المقدمة
رغم قوة شخصية الإنسان وقدرته على مواجهة الضغوطات والعراقيل والمصاعب، إلا أنه يشتاق إلى طفولته؛ حيث العالم البريء والقلوب الطيبة، ويدرك أنه بحاجة بأن يكون حوله أُناس نقية وطاهرة، بعيدا عن اللف والدوران والمصالح وسط العمل والحياة، فالإنسان الطبيعي
بحاجة إلى من يحبه كما هو، يتقبل عيوبه قبل مميزاته، بحاجة إلى السند والعون والأمان، إلى من حين تضيق بك الدنيا يحميك من كل شيء، فالوقت الذي تجد فيه من يفهمك ويحبك لذاتك يصبح المستحيلُ ممكنُا والصعبُ سهلًا.
الإهداء
إلى المرأة التي منحتني أروع وأحن وأجمل أب
إلى جدتي المرحومة عائشة خميس علي محمد المجبري
إلى تلك المرأة المثالية المضحية، إلى تلك التي كافحت وعانت وتحملت وربت وأنجزت وخلَّفَت
رجالًا تٌرفع لهم القبعة تقديرًا وفخرًا واحترامًا
إلى من ها نحن أحفادها، لو كانت على قيد الحياة لكانت فرحة وفخورة بنا وبما أنجزناه، ومن خلَّف لم يمت
أبشري فإن خليفتك هم عمار في الأرض وصلاح وبناء
تعلموا منكِ الصبر والكفاح والنجاح، ومن آبائهم ما علمتيه لهم قدر المستطاع
رحمة الله عليك يا من منحتني ذلك الأب الذي تعب وشقي وضحى من أجل أن يراني سعيدة
وهأنا اليوم عاجزة حتى عن التعبير عن حبي له وشكري وامتناني
ذلك الأب الذي يحرم نفسه حتى آكل وأشبع وأسعد أنا، من أجل أن يرى ابتسامتي، من أرى
الفرحة ترتسم على وجهه حين أكون أنا سعيدة وفرحانة، من يحزن لحزني ويفرح لفرحي، من
تهون عليه الدنيا ولا أهون عليه أنا، ذلك الأب الذي لا مثيل له ولا شبيه، ومهما أكافئه يظل
قليلًا ولا يساوي ذرة مما فعله وقدمه لي من صغري حتى هذه اللحظة