الإهداء
إلى كلِّ من استفزّني فأخرجَ إبداعِي
إلى هؤلاءِ الذينَ بسطتُ لهم بساطَ عمرِي ليصِلُوا..
هأنذا زاحفَةٌ أُواصلُ المسيرَ رغم خُبثِ معارككُم.
حبروقلم1991
(مقدمة)
أنا امرأةٌ روحٌ و جسدٌ؛ و بَشَائِرُ أُمَّة...
حُرةٌ؛ مَنحنِي اللهُ سنواتٍ حُلوةً
إن مِتُّ لم يَحمِل غيرِي كتابِي؛ فإن عشتُ لذاتِي أهو جرمٌ؟!.
أُعطي الحُبَّ لآخذَ أجرَه؛ فكلُّ طَـاعاتِ الله بأجرٍ
من أنتَ يا عَبداً حتّى تَستنكرَ تأكلَ حقي؛ تبخسَ فِكرِي
وتقولَ قوامٌ و صاحبُ أمرِي.
بالمعروفِ تأخذُ سلطةً؛ و بالرحمةِ تمتلكُ أمرِي.
لستُ بجزءٍ يمكِنكَ بترُه
أنا عند الله إنسانٌ مثلكَ في كلِّ الأحكامِ
مثوانا يحكمُه العملُ، وكلانَا يعملُ بمقابلٍ
فبأيّ ذنبٍ يا آدم لأَجرِ امرأة تأكُل ؟!
(ثُمالةُ حُب)
نبضُ قَلبِه العَالي يعبُر المسَافَات بيننا، يطربُ أُذنِي وكَأنَّه قَصيدَةٌ شِعرِيةٌ مُغنَّاة؛ مَمزُوجَةٌ بمُوسِيقَىٰ فِرنسية تُعلنُ عن الحُبِّ؛ نَظراتُه وَميضٌ يَخطفُ كِيانِي...
إنه اللقاءُ الثانِي والثلاثُون، نَظراتُه غَيرُ كُلِّ مَرةٍ، وصَوتُه ليس كَكُلِّ مَرةٍ.
أسمَعُ دَقَّاتَ قَلبِه عن بُعد، تدوِّي في أرجَاءِ المكان ..
ذَهبتُ مع خَفقاتِه العاليةِ إلى عالمِي الذي أضيعُ فيه كلَّ لَيلةٍ في رُؤياي؛ وكُلمَا قوّمتُ نَفسِي و أكملتُ الحديثَ معهُ؛ أخذنِي ذَاك الصوتُ المُنبثِقُ من صدرِه لمدَارِ الهوى و هذيَانِه.
زَفِيرِي يخرجُ بِتنهُدٍ وأنفَاسِي تَتصاعدُ نَشوةً، فكَمْ عشقتُه وكان لا يأبَه؛ اليوم أشعرُ أن حُبِّي تَملَّكَ قَلبَه.
لنا ساعات نتبادلُ أطرافَ الحَديثِ، و رَغمَ أنَّهُ يبعدُ عَني بمقدَارِ قُطرِ المِنضَدة أسمعُ نَبضاتِه العاليةَ؛ مهما تَجاهلتُها لا أستطيعُ؛ إنها تتسارعُ مُتناغِمةً و يُدوِّي صَداها في صدرِي؛ فكيفَ أُقنعُ لهفتِي بالهُدوءِ، وعَينِي بالسُكُونِ و أهذِبُ مسامِعي وحواسي كي لا أتُوهُ مع نبضاتِه؟
مَرَّ الوقتُ سريعاً فهمّ يستأذنُ في الرحيل...
اقتربَ مِنِّي؛ ثُم مَدَّ يدَه، عطرنِي بالسلامِ الذي كان بمِثَابةِ حُضنٍ دافئٍ
و قال:
- إلى اللقاء!
خرج و أغلق خلفه الباب إلَّا أنني لازِلتُ أسمعُ دقاتَ قلبِه!
تنهدتُ بابتسامةٍ هائمةٍ؛ أمسكتُ بشالِي، لَففتُه حول كتفِي وأنا أدورُ على أنغامِ تلك الخفقاتِ تغمِرُنِي السعادةُ على بُساطِها الناعمِ، وإذ بعينِي تَقعُ على ساعةِ الحائطِ "تيك- تيك- تيك"!..
(تَرمدُ)
لم تكن أبدًا مُصرَّةً علىٰ الوُصولِ، تكتفي بإطفاءِ نُورِ غُرفَتِها والغرقِ في الأحلامِ بعد يومٍ شاقٍ ينقُصُ مِن عمرِها؛ هي من نَسلِ الفَراشاتِ.
امرأةٌ اكتَفتْ بإرضائِه، أسبلَتْ أحلامَها ليُنشئَ من رُفاتِها نَجَاحَاتِه.