الفصل الثامن: عودة الأم والأب
في لحظة هدوء غريبة بعد المعركة العنيفة في العالم الموازٍ، حيث كانوا جميعًا يحاولون استعادة أنفاسهم، كان علي وسارة ويوسف يقفون في الساحة التي احتدم فيها القتال. كانت السماء في الخارج قد بدأت تتحول إلى ألوان غريبة، كما لو أن عالماً جديداً قد بدأ يتشكل أمامهم. لكنهم لم يكونوا يعرفون أن هذه اللحظات الهادئة ستكون بداية لصدمة لم يتوقعوها أبدًا.
بينما كانوا يناقشون الخطوات التالية، وفجأة، ظهرت أمامهم صورة ضبابية في السماء، كأنها انعكاس لحياة كانت مفقودة. ظهر وجه لا يمكن نسيانه أبدًا: كان وجه أم علي، ولكن بصورة غريبة. كانت عيونها مشوشة، وأظافرها طويلة، وشعرها داكن إلى درجة غير طبيعية. بدا وكأنها كانت قد عاشت في عالم آخر، عالَم لا يعرفه أحد.
ظهور الأم بشكل غريب
علي، وهو يحدق في الصورة، همس بصوت متردد: "أمي؟ لا يمكن… إزاي ده ممكن؟"
لكن قبل أن يستطيع أن يجيب نفسه، تحركت الصورة بسرعة، وتكاثرت مثل الضباب في الأفق حتى ظهرت جسديًا أمامهم، وتوقفت على بُعد خطوة واحدة من علي. كانت أم علي تقف هناك، لكن هذه المرة لم تكن كما يتذكرها. كانت تحمل في عينيها نظرة غريبة، كانت عيونها مليئة بالحزن والظلام، وكأنها عاشت في كوابيس لا نهاية لها.
أم علي، بصوت منخفض، يتردد فيه شيء غريب: "علي… أنا مش كما كنت أبدًا. نحن أسرى في هذا العالم الموازٍ… في عالم لا يستطيع البشر تحمله."
كان علي مترددًا، لا يعرف إذا كان يواجه نسخة حقيقية من والدته أم لا. ولكن، في قلبه كان يعلم أن هذا ليس سوى بداية القصة التي اختفت منذ سنوات.
المفاجأة الصادمة: ظهور الأب
وقبل أن يستطيع علي أن ينطق بأي كلمة، خرج من الظلال خلف والدته والده، الذي كان قد اختفى منذ سنوات عديدة، قبل أن يتركهم في الظلام. ظهر هو الآخر، ولكن بشكل غريب. كانت ملابسه ممزقة، وعيناه مليئتان بالغضب والحزن، وكان يتنفس بصعوبة. بدا كمن عاد من عالم آخر.
والد علي، وهو يتقدم ببطء نحوهم: "علي، لم يكن من المفترض أن تعود إلى هنا. كل هذا كان جزءًا من خطة أكبر منكم."
علي، بصوت مشدود: "أنت؟ مش ممكن… إزاي ده؟ إنت مش موجود. كنت فاكر إنك…"
والده، بصوت هادئ لكنه مليء بالألم: "أنا كنت ضحية مثل الجميع، علي. كل شيء حدث بسبب اللعنة التي كانت محبوسة في عائلتنا. لقد كنا أداة في يد شيء أكبر، شيء لا يمكنكم حتى تخيله."
الصدمة والارتباك
كانت الكلمات الثقيلة التي نطق بها والده تقطع قلب علي. كان يشعر أن الأرض تحت قدميه بدأت تتزلزل. أم علي التي كانت تبدو ضبابية والآن واقفة أمامه، ووالده الذي كان يُفترض أنه ميت، كل ذلك كان يعني أن كل شيء كان مختلفًا عما كان يتوقعه.
سارة، التي كانت تراقب المشهد بعيون مشدوهة، اقتربت من علي وقالت، بصوت منخفض: "هل نحن في حلم؟ هل هذا حقيقي؟"
لكن الرد جاء على لسان والدته، التي كانت تبتسم ابتسامة مشؤومة: "لا، هذا ليس حلمًا. أنتم في مكانٍ لا يمكنكم الهروب منه."
حكاية الظلام واللعنة
بدأت أم علي تروي قصة لم يكن أحد منهم يعرفها. وقالت بصوت مليء بالألم: "لقد بدأ كل شيء منذ تسع سنوات، عندما حاولنا الهروب من اللعنة التي كانت تلاحقنا. كنا نعيش في عالم موازٍ، لكننا فشلنا في الهروب. والآن، أنتم الورثة، أنتم من يجب عليكم إنهاء هذا."
والد علي، وهو يكمل: "لقد استخدمنا كل ما لدينا من طاقة من أجل العودة إلى هنا، ولكن في هذا العبور، دفعنا الثمن. كل شيء، بما في ذلك حياتنا، كان جزءًا من خطة مظلمة."
علي، وقد شعر بشيء من الفزع: "لكن كيف… كيف عادتم؟ هل نحن داخل كابوس؟"
ظهور آخر للأخطار
وبينما كانوا يحاولون فهم ما يحدث، اهتزت الأرض فجأة. كان الصوت يأتي من بعيد، وكأن الأرض نفسها كانت تصرخ. بدأت الظلال التي كانت قد اختفت من قبل تظهر مجددًا، لكن هذه المرة كانت مظلمة وأعمق من أي وقت مضى.
أم علي، بصوت منخفض، تنذرهم: "اللعنة لم تنتهِ بعد. لقد تركتم الباب مفتوحًا للظلال لكي تعود. والآن، سيدفع الجميع الثمن."
في اللحظة التي قالت فيها هذه الكلمات، بدأ المكان ينهار حولهم، وكأن عالمهم كان يتفكك قطعة قطعة. كان الظلام يلتهم كل شيء.
القرار الحاسم: مواجهة الظلام
بدأ علي وسارة، مع والدته ووالده، يتحركون بسرعة. أدركوا أن الوقت قد حان لإغلاق هذا الباب إلى الأبد. كان عليهم أن يتوحدوا لمواجهة الظلام الذي بدأ يسيطر على المكان.
في تلك اللحظة، كانت مشاعر علي ممزوجة بالخوف والغضب والحزن، لكنه كان يعرف أن هذا هو مصيره. يجب أن ينهي اللعنة.
علي، وهو ينظر إلى والدته ووالده: "لن نتراجع الآن. سنغلق هذا الباب مرة واحدة وإلى الأبد."
والده، بابتسامة حزينة: "لن ننجو جميعًا، لكننا نملك الفرصة الآن. اذهبوا، احفظوا عالمكم."
المعركة النهائية
وبدأ الجميع في الاشتباك مع الظلال التي عادت بشكل أقوى وأشرس. كانت المعركة أكثر دموية ومرعبة من أي وقت مضى، لكن علي وسارة كانا يقاتلان بكل قوتهما، مدعومين بوالدتهما ووالدهما.