مَنَّ اللهُ عزَّ وجَلَّ عليَّ بترجمةِ لفيفٍ مِن الأعمال، وعلى الرغمِ مِن تنوُّعِ جنسِها وأزمنةِ كتابتها إلا أنها لم تضاهِ ما شعرتُ به من إرهاقٍ بين طيَّاتِ هذا العمل، فليس صعبًا أن تُترجِّمَ آلافًا مؤلفةً من الكلماتِ، بل أن انتقالك إلى روايةٍ تكونُ مزيجًا بين الفانتازيا والماورائيات لهو شعورٌ مُحبَّبٌ للنفس، لكن أن تسيرَ على خُطى كلِّ شخصيةٍ عابرةٍ داخل الرواية، كحديث الساحر مع نفسه، وجماحه في صنعته، وخوفه الأشبه بطفلٍ رضيعٍ فقد أمه حين يُجابهُ الويلات، فذاك هو الإرهاق كلَّ الإرهاق.
وهُنا في هذا الجزءِ من هذه السلسلةِ الثقيلة، أنصحكَ أن تنعمَ بالسكينةِ وفراغِ الذِهن، اقرأ بتمعُّن، وخُض رحلتك بين الأسطر، وأَمعِن النظر مليًّا، واعلم أن هناك خفايا عديدة ستتمنَّى لو لم تدقِّق فيها، خاصَّة حين يَكونُ القمرُ بدرًا.
مصطفى جمال