إهداء
إلى كل من آمن بي، ومنحني الثقة؛ لأتقدم في دروبٍ جديدة من رحلتي، إلى كل من قطع لحظاتِ اليأسِ التي سكنت قلبي في كثيرٍ من الأحيان، وأخبرني بأن كل شيء سيُصبح على ما يرام.. فتلك الكلمات الجميلة تأتي من الأصدقاء والأحباب على هيئةِ أعمارٍ تُضاف إلى أعمارنا، أو سهامٍ مضيئة تُغرس في قلوبنا فتمنحنا الأمل للتقدم. وحقيقةً لا أجد تلك الكلمات الكافية للتعبير عن أقل مما تستحقونه.
شكرًا لكم دائمًا.
مقدمة
هل سَبَق وأن سمعت عن حدثٍ غامضٍ في بلدتك، لم يسبق لأحد أن يتمكن من فك تشعباته، أو فهم أسراره؟!
هل أصابك الفضول يومًا لمعرفة ما يُخفيه ذلك الحدث؟!
خُذ نفسًا عميقًا، وتقدَّم بحذر!
"عندما يستقر قرص الشمس أمام فتحة الكهف من الناحية الشرقية، بعد دقائق من شروقها، وقبل أن تزداد توهجًا، وتشتد حرارتها، يتوهج العمود، ويُصدر شُعاعًا ضوئيًا.. حينها ستكتشف مكان النفق".
كانت هذه هي الجمل التي اعتاد أبي أن يقولها لي مرارًا وتكرارًا مُنذ نعومة أظافري، وحتى قبل وفاته.
تسخر الأقدار من الجميع، وكأن الكل يتراقص على حافات الأشياء دون موت، ودون حياة، ليتنا نُدرك أن سعادتنا بداخلنا، ونحن فقط المسؤولون عنها..
كان أبي واحدًا من الأشخاص الذين يُحبون أن يكتشفوا ما تخفيه الأرض لنا من أسرار، متأثرًا بحُب المغامرات منذ أن كان شابًا.
يشتهر إقليم بلاد الهضاب الحمراء الذي نعيش فيه، بكثرة الكنوز الموجودة فيه، وأحبَّ أبي مغامرات البحث عن تلك الأشياء الثمينة التي كان يُخبئها حكامنا قديمًا أثناء الحُروب في أحد أنفاق جبال البلدة؛ فورثتُ عشقي للمغامرة من أبي.