داخل ميناء السفن تقف سيارتان وكل سيارة يقف أمامها مجموعة من الرجال الذين ينظرون في ساعتهم، تتقدم في اتجاههم سيارة ينزل منها اثنان يقفون في مقدمتها يتبعهم شخص واحد يرتدي بدلة بيضاء طويل وضخم البنية ينزل من الباب الخلفي ويتجه إلى السيارتين، تأخرت ميعادنا المفروض من ساعة، يقول الرجل الضخم
- بس جيت فين الحاجة ؟
ينظر الرجال حولهم ثم يفتحوا حقيبة السيارة يخرجوا منها حقيبة معدنية تفتح ببصمه إصبع وأكواد، يعطوها له، يفتحوا الحقيبة أمامه ويقول:
- إختبرتوا كويس ؟
يرد أحدهم ويقول:
- بيعطل أي إصدار
ابتسم الرجل وأخرج الجهاز من الحقيبة واتجه إلى أحدِ الرجال وقف أمامه ثم ضغط على زر التشغيل في الجهاز، تشنج جسده ثم وقع أرضاً ظهر ضوء ازرق قليلاً ثم اختفى، نظروا إليه بغضب، قال وهو مغادرا
- مكنتش عارف إنه منهم وبعدين كان لازم أختبره بنفسي، عموما هنتواصل لما الرئيس يشوفه .
ركب السيارة وغادر، على القرب منهم في الظلام والإضاءة تقريبًا منعدمه يصور شخص ما يحدث ثم يتحدث في هاتفه خافضًا صوته :
- الفيديو مكلف المرادي يا ليلي ، بس هينقلك نقلة تانيه هكلمك خلال 48 ساعه نتفق هنتقابل فين .
ثم يغلق المكالمة ويغادر
***
(اليوم التالي )
تجلس ليلى بشعرها الأسود القصير وعينيها البنيه وملامح وجهها الطفولي داخل مكتبها في الجريدة التي تعمل بها تحاول الإيقاع برئيس خلية ارهابية يبيع أجهزة اختراق وتعطيل الروبوتات ويجعلها ترتكب جرائم، تنظر في أخر الجرائم التي حدثت، روبوت يدفع مالكه من الطابق الـ 12 ثم يتعطل ويتعذر استرداد أي ذكريات وأي شفرة تتبع لأن من يتحكم عن بعد ذكي بشكلٍ كافي ليجعل مروره غير مكتشف، وقضية أخرى، سيارة تنطلق بسرعة تتعدي إشارة المرور، لتصطدم بسيارةٍ أخرى، وعندما تم فحصها ظهر، روبوت ساقط خارج السيارة غير متضرر، ويظهر مالكه وهو السائق وقد توفي من كانوا في السيارتين قبل وصول الإسعاف، حين تنظر ليلى لوظائف هؤلاء الضحايا، تلاحظ الأول مالك فواز المدير التنفيذي لشركة ام اف تك المصنعة لشرائح التحكم الإلكترونية، وتم الاستيلاء على أكثر من شريحة من السيارة قبل وصول الشرطة وتم مسح الفيديو قبل أن يتواصل معها شخص مجهول ويعطيها الفيديو وصورة الشخص الذي سرق الشرائح، الاسم الثاني كان، طاهر حسين، عميل سابق للمنتقلون ينتحر داخل منزلة وحين تم فحص الربوت التابع له اتضح أنه معطل ولا يملك ذكريات للاسترجاع والشخص الثالث مجهول الهوية ولا يوجد بيانات عنه، انهت مكالمتها مع الشخص الغامض التي لا تعلم عنه شيء غير أنه يملك ما تبحث عنه هو الانفراد الصحفي في قضية شغلتها منذ 6 أشهر تتجه إلى مكتب رئيس التحرير تطرق الباب ثم تتدخل، وهي تبدو في غايةِ الحماس والسعادة تقول:
- وصلت لرئيس الخلية وكمان عندي معلومات عن تسليم الجهاز إلي بيسبب أعطال و خلل لذكريات الروبوتات ، مش بيفكرك بحاجه الكلام ده ؟
يرد رئيس التحرير:
- اعتمادا على ايه؟ ، ايه مصدرك على الكلام ده ؟
تتابع ليلي في حماس وتقول:
- 3 مصادر، الأول حارس الميناء إلي شاف التسليم وقادر يتعرف على الأشخاص ، ومعلومة سرية لشخص مجهول مش حابب يتقال اسمه ، وعميل شرطة سابق قدر يأكد أنهم بيجهزوا لحملة للقبض علية متلبس و أن جلال حمدان رئيس جهاز الشرطة الإلكترونية بيجهز نفسة عشان يواجهوا بقائمة الاتهامات .. نادر صباح هيبقى مسجون قريب
يقول رئيس التحرير:
- مفيش أي دليل يقول إن هو بيتبع شغل أبوه ، الراجل ناس كتير بيأكدوا إنه رجل أعمال نضيف
تقول ليلى:
- كل ده مفيش دليل ، الموضوع مش شخصي على فكرة ، بس ممكن تتأكد أكتر لما بقيت الصحف تتكلم عن الموضوع ونكون احنا أخر ناس .
يقول رئيس التحرير:
- هنعرضه على الموقع صفحتنا وهندعمه لما يتقبض عليه .
تبتسم ليلى وتبدء بالكتابة على استعدادٍ لنشر الخبر ..
*****
تجلس سمر داخل الموقع الذي أرسلته لزين قبل مجئيها منزلها القديم التي قضت معظم طفولتها داخله لا تريد أن تتذكر ولا تراجع ذكرياتها السيئة ما حدث منذ قليل مع فريا يجعلها تشك لأول مره في الشفرة التي أتي بها والدها، من المفترض أن يكون الخلل طفيف غير ملاحظ تأخر في الحديث، انطفاء في إحدى الأعين، لكن خلل يسبب نسيان هذا شيء جديد حين تراجع من خلال سجلها العقلي الذي يجعلها تستعرض اليوم السابق بما حدث بالظبط لا تجد داخل الذاكرة أي شيء يؤكد كلام فريا بأنها أعطتها صلاحية دخول لهاتفها هذا شيء غير مصدق، فريا تتعامل من خلال برمجتها فقط مثل الهاتف والسوار ليس لديها وعي ولا إدراك، كيف تكذب وتقول شيء لم يحدث والأهم من ذلك من أعطاها صلاحية الدخول لهاتفي، تخرج وتجلس في الحديقة وتنظر إلى حمام السباحة وإلى الأرجوحة التي تترك لها ذكرى وهي طفله جالسة تتأرجح ذهابًا وإيابًا وتنظر إلى النجوم وتستمع إلى مشاجرات والدها وأمها وعن كيف كانت أسرتها غير جديرة بها وكيف أنها عاشت معظم حياتها وحيدة، يظهر زين بوجه عابس تلاحظه يتقدم ويجلس بجانبها من غير أن يقول شيء، تبادر سمر وتسأله
- في ايه يا زين
يتنهد قليلاً وهو ينظر إلى الأعلى ويقول:
- الخلل اللي حصل زمان وبسببه قفلنا النظام رجع تاني
تقول سمر بنفاذ صبر:
- خلل ايه ما توضح كلامك مش هيبقي أنت وفريا أنا مش ناقصه
قال زين:
- مالها فريا؟
قالت سمر:
- بتكذب ده غير إن الاستجابة بتعتها مش طبيعية
شرد زين قليلاً يفكر وتحرك وقال :
- مكنتش أعرف إننا مبرمجينها على الكدب
تقول سمر:
- سيبك منها دلوقتي خلل ايه ؟
يقول زين:
- في خلل بيحصل في الروبوتات الفترة دي ، واللي يقلق أكتر يا سمر إن الخلل مش داخل نظامنا احنا
تفاجأت سمر وتحركت اتجاهه وقالت :
- ورصدته ازاي ؟
اشعل سيجارة وقال وهو ينفث الدخان
- مش أنا اللي رصدته مادلين ودي بردو مشكله لأنها مبقلهاش كتير هنا وابتدت تعرف حاجات كتير مش المفروض تعرفها ، وطبعا بقى عندها شك في اللي بيحصل اضطريت احكيلها اللي حصل زمان .
قالت سمر:
- مش من صلاحياتك يا زين إنك تتكلم في تفاصيل زي دي مع واحدة منعرفهاش أصلاً أنت متخيل هي ممكن تعمل ايه ؟
قال زين محاولاً تهدئتها:
- متقلقيش أوي كده متعرفش كل حاجه ، ومتنسيش إننا في سلام مع البشر ، المشكلة مش في مادلين دلوقتي ، المشكلة لو حصل اللي خايف منه فعلاً
قالت سمر:
- هتبقى كارثه احنا مش مستعدين لده لازم نحتويهم ونفعل نظام الإبادة حالاً
قال زين:
- إبادة ايه بس اهدي .. أنا قولتلها تعطلهم وبعديها تحاول تعمل فحص على الشفرة عشان نكتشف الخلل وهي شاطرة ممكن توفر علينا كتير وتقولنا المصدر
قالت سمر:
- زين دي مخاطرة هي متعرفش حاجه ، فضولها ممكن يقضي عليها
قال زين:
- متقلقيش بتعرف تتعامل معاهم ده شغلها اصلاً تحديثهم وصيانتهم
قالت سمر:
- مقصدش هما أنت اللي هتقتضي عليها مش أنا
قال زين:
- مش هيحصل ده يا سمر المشكلة تحت سيطرتي بلاش تبالغي
قالت سمر وهي تتحرك وتستعد للمغادرة:
- لحد دلوقتي تحت سيطرتك يا زين ، أتمنى جهلها بأمور كتير لما تكتشفها، ميخلهاش تعمل حاجه تتحاسب أنت عليها .
قالت ذلك ثم غادرت المكان
تراقب سارة أبنتها في صمت وتشرب قهوتها وتلعب روز في هاتفها بينما تبتسم سارة لها وتحاول أن تتظاهر بأنها سعيدة حتى لا تلاحظ روز، مر شهور على أخر مره رأت فيها زين وكانت دائماً تحاول أن لا تظهر حزنها ودموعها حين تأتي روز إلى غرفتها وتحتضنها وحين تسألها عنه، ولماذا لا يعيش معنا؟ تحاول أن تتجنب التفكير في ذلك وهي تنظر من خلال الزجاج على الشخصين الذين يتبعوها بأوامر زين في كل مكان تذهب إليه أصبحت تشعر أنها مسجونه ولا تعرف سبيل للتحرر ليس لديها الكثير من الأصدقاء بدون ساندي جارتها كانت ستصبح وحيدة، تأخذ روز رشفة من العصير، وتستكمل لعبتها يتبادلان النظرات تتحول ملامح روز للفرح ووجه سارة بابتسامه مزيفة تغادر روز وهي تركض مسرعة في اتجاه رجل يقف ويشتري البلالين تقف روز بالقرب منه ثم تتقدم وهي تبتسم تقدم قدم وتأخر أخرى وتلف حول نفسها ثم تضع يديها على فمها وهي تبتسم بحياء يقف زين و يحيها تحية مسرحية ثم يحتضنها وهو يقبلها
- وحشتني يا بابا أوي
تضع إصبعها على أنفه وتقول:
- منستش إنك مجتش عيد ميلادي
يبتسم زين ويحملها، ويهمس في أذنها بشيء ثم يقول لها :
- ايه رائيك تروحي تكملي العصير بتاعك وتسبيني أنا وماما شويه
ترد وتقول:
- اوكيه هنتكلم تاني ؟
يبتسم زين ويقبلها :
- هنتكلم وهنلعب كمان
تبتسم روز بسعادة ثم تتركه وتتحرك وهي تقفز متجهة إلى الكافية ينظر زين إلى أحد رجاله، يتركوا ويعودا خلف روز
يقترب زين من سارة ويمسك يديها ويقول :
- أسف إني فوت عيد ميلادها
تترك يديه سارة وتقول:
- مش أول مره
يرد:
- إنتي عارفة شغلي صعب وأكيد مش متعمد أفوت عيد ميلاد بنتي الوحيدة
ترد وتقول:
- طب كويس إنك لسه فاكر إن عندك بنت
وتتابع وملامحها تتحول للغضب :
- أنت ازاي كده ! تغيب بالشهور ويوم ما نتواصل تهمس في دماغي أنا وبنتك عشان نخرجلك ، وليه لما بنتصل بيك على مكتبك ترد عليه واحده وتقولي مستر زين حالياً مسافر
وتقترب وهي تحرك يديها وهي تتحدث :
- لحد امتى يا زين هوافق على الوضع ده احنا بقالنا خمس سنين متجوزين ، ولما أشك فيك تضايق وتقولي إنتي ازاي مش واثقة فيا
يحاول زين أن يقاطعها لكنها ترد وتقول:
- من فضلك خليني أكمل كلامي ، ده مكنش اتفاقنا يا زين ، أنا اتجوزتك عشان بحبك ومش معنى إني بحبك إني أتعايش على إنك مش موجود طول الوقت واعتبره شيء طبيعي .
- وبنتك لما بتسأل وبتقولي بابي فين، واضطر أوضحلها إنك فعلاً مسافر، ده غير إن البنت زهقت من الأماكن اللي بنروحها وأقولها ازاي نروح مكان تاني؟
- و حضرتك محددلنا أماكن بس نروحها ومين دول اللي على طول ورانا في كل حته بنروحها؟
- كنت في الأول فاكره إن ده خوف عليا لما قولتلي إنك بتعمل كده عشان لو حد عرف إن أنا وبنتك بنقدر نتواصل بالأفكار الموضوع هيبقي خطير
اقترب منها وهو يضع يديه على كتفها وقال:
- سارة دي الحقيقة فعلاً .. إنتي ممكن تكوني شايفه ده بصوره مختلفة وليكي كل الحق في إنك تظني فيا كده بس حالياً عندي مشاكل كتير
قاطعت كلامه وقالت:
- حتى دي مبقتش تشاركني فيها ، أنا عارفة إنك بتحاول تحمينا ومقدرة المخاطر كويس بس زهقت يا زين لحد امتى هنعيش في التهديد ده .
وضع يديه على وجهها وقال:
- قربنا يا سارة بس لحد ده ما يحصل متعمليش أي حاجة مختلفة عن اللي بتعمليه كل يوم .. أي اختلاف هَيْوَلِدْ شذوذ في النظام كلنا تحت الميكروسكوب ، مقصدش أقلقك بس بحاول أفهمك خطورة الموقف
تتنهد سارة وتقول:
- تمام يا زين، ناوي تقضي باقي اليوم معانا ولا جاي تبص وتمشي كالعادة
لاحظت نظراته ثم ابعدت يديه وقالت:
- امشي يا زين
قال:
- سارة اسمعي
ردت بلهجه حادة:
- حتى مش فارق معاك وعودك لبنتك ، زين امشي من فضلك
ثم التفتت واتجهت إلى الكافية وهو يشاهد الموقف وشعوره بإحباط يتملكه كلما رأها تذكر ما حدث وأن ما في داخله لن يلتئم أبدًا عندما قامت الثورة من خلال البشر وهما يخربون ويدمرون كل المنشأت الخاصة بالروبوتات، بسبب سيطرة الروبوتات على وظائفهم وارتفاع معدل البطالة بدأوا بتظاهرات سلمية تخاطب الحكومة بسحبهم من الشوارع وعودتهم إلى منطقتهم فقط ولا يتدخلون في حياة البشر، لكن الحكومة رأت أن وجود الروبوتات يسهل كثيرًا من حياة البشر ويخدمها في أحيانٍ أخرى، وأن الروبوتات لا تخلق المشاكل مثل البشر ولا تعترض على انخفاض الدخل وأنها تساعد كثيرًا لمراقبة البشر والاطلاع على سجلاتهم لمعرفة الشخص المرافق لهم إذا كان يمثل تهديد ام لا والأهم من ذلك أنها تفعل ما تمت برمجتها لفعله لا شيء خارج عن المألوف
وستكون الحياة أفضل إذا تعلم البشر أن يتعايشوا في عالمٍ يجمع بينهم وبين الروبوتات لكن البشر شعروا بأن مطالبهم لا تتنفذ ولا يملكون وظائف كافية للعمل لذلك أتجهوا للتخريب وتدمير كل منشئاتهم، كان يوم مظلم يتحركون فيه تباعاً مثل الجنود في صفوف متساوية مستعدين لأشارة لبدء الحرب لكن في هذه اللحظة،
كان زين يعمل موظف في شركة برمجيات مسؤوله عن برمجه الروبوتات، كان من القلائل من البشر الذين مازالوا يحتفظون بوظائفهم ولم يتم تسريحهم، كان في نزهه مع زوجته سارة وابنته روز، حين وقف وبدأ يتشاجر هو وزوجته تركتهم روز لتتجه إلى مركز البيع وقفت روز وهي تشاهد الفيديو المعروض بدل الزجاج على بوابة المركز وهي ترى فتاة تبدو شبيه للبشر ببشرتها وعيونها وشعرها لا شيء يدل أن هذه الفتاة مبرمجه وأنها روبوت، كانت الفتاة تتحدث وتقول:
( نحن هنا لكي نجعل حياة البشر أفضل، ونساعدكم لإنهاء أعمالكم مبكراً وقضاء وقتاً أطول مع أسرتكم )
كانت روز تتابع وهي تأكل الشكولاتة في صمت، حين رأت جيش من البشر يأتي بصفوف متساوية كلاً منهم يحمل سلاحًا مختلفًا عن الأخر ويرتدون أقنعة مختلفة، بدأت حركتهم بطيئة في البداية حتي أنتشر كلاً منهم في اتجاه مختلف وهما يقذفون بالقنابل ويقتحمون المحلات والمراكز التجارية، ويصطدمون بأي روبوت يروونه من خلال جهاز يكشفهم حين يقتربون منهم، في هذه اللحظة فوجئ زين بما يحدث ونظرت سارة حولها لا تجد روز، وقالت والخوف بادي عليها، زين فين روز، نظر زين حوله ولاحظها وهي تقف تأكل الشكولاتة وتشاهد الدمار حولها والخوف يتملك ملامحها، ولا تسمع أبيها وهو ينادي عليها، يتحرك زين متفاديًا الناس الذين يهرعون من كل اتجاه، نظرت له روز في هذه اللحظة وحين لاحظته، اصطدم برأسها شيء تألمت قليلاً نظرت إلى هذا الشيء، لكن قد فات الأوان تلاشت روز وتلاشى المركز بكثافة النار والأدخنة المنبعثة منها، سقطت سارة وهي تصرخ والدموع لا تتوقف على الهطول، استمر زين في التحديق في أتجاه الانفجار، ثابتًا غير عابئ بأي شيء يحدث حوله توقف كل شيء هذه اللحظة فَقَدَ أخر شيء كان يملكه حين كان إنسان ومن تلك اللحظة استمر زين في العمل في البرمجيات حتي أتت له الفرصة الذهبية لكي يصنع فارق حين أتى له رشيد الغازي رجل الأعمال وأخبره بأنه يعمل على شيء سيعطيه السلطة لكي يفعل كل ما يريده مقابل بأنه سيكون نقطة الوصل بين البشر والروبوتات،
وافق زين ومع مرور الوقت أصبح من القلائل الذين راءوا وجه رشيد الغازي على الرغم من شهرته واسهامته في الكثيرة في الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوتات الا أنه أختار زين ليكون الوجه الإعلامي للشركة وخلال فترة قصيرة، أصبح زين رئيس شركة الرؤية للتكنولوجيا، كان في البداية يهتمون بالتصنيع والصيانة والتوزيع وكانت الروبوتات مبرمجة فقط لتشغل الوظائف والأعمال التقليدية التي يقوم بها البشر فيما بعد حدث تطور جعل الناس يطلقون عليهم أسم المنتقلون، الانتقال من مكان لأخر من خلال نظام تم انشائه بواسطتهم تقوم النظارة بالاتصال به لكي يستطيعوا التحرك بحرية في خلال وقت زمني محدد للوصول وللمغادرة تظهر الساعة في أيديهم فقط حين يتم الانتقال ويصبحوا في المكان الأخر .
يستطيعوا من خلال الساعة الانتقال و العودة من مكان لأخر مصمم لنظام الشركة أو التواصل مع أحد داخلة وحدث كل ذلك بسبب شفرة اضافها رشيد الغازي في النظام، لكنها شفرة غير مكتملة يتحكم بها الوقت، لكن هذا مجرد شيء ضمن سلسلة من الأشياء الأخرى التي يتعامل معها زين في الشركة، أشياء سرية لا يعلم العالم عنها شيئًا حتى إذا أتيح جزء منها فسيكون جزء ليس له علاقة بالاتجاه الحقيقي للشركة، شيء جعل زين أكثر قوة أكثر سلطة ويستطيع فعل أي شيء، جعله ذلك لاحقاً ينشئ روبوت يشبه ابنته المتوفاة ولأن هناك بعض الصدمات التي لا يستطيع العقل البشري التعامل معها ولكي يحمي العقل صاحبة يعزل الذكرى الصادمة ويتعايش مع الواقع بغياب حدوثها
حتى يأتي التحفيز المناسب ليتقبل الشخص الذكرى الصادمة بدلاً من إنكارها ويتعايش معها في سلام
لكي يتجنب ذلك احضرها لسارة لاحقًا تأكد بصعوبة أن يكون حاضرًا معهم وهو يري ابتسامتها وحركاتها تجعله يتمنى الموت كان يظن حين يصبح في هذا الجسد لن يشعر بذلك بعد الأن لكن لم يتغير شيء ويري سارة وهي تتعامل بجدية مع الموقف كل ذلك يجعله يريد أن يكون مبتعداً قدر الإمكان عنهم يكفي أن يطمئن ويحميهم حتى وإن كانت روز ماتت يكفي أن يعطي النسخة الأخرى منها مالم يعطيه لابنته ..
يبتعد قليلاً عن الشارع بعد أن ألقى نظرة أخيرة عليهم
يدخل إلى شارع جانبي وينظر حولة يتأكد أن لا أحد يراه، ثم يضغط على ساعته ويختفي من المكان ...
*****