هذا الكتيّب
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى" [الحجرات: 13].
"وَلَكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللَّهُ. مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ" [إنجيل مرقس 10: 6، 7].
جاءت فكرة الكتابة في هذا الموضوع وأنا أناقش صديقتي التي تعتقد أن ابنها ذا الأعوام الستة يبدي سلوكًا مائلًا للأنثوي، وكنا نبحث دورها هي ووالده في تثبيت السلوك الذكري لديه، فقالت بعفوية: "أنا نفسي يكون فيه شخص أو كتاب أو مرجع يحكيلي أنا كأم أو كمربّية شو أعمل حتى أساعد ابني ينشأ نشأة صحية، ما عم بدوّر على بحث أكاديمي ولا على محاضرة عقائدية ولا على مقالات وشعارات، أنا كشخص عادي جدًا شو ممكن أعمل؟ وبنتي اللي عمرها 11 سنة، شو ممكن تقرأ أو كيف ممكن أساعدها تتعلم عن هاد الموضوع من غير تعقيدات؟" هنا أحسست أنه ربما يكون باستطاعتي المساعدة. لا بالإجابة على تساؤلها فحسب، وإنما لكل مَن يؤرّقه هذا الأمر ويبحث عن مصدر للتوعية والإرشاد.
لقد اخترت أن أبدأ باقتباسين، الأول من القرآن الكريم والثاني من الكتاب المقدّس، لتوضيح أن الأحكام السماوية التشريعية التي تختص بالجندرية والمثلية الجنسية قد بتّت فيها السماء وأنّني لست هنا في صدد مناقشة التشريع السماوي. هذا الكتيّب ما هو إلا دليل تربوي اجتماعي مختصر لوقاية الأطفال من تيار الجندرية والمثلية أرجو أن يحقّق مبتغاه.
نور البسطامي
من الطبيعي ومنذ بدء الخليقة أن يتم تحديد الطفل بأنه فتى أو فتاة بسهولة ويسر عند ولادته، وبالنسبة لمعظم الأطفال تنمو هذه الفكرة معهم وتنضج وتكتمل لتحدّد فيما بعد هويتهم الجنسية (جندريتهم).
يتطور الاعتراف الذاتي بالجندرية بمرور الوقت، بنفس الطريقة التي يتطور بها جسم الطفل. وتتوافق الجندرية لمعظم الأطفال مع الجنس المحدّد لهم عند الولادة، إلا أنه ومع انتشار وسائل التأثير ومصادرها، وانشغال الأهل عن أطفالهم بمسؤوليات الحياة وضغوطها، أصبحت جندرية الأطفال والمراهقين تحدّيًا يواجه الأهل خصوصًا والبالغين من التربويين وخبراء علم الاجتماع بالعموم بالإضافة إلى التشويش الذي أثّر على الأطفال أنفسهم مما أضاف مصدرًا آخر للتوتر في حياتهم وحياة ذويهم.
سيتناول هذا الكتيّب في محاولة جادّة وهادفة لدعم المراهقين والبالغين مفهوم الجندرية( )، الحقائق حول الجندرية، ما الذي يمكن أن يساعدنا في بناء جندرية صحية لأطفالنا ومراهقينا؟ هل الخوف هو الحل أم أنّ المواجهة هي الحل؟