darbovar

Share to Social Media

كنت واقفة مُشعلة سِيجارتي بين يدي، وأغمضتُ عيناي؛ لإطلاق سراح دُخانه؛ لكي يتحرر من فمي وأنفي.
كنت واقفة على رصيف لون إضاءته خافتة، كنت في ثوب لامع قصير، أرتدي شوز عالي القدمين ،وأضع على شِفتيLip stick اللون الأحمر الزاهي .
حينها وقفت عربة كيا سبورتاج بداخِلُها شاب مرح يسمع مهرجانات صاخبة، وبيده ساعة ( huawei watch fit )، كان يرتدي قميص أسود اللون، كانت الإضاءة خافتة لدرجة عدم إدراك باقية الأمر، في الحقيقة تكن هذه العربة الخامسة التي تقف أمامي، ولا أبالي.
ركبت التاكسي؛ حتى وصلت إلى دار المواهب، حينها حدثوني ع الحُكام، وأخذ المقدم يهدأ من روعة قلبي؛ حتى قدم رقمي إليهم.
_فقالوا : فلتتفضلي..
_فقلت : أنا بانة من مصر.
_فرد حاكمًا كويتي: شو حلو هذا الاسم، ما يُعني اسمك يا حلوة؟
_قلت : اسمي يعني نوع من أنواع الشجر.
_قال : أي موهبة تمتلكيها يا لانة، أعتذر بانة.
_قلت بابتسامة : أنا مُبدعة في إلقاء الشِعر من أحدى عشر عامًا، وأنا أكتب وألقي.
وقفت على مسرح الساقية بالزمالك، وحضر لي حشد من الجماهير، كان فخرًا لي ولعالمي، لا يوجد عالم مُريح مُبهج، كمثل قلم يسرد واقعًا، ويد تكتب هامسًا، وشفتي تُعلن جهر، وبحركة جَسد مُندفع بالحركات المُعبِرة،أثنى جسدي من لغة لا يعرفها سوى مليوني، أنا من كتبتُ كتابًا بعنوان شحاذ....
_فقاطعني، قائلًا : اطلقي صوتك؛ ليمتلئ المكان.
أخذت نفسًا، وارتفع صوتي.. كم مر فترة على غيابك؟! بضع سنوات.. وأنا على ضفاف الموت كل يوم.. أُمزق جميع أوراقي، وتسقط معي حين أسقط بِخيبتي على تلك الأرض البائسة الصلبة التي لا تميل.. ويأتي قوة رياح؛ لتتطاير تلك الأوراق حولي، وأنا بين قضبان الحديد.. مُقيدة أنا بِحُبك الذي ذاقني كُل مرارة الأيام.. أصرخ.. وأصرخ.. وبأعلى قوة لآنام.. لم تتركني في موتتي الصُغرة، وكأنك مُقسم عليا بالإعدام..
بريئة سيدي الغفران، لم أرتكب أي جريمة سوى العاشقين، أعشقه بقلب ولهان.. عاشق.. وما في الليل غير الحنان، كنت أراقب حبه، ولو كلمة سلام.. كان يرى بنفسه، كيف أتألم؟ وكيف أقع فاقدة الوعي والتمام والاتزان؟ كان يرى بنفسه حين يحزنُ أضعه بين ضلوع صدري؛ لينام..
كان يناديني أمه، وسند وأمان، كنتُ برقيتهُ الأولى؛ لتوجيه قلبه للسلام.. كنت أنا من جعلت له مقام، دللتهُ، وأخذت منه كل معاني الخزي، والخذلان.. كنت أصرخ في وجه.. أتعاقبني.. لأنني أحببتك؟!
كنت أبكي حين أجد من يراسله، ويقول لا علم لي بها، كان يعاملني الند بالند كخروف ينطح خروفًا.. عاقبني مُنذ احتياجه لي، وأنا كنت شاغلة؛ فجعلني أحتاج إليه، وكنت أسير طريق الوحشة لوحدي؛ حتي أصل لهُ.
أجلس على سلالم القدر؛ لأنتظره ؛ حتى أطمئن.. كنت أراسله، أنا بحاجة لكِ، كنت أبكي؛ حتى أسقط بخيبتي.. حتي بوفاة جدتي التي نكسني وفاتها بالخوف.
_حدثته وقلت له: بأنني لستُ بخير، وكم أتمنى مسك ملابسك؛ حتى أبكي في أمان، بأن صوت بكائي لا يزعجك.. لم يَرِد..
حدثته مرات عديدة بمرضي، ويشهد ربي أني لم يصبني حتى الآن مرضًا؛ حتى يشفق عليّ، ولكنه لم يشغله أمري.. فكرت في حيل .. أمي تتعب، وعمي في المستشفى، ولكنه كان يرى رسائلي، ولم يهتم.. فكرت في أمر كنت أفعل كذا ل كذا، وكَذِبتُ عليك..
_رد بسلام عليكِ، لا داعي للنقاش فطريقك معي ليس حل، وأغلق هاتفه عدة..
ولما قذفني شوق اشتياقي له، صليت وما وجدتني إلا أن دعيت، وأخذت هاتفي، ووقفت وفي أول اتصال قد رد.. كنت أبكي، وهو يحادثني..
_ ألو..
_كنت أعلم بأنكِ لم تقدر ى.
بكائي أصبح كالماء الزائد، المضمون، المركون .. كان تالله يعلم كم ذاق شوق قلبي كسرات الوجع .. كم دفعني في سماع غُنى لم يطق أُذني السماع لها ! كم دفعني في تمزق ملابسي، وتلاطم وجهي حتى يحن عليّ ! كم دفعني للثوران! كنت تالله أعاتبه.
_فسألتك الآن : ماذا فعلت لك؟ لأذوق منك كل تلك الآهات .. جريمتي هي حبك حتى أسير في القضبان ... كنت من وهلتي الأولي حب لم ينس صاحب الافضال .. والآن أصبحت ُوجعي وصاحب النكران..
حدثهم، وقُل لهم: ماذا كان يصار؟
حدثهم كم تماديت، وكم كذبتُ، وكم آذيتني.
حدثهم بتلك التنهيدات، حدثهم وقل لهم: من أنا؟ ومن تكون؟
كيف تستطيع إرفاق قلبي بعد اليوم.
تعرف بأنني أغار، وكنت تترك الغَيِرة تأكل في قلبي؛ حتى يهال.
كيف يأتي الآن؛ ليطالب بحقه في حبي، بعد كل تلك الاعترافات؟ كيف نسي ما فعل؟
كان يدللني حين أثور عليه .. كان يغازلني حين أنوي شد الرحال .. لم أجد في طبيعة البشر قانونًا؛ لمعاقبتي لشخص كنت اُحادثه بنفسي، وأقول له: اصلح ما أفسدته في قلبي؛ حتى لا يغار.
كنت أحادثه، وأقول له: تالله أفعل هذا، وقُل هذا؛ حتى لا تترك بقلبي طريق للهجران.
كنت حين أتركه يَدمعُ، وما دموع قلبه غير اختناق، ولكنني سوف أدلك على هذا السؤال..أتُعاقبني؛ لأنني أحببتك؟"
كان رد الفعل غريبًا علي، كل هذا، وأنا مُندفعة في الإلقاء وعيناي مغلقة.
_قال أحدهم:Ez ji te pir hez dikim evîndarê min
_قلت باستغراب: نعم لا أفهمك!
_ردت هانم -إحدى الحُكام- قائلة لترجمته: يقول أحبك يا حبيبتي.
_ثم قالت لي: أردت سؤالك الآن عزيزتي؟
_فقلت: تفضلي.
_فقالت: لما تساقطت دموع عينك، وأنتِ تلقين؟ هل كان حُبًا، وقد فارق الحياة أم قصة تُحكى كإبداع؟

رَ _ديت قائلة: بأنها قصة تُحكى كإبداع، ولكن لو كل منا ترك قلمه يبث ما بداخله، لما كان لأحد مُعجبيه.. وقد وافقوا عليّ .
_أحد الحكام : Liana, tu yê bi min re bizewicî ?
_رَديتُ قائلة : I do not understand, are you fluent in English ?
_فرد قائلًا: yes
My name is Hadi, from Iraq, and I want to marry you. Do you accept ?
فصدمني الأمر، وعجِلتُ ترحالي.. وقلت كلمة واحدة فقط:
_ I am married .. وغادرت المكان .
***
" فلاش باك "
_أنا أدعى بانة بيدي جوابًا منذ عشر أعوام.. حان لي النطق به الآن..
"أرادت أن أكون متميزًا، يُحبني الجميع وتتنقل كتاباتي بين جميع صفحات الصحف.
فتحدثتُ سرًا ألا يكفيك أن تكن مميزًا لي فقط لامرأة تعشق كتاباتك،
وأخذتُ نفسًا ،واستكملت الجواب... ولقد كتبنا الشعر فيما نبتغي، فيما أردنا أيها الأقوام في كل لونٍ بصمة من حبرنا.
من فاهنا، وبقلبنا الإلهام، فمتى يجيء فتى يخالُ مكانه بجوارنا؟! وفطامهُ أوهام، مازال في مهد الرضاعة زاحفًا، يُسقى الحليبَ؛ ليكمُلَ البنيانُ، يُسقى الحليب، وذاك كل طعامه، لكن يخالُ بأنه ألوانُ، فبُني فاسمع لا تظنُ بأنك الولدُ الذكي؛ فلقد رأينا في الزمان مثيلكم نكر ،وقد أنهاهمُ الإلجامُ.
هذه آخر كلمات كتبتُها ،وهو على فراش الموت ؛ فأرادت أن أكون متميزًا يا بانة، أتفهمينني متميزًا؟ .
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.