القلم: ها قد حكيتُ لك عن شفاهٍ ضحكت وجفونٍ بكَتْ .. عن خواطرٍ هامت وأحلامٍ رسَتْ .. أراها لك قد راقت، فدعني أحكي للناس كيف دارت بك الأيام، وكيف كُنْت.
هو: ماذا تريد الآن مني؟ أمازلت تودّ الحكْي عني؟ .. أعن غدراتِ أمسي، أم سوءاتِ نفسي؟! ما ينفعُ الناسَ لو علموا عني ما لقطْتَ؟!
القلم: مع كل لمحةٍ يأتي إلى الدنيا وليد، فلمَ يبدأُ المسكينُ من جديد؟ ألا تُفهمهُ الحياةَ كما وعَيْتها أنت؟!
هو: عزيزي، ليس هذا مرادُ القدر؛ فكلُّ نفسٍ تعيشُ لتُختبر .. ومهما حقنتها من خبراتِ البشر، فلابد من قدمٍ تتعثّر وقدمٍ أخرى تعتبر.
القلم: إذن فأنت لا تريد ..!
هو: بل أريد .. ولكن احكِ لي المزيد، عن خواطرٍ عابرات .. وأعدك، إن راقتني منك الحكاياتُ، أن أدعَك حينها وما شئتَ مني، لتلتقط..
القلم: إليك إذن حكاياتٌ كسحائبَ هائماتٍ على صفحات الزمانِ سرَتْ .. ركنَتْ قليلاً بسقْفِ الأيام، فأمطرت .. لقطتُّ فيها وميضاً، لاح منها سريعاً، ثم ما لبث الوميضُ أن خَفَت، كدويّ في طرفةِ عينٍ صاح، فلما أصغيتُ له سمعي، ذاب في طيّات الهواء، وسَكَت!
* * *