ا يزال الليل ليلا أكثر من اللازم
کافکا
سكون
ولم يكن غير وميض خفيض من أمل يتحرك به الجزء الساكن من الجسد الملقى في غرفة مظلمة.
في نفس الوقت الذي تمنيت فيه ثقب ينفتح علي العالم كي يبدد هذا الفراغ القاتل، لا أدري عدد الساعات الثواني الدقائق، لا شيء يمر بدقة أكثر كانت عقارب الساعة تتراجع للخلف وأنا أسمع وقع الخطوات الخارجية أهي غرفة أم مكان مفتوح هل هو صندق، لا أعرف تحديدًا، تنفسي منتظم، العالم صاخب في أماكن أخرى بالتأكيد.
وتداعت لي ذكري الرجل الذي كان يجلس علي مقعد وحيدا، أمام متنزه .. ، الحديقة منحني الظهر، شعره ولحيته كثيفة جدا، والذي عرفته لاحقا أنه لم يتجاوز الثلاثين مع أنه يتحرك ببطء، مثل العجزة تماما، ويأكل الأشياء سهلة المضغ، ولا يضايق أحدًا، الشيء الوحيد الذي كان يردده:
أنا الرئيس
ويمشي حافيًا بثقة بالغة، يتعاظم أحيانا، ويعلو بصوته أوقات، ويرفض الإهانة دقات قلبي تنتفض، أسمع صوته بدقة، لا أعرف لماذا أسترجع هذا الرجل بالذات؟ وحشة المكان في ظلمته وتخمين الأصوات خوف آخر، هل أنا ميتة وقد دفنوني ورحلوا وأنا في انتظار الملائكة؟ يمكنني معرفة من القادم من رائحته أحيانا نستعين بحواسنا النشطة عندما تتعطل قدرتنا علي تمييز الأشياء والناس.
الخوف يزداد والموت يقترب كلما أحسست برئتي تتنفس، اقترن بها شعور بالافتقاد إنني أفقد القدرة علي ممارسة تحريك أطرافي، أشاهد الموت بكل جبروته، وأبتعد عن الحياة بكل صخبها، ولكني أتشبث بهذا الخيط الرفيع بين الحياة والموت.
استرخاء وخدر مسالم جدا أظن أنه من احتياجاتنا اليومية، الاسترخاء الساكن لدرجة أحتاج من ينقل لي يدي ليضعها على قلبي، الاستنشاق النقي أيضًا، الخالي من غبار الزحمة والتبغ وعوادم السيارات، أنه سلام خارجي واستسلام داخلي لما يحدث يراودني شعور أنني سابقي هكذا دائما، أن أقصى طموح لدي الآن أن يزال عني هذا الصوت الصادر عن دقات قلبي وأصوات الفراغ، حتي أنني أستطيع تمييز صوت الهواء، وتمايل الشجرة القريبة مني وسقوط ورقة خريفية كل هذا من مكاني العالم يتحرك جميعا، ثمة ثقب صغير ينفتح علي روحي، يخبرني أنني على قيد الحياة.
فقط كل هذا تبدد عندما فتحت عيني لأجدني في مكان مفتوح، وحولي ناس كثيرون، وقد أفقت من أغمائي الذي استمر ثواني.
***