الإجابة الواضحة والبسيطة والمباشرة لهذا السؤال يجب أن تكون (لا). وقد كنت أرجو أن تبقى الإجابة بهذه البساطة. فالجنس هو ما يتحدد عند ولادة الطفل من السمات الجسدية التي ترتبط بتعريفه كذكر أو أنثى، أو تعريفه الجيني (XX للأنثى وXY للذكر). أما الجندر فهو إحساس هذا الطفل عندما يكبر ونظرته الشخصية لنفسه والدور الذي يختار أن يؤديه في المجتمع كذكر أو أنثى.
ومفهوم "الجندر" يوضِّح الفروق بين الرجل والمرأة الناتجة عن الدور الاجتماعي المنوط بهما، والمنظور الثقافي والوظيفة لكلٍّ منهما، وهذه الفروق هي نِتاج لعوامل دِينيَّة وثقافيَّة، وسياسية واجتماعية؛ أي: إنها فروق صَنَعها البشر عبرَ تاريخهم الطويل، وهي فروق يمكن تجاوزها في إطار المساواة بين الرجل والمرأة في حين لا يمكن فعل ذلك في الفروق البيولوجية التي تقف حاجزًا استفهاميًّا أمام مساواة مطلقة.
نشاط
اسألوا أطفالكم عن أيّ هذه الصور ذكر (ولد) وأيها أنثى (بنت)؟ ثم ناقشوا معهم أسباب اختياراتهم
يمكنكم من هذه الأسئلة الاطمئنان إلى تعريف أطفالكم للجندرية ومساعدتهم على فهمها في حال كانت إجاباتهم غير موفقة.
هل تعلم!
كان الطفل يجهَّز، سواء كان ولدًا أو بنتًا بالملابس والحضائن البيضاء، لما توفرها من سهولة بالاستخدام والتعقيم، حتى صارت مظاهر موضة الألوان الزاهية للأطفال بحسب جنسهم.
في بداية القرن العشرين كان اللون الوردي أكثر قبولًا على الأولاد، وذلك بسبب كونه لونا قويا وحاسمًا وبالتالي أكثر ملاءمة للأولاد، بينما الأزرق كان لونًا لطيفًا ورقيقًا وبالتالي كان أكثر تفضيلًا للبنات من قِبَل العائلات، وهو عكس المتعارف عليه حاليًا!