فيلم
غرست "سيلين" مصاصة الدماء أنيابها في عنق "مايكل" البشري الممدد على الأرض؛ لتنقذه من رصاصات الفضة التي تكاد أن تقضي عليه، لقد فعلت ذلك تلبيةً لكلام "لوسيان" المستذئب الذي كان مصابًا هو الآخر برصاصات الفضة بقوله لها:
- عُضيه في عنقه، إنه نصف مصاص دماء ونصف مستذئب، لكنه أقوى من الاثنين.
* * *
قبل ذلك بدقائق، كان يدور حوارٌ بين "سيلين" و"كرايفين" مصاص الدماء الآخر، ليقول لها ما فعله قائد مصاصي الدماء "فيكتور"، وأنه هو الذي قتل والديها، فلم تصدقه ورفضت الذهاب معه؛ فغضب وصوب مسدسه الذي يحتوي على نيترات الفضة نحوها، وكاد يضغط على الزناد لولا مَن أتى خلفه زحفًا على الأرض ممسكًا بقدمه؛ فنظر خلفه وتفاجأ عندما رآه ما زال على قيد الحياة حيث أطلق عليه رصاصات الفضة منذ دقائق! كان "لوسيان" ممسكًا بيديه نصل سيفٍ حادٍ فغرسه في ساقه.
تألم "كرايفين" وشهق ثم ضرب "لوسيان" بيديه ضربةً قويةً ألقت بالأخير إلى الخلف لمسافة مترين، إنهم يمتكلون قوةً فائقةً مثل المستذئبين.
أخذ "كرايفين" جانبًا؛ ليخرج من ساقه نصل السيف مما أُتيحت الفرصة لـ "لوسيان" أن يقول لـ "سيلين":
عُضيه، إنه نصف مصاص دماء ونصف مذءوب، لكنه أقوى من الاثنين.
فعلت "سيلين" ذلك، لقد غرست أنيابها الطويلة الحادة في عنق "مايكل"؛ فسالت الدماء وانتفخت عروقه من تدفقها احمرارًا فيها حتى كادت تنفجر، وبدأ لون عينيه يتحول إلى السواد.
في نفس الوقت، أخرج "كرايفين" النصل من ساقه ورأى ما تفعله "سيلين" فنهض وقال لها غاضبًا:
- ما الذي تفعلينه بحق الجحيم؟
رد "لوسيان" وقال:
- ربما تكون قد قتلتني، لكن ما أريده قد تم رغم ذلك.
فصوب "كريفين" مسدسه نحوه وأفرغ بضع رصاصات الفضة في صدر "لوسيان"؛ فمات على الفور، ولاذ "الأول" بالفرار، ثم جاء إليهما راكضًا من الجانب الآخر "فيكتور" قائد مصاصي الدماء الذي تتدفق إلى عينيه وأنيابه الطويلة الحادة جاهزة لتُغرس في الأعناق، ليدفع "سيلين" ويبعدها عن "مايكل".
ثم قبض على عنقه قبضةً قويةً ورفعه من الأرض بدون أي مجهودٍ كأنه لا يحمل أحدًا بيديه، وشرع يتأمله ثم دفعه دفعةً قويةً إلى الحائط الذي أمامه، الحائط الذي يكون خلف "مايكل" تدمر الحائط وتفتّت إلى أجزاءٍ صغيرة من قوة الدفعة، فرُمي "مايكل" إلى الجانب الآخر من المبنى حيث المياه العكرة، وشرعت مرحلة التطور في دمائه في استئنافها؛ فزادت عروقه انتفاخًا، ووَسِعت مقلتاه سوادًا، وأخذ وجهه في تحول ملامحه، وأصابعه تزداد طولًا؛ إنه في مرحلة تطوره ليكون "فامباير وولف" أو "مصاص الدماء المستذئب"، ثم أعاد بنظره خلفه إلى "سيلين" متسائلًا:
- أين هو؟ أين "كرايفين"؟
لم تجبه فصوب نظره إلى "لوسيان" الميت، واتجه نحوه وأخذ القلادة التي كان يعلقها في رقبته؛ لأنها تعود إلى ابنته "سونيا"، ثم أشاح بنظره إلى "سيلين" التي تقف خلفه وهي ممتلئة غيظًا منه؛ لأنها تشك فيما أخبرها به " كرايفين" بأن قائدها هو الذي أطاح بوالديها منذ صغرها، وكان يخبئ عليها ذلك ليغرس في رأسها أفكاره؛ حيث هو بمثابة أبيها الذي رباها، وأنها هي التي تذكره بابنته "سونيا" التي ماتت على يديه هي الأخرى بسبب خيانتها لأنها أحبت مستذئبًا؛ فحُب مصاصة دماء لمستذئب تعتبر خيانة حيث أن الجنسين أعداء منذ قديم الزمان، وخاصةً لو كان حبيبها هو "لوسيان".
فأخذ بالفعل يكرر كلامه هذا لـ "سيلين" بنظراتٍ بريئة كاذبة مليئة بالشفقة، فتيقنت بهذا الأمر، وطال الحوار بينهما ليُبرئ نفسه أيضًا من دم ابنته بأنه كان يحبها كثيرًا، لكنه اضطر لفعل ذلك كما اضطر لقتل أبويها.
أخذت "سيلين" قرارها ليس في هذا الوقت، لكنها أخذته منذ أن أحبت "مايكل" البشري الذي خطفه "لوسيان" منذ فترة وجيزة بمساعدة دكتور كان يفعل له العمليات القذرة؛ ليحول البشر إلى مستذئبين ليتيقنوا من ذلك المدعو المختار الذي سينقذ جنسهم.
حتى عثرا على "مايكل" وشرعا يحقنانه وهو مكبلٌ في عروقه بدمائهم؛ ولذلك السبب سوف يكون مصاص دماء مستذئب الذي سيكون أقوى من الاثنين في اللحظة التي عُض فيه من قِبل "سيلين".
اسشتاط "فيكتور" غضبًا حين رأى "سيلين" تُكِن له الكره، فأشهر سيفه وأعاد بنظره إلى المكان الذي رمى فيه "مايكل" بالأسفل؛ فتفاجأ أنه غير موجود! ثم لاح بنظره بسرعة ليراه خلفه واقفًا شامخًا متحولًا إلى نصف مستذئب ونصف مصاص دماء، فكأنه وجهٌ يوحي بخليطٍ من وجه بشري ووجه مذءوب، وشرع يتفحص "فيكتور" غاضبًا ثم دفعه بكلتا يديه دفعةً قويةً جعلت من الأخير كأنه قطعة قماشٍ تطير في الهواء، فسقط في تلك المياه التي سقط فيه "مايكل" بالأسفل مسبقًا.
كان يحاول النهوض حتى وقف على قدميه، ليتفاجأ بأنه هنا أيضًا بجواره واقفًا؛ ففتح "فيكتور" فاه ليكشر عن أنيابه الطويلة، وأخذ يلوح بيديه، لكن كان "مايكل" يتفادى كل ضربةٍ حتى تمكن من إلقائه مرة أخرى على الحائط بعدما وجّه إليه عدة لكماتٍ بيديه ذات الأصابع الطويلة والأظافر الحادة.
تمكن أخيرًا "فيكتور" من إمساك "مايكل" وقبض على عنقه وألقاه بعيدًا مسافة أربعة أمتار، ثم التقط الأول سيفه الذي كان ملقى على الأرض وأخذ يلوح به ليتفادى "مايكل" أيضًا ذلك، وفي كل حركة بهلوانية سريعة يفعلها الأخير يقوم بضربةٍ تصيب "فيكتور".
ثم قفز "مايكل" على الحائط متشبثًا به ك "سبايدرمان"، وبعد ذلك قفز مرة أخرى ليقف خلف "فيكتور".
لقد طفح الأخير كيله؛ فصد الضربات الموجهة إليه وتمكن من إمساك ذراع "مايكل"، وأخذ يوجه نحوه الضربات القوية لتصيب الأخير جميعها فاختل توازنه، وطُرِحَ أرضًا وقبل أن يستوعب ذلك كان قد تلقى ضربةً قويةً على فكه نتيجة قفز "فيكتور" نحوه، ثم قبض على عنقه قبضةً غاشمة ورفعه بلا أي مجهودٍ ودفعه للإمام ليتقهقر "مايكل" للخلف، ثم ضربه بأقوى ضربة فأطاحت بالأخير عشرة أمتار للخلف.
كان يحاول النهوض، وقبل أن يقف على قدميه كان يتلقى الكثير من الرصاص من قِبل ثلاثة أشخاص مصاصي دماء، تابعين ل "فيكتور" كانوا يطلقون النيران عليه.
سمعت "سيلين" صوت طلقات الرصاص، فدب القلق في قلبها، فنهضت واتجهت نحو تلك الفجوة من الحائط التي فعلها "فيكتور" نتيجة إلقائه لـ "مايكل"، ثم قفزت بالأسفل إليهم خلف هؤلاء الثلاثة لتقتلهم واحدًا تلو الآخر بحركاتٍ بهلاونية وسريعة لطالما كانت المفضلة لدى قائد مصاصي الدماء، ثم لمحتْ حبيبها يئن فنادته وشرعت تركض إليه، وقبل أن تصل إليه تلقت ضربةً في وجهها من قِبل "فيكتور" فسقطت، فرأى حبيبها ذلك وأخذ يصرخ، ثم همّ بالجري نحوها فركض قبالته قائد مصاصي الدماء واصطدم الاثنان، كان قد تلقى "مايكل" في هذا الاصطدام ضربة الرمح في وسطه ليسقط أرضًا وفوقه "فيكتور" ليُنهيه، فلفَّ الأخير ذراعه حول رقبة "مايكل" وأخذ يضغط عليها بكل قوته، والأخير يتملص تحته، ثم قال " فيكتور" شاهرًا أنيابه الطويلة الحادة:
- لقد حان وقت الموت.
سمعت "سيلين" وقلقت، ثم لمحت ذلك السيف أمامها، فأسرعت لالتقاطه، وشرعت تركض نحو "فيكتور" من خلفهما، ثم قفزت قفزةً عاليةً مُلوِحة بالسيف حتى هبطت على قدميها أمامه!
رأى "فيكتور" ذلك، فزاد غضبه ناظرًا نحو "سيلين" والدماء تتدفق في عينيه شررًا، ثم أشهر سيفيه الصغيرين الذيْن يخرجهما بسرعةٍ فائقةٍ من أكمام معطفه، ليمسك بهما بكفيّ يديه ضامًا عليهما بأصابعه. وظل ينظران أحدهما للآخر بضع ثوانٍ حتى تغيرت ملامح "فيكتور"؛ حيث لاحظ شيئًا غريبًا حدث له، وبعد بضع ثوانٍ أخرى كان وجهه مشقوقًا نصفين بشقٍ يمتد من خده الأيمن بالأسفل حتى شعر رأسه من الناحية اليسرى بالأعلى، ليظهر الشق بميل فينزلق الجزء العلوي الأيمن ثم يتهاوى بقية جسده!
* * *
- أليس هذا فيلم "Underworld"؟
سأل أحدهم ذلك، ليرد الذي كان يشاهد الفيلم:
- نعم، إنه هو الجزء الأول منه.
فرد السائل:
- إنه فيلم منذ الزمن القديم.
قال المشاهد:
- نعم، إنه منذ عام 2003م .
فنظر السائل إليه متعجبًا، فلاحظ المشاهد ذلك وسأل رافعًا كتفيه ملوحًا بيديه:
- ما المشكلة؟
فرد عليه المتعجب السائل:
- ألم ترَ أنه لا يستحق المشاهدة، إننا في العام 2222 م؟