موعد مع المجهول
أنا سامح عامل في إحدى الشركات التي تحتاج إلى تنقل من مكان إلى آخر علي حسب ما يتطلب العمل فأنا وعائلتي كثيري التنقل من مكان إلى آخر ومن منزل بالإيجار الي أخر.
عائلتي مكونة من اربعة أفراد زوجتي كارما وأنا و إبني معتز وابنتي سالي وقد اضطررنا إلي التنقل هذه المرة الي منطقة في حي من أحياء الإسكندرية
وقبل الذهاب إلى هناك قابلت أحد السماسرة الذي كان إسمه مختار من اجل أن يبحث لنا عن شقة للايجار من اجل السكن مدة العمل التي قد تمتد لعام أو اكثر أو اقل.
وبالفعل حينما قابلت السمسار قال الشقة موجودة يا باشا بس العمارة إللي موجودة فيها محدش ساكنها هي أول دور أما باقي العمارة أربع ادوار دول فاضيين وكمان جاهزين للايجار بس أنا لسه بدور ليهم علي زباين.
وعلشان كده هتتأجر بسعر رخيص بس صاحبها طالب مقدم ست شهور مره واحده علشان هو مرخص الإيجار وكمان محتاج فلوس قلت ايه يا باشا .
كان عليا أن اوافق وكتبت العقد ودفعت المقدم ونقلنا إلي الشقة كان أول ما لاحظته عدم وجود بواب ولكن فسرتها علي أنها شقه واحدة لا تحتاج إلي بواب أما الأمر الآخر الذي استوقفني كان مكتوب علي باب العمارة جملة موعد مع المجهول .
كانت الدولة قد منحت القطاع الخاص والعام إجازة إسبوع كامل من اجل عيد العمال وكذلك عيد شم النسيم وكان اليوم هو أول أيام الإجازة واستغللت ذلك في القيام بتنظيف الشقة أنا وزوجتي وأولادي الصغار.
إنتهينا من التنظيف وكذلك من العشاء وحان موعد النوم بل الراحه وقبل النوم جلسنا في البلكونه كان الجو هادئ لا اعلم لا أحد يسكن هذا المكان الشوارع ليست زحمه بالرغم من تكدس السيارات في الصباح وطوال اليوم سكان المنطقة لا يخرجون بالليل.
دخلنا جميعاً إلي النوم وكذلك الاولاد إذ خصصنا لهم غرفة منفصلة بجوار غرفتنا أنا وكارما.
نمنا جميعا بسبب التعب من ترتيب الشقة ولكن حدث أمر غريب إذ استيقظت من النوم في منتصف الليل تقريبا علي صوت دق على باب الحمام خرجت قاصداً باب الحمام كان الصوت عالي ولم اشأ إيقاظ كارما لأنها اكثر من قام بالعمل طوال اليوم لذلك قررت الذهاب بنفسي.
اقتربت من الباب وقبل أن أمسك المقبض اهتز نور الشقة وكانت الإضاءة ترتعش ولازال الدق موجود مسكت المقبض فثبتت الإضاءة وفتحت الباب فجأة وجدت شخصاً بالداخل قال لي إنت مين
وإختفي فجأة وقطعت الإضاءة ورجعت مره اخرى سريعاً ولم اجد احد في الحمام تراجعت خطوات إلي الوراء من هول الصدمة اخذت أنفاسي تتصاعد وأغمضت عيني وفتحتها لا يوجد اي شئ في الحمام فكرت قليلاً وقلت في نفسي.
أكيد دا هلوسه أو تخيل أنا اشتغلت النهارده كتير وأنا مش واخد على الشغل عدت إلى غرفتي وأخذت أفكر فيما حدث إلي أن غلبني النوم.
أستيقظت صباحا بعد آن تناولت وجبة الإفطار فكرت هل أخبر زوجتي كارما أم لا ؟
لكني استقر رأيي على عدم إخبارها وخرجت لكي اتعرف على بعض الجيران أو حتي اجلس على قهوة ما .
عدت على الغداء وجلسنا علي الترابيزة نتكلم حيث سألت الاولاد هل الشقة تعجبكم نظرت في اعينهم فوجدت الحيرة في اعينهم فعرفت أن هناك أمراّ ما فقررت سؤالي مرة اخرى فكان رد معتز انا والله مانمت امبارح وكان ذلك نفس اجابه سالي لكن كارما قالت لهم:دا علشان اول ليله بس.
حل الظلام وجلسنا امام التلفاز ونام الاولاد ونمنا كذلك وفي نفس الموعد سمعت كأن البوتاجاز يعمل وأن هناك شخص يطبخ في المطبخ قمت من النوم وتسحبت لكي أري من بالمطبخ وما إن دخلت المطبخ حتى وجدت إمرأة كانت تغسل في الأواني وكانت تشغل البوتاجاز علي شاي ونادت بصوت عالي وكانت تنظر للمكان الذي به التلفاز.
وقالت ياأبو السيد أعملك معايا شاي لم تتلقى اي إجابة ولكنها سرعان ما حملت كوبين من الشاي وخرجت من باب المطبخ رغم اني واقف عليه .
وحينما نظرت إلي التلفاز وجدته شغال ومن الكنبه الذي نشاهد من عليها التلفاز يجلس شخص فقالت له ياأبو السيد اتفضل الشاي فقال لها.
نادي علي سلمى تشرب معانا شاي خليها تستريح من المذاكرة دا بقالها اكتر من خمس ساعات بتذاكر تالته ثانوي ربنا يوفقها هي واللي زيها يارب.
لم انتظر كثيراً حتي خرجت فتاة جميلة جداً أرها ولا تراني إنها أمامي مباشرة وقالت لأبيها بكره إن شاء الله هبقي دكتوره وأعملك إللي إنت عايزة، هاتي ياماما كوبايه شاي، جلست الفتاة بجوار أبيها الذي ابتسم وقال لها إن شاء الله أحلي دكتوره وأشطر دكتوره في الدنيا كلها.
كنت أقف مزهولا مما يجري اري هذه العائلة ولا تراني ياتري ماذا سيحدث ؟ سمعت صوت كارما تقول بتعجب واقف بتعمل ايه ياسامح نظرت إليها وشاورت بيدي إلي التلفاز فقالت ماله التليفزيون ؟نظرت إلي التلفاز فلم اجد احد وكل شئ كأنه لم يحدث قلت مضطرباً كنت رايح الحمام بس لا دا أنا كنت بحلم حلم وحش بكرا هاحكيلك عليه وتركتها في حيرتها ودخلت انام.
اليوم الثالث
قررت أن اتصل بالسمسار لكي اعرف منه هذه الحكايه ولكنه لم يرد علي رقمي فقررت الذهاب الى بيته وبالفعل ذهبت ووجدته هناك فرحب بي وكأنه يعلم بأن هناك شئ لذلك قلت له أنا جاي أسألك ليه العمارة إللي إحنا موجدين فيها محدش ساكنها غير الشقه إللي إحنا فيها بس.
رد قائلاً عادي الشقق إللي فوق لسه ماتشطبتش كامله عرفت أنه يكذب إذ نسي إنه قال من قبل انه لم يجد زبائن لكي تسكن هذه الشقق فقلت له أنا عرفت الحقيقة كاملة.
ما إن أخبرته بذلك حتي وقع كوب الشاي من يده قائلاً حقيقة أي حقيقة وعرفتها من فين وأوعي تكون قولت لحد.
لم يعطي مختار وقت للرد فقلت له: اطمن انا ماقولتش لحد ولا حتى مراتي بس لازم تقولي إنت كل اللي تعرفه عن أبو السيد وبنته سلمى قال مختار انت كدا عرفت بص يا سيدي أبو السيد دا إسمه برضوا السيد وسمى ابنه علي اسمه كان راجل موظف حكومي محترم جداً وعنده بنت ماشاء الله تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك وكانت في أخر سنة في الثانوية وكانت أمل أبوها.
لأنها البكر وبينها وبين السيد أخوها اكتر من تسع سنين المهم شافها واحد مهم جدا وغني ولد لسه مخلص كليه إسمه مانو وأبوه وأمه مدلعينه لدرجة إنه كان بيعمل لأبوه كل يوم اكتر من مشكلة شافها وهي كانت مع صاحبتها وسأل عليها وعرف إن إسمها سلمي وساكنه فين وأحوالهم بصفة عامة وكله بفلوسه.
وأبوه بفلوسه والواسطة بيطلعه من مشاكله لكنه لما شاف سلمى أعجب بيها جدا وبسرعه راح لأبوه وحكاله عنها ولما قال لأبوه إنها فقيرة أبوه قاله سيبك منها .
ولما صمم الولد أبوة راح لأبوها البيت وعرض عليه مبلغ كبير جداً علشان يزوج مانو لسلمى وابوالسيد رفض لأنه حابب بنته تكمل تعليمها وشايف إن لسه جوازها بدري ابو مانو اتجنن إزاي أنا النجار باشا وراجل من أغني الاغنياء وحتة موظف يرفضلي طلب.
بعدها بكام يوم تم اتهام السيد بقضية رشوة ورغم إن مافيش دليل الإ إن أبوالسيد اتحول للتحقيق واترفض من الوظيفة وبدون معاش ومراته كانت خياطه ملابس في مصنع خاص مشّوها من الشغل بدون سبب وبعدها بفترة اترفع عليه سرقة اوراق عمل مهمه من وظيفته واترفع عليه قضية سب لأبو مانو وقضايا كتييير وكل قضية كان بيتم تأجيلها لأكتر من شهر لحين ثبوت الادلة فكان ابوالسيد من محكمة لمحكمة ويرجع البيت علشان تاني يوم يروح محكمة جديده
اما البنت فكانت متفوقة جداً وقدرت تكون من اوائل الثانويه العامه واتكرمت من الوزير هي وكمان صاحبها إللي كان زميلها اللي كان بيحبوا بعض وكان نفسهم يخشوا كلية طب سوا وكان اسمه فارس.
مانو بقا قرر يراقب البنت وعرف إن فارس بيحبها فقرر يقتل فارس واستني فارس قدام بيتهم ولما شافه معدي الشارع داس عليه بالعربية مات فارس قبل لما يروح المستشفى.
كان مختار يتحدث وكانت الدموع تظهر في عيونه كان متأثراً حينما ذكر اسم فارس حيث سكت قليلاً ثم اكمل قائلاً.
ورغم إن الناس شافت مانو علي كاميرات المراقبة بتاعة محل تليفونات كان صاحب فارس الله يرحمه واخذت الفيديوهات للشرطة الإ إن التحقيقات ذكرت إنه مفيش دليل بعدها بكام يوم.
في العمارة إللي حضرتك ساكن فيها كانت مليانه ناس كل شقة فيها عائلة كامله وكمان ملكهم وكان الشقة ملك لابوالسيد و كان ابو السيد لسه ماشفش شغل ولإنه راجل
طيب.
الناس ساعدته بفلوس إنه يقدم لبنته في كلية طب الا إن أبو مانو اشتري من الناس دي بيتوهم بمبلغ خرافي لو الشقة بمئة ألف يشتريها ب 2مليون ورفض يشتري من أبو السيد ولما ضاق الحال بالسيد قرر يقابل ابو مانو ولما اتقابلوا قاله انا موافق يتزوج بنتي بس لما تكمل تعليم وانا مستعد اقرأ معاك فاتحه دلوقتي.
كان ساعتها مانو موجود بس رفض وقاله مش عايز بنتك أنا هاخد إللي أنا عايزة غصب عنك وعنها أنا قتلت إللي هي بتحبه وهاقتلها كمان وإنت معاهم او هاتتحبس وقام أبو مانو طرد السيد من البيت.
وفي يوم كان الجو برد وكانت عائلة أبو السيد نايمه اقتحم عليهم مانو وتلاته اصحابه بيتهم ولحسن الحظ إن سلمى كانت مش موجوده ولسوء الحظ برضوا إن ابنهم السيد موجود.
أول لما مانو وصحابه دخلو البيت فتشوا الأوض ودخلوا الأوضه إللي فيها ابو السيد ومانو قاله فين بنتك سلمي الراجل قال ليهم والله ياابني ماهياش موجودة ساعتها ابنهم السيد طالع من أوضته بيقول فيه ايه يابابا أول لما مانو شافه.
طلع سكينه وحطها علي رقبة الولد وقاله أختك فين الولد من شدة الخوف قاله سافرت البلد علشان تستعد للكليه وأهل أبويا يساعدونا بفلوس كان مانو مدمن ومش واعي لأي حاجه قال انتم كلكم كدابين انا عايزها دلوقتي والإ هاموته.
وبدا الدم ينزل من رقبة الولد وصحابه كان ماسكين ابو السيد اول لما شافوا الدم سابوا ابوالسيد ومسكوا مانو الإ ماسبشي السكين الإ والولد ميت .
صحابه هربوا علي طول ووراهم مانوا لكنهم بعد دقايق رجعوا تاني بسرعه ومعاهم جراكن فيها بنزين ودخلوا علي ابو السيد اللي كان لسه مصدوم ومراته بتعيط كتفوهم وحطوهم في اوضة المطبخ وفتحوا عليهم الغاز وكبوا البنزين في الشقه وولعوا فيها وهربوا.
التحقيقات ذكرت إن مافيش جثث الا حاجات بسيطة اثبتت إنها للولد السيد اما ابوالسيد ومراته محدش اثبت ان ليهم جثث كتبوا ربما النار أكلت عظمهم لان الشقة اتحركت وكمان طوبها.
لأن الشقة اتحرقت من جوا ومحدش شاف النار غير لما خلصت علي إللي جوا طلعت علي الشبابيك والطوب ساعتها النار طفت من وحدها لأن مفيش حاجه تولع فيها.
أنا عارف أنت عايز تسأل أنا عارف دا كله من فين أنا روحت لمانو البيت وقلتله انت وأبوك إللي مولعين في الشقه علشان تشتروها وتنتقموا من الراجل الطيب ساعتها ماخفش وقالي ايوا أنا إللي مولع فيها وحكالي كل حاجه
وروحت بلغت واتهموني إني أنا إللي مولع فيها رغم اني كنت في اليوم دا مكنتش موجود اساساً وبعد مصاريف كتير اخدت برأه ولحد دلوقتي محدش عارف يحاسب الناس إللي قتلت عيله.
وبعدها باأيام سمعنا خبر في الجرائد إن سلمى ماتت مع ناس تانية في حادثة وهي رايحه الكلية.
شوف ياسامح اكيد دا علامه إنك تظهر الحقيقة كاملة أنا جبت للشقة دي سكان كتير بس بعد اربع ايام بيسيبوا الشقة ويمشوا من غير سبب إنت ياابني إللي اتكلمت في الموضوع كمل.
تركت مختار وغادرت إلي البيت وقررت أن ابحث عن شقة أخري وسوف أغادر ايضاً بدون سبب من أنا لكي امنع مانو او حتى ابوه كان منعتهم الشرطة من قبل.
جلست في البيت دون أن أخبر احد حتي بأننا سنغادر الشقة لحين البحث عن أخري.
بعد العشاء نام الأولاد وجلست أنا وزوجتي إمام التلفاز حيث نامت علي الكنبه وفجأة قامت ونظرت إليّا قائله: كمل ياسامح كمل حق الواد السيد ونامت مره اخرى احترت ماذا افعل فقررت ان أكمل شعرت بالنشاط لذلك احضرت ورقة وقلم وبدأت افكر في كيفية البداية لذلك كتبت اول شيء.
أسماء عائلة ابو السيد ووضعت دائرة على إسم سلمى وكتبت جملة عائلة أهل أبوالسيد وأشرطة الفيديو الخاصه بمقتل فارس والقضايا الخاصة بتهم أبوالسيد وكيفية الحصول على براءه لأبوالسيد.
وكذلك سكان العمارة التي يسكن فيها ابوالسيد وقررت أن أبدأ البحث عن أهل أبوالسيد لكي أعرف هل عندهم نية أخذ حق أبنهم وحفيدهم السيد وابنه.
وفي صباح اليوم التالي اتصلت بمختار وعرفت منهم أن أهل أبوالسيد في الشرقية لكني لست مستعداً للسفر الأن لذلك قررت ان أذهب إلى صاحب المحل الذي قتل أمامه فارس.
قررت أن آخذ مختار معي فهو يعرف اهل المنطقه ودخلنا المحل وسلم مختار على شاب في مقتبل الثلاثين ونظر إليا قائلاً دا الاستاذ سامح عايزك علشان موضوع فارس الله يرحمه.
يامرحب ياأستاذ سامح حضرتك عايز تعرف ايه فقلت له عايز أعرف عندك نسخة من الأشرطه دي قال لي لو عندي هتعمل بيهم إيه انا فارس صاحبي برضوا ولو ناوي ترفع قضية فعلي الفاضي.
فقلت: أنا هأعمل حاجه مختلفة فياريت لو عندك أي حاجة تساعدني هاتها وخلي عندك نسخة.
نظر إللي الشاب ثم نظر إلى مختار الذي هز راسه كأنه يعطيه إذن بالموافقة.
قام الشاب الذي استأذن وعاد بعد عشرة دقائق وجاء بكارت ميموري وقال اتفضل الدليل أنا محافظ عليه ليوم زي دا لأني عارف إن الحق عمره مابيضيع ولو عايز اي مساعده في أي حاجه أنا ممكن اساعدك فقلت ألف ألف شكر.
وذهبت أنا ومختار وقلت هشوف الدليل دا وهاكلمك بعدين ثم اتصلت بمحامي الشركة التي أعمل بها وطلبت منه إحضار صور القضايا التي كانت متعلقة باابوالسيد.
قال إديني يومين بالكتير وهأجيبلك إللي سياتك عايزه شكرته على ذلك ثم ذهبت إلي البيت ولحسن الحظ لم يكن أحد بالبيت.
إذ ذهبت زوجتي والاولاد لشراء بعض لوازم البيت لذلك أخرجت الفلاشه وشاهدت كيف جاءت سيارة مانو مسرعة واصطدمت بفارس.
ووقع علي الأرض وقفت السيارة وخرج مانو ينظر إلى فارس فتم مشاهدته علي الكاميرات وحينما تحرك فارس ركب مانو السيارة ودهس فارس كان منظر مرعب جداً أخذت أنفاسي.
وكلمت مختار وأخبرته بالدليل وطلبت منه عناوين سكان العمارة وبالفعل كانت معه لأنه كان صديقهم أخذت عناوينهم وذهبت مباشرة لأقربهم وعرفت منه وعائلته أن أبوالسيد رفض بالفعل زواج بنته من مانو.
والمصاعب التي واجهها وكيف هم ساعدوه ولما سألتهم لماذا بعتم بيتكم هناك قالوا كان هناك تهديد من أبومانو لهم وطلبوا مبلغ كبير يضمن لهم مستقبلهم ووافق أبومانو ودفع لهم مبلغ كبير جداً لذلك غادرنا جميعاً.
كان كلامهم جميعاً متشابه ويدل علي أن أبوالسيد كان شخصاً جيداً بل وخدوم ولكن ماذا يفيد في برأته لذلك كان القرار بالذهاب إلى الشرقية أهل الكرم.
أخذت العنوان من مختار الذي كان يعرف أهل العمارة بما فيهم أبوالسيد وأصله وكل شئ لكن لا أعرف ماذا أقول لزوجتي عن هذا السفر فقررت أن احكي لها كل شيء وبالفعل بدأتُ الحكاية عندما جلست معها بفكاهه.
حيث قلت لها هي والاولاد بكان ياما كان وحكيت لهم القصة كاملة وما إن إنتهيت ب السفر إلى الشرقية حتى نام الأولاد وقلت لزوجتي مارأيك في القصة فقالت مرعبة جداً والاولاد خافوا حتى من الرعب ناموا من الخوف.
فقلت لها بعد ذلك بدلي الأسامي الراجل بإسمي أنا فقالت يعني إيه قولت أنا مسافر بكرا الشرقية القصة ياكارما حقيقة والشقة دي أنا شوفت فيها ابوالسيد ومراته وبنته قامت كارما مرتعبه قائله بطل هزار فقولت والله مسافر بكرا الشرقية وبعد نقاش طويل اقنعتها أنني سوف اسافر من أجل الشغل ولكن المدهش كيف إقتنعت أنني مسافر للعمل وأنا في إسبوع إجازة.
المهم سافرت الي الشرقية وقد اقنعت مختار بالذهاب معي وقد وصلنا مبكراً لاننا صلينا الفجر وسافرنا وقد سألنا كثيراً علي المكان الذي يسكن فيه عائلة أبوالسيد ولحسن الحظ دلنا شخص ما يعرفهم.
دخلنا بيتهم حيث رحب بنا الجميع حينما أخبرناهم أننا كنا زملاء لابوالسيد وبعد فترة من الزمن أُحضر لنا الغداء وبعد الغداء جلسنا مع كبيرهم وقلت له بصراحه الحكاية كامله وما إن إنتهيت حتى وجدت جميع العائلة قد حضرت وإستمعوا جميعاً إلي القصة.
كان بعضهم متفاجأ لكن لم يتأثر أحد إذاً هناك سر فقال لي كبيرهم الذي هو والد السيد واسمه الحاج مصطفى يعني إنت جمعت الادلة كلها ومعاك دلوقتي فقلت له معايا في الشنطه دي وكمان البنزينه اللي اشتروا منها البنزين جبت من عندهم فيديو.
صوت وصوره لمانو وصحابه وهما بيتهموا بعضهم انت إللي قتلت الولد إنت إللي قتلته المحامي جاب ليا جميع الادلة لأن صاحب البنزينه بلغ الشرطة والظابط الفاسد ضيع الدليل والمحامي قدر يعرف مصدرة ويجيبه.
ابتسم هذا الرجل الذي يظهر عليه الهيبه والوقار وقال إسمع ياإبني لما سلمى جات هنا قبل لما اخوها يموت ويحصل إللي حصل حكت لينا علي كل حاجه عن مانو وبعدها بكام يوم عرفنا جالنا إتصال من حد مانعرفوش وقال إن السيد وعيلته حصل فيها كذا وكذا.
ولكن محدش عارف السيد ومراته عايشين ولا لأ بس الشرطة قالت إنهم ماتوا كانت سلمى شافت التليفزيون بيعرض الموضوع واتهمت مانو وكانت رايحه تبلغ لحد لما قالوا إن الحادثة ضد مجهول فقلت ليها يابنتي بلاش حد يعرف إنك هنا ولما حصل إن الشرطة كانت بتدور علي سلمي هنا وعرفنا إن مانو دافع للبعض منهم فلوس.
وكانت سلمي هتسافر علشان كليتها وكل جيرانا عارفين إنها مسافرة حصل حاجة غريبة جداً جداً في نص الليل خبط علينا الباب فجأة قمت وقلت مين ؟فكان ردة عجيب حيث قال افتح أنا السيد ومراتي إنتصار .
أكمل الرجل قائلاً السيد انت بتهزر فقال والله يابابا أنا السيد فتحت الباب فعلاً انه السيد وزوجته وناديت في البيت ياجماعه السيد رجع السيد عايش قامت سلمي حضنت ابوها والعيله كلها صحيت.
وبعد كدا لما استريح قال العيال بعد لما كتفونا من رعبهم كتفونا علي الفاضي ولما النار ولعت قمت بسرعة وقفلت الأنبوبه وطلعتها برا الشقة وحليت إنتصار وهربنا بسرعة علشان كدا الأنبوبه مافرقعتش والبيت اتحرق من غير صوت.
ومشينا بعيد عن المنطقة ورحنا لمكان مافيهوش حد واحد صحبي ساكن علي البحر في كوخ ولحسن الحظ مكنش هناك غيرو هدومهم ورموا الهدوم التانية في البحر وركبوا القطار لحد الزقازيق إللي هي عاصمة الشرقية.
وقعدوا اسبوع كامل لحد لما الجو هدي وكان السيد ناوي يرفع قضية عليهم إن هما إللي قتلوا ابنهم وكمان فارس وحرقوا الشقة بس أنا خوفت لما عرفت كل حاجه عن مانوا وأبوه وقلتلهم مش وقته خالص
وفكرنا طول الليل نعمل إيه لحد لما جالتلي فكرة وهي إن السيد ومراته وكمان سلمى يسافروا بالليل للصعيد عند إبن عمي وكلمت ابن عمي اللي جيه مخصوص عزاني لأنه يحسب إن السيد وعيلته ماتوا فكلمته الساعه واحدة بالليل وحكتله القصة كاملة .
ووافق وقال خليهم يسافروا قبل لما النهار يطلع عليهم وأخذوا عربيتي وسافروا ولحسن الحظ إن سلمى كانت حاجزه في الميكروباص اللي مسافر الجامعة فالميكروباص عمل حادثة كبيرة وفرقع كأن فيه قنبلة ومعرفوش كام واحد مات فإحنا قلنا إن سلمى ماتت رغم إنها سافرت مع أبوها الصعيد وماشاء الله دلوقتي سلمي محاميه مشهورة جداّ وأبوها خلف ولد برضوا إسمه السيد هي رفضت تدخل طب ودخلت حقوق ومقدمه في نيابة إدارية وإن شاء الله هتقبل لما التعيين يفتح فقررت تشتغل محاميه لما يجيلها التعيين .
انت دلوقتي بتسأل أنا ليه بحكيلك الحكاية دي صح لأن بصراحه كدا عمر الحق مش بيضيع وإنت ربنا باعتك علشان تظهر الحق والحاجه التانية إن ابني السيد ومراته وسلمي وزوجها المستشار جايين بكرا هنا وسلمي كلمتني وقالت جيه الوقت اللي هاحاسب فيه مانوا وأبوه وكانت ناويه تبحث عن الأدله بنفسها بس ربنا بعتك فأظن إنك كدا لخصت الموضوع.
بإذن الله هتناموا هنا الليله وتستنوا لما تقابلوا سلمى بنفسك، كان الرد من مختار الذي وافق على ذلك وقال ونعم الرأي .
جلسنا نتحدث مع الحاج مصطفى وعائلته بعد أن كلمت زوجتي كارما وأطمئنت عليها وعلى الأولاد حتى حل منتصف الليل تقريبا قمنا إلي النوم وفي الصباح استيقظنا متأخرين لأننا سهرنا.
وبعد الفطار كان هناك ترحيب وأصوات تقول المستشارة وصلت وأصوات أخري يامرحب باابوالسيد وغيرها اتفضل ياسيادة المستشار.
وقفت وبجواري مختار الذي كان ينتظر رؤية السيد صديقه وفجأة دخل علينا شاب يبدوا أنه زوج سلمى نعم إنه هو رحبنا به وسلم علينا جميعاً وجلس ليدخل علينا رجل كان الشيب يغزو جزء كبير من رأسه نعم أنا أعرفه إنه السيد وما أن رأي مختار حتي أخذه بالحضن وسلم على والده وعليا وسألني حضرتك إبن مختار فقال له والده إستريحوا الأول وكل حاجه هتعرفها بعدين ونادي بصوت عالي تعالى ياسلمى رحبي بالضيوف ركزت عيني على الباب لأعرف سلمى الجميله التي حكي لي عنها مختار لتدخل علينا فتاة جميلة جداً وكانت تنظر إلى الأرض ثم رفعت عينها إلي جدها وقالت بدون أن تسلم علي أحد السلام عليكم رد عليها السلام جدها ونحن ثم قالت لمختار إزايك ياعم مختار عامل ايه.
طلب منها جدها أن تجلس لكي تسمع ما عندي هي ووالدها وكذلك أمها التي جلست معنا بعد أن رحبت بنا، حكيت كل شئ ولكني أضفت وقلت وأنا كنت ناوي أخد الادلة دي كلها وأقدم بلاغ للنائب العام مباشرة انتو إيه رأيكم قال زوجها المستشار أنا موافق ومستعد أباشر الموضوع بنفسي كنت أنتظر رد سلمى التي قالت حضرتك عملت كل دا علشان خاطر العدالة تتحقق ألف شكر لحضرتك ولو الكل عمل زيك العدل هايتحقق والمجرم هيخاف من الناس الشرفاء إللي زي حضرتك قبل لما يفكر يرتكب جريمه، حضرتك كدا ألف مليون شكر أنا بإذن الله هاخد الادلة وهأقوم بكرا أرفع قضية للنائب العام حضرتك عملت إللي عليك.
صراحة شعرت بالراحة وقلت لها لا داعي للشكر وسلمت لها الأدلة وأخذت تفحصها وهي تبتسم وقالت حضرتك قربت الإعدام لمانوا إن شاء الله .
قررت أن أعود إلى إلاسكندريه أنا ومختار ولكني قررت أيضاً متابعة القضية عن كثب وحضور كافة المرافعات والجلسات وبالفعل بعد يوم كنت أشاهد التلفاز فسمعت خبر عاجل يقول "قرر النائب العام منع النجار باشا وإبنه مندور الشهير بمانو من التصرف في أموالهم ومنعهم من السفر وتحويلهم إلي التحقيق للتهم الأتيه قتل فارس والطفل السيد وحرق شقة السيد مصطفى ومحاولة قتل عمد لسيد وزوجته إنتصار.
بعد عدة أيام ذهبت لحضور جلسة الحكم علي النجار باشا وإبنه مانو فكنت رأيتهم في جلسات سابقة داخل القفص وعلمت أن سلمي طلبت فحص ثرواتهم وتم إكتشاف أن ثرواتهم قد تم جمعها من مصادر غير شرعية وتم مصادرة جميع ممتلكاتهم بل وبيعها ووضع ثمنها في الخزانة العامة للدولة، وحينما قابلت سلمى قالت لي أنها أيضاً رفعت قضايا علي بعض أعضاء الشرطة والظباط الفاسدين الذين ساعدوا في ظهور أمثال مانو ووالده وقد تم إيقافهم عن العمل وتحويلهم للتحقيق والحبس ، أما مانو فقد أخذ حكم بالإعدام والنجار باشا حصل على مجموعة من الأحكام لعدة قضايا بمجموع سنوات مائه وخمسين عام.
اليوم أجلس في شقة أبو السيد ولكن قد قررت أنا أدعي سلمى وزوجها على الغداء فقد أصبحنا أهل فقد حضرت سلمى وتعرفت علي زوجتي وأصبحت صديقتين ونحن نجلس على طاولة الطعام دار حوار وقالت سلمى "المحامي لازم يقف مع الحق في أي إتجاه وبس مايكنشي همه الفلوس لازم يكون همه الحقيقة وبس".
وبعد ان انتهي اليوم وغادرت سلمى وزوجها تلقيت إتصال هاتفي من الشركه تقول أنني سوف أنتقل إلي العمل إلي دمياط وهناك مهلة إسبوع لكي ابحث عن شقة هناك.
وبعد أن أنهيت المكالمة قالت كارما سامح إزاي إنت سافرت الشرقية شغل وإنت أساساً كنت في أجازة .
..... يتبع إن شاء الله
قول لنا رأيك في التعليقات عن القصة
تابعناhttps://mystory420155.blogspot.com/2023/08/blog-post_877.html
وعلي الفيسبوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100089078196871