hindawiorg

Share to Social Media

« فِكْرِي » 6) خَواطِرُ )
يَتَحَدَّثُ إِلَى نَفْسِهِ، وَعَيْنُهُ عَلَى الْعُنْقُودِ الصَّغِيرِ، أَوَّلِ وَليدٍ فِي عَرِيشِ الْعِنَبِ « فِكْرِي » جَلَسَ
الْجَدِيدِ.
أَوَّلَ مَنْ رَأَى الْعُنْقُودَ ناضِجًا، وَلَمَّا قَطَفَتْهُ لَمْ تَشَأْ أَنْ تَأْكُلَهُ « سَلْمَى » لَقَدْ كانَتْ أمُُّهُ
وَتَسْتَمْتِعَ بِهِ، فَانْتَظَرَتْ حَتَّى تُفاجِئَ بِهِ أَوَّلَ مَنْ يَحْضُرُإِلَى الْبَيْتِ.
كانَتْ هِيَ الَّتِي رَأَتِ الْعُنْقُودَ، وَتَرَكَتْ لَها الْأمُُّ حُرِّيَّةَ التَّصَرُّفِ « أَنِيسَةُ » فَلَمَّا حَضَرَتْ
فِيهِ.
اخْتارَتْ أَنْ تَسْتَبْقِيَ الْعُنْقُودَ؛ لِتُرِيَهُ لِأخَِيها الْعَزِيزِ، وَلَمْ تَذُقْ مِنْهُ حَبَّةً « أَنِيسَةَ » وَلَكِنَّ
وَاحِدَةً، وَتَرَكَتْهُ لَهُ لِيَتَصَرَّفَ فِيهِ كَما يُحِبُّ.
يَنْتَظِرُ أَنْ « فِكْرِي » حَقٍّا إنَّ الْعُنْقُودَ تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ، وَقَدْ ظَلَّ ؟« فِكْرِي » ماذا يَفْعَلُ
يَنْضَجَ عِنَبُ الْحَدِيقَةِ مُنْذُ أَيَّامٍ.
لا أَرْضَىأَنْ أَخُصَّنَفْسِي بالْعُنْقُودِ. » : لِنَفْسِهِ وَالْعُنْقُودُ بَيْنَ يَدَيْهِ « فِكْرِي » قالَ
الْأحَْسَنُ أَنْ أفَُكِّرَ كَما فَكَّرَتْ أمُِّي، وَكَما فَكَّرَتْ أخُْتِي.
«. سَأَتَصَرَّفُ أَنَا فِي هَذا الْعُنْقُودِ تَصَرُّفًا كَرِيمًا، يُشْبِهُ تَصَرُّفَ أمُِّي وَأخُْتِي
« سَعِيدٍ » 7) الْعُنْقُودُ بَيْنَ يَدَيْ )
فَذَهَبَ إِلَيْهِ فِي حُجْرَتِهِ، ،« سَعِيدٌ » فَلَمْ يَقْرَبِ الْعُنْقُودَ، حَتَّى حَضَرَ وَالِدُهُ « فِكْرِي » انْتَظَرَ
«. إِنِّي جِئْتُ إِلَيْكَ بِمُفاجَأَةٍ تَسُرُّكَ » : وَحَيَّاهُ تَحِيَّةً طَيِّبَةً، وَقالَ لَهُ
«. إِنِّي مَسْرُورٌ بِكَ، وَبِمُفاجَآتِكَ الْحَمِيدَةِ دائِمًا يا بُنَيَّ » : فَقالَ الْوالِدُ الْعَطُوفُ
لِوالِدِهِ الطَّبَقَ، وَعَلَيْهِ عُنْقُودُ الْعِنَبِ، وَقالَ وَهُوَ يَبْتَسِمُ ابْتِسامَةً مُشْرِقَةً: « فِكْرِي » فَقَدَّمَ
هَلْ رَأَيْتَ عُنْقُودَ عِنَبٍ أَجْمَلَ مِنْ هَذا الْعُنْقُودِ يا أَبِي؟ هَلْ تُصَدِّقُ أَنَّنِي لَمْ أَشْتَرِهِ مِنَ السُّوقِ،
وَلَمْ يَكُنْ هَدِيَّةً لَنا مِنْ أَحَدٍ؟
إِنَّهُ مِنْ فَضْلِ للهِ عَلَى حَدِيقَتِنا الصَّغِيرَةِ.
هَذا أَوَّلُ ثَمَرَةٍ لِعَرِيشِ الْعِنَبِ، قَطَفَتْهُ أمُِّي فِي الصَّباحِ، وَأَعْطَتْهُ لِأخُْتِي، وَقَدَّمَتْهُ أخُْتِي
«. لِي، وَأَنا أقَُدِّمُهُ لَكَ
إِنَّهُ عُنْقُودٌ كامِلٌ، لَمْ يَنْقُصْ حَبَّةً » : ابْتِسامَةً هانِئَةً، وَقالَ لَهُ « سَعِيدٌ » فابْتَسَمَ الْأبَُ
«. واحِدَةً! فَلا أمُُّكَ، وَلا أخُْتُكَ، وَلا أَنْتَ، أَخَذْتُمْ مِنْهُ شَيْئًا
إِنَّكَ يا أَبِي أَحَقُّ بِهِ مِنَّا. وَسَنَنْتَظِرُ الْعَناقِيدَ الَّتِي تَنْضَجُ مِنْ بَعْدُ، » :« فِكْرِي » فَقالَ لَهُ
«. وَيَكْفِيناسُرُورًا أَنَّكَ تَسْتَمْتِعُ بِهَذِهِ الْباكُورَةِ الطَّيِّبَةِ مِنْ عَرِيشِ الْعِنَبِ
كَثِيرًا ما اشْتَرَيْنا عِنَبًا أَنْضَجَ مِنْ هَذا الْعُنْقُودِ، وَلَكِنَّنَا لَمْ » : لِابْنِهِ « سَعِيدٌ » فَقالَ الْأبَُ
«؟ نَفْرَحْ بِهِ فَرَحَنا بِهَذا الْعُنْقُودِ الصَّغِيرِ. أَتَعْرِفُ لِماذا يا بُنَيَّ
نَعَمْ يا أَبِي. أَعْرِفُ لِماذا نَفْرَحُ بِهِ؛ إِنَّهُ مِنْ صُنْعِ أَيْدِينا بِفَضْلِ للهِ. » :« فِكْرِي » فَأَجابَهُ
«. غُرِسَ فِي حَدِيقَتِنا، وَوُلِدَ بَيْنَنا، فَكَأَنَّهُ جُزْءٌ مِنَّا
ما أَحْسَنَ ما قُلْتَ، وَما فِهِمْتَ! حَقٍّا إِنَّ فَرَحَ الْإِنْسانِ بِما يَصْنَعُهُ » :« سَعِيدٌ » فَقالَ الْأبَُ
«. بِيَدِهِ، وَما يَتَعَهَّدُهُ بِنَفْسِهِ، أَضْعافُ فَرَحِهِ بِما يَحْصُلُ عَلَيْهِ، دُونَ جُهْدٍ وَلا تَعَبٍ
«. شُكْرًا لَكَ. واتْرُكْنِي أَتَصَرَّفْ فِي الْعُنْقُودِ بِما أَراهُ » : وَسَكَتَ الْأبَُ قَلِيلًا، ثُمَّ قالَ
8) حَدِيثُ الزَّوْجَيْنِ )
الطَّبَقَ بَيْنَ يَدَيْ « سَلْمَى » فَلَمَّا رَأَتْ .« سَعِيدٌ » والْأبَُ « سَلْمَى » وَبَعْدَ ذَلِكَ الْتَقَى الزَّوْجانِ، الْأمُُّ
لَقَدْ عَرَفْتَ الْمُفاجَأَةَ قَبْلَ أَنْ أخُْبِرَكَ بِها. مَنْ أَخْبَرَكَ؟ » : زَوْجِها، وَعَلَيْهِ عُنْقُودُ الْعِنَبِ، قَالَتْ
«؟ وَمَنْ أَحْضَرَلَكَ الْعُنْقُودَ
«؟ ماذا فِي هَذا … « فِكْرِي » الَّذِي أَخْبَرَنِي وَأَحْضَرَالْعُنْقُودَ وَلَدُنَا » : فَقالَ لَها
وَلَمْ آخُذْ مِنْهُ شَيْئًا. فَلا بُدَّ أَنَّها ،« أَنِيسَة » لَقَدْ أَعْطَيْتُ الْعُنْقُودَ لِابْنَتِنَا » : فَقالَتِ الزَّوْجَةُ
«. دُونَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ ،« فِكْرِي » هِيَ الَّتِي أَعْطَتْهُ لِوَلَدِنا
فَعَلَ مِثْلَ ما فَعَلَتْ أخُْتُهُ؛ لَمْ يَأْكُلْ هُوَ مِنَ « فِكْرِي » وَوَلَدُنا » :« سَعِيدٌ » فَقالَ الْأبَُ
«. الْعُنْقُودِ شَيْئًا، وَأَحَبَّ أَنْ يَخُصَّنِي بِهِ، وَيَتْرُكَ لِي حُرِّيَّةَ التَّصَرُّفِ فِيهِ
«. إِذَنْ هُوَ لَكَ، بِالْهَناءِ والشِّفاءِ » : فَقالَتِ الزَّوْجَةُ
أَكُنْتِ تَظُنِّينَ أَنِّي سَأَرْضَىبِذَلِكَ؟ الْحَقُّ أَنَّكِ أَوْلَى بِهِ؛ فَأَنْتِ الَّتِي » :« سَعِيدٌ » فَقالَ لَها
تَبْذُلِينَ أَكْبَرَ جُهْدٍ فِي الْحَدِيقَةِ، وَأَنْتِ أَوَّلُ مَنِ انْتَبَهَ إِلَى نُضْجِ هَذا الْعُنْقُودِ الْيَوْمَ.
هُوَ لَكِ إِذَنْ، وَسَنَنْتَظِرُ الْعَناقِيدَ الَّتِي تَنْضَجُ بَعْدَ ذَلِكَ.
«. وَيَكْفِينا فَرَحًا أَنَّ عَرِيشَ الْعِنَبِ قَدْ بَدَأَ يُعْطِينَا ثِمارَهُ
شُكْرًا لَكَ، وَإِنِّي سَأَقْبَلُ مِنْكَ هَذا الْعُنْقُودَ وَلَكِنِ اتْرُكْ لِي حُرِّيَّةَ :« سَلْمَى » فَقالَتْ
«. التَّصَرُّفِ فِيهِ كَما أَرَى
«؟ هَلْ تُبْقِينَهُ مَعَكِ حَتَّى تَنْضَجَ عَناقِيدُ أخُْرَى تَكْفِينا جَمِيعًا » :« سَعِيدٌ » فَقالَ لَها الْأبَُ
«. لَمْ يَخْطُرْ هَذَا بِبِالِي » :« سَلْمَى » قالَتِ الْأمُُّ
هَلْ تُعِيدِينَ الْعُنْقُودَ إِلَى فَرْعِهِ فِي العَرِيشِ، حَتَّى تَنْضَجَ جُمْلَةٌ مِنَ » :« سَعِيدٌ » قالَ الْأبَُ
«؟ الْعَناقِيدِ
«. وَهَذا أَيْضًا لَمْ يَخْطُرْ بِبالِي » : قالَتِ الزَّوْجَةُ، وَهِيَ تَضْحَكُ ضِحْكَةً خَفِيفَةً
9) حَنانُ الْأمُُومَةِ )
وَلَكِنَّها احْتَفَظَتْ بِهِ، وَلَمْ تَنَلْ مِنْهُ ،« سَلْمَى » عادَ عُنْقُودُ الْعِنَبِ إِلَى الْيَدِ الَّتِي قَطَفَتْهُ؛ يَدِ الْأمُِّ
حَبَّةً واحِدَةً.
اخْتَلَتِ الْأمُُّ بِنَفْسِها بَعْضَالْوَقْتِ، وَهِيَ تُفَكِّرُ فِي حِكايَةِ عُنْقُودِ الْعِنَبِ الَّذِي رَجَعَ إِلَيْها.
لَقَدْ كَشَفَتْ لَها حِكايَةُ هَذا الْعُنْقُودِ عَنْ شَيْءٍ مَلَأَ نَفْسَها سُرُورًا وَانْشِراحًا، شَعَرَتْ
.« سَعِيدٍ » بالسَّعادَةِ الْحَقِيقِيَّةِ لِلصَّفاءِ الَّذِي تَتَمَتَّعُ بِهِ حَقٍّا أسُْرَةُ
الْأمُُّ تُعْطِي لِابْنَتِها الْعُنْقُودَ، وابْنَتُها تُعْطِيهِ لِأخَِيها، والْأخَُ يُعْطِيهِ لِأبَِيهِ، وَالْأبَُ يُعْطِيهِ
لِزَوْجَتِهِ، لِأنََّها كانَتْ أَوَّلَ مَنِ انْتَبَهَ إِلَى نُضْجِ الْعُنْقُودِ، وَأَوَّلَ مَنْ قَطَفَهُ.

كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ يُحِبُّ الْآخَرِينَ، وَيُراعِي شُعُورَهُمْ، وَلا يَرْضَىأَنْ يَخُصَّ نَفْسَهُ بِعُنْقُودِ
الْعِنَبِ الْجَدِيدِ.
إِنَّ هَذا الْعُنْقُودَ أَصْبَحَ لَهُ شَأْنٌ عَظِيمٌ، لِأنََّهُ اسْتَطاعَ أَنْ يُطْلِعَ أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى حُبِّ
بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ.
«؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أَخُصَّنَفْسِي بِهَذا الْعُنْقُودِ الطَّيِّبِ الْكَرِيمِ » : قالَتِ الْأمُُّ لِنَفْسِها أَخِيرًا
10 ) عَلَى مائِدَةِ الْأسُْرَةِ )
انْتَظِرُوا، » :« سَلْمَى » وَفِي الْمَساءِ جَلَسَتِ الْأسُْرَةُ إِلَى مائِدَةِ الْعَشاءِ، وَبَعْدَ أَنْ تَعَشَّوْا قالَتِ الْأمُُّ
«. حَتَّى أحُْضِرَلَكُمُ الْفاكِهَةَ
ثُمَّ عادَتْ بِطَبَقٍ بَيْنَ يَدَيْها، وَقَدْ بَدَتْ فِيهِ حَبَّاتُ الْعِنَبِ ،« سَلْمَى » وَانْصَرَفَتِ الْأمُُّ
مُتَفَرِّقَةً تَلْتَمِعُ، وَقالَتْ:
هَذِهِ الْحَبَّاتُ الطَّيِّبَةُ ثَمَرَةُ جُهْدِنا كُلِّنا، فِي خِدْمَةِ عَرِيشِالْعِنَبِ وَتَعَهُّدِهِ. كُلُّنا اشْتَرَكْنا »
فِي الْغَرْسِ، والسَّقْيِ، والتَّنْظِيفِ، وانْتِظارِ الثَّمَرَةِ.
«. ما أَحْلَى أَنْ نَشْتَرِكَ جَمِيعًا فِي الاسْتِمْتاعِ بِأَوَّلِ الثَّمَراتِ
ما أَجْمَلَ تَفْكِيرَكِ، وَأَحْسَنَ تَدْبِيرَكِ، أَيَّتُها الزَّوْجَةُ الْمُبارَكَةُ، والْأمُُّ » :« سَعِيدٌ » فَقالَ الْأبَُ
«. الْحَنُونُ
عَلَى أمُِّهِما يُقَبِّلانِها، واشْتَرَكُوا جَمِيعًا فِي أَكْلِ حَبَّاتِ الْعِنَبِ، « فِكْرِي » وَ « أَنِيسَةُ » وَأَقْبَلَتْ
فَكانَ أَحْلَى عِنَبٍ أَكَلُوهُ فِي حَياتِهِمُ السَّعِيدَةِ.
يُجابُ مِمَّا في هذه الحِكايةِ عن الأسئلة الآتيةِ:
وماذا كانت مُهِمَّةُ رَبَّةِ البَيْتِ؟ ؟« سعيدٍ » (س 1) مِمَّ كان يتألَّف بيْتُ
(س 2) ماذا فعل الزَّوجان لِكي تتوافَرَ المُتعة والسُّرور؟
ومن الذين كانوا يشتركون في رعاية الحديقةِ وتنمِيَتِها؟
(س 3) ماذا أنشأت الأمُّ في الحديقةِ؟ وماذا أعدَّت من مُفاجأة؟
؟« أنيسةَ » لابنتِها؟ وماذا كان شُعورُ « سَلْمَى » (س 4) ماذا قدَّمت
وماذا قدَّمت له أخُْتُه؟ ؟« فِكْرِي » (س 5) لماذا دَهِشَ
وماذا دار بيْنه وبيْنها من حِوارٍ؟
وعلى أيِّشيء استقرَّ رأْيُه؟ ؟« فِكْرِي » (س 6) ماذا دار في رأس
لأبيه؟ وبماذا أخبره؟ « فِكْرِي » (س 7) ماذا قدَّم
وماذا عرضعليه؟ ولماذا كان فَرَحُ الأبِ وابْنِه؟
(س 8) ماذا دار بيْن الوالِدين من حوار؟
وإلى أيِّشيء انتهى الحِوارُ بينهما؟
(س 9) لماذا شعرت الأمُّ بالسَّعادة؟ وكيف كان لِعُنقودِ العِنَبِ شأنٌ؟
(س 10 ) ماذا قدَّمت الأمُّ على مائدةِ الأسرةِ؟
وكيف كان تصَرُّفُها في عُنقودِ العِنب
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.