الفصل الخامس: العبور إلى الظلام
كانت الأيام تتسارع نحو الزفاف المنتظر بين علي وسارة، لكن علي لم يستطع تجاهل القلق الذي كان يعتصر قلبه. كلما اقتربت اللحظة الحاسمة، زادت الأسئلة في ذهنه حول سارة وأسرارها، كما لو أن شيئًا ما كان يلاحقهم من الماضي، رغم أن علي كان يحاول إقناع نفسه بأن اللعنة قد انتهت وأن حياتهم ستبدأ من جديد. لكن سرعان ما اكتشف أن ظلال الماضي لم تكن قد اختفت بعد.
المكتشفات الجديدة
في تلك الأيام، كان يوسف يزداد غموضًا. بدأ يختفي لعدة أيام، وعندما ظهر مجددًا، كان يبدو عليه الإرهاق الشديد وكأن شيئًا ثقيلًا كان يطارد روحه. سلمى كانت قد شعرت بشيء غريب، فقررت أن تلتقي به في مكان بعيد عن الأنظار، حيث كانوا يلتقون في الماضي.
سلمى: "يوسف، في شيء غلط. مش قادرين نكمل من غير ما نفهم كل شيء، خصوصًا مع اللي لقيته في كتابك. أنت مش قاعد تخبي عني حاجة؟"
يوسف، بعيون مليئة بالخوف: "في حاجات أكبر مما تتصورين، سلمى. اللعنة مش فقط عن ماضيكِ، اللعنة بتتجدد، وده بسبب ارتباطات قديمة جداً ما حطناش إيدنا عليها. في حد تاني عايش بيننا وبيحاول يسيطر على كل شيء."
سلمى، بتوتر شديد: "حد تاني؟ يعني في كيان تاني عايش بيننا؟"
يوسف أغمض عينيه وكأن هناك شيئًا ثقيلًا على صدره. ثم قال بصوت منخفض، يكاد يُسمع: "في شخص لازم تعرفينه. شخص جاي من الظلام… هو اللي كان السبب في كل اللي حصل، وهو الشخص اللي جاب اللعنة على عائلتك. وهو اللي دلوقتي بيدور عليكم."
كانت الكلمات الأخيرة بمثابة صدمة، لكن ما قاله يوسف لم يكن مجرد كلمات. كان كيانًا قديمًا، يعود إلى زمن بعيد، قد خرج من عالم الظلام ليغزو عالمهم، ويعيد إحياء اللعنة.
ظهور "الظلال القديمة"
في اليوم التالي، بينما كان علي في منزله يتحضر للزفاف، شعر بشيء غريب في الجو. كانت الأضواء تنطفئ وتعود فجأة، والهواء يصبح ثقيلًا وكأن الأرض تتنفس بصعوبة. شعر أن هناك شيئًا ثقيلًا يقترب منه. شعر بشيء يراقب كل تحركاته.
في تلك اللحظة، رن جرس الهاتف، وكان على الطرف الآخر صوت رنينه المألوف، لكن ما سمعه جعله يتجمد في مكانه.
صوت غريب، يعكر سكون الليل: "أنت على حافة الهاوية. إذا استمررت في محاولتك الهروب، سأجعلك تدفع الثمن… قريبًا جدًا."
أغلق الهاتف بيدين مرتجفتين، وكان يعرف تمامًا أن هذا لم يكن تهديدًا عاديًا. شيء مظلم كان يراقبهم جميعًا، شيء أكبر من أي لعنة يمكن أن يفهمه.
الظهور المفاجئ لشخصيات غامضة
بينما كان علي يحاول التصدي لهذا الشعور بالقلق، ظهرت شخصية جديدة في حياتهم. كانت فتاة غريبة تُدعى "ليلى"، شابة في العشرينات، تحمل في عيونها سحرًا غامضًا وغموضًا غير مألوف. قابلتها سلمى في الجامعة، وبدأت تشعر أن ليلى كانت على دراية بشيء ما عن عائلتها، وعن اللعنة.
في أحد الأيام، أثناء محادثة بين سلمى وليلى في مكتبة الجامعة، قالت ليلى فجأة: "أنا مش زي باقي الناس. عندي معرفة قديمة جدًا عن عائلتك وعلاقة ظلال الماضي بيكم."
سلمى، مستفزة: "وأنتِ مين عشان تعرفي كل ده؟"
ليلى بابتسامة غريبة: "أنا آخر من بقى من العائلة القديمة. عائلتي كانت من أول من حاولوا كسر اللعنة، وأنا جئت عشان أساعدكم. بس لازم تعرفي حاجة مهمة… الظل اللي بيطاركم مش حاجة هينة. هو مش مجرد روح غاضبة، ده كائن قديم بيعيش داخل الجدران وبين الظلال. ولسه عايز يملك القوة الكافية عشان يسيطر على كل شيء."
الليل الذي تغير فيه كل شيء
في تلك الليلة، وبينما كان الجميع يستعد لحفل الزفاف، بدأ الليل يتحول تدريجيًا إلى شيء أكثر ظلمة، أكثر غموضًا. كانت الرياح تعصف بالأشجار والأضواء تتناثر حول المنزل. عند منتصف الليل، وبينما كان علي وسارة في غرفتهما يتحدثان عن آخر التحضيرات، اهتزت الأرض بشكل مفاجئ، وكأن هناك انفجارًا تحت سطح الأرض.
فجأة، بدأ الزجاج يتكسر، والأبواب تغلق بمفردها، والظلال تتحرك بسرعة داخل الجدران. شعر الجميع بالخوف. في تلك اللحظة، ظهرت الكائنات المظلمة، الظلال القديمة التي كانت تعود إلى الحياة، محاطة بهالة من الظلام الذي لا يُمكن تحمله.
صوت الظلال كان يملأ المكان: "لقد أتيتم لإيقافنا، لكن أنتم فقط جزء من لعبة أزلية. لا مفر من الظلام."
لكن علي كان قد استعد لهذه اللحظة، وكان يعلم أن اللعنة لم تنتهِ بعد، وأن الظلال لن يهدأوا إلا إذا واجههم الجميع في آخر معركة.
المعركة الأخيرة
علي وسارة وسلمى، مع ليلى ويوسف، قرروا أن يواجهوا هذه الكائنات المظلمة في المكان الذي بدأ فيه كل شيء، حيث المعبد المهدم الذي عثروا فيه على أول سر من أسرار العائلة. لكن قبل أن يدخلوا إلى المعبد، كانت الظلال قد اجتمعت حولهم، تهددهم بالموت أو العذاب الأبدي.
كانت المعركة طويلة ومرعبة، والأرواح الشريرة تكاد تبتلعهم. في تلك اللحظة، وبينما كان
الظلام يلف الجميع، ظهر