artherconan

Share to Social Media

ظل هولمز جالسًا بضع ساعاتٍ في صمت، وظهرُه الناحل الطويل منحنٍ فوقَ وعاء من
أوعية المواد الكيميائية، كان يُحضِّرُفيه مادةً كريهةَ الرائحة للغاية. كان رأسه غارقًا فوق
صدره، وقد بدا في نظري مثل طائرٍ مهزولٍ غريب، بريشٍ رماديٍّ باهتٍ وقُنزُعةٍ سوداء.
إذن، يا واطسون، أنت لا تعتزمُ الاستثمارَ في الأسهم بجنوب أفريقيا، » : فاجأني سائلًا
«؟ أليس كذلك
أجفلت مذهولًا؛ فعلى الرغم من تعوُّدي على مَلَكات هولمز العقلية اللافتة للنظر، فإن
هذا النفاذ غير المتوقع إلى أكثر أفكاري خصوصيةً كان متعذرًا تمامًا على التفسير.
«؟ بحق السماء كيف تأتَّتْ لك معرفة هذا » : وسألتُ
فاستدار على كرسيه، وبيده أنبوب اختبارٍ يتصاعد منه البخار وفي عينَيه الغائرتَين
التماعةٌ عابثة.
«. والآن، يا واطسون، اعترفْ أنك بُغِتَّ كُليٍّا » : وقال
«. أعترف »
«. يجدر بي أن أجعلك تُوَقِّع على ورقةٍ تشهد بهذا »
«؟ لِمَ »
«. لأنك ستقول بعد خمس دقائق إن الأمر كله كان بسيطًا إلى حد السخافة »
«. أنا واثق أني لن أقول شيئًا من هذا القبيل »
تعرف، » : فثبَّتَ أنبوب الاختبار في الحامل وبدأ يُحاضروكأنه أستاذ يخاطب تلاميذه
عزيزي واطسون، أنه ليس من الصعب حقٍّا أن تُنشئَ سلسلة من الاستنتاجات، يعتمد كل
واحد فيها على الذي يسبقه ويكون كل واحد منها بسيطًا في ذاته. إذا أقصى المرءُ، بعد
فعل هذا، كل الاستنتاجات التي في وسط السلسلة وقدم لجمهوره نقطة البداية والنتيجة
النهائية، فقد يتمكن من إحداث تأثير مذهل، لكنه ربما يكون زائفًا. والآن، ومن خلال
فحص الثُّلمة التي بين سبابةِ يدك اليسرى وإبهامها، فلمْ يكن من العسير في الواقع أن
«. أتأكد أنك لمْ تنوِ استثمارَ رأس مالك الصغير في حقول الذهب
«. لا أرى علاقة بين الأمرَين »
على الأرجح لا يوجد، لكني أستطيع أن أرُيك علاقةً قويةً في الحال. وإليك الحلقاتِ »
المفقودةَ من السلسلة البالغة السهولة. أولًا، كان هناك أثرُ طباشير بين سبابة يدك اليسرى
وإبهامها عندما عُدتَ من النادي في الليلة الماضية. ثانيًا، أنت تضع الطباشير في هذا الموضع
لتجهيز عصا البلياردو عندما تلعب هذه اللعبة. ثالثًا، أنت لا تلعب البلياردو مطلقًا إلا
مع ثرستن. رابعًا، لقد أخبرتني منذ أربعة أسابيع أن ثرستن كان لديه حق التصرف
في ممتلكات معينة بجنوب أفريقيا خلال مدة عقدٍ تنتهي في غضون شهر، وقد أرادك
أن تشاركه فيه. خامسًا، دُرج مكتبي مُغلقٌ على دفتر شيكاتك، ولمْ تطلب مني المفتاح.
«. والنتيجة: أنتَ لا تنوي استثمارَ أموالك بهذه الطريقة
«! كم هذا بسيطٌ إلى حد السخافة » : فصحتُ
بكل تأكيد! كل قضية تصبح في غاية السخافة بمجرد » : فقال، وهو مُغضَب قليلًا
أن تُفسَّر لك. ها هي قضية لم تُفسر بعد. فأخبرني ماذا تستطيع أن تستشفَّ من وراء
وقذفَ بورقة على الطاولة ثم استدار مرةً أخرى إلى تحليله «. هذه، يا صديقي واطسون
الكيميائي.
نظرتُ باندهاش إلى الرسوم المبهمة العبثية التي على الورقة.
«. ما هذا يا هولمز؟ إنها رسمة طفل » : فصِحتُ
«! أوه، هذا هو رأيك »
«؟ وماذا ينبغي أن تكون بخلاف هذا »
هذا ما يتلهَّفُ لمعرفته السيد هيلتن كيوبت، المقيم بمنزل ريدلينج ثورب مانور، »
بمقاطعة نورفك. لقد وصلت هذه الأحجية الصغيرة مع بريد أول قطار، وكان المفترضأن
يلحق بها في القطار التالي مباشرة. جرس الباب يدق، يا واطسون. ينبغي ألَّا أفُاجأ كثيرًا
«. لو كان هو الذي بالباب
سمعنا وطءَ أقدام متثاقلة على السلالم، وبعد هُنَيهةٍ دخلَ رجلٌ طويلُ القامة متورد
اللون حليق الذقن والشاربَين، كانتْ عيناه الصافيتان ووجنتاه المتوردتان تشي بأنه كان
يحيا حياةً بعيدة عنضباب شارع بيكر ستريت، وبدا كأنه قد جلب معه عند دخوله نفحةً
من هواء الساحل الشرقي الطلق القوي المنعش حيث يُقيم. كان على وَشْك الجلوسبعد أن
صافحنا كلينا، حين وقعتْ عينه على الورقة ذات العلامات الغريبة، التي كنتُ قد فحصتُها
لتوِّي وتركتُها على الطاولة.
حسنٌ، يا سيد هولمز، ما الذي فهمتَه من هذه الرسوم؟ لقد أخبروني أنك » : فصاح
مغرمٌ بالألغاز الغريبة، ولا أظنك تستطيع إيجاد لغز أغرب من ذلك. لقد أرسلتُ الورقة
«. سلفًا لعلك تجد الوقتَ لدراستها قبل أن أصل
إنها بالتأكيد عملٌ غريب نوعًا ما، وربما تبدو للوهلة الأولى أنها » : فرد هولمز قائلًا
مَقلبٌ صبياني. فهي تتكون من عددٍ من الرسوم الصغيرة السخيفة لأشخاص يرقصون
بعرضِ الورقة التي رُسموا عليها. ما الذي يحملُك على أن تعزوَ أيَّ أهميةٍ لشيءٍ غريب
«؟ كهذا
لست كذلك مُطلقًا، يا سيد هولمز. لكنَّها زوجتي. يكاد الأمر يقتلها خوفًا. إنها لا »
تنبس ببنت شفة، لكنني أستطيع أن أرى الرُّعبَ في عينَيها. ولهذا أريد أن أسبرَ غوْرَ هذا
«. الأمر
رفع هولمز الورقة حتى يسطعَ ضوءُ الشمس عليها بالكامل. كانتْ صفحةً مقطوعةً
من مُفكرة والأشكالُ مرسومة عليها بالقلم الرصاصعلى هذا النحو:
فحصها هولمز لبعضالوقت، ثم طواها بحرص، ووضعها في مفكرة الجيب خاصته.
إن هذه القضيةَ تُبشِّربأن تكون في غاية الإثارة والغرابة. لقد أعطيتني قليلًا » : ثم قال
من التفاصيل في خطابك، يا سيد هيلتن كيوبت، لكني سأكون ممتنٍّا جدٍّا لك إذا تفضَّلتَ
«. بتكرارها كلها مرة أخرى من أجل صديقي، الدكتور واطسون
رد ضيفُنا، وهو يُراوح بين تشبيك أصابع يدَيه القويتَين الضخمتَين وحلِّهما بتوتُّر:
لستُ بالراوي الجيد؛ فسلْني عن أيِّ شيءٍ لا أحسنُ توضيحه. سوف أبدأ من وقت أن »
تزوجتُ في السنة الماضية، ولكني أريد أن أقول، قبل كل شيءٍ، إنه على الرغم من أنني
لستُ رجلًا ثريٍّا، فإن عائلتي تعيش في منزل ريدلينج ثورب مانور منذ ما يقارب خمسة
قرون، ولا توجد عائلة أشهر من عائلتي في مقاطعة نورفك. لقد وفدتُ إلى لندن في العام
الماضيمن أجل الاحتفال باليوبيل الماسي لجلوس الملكة فيكتوريا على العرش، وأقمتُ في
نُزُلٍ في ميدان راسل سكوير؛ لأن باركر، كاهن أبرشيتنا، كان مقيمًا فيه. التقيت هناك فتاة
أمريكية، كان اسمها باتريك؛ إلسي باتريك. وبطريقة ما أصبحنا أصدقاء، وقبل أن تحين
نهايةُ شهر زيارتي كنت مُتيَّمًا بها بقدر ما يُمكن لرجلٍ أن يكون. تزوجنا بهدوءٍ في مكتب
للزواج المدني، وعدنا إلى نورفك زوجَين. ستعتقد أنه أمرٌ طائشٌ جدٍّا، يا سيد هولمز، أن
يتزوجَ رجلٌ من أسرةٍ كريمةٍ عريقةٍ بامرأةٍ بهذه الطريقة، وهو لا يعرف شيئًا عن ماضيها
ولا عن أسرتها، لكنك لو رأيتَها وعرفتَها لساعدك ذلك على تفهُّم موقفي.
لقد كانتْصريحةً جدٍّا بخصوص هذا الأمر، هكذا كانتْ إلسي. لا أستطيع أن أقول
لقد كانتْ لديَّ » : إنها لمْ تُعطِني كل فرصةٍ لإنهاء علاقتنا لو كنتُ رغبتُ في ذلك. فلقد قالت
بعضالعلاقات غير المقبولة تمامًا على مدى حياتي، وأتمنى أن أنسىكلشيءٍ عنها. أفُضِّل
ألَّا ألُمِّحَ أبدًا إلى الماضي؛ لأنه موجعٌ جدٍّا بالنسبة إليَّ. إذا تزوجتَني، يا هيلتن، فستتزوج من
امرأةٍ ليس لديها ما يضطرها للشعور بالخزي على المستوى الشخصي، لكن سينبغي عليك
أن ترضىبكلمتهاضمانًا على ذلك، وأن تسمح لي بعدم الإفصاح عن كل ما يتعلق بما مضى
من حياتي قبل أن أصبح لك. إذا كانت هذه الشروط من الصعوبة بحيث تُعجِزك، فعُد
لمْ تقُلْ لي هذه الكلمات تحديدًا «. إذن إلى نورفك وخلِّني لحياة الوحدة التي وجدتَني فيها
إلَّا قبل زواجنا بيومٍ واحد. قلتُ لها إنني سعيد بالزواج منها وفقًا لشروطها، ولمْ أزَلْ عندَ
كلمتي.
حسنٌ، لقد مرَّ عامٌ على زواجنا حتى الآن، ونحن في غاية السعادة. لكن منذ حوالي
شهر، في نهاية شهر يونيو، بدأتُ أرى لأول مرة مؤشرات المتاعب. ففي أحد الأيام تلقَّتْ
زوجتي خطابًا من أمريكا. لقد رأيتُ عليه طابع البريد الأمريكي. لاحظت على وجهها
شحوبًا كشحوب الموتى، وبعد أن قرأت الخطاب ألقتْه في نار المدفأة. لمْ تأتِ زوجتي على
ذِكرِه بعد ذلك، ولا أنا فعلتُ، فإن العهد يقتضيالوفاء، لكنها لمْ تنعمْ براحةٍ قط منذ تلك
اللحظة. فهناك دائمًا ملامحُ خوف على وجهها، ملامحُ انتظارٍ وترقُّب. سيكون من الأفضل
أن تثقَ بي. سوف تجدُ أنني أفضلصديقٍ لها. لكن لا يمكنني قول أيشيء إلى أن تخبرني
هي بالحقيقة. لكني ألفتُ نظرك، يا سيد هولمز، إلى أنها امرأةٌ جديرةٌ بالثقة، ومهما كان
من مشاكل في حياتها الماضية، فلا ذنب لها فيها. إنني لستُ سوى مالِكِ ضيعة بسيط في
مقاطعة نورفك، لكن ما من رجلٍ في إنجلترا يُبجِّل مقامَ عائلته مثلما أفعل. وهي تعرف
هذا جيدًا، وكانتْ تعرفه جيدًا قبل أن تتزوج بي. لذا، فهي لن تلوث مقام هذه العائلة بأيِّ
شيء، إنني موقن من هذا.
حسنٌ، والآن أصل إلى الجزء الغريب من قصتي. فمنذُ حوالي أسبوع — وكان يوم
الثلاثاء من الأسبوع الماضي— وجدتُ فوق عتبة إحدى النوافذ عددًا من الرسوم الغريبة
لأشكال صغيرة راقصة، كتلك التي على الورقة، وقد رُسمت باستخدام الطباشير، فظننتُ
أن الفتى الذي يعمل في الإسطبل هو الذي رسمها، لكنَّ الفتى أقسمَ أنه لا يعلم شيئًا عنها.
على أيِّ حال، رُسِمَت تلك الأشكال هناك أثناء الليل. فأمرتُ بغسلها، ولمْ أذكر الأمر لزوجتي
إلا فيما بعد. ففُوجِئْتُ أنها بالغتْ في أخذِ الأمر على محمل الجدِّ، وتوسَّلتْ إليَّ أنْ أرُِيَها تلك
الرسوم إذا ظهرَ المزيد منها. ولمْ يظهر شيءٌ طوال أسبوع، ثم في صباح البارحة وجدتُ
هذه الورقة ملقاةً فوق الِمزولة في الحديقة. أَريتُها لإلسي، فسقطتْ فجأةً وعانتْ من فقدانٍ
كاملٍ للوعي. ومنذ ذلك الحين وهي أشبه بامرأةٍ داخلَ حُلْم، في شبه ذهول، وفي عينَيها
رعبٌ كامن طوال الوقت. ثم كانَ أن راسلتُك وبعثت إليك الورقة بعد ذلك، يا سيد هولمز.
لمْ يكن الأمر يصلحُ أن أعرضه على الشرطة؛ لأنهم كانوا سيسخرون مني، لكنَّك ستخبرني
بما عليَّ فعلُه. أنا لستُ بالرجل الثري، ولكن إذا كان هناك أيُّ خطرٍ يتهددُ زوجتي الغالية،
«. فسأنفقُ آخر مليمٍ لديَّ لكيْ أحميها
كان إنسانًا مهذبًا، ذاك الرجلُ الآتي من الأرضالإنجليزية العتيقة، بسيطًا، وصريحًا،
ودمث الأخلاق، له عينان زرقاوان واسعتان تفيض منهما الجدية، ووجهٌ رحبٌ وسيم.
كان حبه لزوجته وثقته بها باديَين على ملامحه. أصغى هولمز إلى قصته بأقصىقدرٍ من
الاهتمام، ثم جلسَ بعضالوقت في تأمُّلٍ صامت.
ألا تعتقد، يا سيد كيوبت، أنَّ الطريقة المُثلى قد تكون بمناشدة زوجتك » : ثم قال، أخيرًا
«؟ مباشرةً أن تطلعك علىسرِّها
العهدُ يقتضيالوفاء، يا سيد هولمز. لو أرادتْ » : فهزَّ هيلتن كيوبت رأسه الضخم، وقال
إلسي أن تخبرَني، فستفعل. وإلَّا، فليس من حقِّي أن أجبرها على الوثوق فيَّ. لكنِّي معذورٌ
«. في التصرف بصورة مستقلة، وسوف أفعل
إذن، فسأساعدك من كل قلبي. أولًا، هل سمعتَ بحلول أيِّ غرباء في المنطقة المجاورة »
«؟ لك
«. لا»
«؟ أفترضأنها منطقة هادئة جدٍّا. ألن يُثيرَ ظهورُ أيِّ وجهٍ جديدٍ فيها كلام الناس »
أما في الجوار المباشر فنعم. لكن عندنا عدة أنزال صغيرة وهي لا تبعد كثيرًا عنَّا. »
«. والمزارعون يستقبلون النزلاء هناك
من الواضح أن لهذه الرسوم المبهمة معنًى. إن كانتْ عشوائيةً كلِّيٍّا فسيتعذرُ علينا »
فهمُها، أما إن كانتْ مكتوبةً وفقًا لنظامٍ ما، فلا أشك أننا سوف نسبر غورها. لكنَّ هذه
العينةَ مقتضبةٌ جدٍّا بحيث لا أستطيع أن أستشف منها شيئًا، والحقائق التي جئتَني بها
بالغةُ الغموض؛ فليسلدينا ما نؤسسعليه تحقيقًا. أقترح أن تعود إلى نورفك، وأن تراقب
الوضع عن كثب وتأخذَ نسخةً طبق الأصل من أيِّ رسومٍ جديدة قد تظهر لرجال راقصين.
إنه لمؤسفٌ حقٍّا أننا لا نملك نسخة من تلك الرسوم التي رُسمت بالطباشير على عتبة
النافذة. استعلِمْ بحذرٍ كذلك عن وجود أيِّ غرباء في الجوار. وعندما تجمِّع بعض الأدلة
الجديدة عاود زيارتي مرةً أخرى. هذه أفضل نصيحة أستطيع أن أقدمها لك يا سيد هيلتن
كيوبت. إذا جدَّتْ أيُّ تطوراتٍ طارئةٍ فسأكون مستعدٍّا دائمًا للمسارعة إلى رؤيتك في منزلك
«. بنورفك
لقد تركتْ هذه المقابلةُ شيرلوك هولمز غارقًا في التفكير، ولقد رأيتُه مرات عديدة في
الأيام القليلة التالية لها يُخرج قصاصة الورق من مفكرته ويطيل النظر بجدية في الأشكال
الغريبة المنقوشة فوقها. لكنه لمْ يأتِ على ذكر القضية إلا بعد مرور حوالي أسبوعَين، وكان
ذلك بعد ظهر أحد الأيام. كنتُ أهمُّ حينها بالخروج من البيت فطلب مني العودة للداخل.
«. يجدر بك البقاء هنا، يا واطسون »
«؟ لِمَ »
لأنني تلقيتُ برقيةً من هيلتن كيوبت هذا الصباح. أتذكرُ هيلتن كيوبت، صاحب »
رسوم الرجال الراقصين؟ كان من المفترضأن يصل إلى شارع ليفربول ستريت في الساعة
الواحدة والثلث، وقد يصل إلى هنا في أي لحظة. لقد أدركتُ من برقيته أن بعضالأحداث
«. الجديدة المهمة قد وقعتْ
لمْ يطُل انتظارنا، فقد أتى صاحبُنا مالِكُ الضيعة بنورفك مباشرةً من المحطة بأقصى
سرعة تستطيع عربةٌ أن تُحضره بها، وقد بدا قلقًا كئيبًا، وكانتْ عيناه متعبتَيْن وجبينه
مُقَطَّبًا.
إن هذا الأمر يُتلف » : وقال، وهو يغوصفي مقعد ذي ذراعين، كما يفعل رجلٌ مُنهك
أعصابي، يا سيد هولمز. إنه لمؤذٍ بما فيه الكفاية أن تشعرَ أنك محاطٌ بأناسٍ لا تراهم ولا
تعرفهم، وهم يحيكون مكيدةً ما ضدك، ولكن عندما تعرف، علاوة على ذلك، أن هذا الأمر
يوشك أن يقتل زوجتك، فإنه يصبح فوق ما يتحمَّله بشر. إنها تذوي تحت وطأة هذا الأمر،
«. فقط تذوي أمام عيْنَيْ
«؟ أولمْ تقل أيَّشيءٍ بعد »
لا، يا سيد هولمز، لم تقلْ شيئًا. ورغم هذا كانت الفتاة المسكينة ترغب أحيانًا في »
أن تتكلم، لكن لم تستطعْ أنْ تُرغم نفسها على اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة. لقد حاولتُ
مساعدتها، ولكني على الأرجح فعلتُ هذا بطريقةٍ خرقاءَ فكرَّهتُ إليها الأمر. لقد كانتْ
تتكلمُ عن عائلتي العريقة، وعن مكانتنا المرموقة في مقاطعة نورفك، وعن اعتزازنا بشرفنا
الذي لا تشوبه شائبة، ودائمًا ما شعرتُ أن هذا كان سيؤدِّي بنا للحديث عن الموضوع،
«. لكن وبطريقةٍ ما كان الكلام يتحول لمسار مختلف قبل الوصول إليه
«؟ لكنك اكتشفتَ شيئًا ما بنفسك »
اكتشفتُ الكثير، يا سيد هولمز. فعندي لك العديدُ من الصُّور الحديثة لرجالِ راقصين »
«. لكي تفحصها، والأكثر أهمية، هو أنني رأيتُ الرجل
«؟ الرجل الذي يرسمها »
نعم، لقد رأيته وهو منهمك في رسمها. لكني سأخبرك بكل شيءٍ بالترتيب. عندما »
عدتُ للمنزل بعد زيارتك، كان أول ما رأيتُه على الإطلاق في الصباح التالي للزيارة مجموعة
جديدة من أشكال الرجال الراقصين. كانت قد رُسمت بالطباشير على باب مخزن المعدات
الخشبي الأسْود، الذي يقع قُربَ المرجة الخضراء بمواجهة النوافذ الأمامية مباشرة. فأخذتُ
نشرَ الرجل ورقةً وبسطها فوق الطاولة، قائلًا: «. منها نسخةً طبق الأصل، وها هي ذي
:« ها هي ذي نسخة من الرسوم المبهمة »
«. رائع! رائع! أكملْ، أرجوك » : قال هولمز
وبعدما أخذتُ النسخة أزلتُ العلامات، لكن بعد يومَين ظهرَ نقشٌ جديد. ومعي »
:« نسخة منه هنا
ففركَ هولمز كفَّيه إحداهما بالأخرى وضحك ضحكة خافتةً فيسرور.
«. الأدلة تتجمَّعسريعًا » : وقال
وبعد ثلاثة أيامٍ وجدتُ رسالةً كُتبتْ على عجلٍ في ورقة، ووُضعتْ تحتَ حصاةٍ فوقَ »
المزولة. ها هي ذي. وكما ترى، فالرموز متطابقة تمامًا مع تلك التي في الرسالة الأخيرة.
وبعد هذا قررتُ أن أتربصبه؛ لذا أخرجتُ مسدسيوسهرتُ بمكتبي الذي يُطل على المرجة
والحديقة. وفي حوالي الساعة الثانية صباحًا كنتُ جالسًا قربَ النافذة، في ظُلمةٍ مطبقةٍ لا
يشقُّ ستورَها حولي غيرُ نورِ القمر بالخارج، إذ سمعتُ خلفي وقعَ خُطًى، فإذا هي زوجتي
مرتديةً ثياب نومها. أخذتْ تتوسل إليَّ أن آوي إلى الفراش. فقلتُ لها بصراحةٍ إنني وددت
أن أعرف من ذاك الذي يُمازحنا بتلك الخدع السخيفة. فأجابتْ بأنَّه لمْ يكن غير مقلب
أخرق، وأنه ينبغي لي ألَّا أوليه أيَّ اهتمام.
لو كان حقٍّا يزعجك، يا هيلتن، فيمكننا أن نسافر، أنا وأنت، فنتفادى هذه » : وقالتْ
«. المضايقة
ماذا؟ أنُجبَرُ على الرحيل من منزلنا بسبب صانع مقالب؟ يا للهول، إننا » : فقلتُ لها
«. بذلك سنجعل نورفك بأسرها تسخر منَّا
«. حسنٌ، تعالَ لتنام، وسندرس هذا الأمر في الصباح » : فقالتْ
وفجأةً، وأثناءَ ما كانتْ تتكلم، رأيتُ وجهها الشاحبَ يزدادُ شحوبًا تحت ضوء القمر،
واشتدت قبضتها على كتفي. كان شيءٌ ما يتحركُ في ظلمة مخزن المعدات. رأيتُ هيئةً
قاتمةً لشخصٍينسلُّ نحو ركن المخزن ثم يقعي أمام الباب. فقبضتُ على مسدسيوهممتُ
بالمسارعة إلى الخروج، فألقتْ زوجتي بذراعَيها حولي وأمسكتْ بي بقوةٍ وهي تتشنج.
حاولتُ أن أتحرر منها، لكنها تشبثت بي باستماتة قصوى. ثم تحررت من يدَيها أخيرًا،
ولكن عندما فتحت الباب ووصلتُ إلى المخزن كان ذلك الشخص قد رحل. ولكنه خلَّفَ
وراءه أثرًا لوجوده، فقد كان يوجد على الباب نفسُ نسقِ أشكال الرجال الراقصين الذي
تكرر ظهوره مرتَين من قبل بالفعل، والذي نسختُه على تلك الورقة. ورغم أنني ذرعتُ
المساحة المحيطة بالمنزل كلها بحثًا عن الرجل، فلمْ أجد له أثرًا آخر في أي مكان. لكن
المدهش في الأمر أنه كان موجودًا هناك طوال الوقت بلا شك، لأنني عندما فحصتُ الباب
مرةً أخرى في الصباح، وجدتُ أنه رسمَ المزيد من تصاويرِه تحتَ السطر الذي كنتُ قد
«. رأيتُه سلفًا
«؟ هل هذا الرسم الجديد معك »
«. نعم؛ إنه مقتضب جدٍّا، ولكني أخذتُ نسخةً عنه، وها هو ذا »
وأخرج ورقةً مجددًا. وكانت الرقصة الجديدة بهذا الشكل:
قُل لي، أكانتْ هذه مجرد » : قال هولمز وقد بدا لي من عينَيه أنه كان متحمسًا جدٍّا
«؟ إضافة للرسم الأول، أم بدت مستقلةً تمامًا عنه
«. لقد كانتْ على لوحٍ مختلفٍ من ألواح الباب »
عظيم! هذا هو الأكثرُ أهميةً بكثيرٍ لمرادنا بين كل ما عداه. إنه يملؤني بالأمل. والآن، »
«. سيد هيلتن كيوبت، أكمل حديثك البالغ التشويق من فضلك
ليس عندي مزيد قولٍ، يا سيد هولمز، غير أني غضبتُ من زوجتي تلك الليلة على إثْر »
منعها إيَّاي، وقد كان من الممكن أن أمسك بهذا الوغد المتسلل. لقد قالت إنها كانتْ تخشى
أن يصيبني مكروه. جالَ بذهني للحظة أنه ربما كان الذي تخشاه بالفعل أن يصيبه هو
مكروه؛ لأنني لمْ أستطع أن أشك في أنها كانتْ تعرف من هو هذا الرجل وما الذي كان
يقصده بتلك الإشارات الغريبة. لكن هناك نغمة في صوت زوجتي، يا سيد هولمز، ونظرة
في عينَيها تقطعان الشكوك، وأنا موقن أنها إنما كانت تقصد سلامتي بالفعل. ها هي ذي
القضية بكاملها، وأنا الآن أريد نصيحتك بخصوصما يجدر بي فعلُه. فأنا أميل إلى وضع
ستة من رجال مزرعتي بين الشجيرات، فإذا جاء هذا الرجل ثانيةً أبرحوهضربًا بالسياط
«. حتى يدعنا وشأننا فيما بعد
أخشىأن القضية أعقد من أن تُحلَّ بمثل هذه الحلول البسيطة. إلى متى » : قال هولمز
«؟ تستطيع البقاء في لندن
يجب أن أعود إلى نورفك اليوم؛ فلن أترك زوجتي وحيدةً طوال الليل لأي سبب من »
«. الأسباب. إنها متوترةٌ جدٍّا وقد رجتني أن أعود
أظن أنك على صواب. لكنك لو كنتَ بقيتَ قليلًا فلربما كنتُ سأتمكن من الرجوع »
معك بعد يوم أو يومَين. أما الآن فستدعُ لي هذه الأوراق، وأظنني — على الأرجح — سوف
«. أزورك قريبًا وألقي بعضالضوء على قضيتك
احتفظ شيرلوك هولمز بسلوكه الاحترافي الرزين حتى رحلَ ضيفُنا، لكنه كان من
اليسير عليَّ، أنا الذي خبرتُه تمام الخبرة، أن أرى شدة تحمسه. فلحظةَ توارَى ظهرُ هيلتن
كيوبت العريضُ خلف الباب طارَ رفيقي إلى المنضدة، وبسطَ أمامه كل قصاصات الورق
التي تحتوي على أشكال الرجال الراقصين، ثم أغُرق في عمليةٍ من التفكير المستفيض
والمعقد. راقبتُه مدةَ ساعتَين وهو يملأُ صفحةً بعد أخرى بالأشكال والحروف، مستغرقًا
بالكامل في مهمته هذه حتى غدا واضحًا أنه نسي وجودي. كان تارةً يحرزُ تقدمًا فيصفِّر
ويغني جَذِلًا بما أنجزه، وتارةً أخرى يتحير، فيمكثُ فترات طويلة مقطَّبَ الجبينِ ذاهلَ
النظرات. وأخيرًا نهض فجأةً من مقعده وهو يهتف هتاف رضا، وأخذ يسير في أرجاء
الغرفة جيئةً وذهابًا ويفرك يديه إحداهما بالأخرى، ثم كتبَ برقيةً طويلةً على إحدى أوراق
إذا وافقَ الردُّ على هذه البرقية ما أرجوه، فسيكون لديك قضيةٌ ممتازة » : التلغراف، وقال
جدٍّا تضيفها إلى مجموعتك يا واطسون. إنني أتوقع أن نتمكن من الذهاب إلى مقاطعة
«. نورفك في الغد، وأن نقدِّم لصديقنا بعضالأخبار الأكيدة عن السر وراء انزعاجه
أعترف أنني كنتُ ممتلئًا فضولًا، ولكني كنت أعرف أن هولمز يحب أن يكشف عن
أسراره في الوقت الذي يحدده وبالطريقة التي يختارها؛ لذا انتظرتُ حتى يحين الوقت
الذي يناسبه فيه أن يطلعني على أسراره.
لكنْ تأخر الردُّ على برقيته؛ إذ تبعَها يومان من نفادِ الصبر، كان هولمز خلالهما
يصيخ سمعَه لكل دقة من دقات جرس الباب. وفي مساء الليلة الثانية وصل خطابٌ من
هيلتن كيوبت. كان كلشيءٍ لديه على ما يرام، غير أنَّ نقشًا طويلًا قد ظهرَ في صباح ذلك
اليوم على قاعدة المزولة. وقد أرفق بالخطاب نسخةً منه، أعُيدُ بدوري نسخها هنا:
انحنى هولمز على هذا النقش العجيب بضع دقائق، ثم انتفض واقفًا فجأةً شاهقًا
شهقةَ اندهاشٍ وفزع، وقد شحبَ وجهه من القلق.
لقد سمحنا لهذا الأمر أن يتمادى بما فيه الكفاية. أهناك قطار متوجه إلى بلدة » : وقال
«؟ نورث والشم الليلة
فرجعتُ إلى جدول مواعيد القطارات، ووجدتُ أن القطار الأخير كان قد غادرَ للتو.
إذن فسنفطر مبكرًا ونأخذ أول قطارٍ في الصباح، فوجودُنا هناك » : فقال هولمز
ضروريٌّ بصورة ملحة. أوه! ها هي ذي البرقية التي نتوقعها. لحظة واحدة، سيدة هدسون؛
فقد يكون هناك ردُّ ما. لا، هذا ما توقعته تمامًا. هذه الرسالة تحتم علينا بصورة أكبر ألَّا
نُضيع ساعةً واحدة قبل أن نخبر هيلتن كيوبت كيف تسير الأمور، حيث إنه شَرَكٌ غريبٌ
«. وخطيرٌ ذلك الذي وقع فيه صاحبنا مالك الضيعة الطيب في مقاطعة نورفك
وهكذا بالفعل كانتْ حقيقةُ الأمر، وإنني — إذ أقتربُ من النهاية القاتمة لقصةٍ لمْ
تكن تزيد في نظري على كونها سخيفة وغريبة — لأقاسيمن جديدٍ ذاكَ الفزع وذلك الرعبَ
اللذيْن كانا قد غمراني من قبل. ليتني كنتُ أعرف خاتمةً أكثر إشراقًا لأبلغ قُرائي بها،
لكن هذا سرد لوقائع حقيقية، ولا خيار لديَّ إلا أن أقفوَ سلسلة الأحداث الغريبة وُصولًا
إلى ذروتها الحالكة، تلك الأحداث التي جعلتْ من منزل ريدلينج ثورب مانور كلمةً تتردد
في طول لندن وعرضها لبضعة أيام.
لم نكد نحط رحالنا في بلدة نورث والشم، ونعلن عن وجهتنا، حتى أسرع نحونا ناظر
«؟ أعتقد أنكما المحققان القادمان من لندن، أليس كذلك » : المحطة قائلًا
«؟ ما الذي يجعلك تعتقد مثل هذا الأمر » : فعلتْ وجهَ هولمز نظرةُ انزعاج، وقال
لأن مفتش مدينة نوريدج، المفتش مارتن، مرَّ من هنا للتو. لكن ربما تكونان »
الجرَّاحَيْن. هي لا تزال على قيد الحياة، أو لمْ تمت بحسب الروايات الأخيرة للأحداث.
«. لعلكما وصلتما في الوقت المناسب لإنقاذها — بيْدَ أنكما ستنقذانها كيْ تتلقَّاها المشنقة
اكفهرَّتْ ملامحُ هولمز من القلق.
إننا متوجهان إلى منزل ريدلينج ثورب مانور، لكننا لمْ نسمع شيئًا عمَّا حدثَ » : قال
«. هناك
إنه أمرٌ فظيع، فكلاهما أصُيب بطلقٍ ناري، السيد هيلتن كيوبت » : فقال ناظر المحطة
وزوجته على حد سواء. لقد أطلقتْ عليه الرصاصثم على نفسها — هكذا يقول الخدم —
ففارق الحياة، أما هي فحياتها ميئوسٌ منها. يا إلهي، يا إلهي، كم عجيبٌ أن يحدث هذا
«. لعائلة من أعرق العائلات وأرفعها مكانةً في مقاطعة نورفك
فأسرع هولمز إلى إحدى العربات دون أن ينطق بكلمةٍ واحدة، وطوال مسافة الطريق
الطويلة البالغة سبعة أميال لم يفتحْ فمه مطلقًا. لقلَّما رأيتُه جازعًا تمامًا هكذا. لقد كان
مهمومًا طوال رحلتنا كلها من ساعة غادرنا البلدة، ولاحظتُ أنه قد تصفَّح جرائدَ الصباح
باهتمامٍ وقلق، أما الآن فإن هذا التحقُّقَ المفاجئ لأسوأ مخاوفه تركَه في كآبةٍ مُطبِقة. أسند
هولمز ظهره إلى مقعده، وتاهَ في تأملٍ مُوحش. ورغم هذا فقد كان حولنا الكثير مما يثير
انتباهنا، إذ كنا نمر عبر منطقة ريفية لا تختلف في تفردها عن أيٍّ من أرياف إنجلترا،
حيث تناثر قليلٌ من الأكواخ منبئة عن عدد سكانها آنذاك، بينما كانت الكنائس الضخمة
ذات الأبراج المربعة تنتصب عالية على كلا الجانبَين فوق المناظر الطبيعية الخضراء الممتدة
لتنبئ عن بهاء منطقة إيست أنجليا العتيقة وازدهارها. وأخيرًا تبدَّت حافة بحر الشمال
البنفسجية فوق الضفة الخضراء لساحل مقاطعة نورفك، ثم أشار السائقُ بسوطه ناحية
اثنَين من الأسقف المجملنة العتيقة المبنية بالطوب والخشب اللذين برزا من خلال أيكةٍ من
«. هذا هو منزل ريدلينج ثورب مانور » : الأشجار قائلًا
وأثناء ما كانت العربة تُقلنا ناحية الباب الأمامي ذي الرواق المُعمَّد رأيتُ أمامَه،
وبالقرب من ملعب التنس، كُلٍّا من مخزن المعدات الأسود والمزولة ذات القاعدة، اللذَيْن
يرتبطان عندنا بتلك الأشياء الغريبة. قابلنا رجلًا أنيقًا ضئيل البنية، ذا طريقةٍ نشطة
رشيقةٍ وشاربٍ مفتولٍ، وقد نزلَ لتوه من عربةٍ عالية. فعرَّفنا بنفسه أنه المفتش مارتن،
منشرطةِ نورفك، وعندما سمع اسمَ رفيقي، اعتراه ذهولٌ كبير.
يا للهول، يا سيد هولمز، إن الجريمةَ لمْ تُرتكب إلَّا في الثالثة من صباح اليوم! فكيف »
«؟ لك أن تسمع بها وأنت في لندن ثم تصل إلى موقعها حالما وصلتُ أنا
«. لأنني كنتُ أتوقعُها. وقد أتيتُ على أملِ أن أمنعها »
فلا بد إذن أنك تملك دليلًا مهمٍّا لا نعرفه نحن؛ لأنه يُقال إنهما كانا زوجين متآلفين »
«. إلى أبعد الحدود
معي فقط دليل الرجال الراقصين، وسوف أشرح لك الأمر لاحقًا. أما الآن، » : قال هولمز
وبما أنه فات أوانُ منع هذه المأساة، فإنني متلهِّف جدٍّا لاستخدام ما لديَّ من معلومات في
«؟ سبيل ضمان تحقيق العدالة. هل ستُشركني في تحقيقك، أم تُفضل أن أعملَ بمفردي
«. إن من دواعي فخري أن أتعاون معك يا سيد هولمز » : فقال المفتش، بنبرة جادة
في هذه الحالة سيسعدني الاستماع إلى الشهود وفحص مسرح الجريمة دون أدنى »
«. تأخير
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.