NnN

Share to Social Media

الفصل التاسع

  كان الركام لا يزال حديث الولادة، والغبار في السماء لم يجد وقتًا ليسقط.
  نوافذ الأبراج تهشّمت كي يُعاد ترتيبها، والخرائط أُحرقت كي تُرسم حدود مجرية جديدة.

  كاميرات المراقبة تحوم في صمت، والناس يسيرون بلا اعتراض.
  لم تكن حربًا...
  كانت استبدالًا منظمًا لكل شيء.

  في أعالي الطبقات الزجاجية من مبنى القيادة المركزي التابع لـ«جم»، جلست لوانا تحدّق في مجرّة تغيّرت دون أن تُطلق رصاصة واحدة.

  قال أحد القادة عبر البثّ الداخلي:
  «خمس عشرة مستعمرة تم تهيئتها بنجاح للبنية الموحدة.»

  لكن لوانا لم تجب.

  كان عقلها في مكان آخر...
  الوقت.

  إنه الآن، في هذا "الهدوء الخادع" بعد الغزو، اللحظة المناسبة تمامًا لإعادة تشكيل ما سيأتي.

  تقدّمت نحو مقصورة صغيرة على جانب المركبة الحربية، حيث زرٌ صغير متوهّج يُستخدم في الحالات الزمنية الطارئة.

  رفعت رأسها، وكأنها تكلّم نفسها بصوتٍ لا يسمعه إلا الفراغ:
  "عليّ أن أرسلها الآن... قبل أن يتأخر المستقبل."

  أخرجت من جيبها شريحة بلّورية صغيرة، وضعتها في وحدة التحكّم المتصلة بالزمن.
  بدأت تكتب رسالتها.

  لم يكن فيها شرحٌ طويل...
  لا خطاب ولا توسّل.
  فقط رسالة قصيرة، واضحة، تُزرع في لحظة معينة بعد الغزو، في مكان محسوب بعناية:

  > "عندما يطلب جم التعاون... استجيبوا. لا ترفضوا. هذا هو السبيل الوحيد لننجو جميعًا."

  أغلقت الرسالة.
  ضغطت على الزر.

  وميضٌ أزرق اخترق الفراغ، تبعه سكونٌ تام، كأن الزمن نفسه توقف لوهلة.

  تنفّست لوانا بعمق، ثم عادت إلى مقعدها بهدوء.
  من الخارج، كان كل شيء يسير كما خطط له جم.
  لكن في داخل تلك الشظيّة الصغيرة التي أُرسلت...
  ربما ولد مصيرٌ جديد لم يُكتب بعد.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.