MazagElkotob

Share to Social Media

إسراء عادل حفيظ


مع حلول المساء سأدرك تمامًا أنك لم تعد هنا، وبالرغم من ذلك في الصباح سأضع ثلاثة صحون على المنضدة؛ أحدهما لك، والآخر للقط مُولي.
الغضب
حتمًا ستعود اليوم، وضعتُ الزهور بجانب فراشك، تركت الأنوار مضاءة من أجلك، لكن حينها سأغضب عليك كثيرًا؛ لإهدار كل هذه الأيام بعيدًا.
المساومة
أنا هنا، وأنت هناك، على أحدنا القدوم، أنا في الطريق إليك.
الحزن
لقد ذبلَت الزهور، بردت الصحون على المنضدة، صورتك على الحائط تصنع حفرةً عميقة في قلبي.
لم تعُدْ اليوم؛ لن تعود يومًا.
التقبل
مُولِي أسقط صحنك المفضل من على المنضدة اليوم، على الأقل هو استطاع فعلها.



أراسلُك اليوم، لا لقول اشتقت إليك، أو أنني ما زلتُ أرى فرصة في العودة، ولكن لقول أن الطقس كان باردًا للغاية مساء اليوم.
ارتديت معطفي الأسود الذي ما زال يحمل عطرك، لكنه لم يعد يذكرني باليوم الذي تعانقنا فيه في منتصف الشارع.
كادت تصيبنا النظرات، وتصدمنا السيارات، إلا أنّني فضّلتُ التمسك بك.
عند عودتي للمنزل اليوم تجنَّبتُ المرور بجانب مكان عملك، تجنبتُ حتى الأماكن التي رأيناها معًا.
اللون الأسود كان يحاول أن يذكرني بك ولكنه فشل، كلمة الحب التي رأيتها على التلفاز اليوم كانت تحاول أن تذكرني بك ولكنها فشلت، الوحدة كانت تحاول أن تذكرني بك ولكنها فشلت،
أنا فقط أراسلك حتى أخبرك بأن جميع هذه الأشياء فشلَت في تذكيري بك، ونجح الطقس في ذلك.



في عيد مولدي أمْس، عندما كنتُ أقف أمام الكعكة أدركت حينها كم أنا تائهة.
نظرت في عيون الجميع، شخص تلو الآخر، لعلني أعثر عليّ في عين أحدهم، لكنني لم أكُن هناك.
تسلّلتُ من بين الجميع ونظرت إلى المرآة، وها أنا لم أعثر عليّ في عيني أيْضًا.
تذكّرتُ عينَيك، عينَيْك يا عزيزي الوحيدة التي كنتُ أجد فيهما نفسي.
نادت عليّ أمي وأخبرَتْني: يجب أن تطفئي الشمع.
ثم بتلهُّف أردفَت: قبل أن تُطْفئي الشمع تمني أمنية، أمنية تُعلّقِيها على رقبتك للعام المقبل.
وضعت يدي على رقبتي، تحسَّستُ القلادة التي أهديتَنِي أنت إياها العام الماضي.
أتقصدين قلادة كَتلْكَ يا أمي؟ بالطبع لا.
نظرَت بتمعّن في عيني وقالتْ: أحسنِي الاختيار؛ فبعض الأمنيات تصبح شُؤْمًا على صاحبها.
أمْس كنت تائهة للغاية، تائهة للحَدّ الذي جعلني أميل برأسي على كتفها وأسْألها: ماذا يجب أن أتمنى يا أمي؟
قالت: ما تُحبِّين.
حسنًا، أنا أحبُّكَ بالتأكيد، لكنني لا أستطيع تمنِّيك.
ستكون هذه أمنية الشُّؤم التي أخبرَتْني عنها أمي.
هكذا أحبك ولا أتمناك؛ لأنه يجب عليّ أن أتمنى لنفسِي ما هو أفضل من ذلك.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.