بين ازقة ضيقة مظلمة، وقد اكتسحها سواد الليل وه دوءه. تحت ضوء القمر الفضي الباهت، تحوم حوله مصابيح وانوار ساطعة على بعد سنوات ضوئية. على ارضية موحلة وبرك مائية طينية إثر ساعات من الامطار المستمرة، تكسر سكون السطح النائم بعمق. أقدام فتاة صغيرة تركض وقد اعترى الخوف والهلع محياها،
يطاردها رجل تلحف بالسواد ...
يحمل بيده سكينا صغيرا ينعكس على نصله ضوء المصابيح القديمة فوق الابواب الخلفية للمحلات المتراصة على طول الطريق، ابواب خشبية قديمة تصدر صريرا مزعجا وصاخبا، لكنه لا يفتأ يصدر صوتا حتى يقاطعه صوت لهاث و اصطدام الأقدام الصغيرة بالمياه الموحلة، بينما يقبع الهدوء في الجانب الآخر حيث يمشي صاحب السكين بثقة.
تتوقف تلك الصغيرة لثواني، تلتقط فيها انفاسها،
محاولة استجماع ما تبقى لها من قوة،
وتنظر بعيون متعبة إلى مخفر الشرطة،
تسمع صوت الرجل الذي يلاحقها يفرغ غضبه على حاوية قمامة قد اعترضت طريقه. بينما لا تفكر الفتاة كثيرا وتدخل مهرولة الى المخفر طالبة المساعدة ...
يختفي المطارد بين سواد الأزقة ويبتلعه المجهول، لا يكون امام تلك الصغيرة.
في عمر لا يتجاوز الخامسة الا ان تعيش بصفة ستظل تلازمها الى الأبد كيتيمة.