبينما هو سارح في جمال المدينة وجمال السكان سمع صوتا رقيقًا من خلفه:
_ بتدور على حاجة؟
نظر أحمد وراءه فوجد فتاه ترتدي فستان أزرق فاتح اللون وشعرها بني وعيونها عسلية.. وكأنها أميرة من أميرات ديزني موجوده بالواقع.
أحمد: بسم الله ما شاء الله.. إيه الحلوة دي ،قصدي يعني.. آه أنا
مش من هنا.. وعايز أرجع بلدي.
زهراء: بلدك! انت منين أصلًا؟
أحمد: من مصر.
زهراء: مصر! ازاي عايز ترجع مصر؟ ما إحنا في مصر.
أحمد: مصر ازاي ..يعني انا مكنتش هنا.. وأصلًا مصر مفيهاش
غابات متجمدة.. ولا فيها تماثيل تلج.. ولا فيها بنات زي
القمر كده.. هي بصراحة فيها بس مش كلهم زي هنا.
زهراء: وريني إيدك.
أحمد: اشمعنا؟
زهراء: وريني بس.. أنت مش بتكدب!
أحمد: انتي بتقرأي الكف ولا إيه..
زهراء: لا يا ناصح قصدي إن إيدك متجمدتش.. وده معناه إن
عندك حق في الكلم الي بتقوله.
أحمد: متجمدتش ازاي.. أنا مش فاهم حاجة!
زهراء: أنا هحكيلك.. بس تعالى أشتريلك لبس عشان لبسك أتغرق
من المطر.. شكلك كنت بره ..
وتعالى نروح كافيه وأحكيلك.
وبالفعل أخذته هذه الفتاة الجميلة ذات الصوت الرقيق التي تُدعى ( زهراء ) إلى مقهى فخم وجميل.. كراسيه زجاجية ومريحة.. كان أحمد خائف من الجلوس عليها.. لكن عندما رأى زهراء تجلس عليها لم يتردد في الجلوس.. وبدأت زهراء تخبره عن ما حدث من منظورها.