Za7makotab

Share to Social Media

الحزن الأسود


اكـتـبُ الـلـيـل بـسـطـور الألــمِ … والــدعــمُ كـالـحـبــر أصـبــح لــي

أنا الحزن الأسـود أنـاظـر بـصـمـتً … أناظـر الألـم بـمـضَ لــيس لـي


ليلة باردة، ومرور الزمن.
تبدأ الأيام بالأحزان و تنتهي بالأحزان، ألا يبدو بعض الشيء مملًا ؟
تحاصرني أفكاري، و الماضي يعرض أمامي وأنا أتألم موجعاً، لم أستطيع المضي قدماً، أحارب الماضي بالحاضر و أحاول أن أغير المستقبل كي ينير دربي، ولكن هل هذه المجازفة ستكون نافعة؟
أسالة كثرة تراودني ولا أعرف إجابتها.

لماذا غمرني الحزن بهذا الشكل المؤلم ولم أستطع الخروج منه ؟ هل هذا قدري في الحياة ؟ أم أنه امتحان الصبر! وإن كان امتحان الصبر، قلبي تعفن ألمًا وتشققت الشرايين ونزف القلب باكين، لماذا يا الله أتعذب ولم أبلغ الثانية عشر عمراً؟ لماذا هذا الألم و الأوجاع في صدري ؟ ولماذا دمعتي تحرق فوادي و جسدي ؟ لماذا ترتجف اليد و الأرجل خوفاً ؟ لماذا يحاصرني الماضي من كل زاوية أراها ؟ لماذا يفارقني الجميع وفي النهاية أرجع وحيدًا لماذا ؟
كيف أبدو سعيداً ؟ هل الأصدقاء لهم علاقة بالفرح ؟ هل حب الأهل يخفف الأحزان ؟ هل مواساة الأخوة يخفف ألم الوحدة ؟ لدي كل هذا ولم يتغير شيء، كل شيء مثل ما كان عليه… فما السر في أحزاني؟!

بدأت ليلة باردة في شهر ديسمبر كنت أمشي وأستمع إلى الأغاني مستمتعًا بالجو الجميل و الأغاني الهادئة، أراجع بأفكاري وأتذكر أيامًا رائعة قضيتها مع أصحابي الذين تركوني ولم أحمل في صدري حقدًا تجاههم، فتذكرت تلك الأيام وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي، ومع تقلب الأغاني هلت تلك الأغنية التي بها أحزاني المؤلمة فانقلبت الأوجاع و بدأت الذكريات الحزينة تمر على طريقي و تطعنني في ظهري فبدأ الحزن الأسود يشتعل بداخلي و تتولع الأوجاع حتى أسقطني أرضاً و هل الدمع من عيني جاريًا، و أنين قلبي فاض كالعيون فأمسكته بقوة وأنا طريح الأرض.
نسوني في تلك الليلة المظلمة في الطريق ملقي لساعات أتألم ولا أتكلم ودمعي بللني بكثرتة، حتى مرة تلك السيارة فتوقفت جانبًا، ونزل الرجل راكض إلي ورآني بحالتي المزرية لم يكن الوقت في صالحه حتى يتصل للإسعاف، فحملني و ذهب بي إلى المشفى، وهنا كانت المفاجئة لم يكون هناك خطب في تحاليلي، كل شيء على ما يرام فاستغرب الرجل !،
حاول الرجل في ذلك الوقت أن يتواصل مع أحد من أقاربي، ففتح هاتفي واتصل بأول رقم وكان رقم صديقي.
• الرجل: مرحبا !
• صديقي: أهلاً !
• الرجل: إن فلان في المشفى، كان ملقي على الأرض وأحضرته إلى المشفى، ولكن ليس هناك خطب في تحاليله، أرجو أن تأتي.
• صديقي: أنا لا أعرفه الرقم خط.

استغرب الرجل من ردت فعل صديقي وقال: كيف الرقم خط ومسجل على الرقم ( أخي ) فاتصل على الرقم الذي يليه …
• الرجل: مرحباً، هل تعرف فلان؟
• الطرف الآخر: نعم.
• الرجل: إن فلان في المشفى، كان ملقي على الأرض وأحضرته إلى المشفى ولكن ليس هناك خطب في تحاليله، الجو ان تأتي.
• الطرف الاخر: حسنًا.

بعد مرور ساعات وصل الطرف الآخر، قابل الرجل فسألوه ما تقرب لفلان قال أنا ابوه.
فبدأ الرجل بالانفعال ببرود أبيه

• قال الرجل: إن ابنك ملقى على سرير الموت ليس هناك خطب في التحاليل، ولكنه في غيبوبة والأغرب من ذلك أن عينه لا تتوقف عن البكاء.
• أبوه: وما عساني أن أفعل؟ أليس ملقى على السرير؟ وفي المشفى يستطيعون أن يرعوه هنا، سأذهب إلى البيت كي أرتاح.
• الرجل: حسبي الله ونعم الوكيل سيأتي يوم وستندم على فعلتك.
كان الرجل منصدم من أنه لازال هناك أهالي بهذا البرود والقسوة، فلم يلمني على حزني، ولكن الموجع كان أنني أستمع إلى حوارهم وعرفت مدى كرههم لي ومدى حنيت الرجل الذي لم أعرفه يوماً تجاهي، ظللت ملقى على السرير لأسابيع. في اليوم الذي فتحت به عيني، كان الرجل بجانبي فبكيت بقوة وبصوت عالي فاحتضنني وقال: مابك؟
• قلت: والله إنك أحن عليه من أهلي، كم تمنيت أن أرى أمي بجانبي وتحتضنني عندما أفتح عيني، لكن لم يحصل ما في المراد.
• قال: لا تقلق إن الله يمهل ولا يهمل، سيأتي يوم وسيندمون علي فعلتهم.

فظللت أبكي وقلت بداخلي: يا الله أشكرك يا الله على هذا الحنان الذي لم أعرفه في حياتي يوماً. اصطحبني الرجل إلى بيتي، عند دخولي لم يرحب بي أي أحد وكأنني ثقل عليهم، ذهبت مسرعاً إلى غرفتي أحتضن فراشي وأنا أتساقط مع أحزاني.أعلم أنه موجع شعور عدم الرغبة بوجودك وأني حمل ثقيل عليهم، ولكن هذا هو قدري وعلي أن أتحمل مصيري، كل ما يدور حولي هو قدري وأعلم أنه لصعب أن أتحمله وأنا لازلت طفلاً يريد أن يحتضن الصباح، ويشعر بدف الشمس. خنت أملي في الحياة ولم يكن بيدي القرار، أحزان وأحزان وأحزان يكفي، يكفي أرجوكم. فأضحيت في دربي وحيدًا، أنا لم أرد هذا، قد زال إحساس الأمان في داخلي، و خسرت مع خوفي الرهان وأنا لوحدي في الظلام أبكي وخوفي كالغمام وتعبت في المسير برحلتي.
على مرور الأيام و الأشهر تغيرت أحوالي، أصبحت راشداً واعتمد على نفسي، تخرج من المدرسة وصرت في مرحلة الجامعة، وكنت أشتغل بدوام جزئي ، لأصرف على نفسي؛ ولكن لم يتغير شيء تجاه معاملتي، و لم تتغير أحزاني و آلامي و أوجاع الفؤاد، استمريت في المسير في طريقي وأنا أتبعثر، كانت نهايات أيام والدي، كان ملقى على السرير في المشفى، و لم أزره إلى مرة واحدة، وعند زيارتي تحدثت معه :
أنا : مرحبا، كيف تشعر؟
والدي : أهلاً، ليس بأتم صحتي، وإنني سوف أفارق الحياة قريباً فكن مستعدًا.
أنا : منذ زمن بعيد وأنا مستعد لهذه اللحظة، وأخيراً تحققت.
والدي : بني! اعلم أني قسوت عليك كثيراً ولكن كان هذا كله لمصلحتك فأرجوك سامحني.
أنا : وما هذه المصلحة التي تستدع أن تعاملني بقسوة، ولكن اطمإن إنني مسامحك.
والدي: حقاً ؟
أنا : نعم، ولكن لسبب واحد فقط.
والدي : وما هو السبب؟
أنا : كي لا أراك يوم الحساب، وكلت أمري لربي، وهو أعلم ما بالصدور وأنه يمهل ولا يهمل، لا أريد أن أراك بعد اليوم.
والدي : بني هل كل هذا الحقد بداخلك؟
أنا : لم يحمل الصدر ذرة حقدٍ، فأنا القلب المسامح المبتهج، وأنا العقل الذاكر الكئيب.

خرجت و رميت أحزاني وذكرياتي معه.
ومع خروجي كان يصرخ ويبكي بسبب مرور الماضي في ذاكرته.
انتهت أحزاني مع رحيل والدي، ولكن لم ينسى العقل يوماً.







مصير الحياة

انكسرت من داخلي من ألم استبطن، وأجول في فضاء الظلام أطير وتتبعثر أحزاني، أبحث عن ما ينقصني من كلمات مبعثرة فاختلفت معاني الحياة وامتلأت بالرغبات، تهتُ في معاني الكلمات باحثاً لمعانيها الحقيقة ولم أجد شيئًا، أركض خلف شخص، وشخص يركض خلفي ولا نناظر من هم خلفنا فنسير إلى الأمام جاهلين من هم خلفنا وما الصراعات التي يواجهونها، وتسير الحياة حسب الأقدار التي وضعها الله لنا فمصيرنا كتابنا وكتابنا مخير بالأقدار المكتوبة لنا. أجول في دائرة الحياة باحث عن الحقيقة وعند وصولي لكل حقيقة أكتشف أن هناك غيرها، وأظل أجول فيها فأكتشفت لا حقيقة ترجو إلى وجود الله.


ماهي صراعاتك في الحياة ؟


الصمت
سألوني ما هو الصمت ؟
فأجبتهم : الصمت!
الصمت شعور الألم و الحسرة ، الصمت شعور الخذلان و الغيرة ،
الصمت وحش يختبئ في الظلام ، الصمت شخص يمشي بلا إحاسيس ،
الصمت إحساس موجع ، الصمت إحساس مرهق ،
الصمت يؤذي الفؤاد و يضيق الصدر و يفيض الدموع ،
الصمت هو الحب المزيف ، هي السعادة المتصنعة التي تصنع ابتسامة في مكان خاطئ،
وما هناك ألم يوجع مثل الصمت،
أسوء ما قد يصيب الإنسان هو كتمان الحزن بالصمت.


فما هو الصمت بالنسبة لك ؟












آخر الليل
وبالرغم من أنني على سريري لا أبذل أي مجهود يذكر، لكني مزدحم بالذكريات بالتفاصيل وبمعركة قلبي وعقلي التي لا تنتهي رغم صمتي الذي بداخلي ضجيج يبتلعني.

ما هي أسباب الحروب الداخلية ما بين العقل والقلب ؟
• هل بسبب الضعف الداخلي أم ضعف الشخصية؟
• هل من عدم الوثوق بك في الصغر أم معاملتك بلا احترام؟
• هل بسبب التآمر الدائم؟
• أم هل من أوجاع لا نراها؟
غموض الشخص و أحزانه لا أحد يعرف إلى الله، ولا حتى نفسك تعرف سبب حزنك، تمر الملايين من الأفكار في ذهنك و تعتقد أنها أحزانك، ولكن ربما يكون من حادثة حصلت في صغرك ولا تتذكرها و هذه الحادثة بدايت أحزانك.
قد أغرقتني الحياة وأنا لا زلت على سطح الرض، وخنقني الهواء ولازلت أتنفس، وقعت في حفر كثيرة ولكنني نفذت منها، كل درج كنت ابنيه يتحطم في لحظة ولم أستسلم، أكملت طريقي، أصبحت منهكًا من الحياة، ولم أجد من يساندني كي أقع و أتكئ عليه، قد أحببت القليل و كرة الكثير؛ لأني لم أجد من يجذب الضيقة من صدري.

خذلتني الحياة منذ طفولتي، صرت ناضجًا في سني الصغير، و في هذا السن المفترض أن أكون طفلاً يلهو و يلعب، لكنني كنت أتحمل المسؤولية وكرهت كثيراً من لأشياء، كانت وما زالت الألعاب هراء بالنسبة لي، مجرد مضيعة للوقت و الجهد.

الحب و الحنان هذه المشاعر لم أحس بها مرة أو أعرفها، لم تتحرك بداخلي لأشعر بها، كنت أعرف الكراهية و الحقد، و هي كل ما عرفت من المشاعر، أعرف كيف أتحكم بها كأنها أنا أو محرك أمامي لا يستطيع فعل أي شيء من دون إذني، أصبحت أتقن قسوت الحياة و التحكم بها، أميز صدقها من كذبها، من حبها أو كراهيتها، من فرحها من حزنها.


كفاك يا قلب
يتظاهر بالحياة بينما هو ميت منذ زمن…

ألا يكفيك تكبرًا !
ألا يكفيك تحمل هذي الآلام و الأوجاع !
من أجبرك على حمل هذا الحمل الثقيل ألا يؤلمك كثيراً ؟
أم اعتدت على هذه الآلام ؟!
ألا يكفيك تكبرًا يا قلبي…

أسقط الدموع واجعلها مثل هطول المطر و جريان النهر، و فجر الصرخات كثوران البركان و سقوط النجوم، و أعم الفوضة من حلوك كأن حربًا قد اشتعلت كفاك تكبرًا.

يؤلمني الفضاء الذي بداخلي، يؤلمني اللا شيء بداخلي، يؤلمني شعور الفقدان،
ماذا دهاك؟ ألا يؤلمك انت ايضن؟

ما أنت إلا قلب ينبض و يخفق بالحزن.
أود أن أريه دمعتي على خدي تجري، فقدت شعور البكاء و لا أعلم كيف كان، هل كان يريح الفؤاد ؟ "أم يزيد الطين بلة" ؟ لا أعلم فقد نشفت دموعي منذو سنوات.
إنه شعور سيئ أليس كذلك ؟
تتحمل الألم وحدك ! وما يجبرك !
أليس من الأفضل أن تتقاسم الأحزان مع الغير، أم أنه ليس من عادتك ؟ اعتدت على أن تتحمل الضغوطات وحدك !

أجبني يا قلبي! فخفقاتك تؤلمني كثيراً يشعرني بالنقص.
أشعر بتمزق في الشرايين و جريان الدم ليس بطبيعي، ماذا دهاك يا قلب…


نداء القلب

ناديت بأعلى صوتي ...
النجدة إنني أغرق في بحر أحزاني، المكان مظلم إنني أشعر بالخوف ليساعدني أحدما
ولم يجب أحد ندائي،
فاحتضني الحزن وقال لا تقلق إننا مسخران لبعض أنا وأنت إلى الأبد،
حينها أيقنت أنه لا مجال لي بالهرب من الواقع المؤلم، فناديت بأعلى صوتي أين أنتِ يا فرحتي، أين أنتِ ياسعادتي، ولم يجبني إلا حزني .

تغير ذكريات الماضي، كتم آهات أوجاعي، حبس دموع عذابي، و نزف القلوب، مشاعر مشتبهة لكنها مشتتة، مصير محطم لكنه مستمر، أين أنتِ يا فرحتي أين أنتِ يا سعادتي ؟ قد عم الحزن دربي و ازاد الحطام في طريقي و ازدادت نيراني في خطواتي، و أرى مستقبلي يتحطم أمامي، أين أنتِ يا فرحتي أين أنتِ يا سعادتي؟ تراكم الضباب أمامي وغط السراب دربي، وازدادت دموعي في عيني، وكثرت الآهات في صدري، أين أنتِ يا فرحتي أين أنتِ يا سعادتي ؟ تشوهت أفكاري في ذهني آلمتني الأصوات نحو أذني، و نزف الحب من قلبي و هاجر الناس من حياتي، أين أنتِ يا فرحتي أين أنتِ يا سعادتي ؟ ليس لدي ذكريات في عقلي، ليس لي مستقبل في جسد باكٍ، أين أنتِ يا فرحتي أين أنتِ يا سعادتي ؟

تزرع الأحزان في الصدر مثل الشجرة، وتنبتُ وتكبر في الداخل وكأنك بستانها حتى تتمسك جذورها في الأرض، وتزهر أوراقها في السماء، وتنبت ثمار الحزن ويتغذى منها العقل.


كتاب أحزاني
أكتب بدايت حزني فما بعد الحزن سوى ألم، ويا صاحبي لم أرك تواسيني في كربي، فأتيتني عند بدايات سعدي؛ طالبًا العون فأمد يد العون لك فأمسكتها حتى شعرت أنك اكتفيت فتركتها، وعدت لي عند حاجتك لدعواتي فدعيت الله أن يستند ضيقك، ولم يحمل الصدر ذرة حقدٍ تجاهك فتركت الذنوب لخالقي ولم أنكر أيامنا، أنا القلب المسامح المبتهجُ وأنا العقل الذاكر الكئيبُ.

كتبت بدايت ضيقي فما بعد الضيق سؤى الكتمان، فأخفيت ملامح حزني وما صاحبت سوى نفسي؛ فالروح أقرب صديق لي ولم أعرف صديقاً سواها، عشت بعالم من خيالي، بظلام يكسو عالمي، طرت مع الرياح وأحزاني تتبعثر في سواد انهاري أيا قلبي المجروح لا تبالي بقسوة الأيامِ، فالأيام دواء الجروح، و الزمن كفيل النسيان.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.