البارت السابع
اختلاج روح
لولي سامي
بمنزل جودي وبعد أن خرج اسر انهارت جودي مكانها ونزلت بأرضية المطبخ تبكي بصوت عالي حتى جاءها ابنها /مالك يا ماما بابا زعلك تاني انا هزعل منه ومش هكلمة .
اخذت جودي تربت على انس ابنها ومسحت عيونها ثم سألته/ انتي بتحبني يا انس
انس/ اوي اوي يا ماما
جودي/ طب يا حبيبي لما بابا يجي عايزاك تقوله اني زعلانه ولازم يصالحني علشان انت متزعلش منه وهو بيحبك وهيسمع كلامك.
انس/ حاضر يا ماما تعالي العبي معايا بقي.
جودي /حاضر يا حبيبي هغير هدومي واجيلك نعمل الواجب الاول وبعدين نلعب تمام يا بطل
انس اومأ انس برأسه وقال / ماشي يا ماما ثم أعطاها قبلة على وجنتيها وذهب الي حجرته.
وفي هذا الأثناء جلست جودي على السرير متحيرة في أمرها هل ترتدي وتتزين كما اتفقت مع والدها ام لا وتذكرت كلام نهي هل بالفعل ستندم وكل ما تفعله سيذهب سدي ام انها تفعل الصواب كما نصحها والدها وكأنها استدعت بعقلها والدها فوجدته يتصل بها ففتحت مسرعة تجيب عليه
جودي / أيوة يا بابا كويس انك اتصلت.
سمية بقلق/انا ماما يا جودي مالك يا قمر عمللك حاجه؟؟ طمنيني عليكي؟؟
جودي /لا يا ماما معملش اتكلمنا شوية أنه محتاج الشقة وانا قولتله مش هسيبها فاتنرفز ونزل وانا دلوقتي محتارة مش عارفه اعمل ايه البس واتزوق زي ما قولتولي ولا اقعد واضايق ومكلموش؟
سمية بحيرة/ والله يا بنتي انا مش عارفه اقولك تعملي ايه لو عليا اقولك هاتي بعضك وابنك وتعالي لكن باباكي له رأي تاني خديه اهو يا اختي خليه ينفعك واعطت سمية التليفون لاشرف الذي وجهها بدوره أن تتعامل بكل برود وتجاهل وفي نفس الوقت لا تتغاضي عن إبراز جمالها وأغلقت جودي الخط وبدأت تتزين وتستعد لمعركة أخري من الدهاء ثم جلست تذاكر لابنها وتلاعبه حتي غفي على قدمها كادت أن تحمله لتضعه بغرفته ولكن خطر على بالها فكرة ما فجلست على الأريكة واخدت ابنها بحضنها منتظرة عودة اسر!!!
......................
خرج اسر من عند جودي عقله غير مستوعب تغيرها. اين جودي التي أحب ضعفها واحتياجها إليه ؟ اين من علمها الحب ؟ اين توترها أمامه ؟ كيف اكتسبت كل هذه الثقة في الحديث؟ ركب سيارته ووجد فتنه تتصل به فأجاب عليها ليجدها تؤكد على موعده مع والدتها خبط بيده على جبهته كيف نسي هذا الأمر فاستدار بالسيارة لأقرب محل زهور وشيكولاته ثم توجه لبيت فتنة طرق علي الجرس ففتحت له فتنة وهي مبتسمة ابتسامه تسلب لُبه ثم نظرت على ما يرتديه وقالت/اهلا اسر. إيه كنت نسيت ميعادنا ولا ايه؟
اسر بارتباك وابتسامه صفراء/ لا ابدا انسي ازاي دانا مستنيه من بدري .
فتنة / اصل لبسك ميدلش على كدة يعني ؟
اسر بتغير الموضوع/ ايه بس يا حبيبتي مش هتقوليلي اتفضل ولا هفضل على الباب كدة؟
توسعت له جودي ثم أشارت له اتجاه الصالون / اه طبعا اتفضل ماما منتظراك من بدري.
قدم لها الورد والشيكولاتة وتوجه الي حيث أشارت وجد امرأة كبيرة تجلس على الكرسي توجه إليها وسلم عليها وقدم لها نفسه وجلس هو وفتنة ومن ادعت أنها والدتها ليتحدث اسر /
انا يسعدني ويشرفني اني اطلب ايد فتنة بنتك واوعدك اني هحاول أسعدها وأهنيها.
ابتسمت المرأة العجوز وقالت له/ فتنة كلمتني عنك وقالت لي انك رايدها بس بقي مقلتليش هتتجوزوا فين أن شاء الله؟ وهتدفعلها مهر كام؟ والشبكة والمؤخر؟؟
نظر اسر لفتنة وقد شعر بإحساس غريب وكأنهم يستغلوه ولكن نفض عن خياله هذا التفكير وظن أنها تريد الاطمئنان على ابنتها ثم وجه نظره للمراة وابتسم نصف ابتسامه محاولا عدم اظهار ضيقه وتنحنح وقال / أن شاء الله هجيب لفتنة الشقة اللي تعجبها بس ده هياخد وقت شوية علشان عندي شوية مشاكل هخلصها واعملها كل اللي عايزاه .
المرأة العجوز/ لاااا مينفعش الكلام ده انا هسافر كمان اسبوعين ولازم اطمن عليها بص انت تجيب الشبكة وتديها المهر وبعدين بقي الشقة لما ظروفك تتحسن ،ها قولت ايه؟
احس اسر وكأنه قيد بقيد غير محبب ولم يكن بحسبانه كل هذا ! اين له من مهر وشبكة وهو لم يحل بعد مشكلة الشقة ولكنه اضطر على الموافقة لانهاء الموقف ويفكر فيما بعد في حل هذه المعضلة .
خرج من عند فتنة لم يشعر بالفرحة التي تخيلها ولكن احس وكأنه يقع في بئر مظلم ولم يجد من ينقذه تنهد وجلس بالسيارة واضعا رأسه بين يده وتسأل مع نفسه وكان كل مشاكل الدنيا وقعت علي رأسه الي اين سيذهب وجودي بالمنزل ومن المفترض أنه طلقها ثم اتخذ قراره أنه سيستسمحها أن توافق على بياته معها عدة أيام لحين التصرف وإيجاد مكان آخر له وبدأ يدير محرك السيارة مع إعلان تليفونه على اتصال من فتنه ولكنه اغلق الصوت وذهب الي بيته
..................................
فاق احمد من شروده وخيالاته علي اتصال من صديقه معتز والذي يخبره بسهرة الليل وما جهز بها فوافق احمد لعله يشغل باله عمن شغلت كل تفكيره واتصل بدوره على فتنة لتجهيز حالها لسهرة اليوم حتى يعلم منها ما تم بالمقابله وحتى يتفق معاها على الخطوات التاليه ثم توجه الي الملهي الليلي المتفق عليه وجد معتز يجلس ومعه فتاتين لم يستر مفاتينهم شئ فنظر لهم احمد نظرة اشمئزاز وتحدث الي معتز/ يعني شايف صحتك في الطالع هتقدر على دول لوحدك
ضحك معتز وإزاح له كرسي / لا يا صاحبي مش للدرجة دي لسه منجبكش يا اكسلانس دانا حاجزلك واحدة بس ايه رايك شكلها خبره ونكز الفتاة من خصرها
ضحكت الفتاة بعلو صوتها / ااه خبرة خبره اوي كمان
معتز بابتسامة/ لا باين يا قطه
احمد بعدم مبالاه/ لا ماشيها انا كلمت فتنة وزمانها جايه
معتز باستغراب/ انت رجعت لفتنة تاني ولا ايه؟ مش كانت لاقت دهول يشيلها؟؟؟
احمد بابتسامه خبيثة/ لقيت لها عوزه وابقي استفدت وفدتها وطلعتها بهدية نهاية الخدمة
ضحكا كلاهما معا مع وصول فتنة لهم / ايه يا بهوات ما تضحكونا معاكم
احمد بوقاحه وهو ينظر إلي جسمها/ اهلا فتنة . كنا لسه في سيرتك وجمالك يا قمر
فتنة بسعادة جرت كرسي لتجلس عليه /ميرسي احمد ها كنت طالبني ليه
احمد بتروي/ طب اقعدي الاول وتاخدي كاس وبعدين نتكلم
فتنة/ وادي قعدة يا سيدي
احمد وهو يصب لها كأس من الخمر ويقدمه لها / ها احكيلي بقي عملتوا ايه في المقابلة؟
صاح معتز/ لااااا انا معقدش زي الاطرش في الزفة رسوني على الحوار .
بدأت فتنة تسرد له كل ما حدث بالمقابلة وما اتفقا عليه
فوجئ معتز بما يخطط له احمد وقال له/ مش كنت شيلتها من دماغك ايه اللي رجعها تاني يا صاحبي.
احمد بوقاحة/ مين قالك اني شيلتها من دماغي دانا كنت بتكتكلها من زمان بنت الايه ملهاش في الشمال وعقبال ما جيت ادخل من اليمين كان جه هو وخطفها وفي الاخر اشتغلت عندي والفرصة جت لحد عندي اسيبها ولا استفاد منها للاقصي درجة .
معتز برفض تام/ جودي متستلهلش كدة ملهاش في سكتنا طلعها من دماغك يا احمد.
احمد ببجاحة/ ملكش دعوة انت يا معتز خليك في اللي معاك.
استقام معتز وقال/ براحتك يا صاحبي انا نصحتك وعملت اللي عليا طلعني من الليلة ده سلام يا صاحبي. وخرج معتز وترك احمد وفتنة الذين اتفقا علي الذهاب الي بيتها لاستكمال الخطط معا والاستمتاع ببعضهم فذهبا سويا كلا من احمد وفتنة الي منزل فتنة ليخططوا ويمارسوا الرزيلة وما حرمه الله.
........................................
صعد اسر الي منزله وفتح الباب بالمفتاح كما اعتاد أن يفعل ودخل الي غرفة المعيشه حيث سمع صوت التلفاز فوجد ابنه يرقد على الأريكة ويستند برأسه على قدم والدته وهي عندما استدار لها وجدها ترتدي بدي حمالاته رفيعة جدا ويظهر مقدمة صدرها بسخاء وتحته شورت طويل يصل الي ركبتها توقف نفسه عن العمل وجحظت عيناه ثم اغلقها لثواني ونظر لاعلي ليتمتم في نفسه/ كانت فين الحاجات ده قبل كدة جاية تلبسيها دلوقتي وبعدين اعمل ايه أشيل الولد واصحيها ملهاش غيركدة .
وبالفعل رفع الولد وأحتار الي اي سرير سيضعه به ثم حسم أمره ووضعه بسرير والدته ليجعله بجوارها وينام هو بسرير ولده وأثناء ذلك كانت جودي مستيقظة تشعر بخطواته ونفسه عندما اقترب ليأخذ ابنها ولكنها استمرت بتصنعها النوم حتى يتسني له النظر إليها ورجع مرة أخري اسر لها ونظر لها من راسها حتى قدميها وشعرها المسترسل على وجهها وقدماها شاهقة البياض ثم استغفر ربه ومسح بكفه على وجهه وتقدم منها يناديها بصوت منخفض لعلها تستيقظ /جودي جودي قومي نامي جوه .ثم اقترب بيده يهزها بسيط ليوقظها / جودي قومي يا ماما
جودي/مممممم
اسر/قومي يالا انا دخلت انس
بدأت تصطنع جودي أنها تستيقظ وتتمطع ليري جمال جسدها وهي تتمايل حتى تفيق ثم استقامت واستندت بيدها على الكرسي مصطنعة التمايل وعدم الاتزان ثم فركت عينيها وقالت/ ااااه دخلت انس طب كويس تصبح على خير وبدأت في المشي خطوتين واصطنعت الوقوع فلحق بها اسر وكيف لا وهو يتابعها ويتابع كل حركة لكل عضلة بجسدها فأمسك بها من الخلف واسندها على صدره واقترب برأسه من شعرها وأخذ يشتم فيه ويغرز أنفه في رقبتها ويده بدأت تعزف على مفاتنها.
احست جودي بالخطر وضعف موقفها فاستعادت وعيها وابعدته عنها وجرت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها واستندت عليه بظهرها وأخذت تربت على قلبها ليهدا من ثورانه.
اما اسر بالخارج فأغلق عينيه وشدد من قبضة يده حتى برزت عروقه وأخذ يأخذ نفس ليهدا من ثورة مشاعره التي لا يعلم ما بها هذه الأيام ثم توجه الي غرفة جودي وطرق الباب انتفضت هي على أثر هذه الخبطه وقالت / أيوة يا اسر عايز ايه
اسر بهدوء مصطنع/ كنت عايز اتكلم معاكي عشر دقايق بس
جودي وكأنها تريد تذكيره/ اه حاضر هلبس حاجه وطالعه
اسر يتمتم بداخله / ليه ليه تلبسي ما كدة حلو اوي ثم تنهد وقال /طب بسرعة متتأخريش انا مستنيكي.
ارتدت جودي الروب القصير عن قصد حتي تزيد من نيران شوقه وخرجت له وتوجهت الي غرفة المعيشة حيث كان
نظر لها اسر وهو مأخوذ بجمالها أكان كل هذا ملك يداه / تعالي اقعدي واقفة ليه
جلست جودي في الكرسي المقابل ووضعت قدم فوق الأخري ليتمتم اسر / انا ناقص ارحمي اهلي.
ثم استطرد قائلا/ بصي ياجودي انا طبعا مش هعيبك في اللي طلبتيه الشقة حقك وحق ابني بس انا كنت حابب استسمحك تقبلي اقعد معاكي كام يوم بس عقبال ما أدبر حالي
نظرت له جودي ولسان حالها يقول /الحمد لله انك معرفتش تتصرف ثم أوضحت كلامها / اه طبعا يا اسر بيتك ومطرحك مقدرش اقولك حاجه بس الموضوع هيمشي ازاي يعني هنبلغ الناس بطلاقنا ازاي وانت معايا؟
اسر / لا هو احنا هنأجل إجراءات الطلاق الرسمي شوية لحد ما الاقي شقة تانية ليا ده بعد اذنك طبعا؟
جودي وقد احست أنها نجحت بالجزء الاول من الخطة فابتسمت و استقامت من جلستها وقالت/ خلاص مفيش مشكله بس لازم بابا وماما يعرفوا تحب إبلغهم انا ولا تبلغهم انت .
عند هذه النقطة وبهت اسر فهو يحب ويحترم حماه وحماته ولا يرغب في هذه المواجهة. فاستطرد قائلا/ اعتقد تبلغيهم انتي افضل.
جودي بابتسامة طفيفة وكأن شئ لم يكن/ اوكي هبلغهم بكرة وانت شوف هتعمل ايه وبلغني تصبح على خير وذهبت إلى غرفتها تحت نظرة اسر المستغرب تصرفها وعدم مبالاتها للأمر كان يتوقع أن تستسمحه مرة أخري ليتراجع عن قراره كان يتخيل أن تبكي وتترجاه ولكن يبدوا عليها عدم المبالاه. وكأنه كان ينتظر بل يتمني طلب او رجاء منها بعودتهم ولكنها خذلته هذه المرة توجه آسر بعد ذلك إلي غرفته الجديدة لينام ولكن قد جفاه النوم وهو يتذكر هيئة جودي التي لطالما طلب منها مرارا وتكرارا بالاهتمام بحالها ولكن لم تعطي اهتماما لحديثه والان بعد أن تركها تفعل كل هذا !؟ أكانت تتصنع تمسكها به؟ نعم كانت تتصنع فهي لم تحاول معه إلا يوم فقط .فكر في أن يردها الي عصمته ويحاول إقناعها باستمرار زواجهم وأنه سيعدل بينها وبين فتنة وسيتحجج بابنه حتى لا يتشتت بينهم . نعم هذا هو أمثل حل فهو لا يتخيل العيش بدونها برغم تحريك فتنة لبعض المشاعر لديه إلا أن جودي لها مكانة خاصة لديه فهو يعترف أنه يحبها ويقدرها .وهنا توقف ليسأل حاله ايحبها؟ هل بالفعل يحبها ؟ نعم لا ينكر هذا فهو بالفعل يحبها ولا يدرك كيف وصل بهم الحال لهذا ! بدأ يشعر بالندم من تسرعه وأنه كان يستوجب عليه التريث قليلا ولكنه توصل الي أنها هي من دفعته لهذا جراء إهمالها به كزوجة .
ظل في هذا الصراع النفسي بين ما يحدثه به عقله وقلبه حتي ذهب في سبات عميق ليري باحلامه جودي تتمايل بسيرها أمامه ولكن ما هذا أنها ليست بمفردها حاول اللحاق بها ليديرها سائلا / من هذا ؟
وكيف تسيرين معه وتتركيني؟
لتبتسم جودي بكل هدوء وترد عليه بطريقة مستفزة / انت من تركتنا وهذا حقي ؟
حاول آسر أن ينقض على من كان متشبث بايدي جودي ولكن عندما اداره ليواجهه ذعر آسر وتراجع عدة خطوات للخلف عندما راي من يكون .
استيقظ آسر من نومه وهو يلهث وكأنه يعدو من مرأىٰ شبح.