darbovar

Share to Social Media

وأخيرًا بعد ما انتهينا من وقت العشاء أجلس بمفردي مطمئنة إلى حد ما في وسط ذلك الهدوء؛ فالجميع نائم، وليبدأ يومي إذًا أستمع إلى الأغاني المفضلة لي، وأتناول كوب الكاكاو مع الشوكولاه وأقرأ بألم معتاد؛ لأعيش في عالمي إذا..
أسمع صوت شيء يصفر، ولكني بمزاج جيد هذه المرة؛ لكي أكتشف من في وراء اللوحة هذه المرة بنفسي؛ لأرى ثقب أسود اللون، و من ثم لا يوجد شيء؛ لألتفت إلى كوب الكاكاو، ولأري شيء... ما هذا الظلام؟ أنا في العتمة بمفردي..
لا بأس فقط إهدي يا شيرين فيوجد من يعيش معك في نفس البيت، لا تصرخي هذه المرة، فقط نفس عميق.. وأسير بخطوة مرتكزة على الأرض؛ لكي أبحث عن هاتفي، وأنير الكشاف وأتفقد مكبس الكهرباء، ما هذا؟!
الكهرباء قد تعطلت بالعموم، ولكن ما تلك الأضواء التي تأتي من خارج باب الشقة...
لأذهب إليها بخطوات هادئة، وأنظر إلى العدسة السحرية، وأطلع خارج باب المنزل؛ حتى أرى أضواء كثيرة، وأناس في الوسط يرقصون على صوت أغنيتي التي أستمع إليها بالهاتف، وعندها فرحت كثيرًا لربما هذه مفاجأة من أجلي، ولأنهم يعرفون أني أحبها، ولكن كيف لي أن أشاركهم، وأنا واقفة خلف الباب؟
ما هذا إنه الراجل الكهربائي، ولكن شكلة جميل جدًا.. أجمل مما رأيته داخل التلفزيون، يرتدي البدلة البيضاء، وبها شرار ليطلق على جارتنا ذات الصوت المزعج، والجار المطاطي الذي يقول لي دائمًا: متى ستقصري يا عزيزتي؟ ويوجد أحد؛ لينظر إليّ في العدسة السحرية، ويشاور لي بيديه بالقدوم إليه..
لأخذ نفسًا عميقًا، وأنطلق بسرعة، ويقف بعيدًا، ويقول لي انطلقي لقد فعلت هذا من أجلك.. وكأنني بالديسكو حقًا.. أرقص، وأضحك حتى سمعت صوت مرتفع كصوت البرق، وضوء شديد يسلط على عيني، ويناديني شيرين.. شيرين..
لأرى نفسي مسطحة على الأرض في غرفتي، وأمي بيدها شمعة..
_أمي: قومي هو فيه حد بينام على الأرض كده؟
- الساعة كام؟!
- 5 الصبح، يلا شوفي وراكي إي النهاردة؟ ولا لسه هتنامي تاني؟!
- أنتِ ماسكة شمعة لية يا ماما؟
- عشان تسحب الطاقة السلبية اللي في البيت.
- أنا حاسة إني مكنتش نايمة.
- أومال؟ هو نوم الأرض ده كده نوم!
- الأرض! أنا كنت برا و...
- برا فين؟ و أنتِ قدامي أهو! كنتى بتقرأي، ونسيتي نفسك زي كل مرة.
- لا، لا خلاص مفيش حاجة.
- هتنزلي النهاردة.
- لا هنام، و لما أصحى هتابع، وأشوف الدنيا فيها إي؟
- نفسي تعدلي يومك، وتفوقي كده..
ظلت تتحدث إليّ مثل كل يوم، تدوشني بكلماتها كالمعتاد، ولكن لم أستمع إلى أي كلمة مثل كل مرة، وأنا أنظر إلى ذلك الثقب الأسود في اللوحة؛ حتى خلدت إلى النوم هذه المرة، ولا أحد يريد فهمي أو سمعي ..
***
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.