الفصل التاسع عشر والأخير:
قال لي ان اسأل امي عن سبب معاملته السيئة لي.
كانت هذه العبارة من إيلين لحبيبة التي كانت جالسه أمامها تنظر لابنتها التي تشتكي من زواجها.
حبيبة: لا أعلم شيء عما يقوله زوجك المعتوه.
إيلين: قول لي الحقيقة.. أعلم أنك تكرهيني انا وغسان، هل أنت من قام بصنع سحرًا لنا؟
حبيبة: ( بدهشة ) مااذا؟؟ هل أنت في وعيك إيلين ماهي مصلحتي في صنع سحر لك ولزوجك؟
إيلين: أنت كنتِ على خلاف دائم معي وكنتِ تكرهين غسان ولا تريدين أن اتزوجه وعندما تزوجنا تغير حال غسان كثيرًا... وانا اشك بأنك من صنع السحر .
حبيبة: هل جننتِ ؟ هل فقدتي عقلك؟ هل نسيتِ أنني امك ويجب أن تحترميني؟
إيلين: لا لم انسى ولكن اريد جواب على سؤالي، ما الذي كان يقصده غسان بأن أسألك؟؟
حبيبة: لا أعلم ما الذي كان يقصده غسان ولكن من المستحيل أن اقوم بصنع سحر لإيذائك.
إيلين: (بغضب) لكن كل شيء تغير بعد زواجنا! غسان لم يعد هو نفسه، أشعر أن هناك شيئًا غريبًا يحدث.
حبيبة: (بتوتر) إيلين، أرجوكِ، لا تتسرعي في الحكم. الزواج ليس سهلاً، وهناك ضغوطات كثيرة قد تؤثر على أي شخص.
إيلين: (بصوت منخفض) لكن لماذا لا تريدين أن تدعمي زواجنا؟ لماذا كل هذا العداء تجاه غسان؟
حبيبة: (تتنفس بعمق) لأنني أريد الأفضل لكِ. كنت أرى فيه شخصًا غير مناسب لكِ، ولكنني لم أكن أتمنى لك الأذى.
إيلين: (تتجاهل ما قالته والدتها) إذا لم تقومي بذلك، فمن الذي فعل؟ أريد أن أفهم ما يحدث.
حبيبة: (تتردد) إيلين، أحيانًا تكون الأمور أكثر تعقيدًا مما نعتقد. ربما تكون هناك عوامل أخرى تؤثر على غسان، وليس كل شيء يعود إليك أو إليّ.
إيلين: (تشعر باليأس) لكنني أشعر بالعزلة. أريد أن أستعيد غسان كما كان.
حبيبة: (تضع يدها على كتف إيلين) سأكون هنا لدعمك، ولكن يجب عليكِ أيضًا أن تتحدثي مع غسان. التواصل هو المفتاح.
إيلين: (تنظر إلى والدتها) هل تعتقدين أنه يمكننا إصلاح ما حدث؟
حبيبة: (بتفاؤل) نعم، إذا كان هناك حب ورغبة في التفاهم، يمكنكم تجاوز أي شيء. ولكن عليكِ أن تكوني صادقة مع نفسك ومعه.
جاء صوت محمد من خلف حبيبة التي كانت تحاول أبعاد شكوك إيلين عنها ويقطع حديثهما.. ليقول :
محمد: ولما مستحيل لقد فعلتيها من قبل؟
حبيبة: ( تنظر للخلف ) ما الذي تقصده؟
محمد: كلامي واضح وانت تعرفين جيدًا ما الذي اقصده.
حبيبة: هذا الكلام بيننا فقط ويجب ألا يعرف احد به.
محمد: لماذا يجب الا يعرف به احد؟؟ هل تخافين من العقاب؟ لأنك دمرتِ حياة ثلاثة أشخاص كانوا على قيد الحياة.
حبيبة: ( بغضب ) لقد مر على هذه القصة سنوات وانت لم تنساها.
محمد: وكيف لي أن انساها وانا إلى الآن اسمع صوت صريخهم وبكائهم.
إيلين: ( رسمت علامة الاستفهام على وجهها) عما تتحدثون.
حبيبة: لا شيء انصرفي إلى بيتك انها قصة لا تعنيكِ.
محمد: تخافين أن تعرف إيلين حقيقة أمها، أليس صحيح؟
حبيبة: قلت لك لقد مر على هذه القصة زمن طويل وليس لي علاقة بالسحر الذي تتحدث عنه إيلين.
محمد: صدقيني سيأتي يوم وتتحقق فيه العدلة.
إيلين: أرجوكم أريد أن أفهم عما تتحدثون.
محمد: لا شيء ولكن في الوقت المناسب سوف تعرفين.
إيلين:
فجأة أشعر بالتعب والإرهاق والغرفة بدأت بالدوران وسقطت أرضًا مغمى علي.
محمد: ( يصرخ بخوف) إيلين... إيلين.
حبيبة: إيلين... أرجوكِ ردي علي... إيلين.. ما الذي حدث.
محمد: لا أعلم ولكن اتصلي بالإسعاف.
حبيبة: حسنًا..
محمد: ( يصرخ ) بسرعة.
حبيبة: ألو .. الإسعاف!! أريد سيارة إسعاف بسرعة.. حسنًا العنوان هو شارع المنار مبنى رقم ٦... أرجوك بسرعة... حسنًا شكرا لك.
♧ مدت حبيبة يدها نحو إيلين وهي تشعر بالذعر، بينما كان محمد يحاول أن يطمئنها.
محمد: (يضع يده على جبهتها) إيلين، أرجوكِ استيقظي. نحن هنا، كل شيء سيكون على ما يرام.
حبيبة: (تتحدث بسرعة) لا أستطيع أن أصدق أن هذا يحدث. لماذا الآن؟ لماذا في هذا الوقت؟
محمد: (بغضب) لأن الحقيقة دائمًا ما تظهر في الوقت الخطأ. لكن يجب أن نركز الآن على إيلين.
♧ بعد لحظات، وصلت سيارة الإسعاف. دخل المسعفون بسرعة، وبدأوا في فحص إيلين.
المسعف: (بهدوء) ماذا حدث لها؟
محمد: (يشير بإصبع مرتجف) كانت تتحدث معنا وفجأة سقطت. لا نعرف ماذا حدث.
المسعف: (يبدأ بفحص نبضها) حسنًا، دعونا نتحقق من حالتها.
حبيبة: (تراقب بقلق) هل ستستعيد وعيها؟
المسعف: (يطمئنها) سنبذل قصارى جهدنا. يجب أن نأخذها إلى المستشفى لإجراء المزيد من الفحوصات.
محمد: (يصرخ) هل يمكنني الذهاب معها؟
المسعف: (يومئ برأسه) بالطبع، يمكنك الذهاب في السيارة.
♧ بينما كانت إيلين تُنقل إلى سيارة الإسعاف، شعرت حبيبة بقلق شديد يسيطر عليها. كانت تفكر في كل ما حدث، وفي الأسرار التي تخفيها عن ابنتها.
حبيبة: (تتحدث لنفسها) يجب أن أكون قوية. لا يمكنني السماح لما حدث في الماضي بتدمير مستقبل إيلين.
محمد: (يقترب منها) هل أنت بخير؟ يبدو أنكِ متوترة.
حبيبة: (تنظر إليه بقلق) لا، ليستُ بخير. كل شيء ينهار من حولي.
محمد: (بجدية) يجب أن نتحدث عن الماضي، لكن ليس الآن. أريد أن أساعدك وأساعد إيلين.
حبيبة: (تنهدت) نعم، لكن يجب أن ننتظر حتى تستعيد وعيها.
محمد: (يوافق) ثم سنواجه كل شيء معًا.
♧ بينما كانت سيارة الإسعاف تتحرك بسرعة نحو المستشفى، كانت الأفكار تدور في رأس حبيبة. كان هناك شعور عميق بالخوف والندم، وكانت تدرك أن الأمور لن تعود كما كانت.
* * * * * * * * * * *
♧ بينما كان محمد وحبيبة ينتظران في غرفة الانتظار، كان هناك شعور مختلط من القلق والسعادة يسيطر عليهما.
بعد فترة قصيرة، خرج الدكتور من غرفة الطوارئ.
الدكتور: (بابتسامة) إيلين بدأت تستعيد وعيها. يمكنكم رؤيتها الآن.
محمد وحبيبة تبادلا نظرات مليئة بالأمل، وتوجها نحو الغرفة التي تتواجد فيها إيلين.
عندما دخلا، وجدوا إيلين مستلقية على السرير، عينيها نصف مفتوحتين.
محمد: (يقترب منها بحذر) إيلين، حبيبتي، كيف تشعرين؟
إيلين: (بصوت ضعيف) ماذا حدث؟ لماذا أنا هنا؟
حبيبة: (تجلس بجانبها) لقد كنتِ في حالة من الإرهاق والتوتر. الدكتور قال إنكِ حامل.
إيلين: (تفتح عينيها بصدمة) حامل؟! كيف؟ لم أكن أعلم!
محمد: (يبتسم بحب) يبدو أن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نتحدث عنها. لكن الأهم الآن هو صحتك وصحة الجنين.
إيلين: (تشعر بالقلق) ماذا عن الضغط النفسي؟ هل سيؤثر على الجنين؟
الدكتور: (يدخل الغرفة مرة أخرى) لا تقلقي، إيلين. مع الراحة والدعم النفسي، يمكنك تجاوز هذا الأمر. نحن هنا لمساعدتك.
حبيبة: (تمسك بيد إيلين) نحن معكِ، وسندعمكِ في كل خطوة.
إيلين: (تشعر بالامتنان) شكرًا لكم. أنا آسفة إذا تسببت في قلقكم.
محمد: (يبتسم) لا داعي للاعتذار. نحن عائلة، وسنواجه كل شيء معًا.
بينما كانت إيلين تستعيد وعيها وتبدأ في فهم ما يحدث حولها، كانت حبيبة تشعر بأن حياتهم ستأخذ منعطفًا جديدًا، وأن الحب والدعم سيكونان هما الأساس الذي سيبني عليه مستقبلهم الجديد.
* * * * * * * * * *
إيلين: ولكن يا بابا انا بخير سوف اصعد السلالم بمفردي.
محمد: يجب أن اساعدك حتى ترتاحين في بيتك.
حبيبة: لقد اوصلتها إلى بيتها يجب أن نذهب قبل أن يأتي غسان.
محمد: لا أريد أن أتحدث معه بأمر مهم.
حبيبة: وما هو هذا الأمر.
محمد: يجب أن يغير اسلوب معاملته مع إيلين وخصوصا في شهور حملها.
إيلين: أرجوك يا ابي أخبر غسان بأنني حامل وان يغير اسلوبه معي.
محمد: حسنًا سأحاول.
* * * * * * * * *
غسان: أهلا وسهلا بكم.... تفضلوا.
محمد: أهلا بك لقد جئت اليوم للتحدث معك بخصوص إيلين.
غسان: حسنًا ما الأمر؟
محمد: تصرفاتك وافعالك تغيرت بعد أن تزوجتك ابنتي واصبحت هذه التصرفات سيئة.
غسان: حسنًا. وما المطلوب.
محمد: لماذا تغيرت معاملتك مع ابنتي.
غسان: ههه.... أسألك زوجتك.
محمد: وما علاقة حبيبة.
غسان: اسألها عن موضوع تن نسيانه من سنوات.
محمد: حسنًا سوف اسألها ولكن عليك أن تحسن معاملة إيلين وخصوصا بعد حملها.
غسان: ( بدهشة) هل إيلين حامل؟
محمد: نعم ولقد اكتشفنا إنها حامل اليوم بعد أن سقطت أرضا مغمى عليها واخذنها إلى المستشفى.
غسان: أنا سعيد جدًا بهذا الخبر، إنه خبر يستحق الاحتفال لأجله.
محمد: ههه مبارك يا صهري.
غسان: شكرا لك يا عمي وسوف تتحسن معاملتي مع إيلين انا أعدك.
محمد: يبتسم.
حسنًا والآن علينا العودة للمنزل قبل أن يتأخر الوقت.
تصبحون على خير.
إيلين وغسان معًا: وانتم بخير.
استقل محمد وحبيبة سيارة أجرة، وعادوا إلى المنزل، بينما كانت إيلين تفكر في الخطوة التالية التي ستتخذها مع غسان، عازمة على أن تكون قوية من أجل نفسها ومن أجل طفلها.
* * * * * * * * * * *
إيلين:
استيقظت من النوم على صوت الساعة الموجودة في غرفة الصالون المظلمة..... تك....تك....تك....تك..
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، نظرت الى جانبي على السرير كان غسان غارق بالنوم ويبدو عليه تعب العمل.
وقمت من السرير متوجه إلى المطبخ لأشرب الماء لأنني أشعر بالعطش الشديد، أشعلت ضوء المطبخ لأشرب الماء وإذ فجأة أسمع صوت قادم من غرفة الصالون
كاد قلبي أن يتوقف من شدة الخوف، بدأت بالسير ببطء متوجه إلى مصدر الصوت لأجد التلفزيون مفتوح على قناة مشفرة، اخذت جهاز التلفزيون وقمت بإطفائه.
ليأتي بعد مرور دقائق صوت بكاء طفل قادم من المطبخ اقتربت اكثر من الصوت بدأت الاضواء تضئ وتطفئ!
ليظهر أمامي دهار.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
كان كابوس استيقظت وانا استعيذ بالله من شدة خوفي عندما رأت دهار، نظرت الى هاتفي لأجد أن الساعة العاشرة صباحا وان غسان قد ذهب إلى العمل منذ ساعتين ولا يوجد غيري في البيت.
توجهت إلى الحمام وملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ وجلست به واغمضت عيني على أمل أن أنسى هذا الكابوس اللعين، شعرت بأن هناك رائحة دماء؛ فتحت عيني لأجد حوض الاستحمام قد امتلأ بالدماء بدل الماء ظننت لدقيقه بأنني اجهضت من شدة الخوف ولكن يقطع تفكيري هذا ظهور يد مقطوعة، خرجت من حوض الاستحمام اركض واصرخ متجه إلى باب البيت، فجأة يفتح باب البيت ويدخل غسان وأغلق الباب خلفه ويراني وانا عارية اصرخ وابكي كالمجنونة واحاول الهرب من البيت.
غسان: الى اين خارجه وانت عارية؟
إيلين: ( قامت باحتضانه) الحمد لله انك أتيت إلى البيت.
غسان: ما الذي حدث؟
إيلين: ( بخوف) هناك يد مقطوعه في حوض الاستحمام والدماء بدل الماء لذلك خرجت اصرخ وابكي.
غسان: حسنًا اهدئي.... سوف أرى الحمام... اهدئي.
لا يوجد شيء يا إيلين سوى الماء .
إيلين: ولكن كيف؟؟
غسان: (يضع يده على كتف إيلين) خذي نفسًا عميقًا، كل شيء سيكون على ما يرام.
إيلين: (تتراجع قليلاً، تنظر إليه بقلق) لكنني رأيت ذلك بوضوح، كان هناك دماء ويد مقطوعة!
غسان: (يبتسم برفق) ربما كان ذلك مجرد كابوس أو تخيلات بسبب الضغط. دعيني أتحقق من الحمام مرة أخرى.
(يغادر غسان إلى الحمام، بينما تظل إيلين واقفة في مكانها، تشعر بالتوتر والقلق.)
إيلين: (تحدث نفسها) لا يمكن أن يكون كل هذا مجرد تخيلات... لماذا أشعر بهذه الطريقة؟
(غسان يعود بعد لحظات، يبدو هادئًا.)
غسان: (يطمئنها) كما قلت، لا يوجد شيء في الحمام سوى الماء. ربما كنتِ تتخيلين الأمر بسبب القلق.
إيلين: (تتجمد في مكانها) لكنني شعرت بالخوف، كان الأمر حقيقيًا جدًا.
غسان: (يقترب منها) أفهم ذلك، ولكن عليكِ أن تهدئي. هل تريدين أن نتحدث عن شيء آخر؟ أو ربما تحبين أن نتناول شيئًا معًا؟
إيلين: (تأخذ نفسًا عميقًا) نعم، أعتقد أنني بحاجة إلى شيء يشتت ذهني.
غسان: (يبتسم) حسنًا، دعينا نعد شيئًا لذيذًا معًا. سيكون ذلك أفضل.
والآن اذهبي وارتدي بعض الملابس المريحة قبل أن تمرضين وانت عارية هكذا.
♧ تذهب إيلين إلى غرفتها و بعد قليل، تعود وهي مرتدية ملابس مريحة.
يدخلان المطبخ معًا، محاولين تجاوز اللحظة المخيفة والبدء في إعداد وجبة بسيطة، بينما تتلاشى مشاعر القلق تدريجيًا.)
* * * * * * * * * * *
كنت اجلس في غرفة المعيشة، أشعر بالتوتر بسبب تصرفات غسان الأخيرة.
يذهب غسان للاستحمام، واستمع لصوت تدفق المياه بينما أحاول أن أطرد الأفكار السلبية من ذهني.
تنطفئ الأضواء فجأة في المنزل، مما يجعل جو الغرفة موحشًا.
إيلين:(تتجول بنظرات قلق حول المكان) لماذا انطفأت الأنوار؟
في تلك اللحظة، يرتفع صوت صرخات ضبابية، كالهمسات الشريرة، بينما أشعر ببرودة تسيطر على مساحتي.
اقرر أن أذهب إلى الحمام، حيث أرى الضوء يتسلل من تحت الباب. اقترب ببطء ويدي تتجمد على المقبض.
إيلين: (بهمس) غسان؟
افتح الباب ببطء، وتسقط عيني على غسان الذي يقف تحت المياه. ينحني إلى الأمام، ويغمر جسده في الضباب المتصاعد. لكن ما يُثير رعبي هو ما يظهر على ظهره.
وعندما يلتفت غسان نحوي، يظهر على ظهره علامة دموية، نجمة خماسية، وتحيط بها طلاسم غريبة، وتبدو وكأنها مشتعلة في جو الغرفة.
إيلين: (تصرخ في رعب) ما هذا؟! ما الذي حدث لك؟!
تنبعث من النجمة طاقة شريرة، وتأخذ شكل شياطين صغيرة تحوم حوله، تضحك بصوت عالي.
غسان:(بصوت عميق مرعب) هل تعتقدين أنني ما زلت إنسانًا؟ لقد ولدت مع هذا الطابع، إيلين. أنا أكثر مما تتصورين.
انصدمت، وأحاول أن أتراجع، لكنني أجد نفسي محاصرة في دوامة من الضباب والظلام.
تدور حولي الأشباح، تهمس بأصوات تسخر مني.
الأشباح: (تقول بصوت خافت) ستشاركينه المصير، إيلين. لا مهرب لك.
أشعر بشيء يسيطر على عقلي، يهمس لي بأفكار مخيفة، تجعلني أرتجف من الخوف.
إيلين: (تصرخ من الخوف) لا! أرجوك، غسان! أخرجني من هنا!
تتدفق المياه وتتحول إلى دم، بينما تلتف النجمة حولي. تصبح محاصرة في عنق الزجاج، وكأنني اسحب نحو قاع الظلام.
غسان: (ينظر إليها بعينين مظلمتين، بحزن وشر) نحن مصيرنا مرتبط، إيلين. لا يمكنك الهروب من هذا العالم.
أشعر بالاختناق، ويدور الظلام حولي. قبل أن أفقد الوعي، اسمع صوت غسان يتردد في أذني.
غسان:(همس) أنتِ جزء من أسطورة الشر الآن.
استيقظت في سريري، مرتجفة، اجد نفسي في غرفتي. الشعور بالخوف لا يزال يسيطر علي، وأفكار الكابوس تراودني الأنوار تعمل مرة أخرى، جلستُ على حافة السرير، أتنفس بعمق وانا احاول استيعاب ما حدث. أتذكر تفاصيل الكابوس بوضوح، وتلك النجمة المخيفة التي بدت وكأنها تحمل معها لعنة.
إيلين: (تحدث نفسها) كان ذلك حقيقيًا... لا يمكن أن يكون مجرد حلم.
أتوجه نحو المرآة، وانظر إلى نفسي بقلق. عيناي تحملان آثار الخوف والقلق.
إيلين: (تتساءل) ماذا لو كان غسان قد تغير حقًا؟ ماذا لو كان ذلك الجزء المظلم منه قد استيقظ؟
اسمع صوت غسان في الخارج، وهو يتحدث مع أحدهم. اشعر برغبة في الذهاب إليه، لكنني مترددة.
إيلين: (تتمتم) يجب أن أكون قوية... يجب أن أعرف الحقيقة.
اخرج من غرفتي ببطء، واتجه نحو غرفة المعيشة حيث يجلس غسان. عندما ادخل ، أراه يتحدث مع صديق قديم له.
غسان: (يلاحظ دخول إيلين) مرحبًا، إيلين! كيف حالك؟
اتجمد للحظة، أنظر إلى غسان، أحاول قراءة تعابيره.
إيلين: (بتردد) غسان... هل كل شيء على ما يرام؟
يغمر غسان ابتسامة هادئة، لكنني أشعر بشيء غير مريح في عينيه.
غسان: (يجيب) بالطبع! لماذا تسألين؟ هل هناك شيء يزعجك؟
أشعر بالقلق، لكنني احاول أن أبقى هادئة.
إيلين: (تتنهد) لا أعلم، شعرت بشيء غريب الليلة الماضية.
يتبادل غسان نظرة مع صديقه، ثم يعود لينظر إلي.
غسان: (بصوت مطمئن) ربما كنتِ تعانين من كابوس. كل شيء سيكون على ما يرام.
(لكنني أشعر بأن هناك شيئًا غير صحيح، واقرر أن أواجهُ.
إيلين: (بجرأة) غسان، هل يمكنك أن تخبرني عن تلك العلامة على ظهرك؟
يتجمد غسان للحظة، وتظهر على وجهه تعبيرات مختلطة من الصدمة والقلق.
غسان: (بتردد) ماذا تقصدين؟
إيلين: (تصرخ) تلك النجمة! هل هي جزء من شيء سيء؟
يبدأ الجو في الغرفة بالتوتر، وتبدأ الأضواء في الوميض مرة أخرى.
غسان: (يحاول تهدئتها) إيلين، أرجوك، لا تفكري في ذلك.
لكنني أشعر بأن هناك شيئًا يختبئ وراء كلماته.
إيلين: (بصوت ضعيف) أحتاج إلى معرفة الحقيقة.
تتحول الأضواء إلى ظلال مظلمة، وتجعل الغرفة تبدو وكأنها تتلاشى في الظلام.
غسان: (يقترب منها) إيلين، أعدك بأنك لن تتعرضي للأذى.
(لكنني أشعر بالخوف يتسلل إلى قلبي، وبدأتُ في التراجع.
إيلين: (تصرخ) لا! سأكتشف الحقيقة بنفسي!
أخرج من الغرفة بسرعة، تاركة غسان خلفي، بينما يتعقبني بنظرات مليئة بالقلق والغموض.
وفي الصباح الباكر خرجت إلى الشارع، كي اتنفس الهواء البارد بينما احاول استعادة هدوئي. أشعر بأن كل شيء حولي يحمل طاقة مظلمة.
إيلين: (تحدث نفسها) يجب أن أجد مساعدة... يجب أن أفهم ما يحدث.
بدأت في المشي نحو المكتبة المحلية، حيث يمكن أن
أجد معلومات عن الأساطير أو الطلاسم التي قد تساعدني في فهم ما يحدث مع غسان.
* * * * * * * * * * *
أسير بخطوات سريعة، عازمة على الوصول إلى المكتبة. الشارع هادئ، والأشجار تتمايل برفق في نسيم الصباح. لكنني اشعر بقلق يرافقني.
إيلين: (تتحدث لنفسها) إذا كان غسان قد تغير، فربما هناك شيء أكبر يحدث.
عندما وصلت إلى المكتبة، ادفع الباب الخشبي الثقيل وأدخل. الرائحة المألوفة للكتب القديمة تعيد إلي بعض الطمأنينة. المكتبة شبه فارغة، إلا من موظف واحد يجلس وراء المكتب.
موظف المكتبة: (يرفع نظره) صباح الخير! كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟
إيلين: (بتوتر) صباح الخير. أبحث عن كتب تتعلق بالأساطير أو الطلاسم... شيء يتعلق بالقوى الغامضة أو التحولات.
يبدو الموظف متفاجئًا قليلاً، لكنه يبتسم ويشير إلى قسم معين.
موظف المكتبة: لدينا قسم مخصص لذلك. يمكنك العثور على بعض الكتب القديمة هناك.
توجهت نحو الرفوف، وبدأت في تصفح الكتب. اشعر بأن قلبي ينبض بسرعة، كما لو كنت أبحث عن شيء مفقود.
إيلين: (تتحدث لنفسها) يجب أن أجد شيئًا يمكن أن يساعدني...
ولكنني للأسف لم أجد شيء يساعدني كل الكتب تتحدث عن اساطير خرافية كانت تتناقل بين الأجيال كقصص مصاصي الدماء والاشباح والارواح الشريرة وبعض من الروايات التي يعتبر صاحبها نفسه مخيفًا ولكن افكار ساذجة.
خرجتُ من المكتبة وتوجهت نحو الجامعة كنت افكر في الذهاب إلى مكتبة الكلية ربما أجد شيء يمكن أن يساعدني. وبدأت البحث في مكتبة الكلية على اي شيء يمكن أن يساعدني حتى لو كان ورقة صغيرة.
التقط كتابًا قديمًا بعنوان "الأساطير المظلمة: أسرار التحولات". افتح الكتاب ببطء وبدأت في قراءة الصفحات.
(بينما اغوص في القراءة، اكتشف قصصًا عن الكائنات التي تحمل علامات غامضة، وكيف يمكن أن تؤثر تلك العلامات على الأشخاص الذين يمتلكونها. اشعر بأن كل كلمة تعكس ما أمر به مع غسان.
إيلين: (تتمتم) هل يمكن أن يكون غسان واحدًا منهم؟
استمر في القراءة حتى اصادف فصلًا يتحدث عن "النجوم الملعونة" وكيف يمكن أن تجلب الحظ السيء أو التحولات المظلمة.
إيلين: (تسجل ملاحظات في دفترها) يجب أن أكون حذرة... لا أستطيع أن أسمح له بأن ينزلق إلى الظلام.
بعد فترة من البحث، أجد صورة لنجمة مشابهة لتلك التي رأيتها على ظهر غسان. تجمدت في مكاني، وينبض قلبي بشدة.
إيلين: (بهمس) هذا هو... يجب أن أواجهُ.
أغلق الكتاب واخرج من المكتبة بسرعة، عازمة على العودة إلى المنزل ومواجهة غسان بما اكتشفته.
بينما أسير عائدة، أشعر بشيء غريب يراقبني، كأن هناك عيونًا خفية تتبع خطواتي.
توقفت عن السير لسبب تعجبتُ منه وهو أن الجامعة فارغة لا يوجد فيها أحد سوآ انا، بدأت أنظر حولي ولكن لا وجود لأحد منذ دقائق كانت الجامعة مزدحمة كيف اختفى الناس فجأة.
يأتي صوت من خلفي جعلني اتجمد في مكاني وبدأت التفت إلى الخلف ببطء لأجد غسان.
إيلين: (بصوت مرتجف) ماذا يحدث هنا؟ كيف عرفت أنني في الجامعة؟
غسان: (يقترب منها، عينيه تلمعان بشيء من الغموض) كنت فقط أفكر في بعض الأمور... الأمور التي لا يجب أن تعرفي عنها ولهذا انا هنا كي امنعك.
إيلين:(بشغف) غسان، أريد أن أفهم. أنت تتغير. هناك شيء ليس على ما يرام.
غسان: (يضحك بسخرية) هل تريدين الفهم، إيلين؟ حسنًا، استعدي. أنت هنا لأنني أحتاج إليك.
إيلين: (مستغربة) تحتاج إليّ؟ لماذا؟ ماذا تعني؟
غسان:(يقترب منها أكثر، صوته يهمس) لأنه حان وقت الانتقام. لقد ذقت طعم الفقد، وأعرف بأنك تعرفين ما حدث لعائلتي.
إيلين:(مصدومة) غسان... ما الذي تقوله؟ وكيف يمكنني أن أساعدك في هذا؟
غسان: أريد استعادة العدالة، وأحتاجك لتكوني جزءًا من خطتي. الانتقام هو الوسيلة الوحيدة لاسترداد الكرامة.
إيلين:(مشوشة) لكن الانتقام لن يُعيدهم! ستحكم على نفسك بالعذاب!
ثم تريد الانتقام من مين؟
غسان:(يبتسم بحيرة) لعلك لا تفهمين، إيلين. أنا مستعد لدفع أي ثمن. سأستخدم السحر، وسأجلب الجحيم لعائلتك.
إيلين: (بغضب) وما دخل عائلتي في موت عائلتك؟
غسان: أن امك هي من أخبرت قزح عن مكان أبي.
إيلين: أنا لا أفهم من هو قزح ومن هو ابوك ؟
غسان:(يقترب منها ببطء، عينيه تتلألأ) كم أنت حمقاء إلى الآن لم تفهمي أن غسان هو دهار، و دهار هو غسان نحن شخص واحد وانا جعلتك تحبينني من أجل الانتقام من عائلتك فقط.
امك كانت تحب والدي ولكن والدي رفض امك، فقررت الانتقام من أبي؛ فقامت امك بصنع سحر أسود طلبت من جدي قزح أن يسخر أحد من جنوده لقتل والدي وجعله قربان لجدي.
فكر جدي كثير من سيختار حتى يغوى شاب صالح يعبد الله، عندها وجد من الشخص المناسب لهذه المهمة ،قام بتسخير أمي لقتل والدي ولكن أمي وقعت في حبة وبدأت تتقرب منه وهي بشكل بشرية حتى وقع والدي في حبها أيضا.
في احد الايام قام أحد الخدام في اخبار جدي عن علاقتهم فطلب قتلهم ولكنهم هربوا إلى مملكة جن مسلمة. تزوجوا فيها وبعد فترة أصبحت أمي حامل بي ولكن والدي ارتكب خطأ عندما خرج من المملكة وذهب إلى منزله القديم حين رأته امك التي كانت متزوجه من والدك حينها.
امك قامت بأخبار جدي وبعد أن تم القبض عليه علمت امي فجاءها الم الولادة فجأة وهي في الشهر السابع.
لقد جئت مبكرا بسبب امك التي حرمتني من عائلتي.
هربت أمي وانا معها من قصر الملك فهد أحد ملوك الجن المسلم وذهبت إلى قصر جدي قزح حيث تم رميها في احد السجون وبدأ تعذيبها هي ووالدي الذي كان معلق وتحته حفرة من النار، لقد طلب قزح من والدي أن يكفر بالله لكن والدي رفض ؛ فقام جدي برميه في النار وبعده بوقت قصير رميت امي بالنار أيضا وجدتي رقية ماتت أيضا بعد أن تم رميها بالنار، وقام بتربيتي جدي قزح ولكن انا كنت جني يتحول إلى بشر وبشكل كامل ولا أحد يستطيع أن يعرف أو يميز حتى ولفترات طويله وبسبب تربية جدي كنت جني كافر واستخدم قوتي في اضرار الناس.
إيلين: (تصرخ في وجهه) لن أكون جزءًا من هذا! لا أريد أن أكون سلاح انتقام في يدك!
غسان: (يبتسم ببرود) ثم عليك أن تكوني مستعدة للعواقب.
إيلين: وما هي العواقب هل ستقتلني؟
غسان: ( يضحك) ههه لا في بطنك طفل مني لن اقوم بفعل غبي يؤذي ابني.
ولكن بعد أن تلدي سوف اقتلك مثل ما قتلت جدي. ( يضحك).
إيلين:
كنت افكر بالهرب لأنه الحل الوحيد والمناسب بدأت اجمع قوتي من أجل الهروب واحاول أن استعيد الشعور بأعصاب اقدامي.
نظر لي غسان وعلى ما يبدو أنه فهم ما أريد أن أفعل، تقدم نحو وقال :
غسان: لن تستطيعين الهروب مني يا إيلين.
إيلين: ابتعد عنه ببطء، عيناي تتسعان من الخوف من هول ما رأيت.
غسان: ابتسامة شريرة تعبّر عن قوتي وبدأت
أستنسخ نفسي إلى خمسة نسخ. كل نسخة ستكون قوة مُضاعفة .
إيلين: (ترتجف) لا، هذا جنون! كيف يمكنك فعل ذلك؟
غسان: (بنظرة مأساوية) كل نسخة ستقوم بمطاردتك، وإجبارك على رؤية ما حصل لعائلتي. عندما تتواجهين مع كل نسخة، ستفهمين ما يعنيه الانتقام...
إيلين: تتسارع نبضات قلبي وبدأت بالركض بسرعه وانا اصرخ وابكي احاول ان أجد أحد يساعدني.
* * * * * * * * * * *
اركض بسرعة وبكل قوة احاول الهرب من النسخ التى تلحق بي وتحاول الإمساك بي، أنا خائفة.
الخمس نسخ مخيفة جدا ولا أعلم اي واحد منهم هو غسان الحقيقي أظن أن علي مواجهتهم جميعا .
لقد شكلت النسخ دائرة حولي وانا أقف داخلها أنظر لهم برعب وكل واحد منهم له شيء يميزه عن الاخر ولكن كلهم يشبهون غسان.
تقدمت أحد النسخ باتجاهي وقالت:
غسان: (يقترب ببطء، صوته يخرج كهمسات مرعبة) إيلين... كم كنتِ تعتقدين أنكِ تستطيعين الهروب مني انا أستطيع أن اصل لك في أي مكان كنتِ فيه.
إيلين: أرجوك اتركني اذهب... أنا لا ذنب لي لما حدث لعائلتك أنا فقط أريد أن أعيش بسلام!
غسان: (يقترب أكثر، يهمس بصوت مخيف) السلام؟ لن تعرفي طعم السلام مرة أخرى. سأجعلكِ تعيشين في جحيمٍ لا ينتهي. سأعيد لكِ ذكريات عائلتي، وسأجعلكِ تشعرين بالذنب انت وعائلتك في كل لحظة.
إيلين: (تنظر إليه بعيون مليئة بالدموع) ماذا تريد مني؟ كيف يمكنني إصلاح ما حدث؟
غسان: (يضحك بصوت عالٍ، يتردد صدى ضحكته في الجامعة ) لا يمكن إصلاح ما دمرته عائلتك سأجعلكِ تشاهدين كيف يتمزق كل من تحبين أمام عينيكِ. سأعيد لكِ الألم الذي شعرت به عائلتي.
إيلين: (تصرخ، صوتها يتردد في المكان) لا! لا تفعل هذا! سأفعل أي شيء! أرجوك...( تنهار على الأرض، تبكي بشدة) أرجوك!
غسان: ( يختفي فجأة في الضباب وصوته يهمس) والآن حان وقت الحساب.
إيلين: نظرتُ حولي لأجد الظلام قد حل ومن حولي النسخ الخمسة ما زالت موجوده تنظر الي من بعيد ويراقبونني، وما زال الصوت يتردد بالمكان بصوت عميق : لقد كانت عائلتك السبب في معاناتنا، والآن حان وقت الحساب.
تبدأ الأصوات في التزايد، وتزداد الهمسات في الخلفية، وصوت الضحكات الساخرة يتزايد من حولي وبدأت أشعر بالدوار وسقطت أرضًا مغمى علي.
* * * * * * * * * * *
كيف حالها الآن يا دكتور؟؟
قالها محمد وهو ينظر إلى الدكتور بخوف شديد على إيلين.
الدكتور: إنها بخير الحمد لله.
محمد: والجنين؟
الدكتور: إنه بخير الحمد لله.
محمد: شكرا لك.. هل يمكنني الدخول والاطمئنان عليها؟
الدكتور: أجل تفضل.
دخل محمد الغرفة ببطء، قلبه ينبض بشدة. كانت إيلين مستلقية على السرير، وجهها شاحب ولكن ملامحها هادئة. اقترب منها، واحتفظ بنظره على بطنها المنتفخ، حيث كان الجنين ينمو في أحشائها.
محمد: (بهمس) إيلين، أنا هنا... استيقظي يا بنتي.
تدريجياً، بدأت إيلين تفتح عينيها. نظرت حولها بارتباك، ثم توقفت عيناها عند والدها.
إيلين: (بصوت ضعيف) ماذا حدث؟ أين أنا؟ وكيف جئت إلى هنا؟
محمد: كنتِ في حالة إغماء. لقد جئت إلى المستشفى. لكنك بخير الآن، والجنين أيضاً بخير، لقد اتصل رقم غريب بي واخبرني انك في حالة إغماء في الكلية.
إيلين: (تنهدت بارتياح) الحمد لله... لكنني شعرت بشيء غريب قبل أن أغشى عليّ. كانت هناك أصوات... وضباب... (ثم تذكرت ما حدث ) أين غسان؟
محمد: (قلق) أصوات؟ ماذا تقصدين؟
لا أعلم أين هو رغم محاولات الاتصال به.
حسنًا سوف احاول الاتصال به مرة أخرى.
بينما كان محمد يحاول الاتصال بغسان، شعرت إيلين بأن شيئًا ما يتربص في الظلام. كانت الأصوات تتلاشى، لكنها لم تختف تمامًا. كانت تعرف أنها بحاجة إلى مواجهة ما حدث في الماضي، وأن غسان لن يتوقف حتى يحصل على ما يريد.
بيت اهلي الساعة الثالثة والنصف عصرًا:
إيلين: أمي اخبريني عن ما حدث في الماضي؟
حبيبة: لا شيء.
محمد: لماذا تصرين على الكذب؟
إيلين: (تضغط على يديها ببعض التوتر) أمي، لا أريد أن أسمع كلماتك المعتادة. أريد الحقيقة. ما الذي حدث في الماضي؟
حبيبة: (تتجنب النظر إلى إيلين) لقد مضى وقت طويل، ولا فائدة من استرجاع الذكريات المؤلمة. نحن نعيش الآن، وهذا هو المهم.
محمد: (يقطع حديثها بحزم) لكن الماضي يؤثر علينا، وعلى إيلين بشكل خاص.
حبيبة: (تتنفس بعمق، ثم تنظر إليهما بعيون متعبة) لا أريد أن تكتشف إيلين ما حدث. لأنها سوف تكرهني.
إيلين: (تصر على موقفها) لا يمكنني النسيان. تلك الأصوات، والأشياء التي أشعر بها... كل ذلك مرتبط بشيء أكبر. أنا بحاجة لفهم ما يجري.
محمد: (يتوجه إلى حبيبة بلطف) أرجوك، لقد حان وقت كشف الحقيقة .
حبيبة: (تبدو مترددة) الأمر ليس سهلاً كما تظنان. لقد مرّت بتجارب قاسية، وهناك أشياء لا يمكنني مشاركتها.
إيلين: (بصوت هادئ) لكنني أستحق أن أعرف. أريد أن أفهم لماذا أشعر بأنني محاصرة بأشباح الماضي.
حبيبة: (تتردد للحظة، ثم تقول بصوت منخفض) حسنًا... سأخبرك ، لكن عليك أن تكوني مستعده لما ستسمعينه.
إيلين: (تأخذ نفسًا عميقًا) نعم، أريد أن أعرف كل شيء.
حبيبة: منذ سنوات طويلة عندما كنت في سن الخمسة وعشرين أحببت شاب اسمه الحارث، أحببته حبًا جمًا وفي كل مرة أخبره بها عن مشاعري يرفضني وفي كل مرة أشعر بغضب شديد لدرجه أنني كنت أصنع السحر للزواج ممن احب لكن السحر فشل وتحول الذي احبه قربان للشيطان حتى يرضى عني ولكن هند بنت قزح فشلت في قتله وتقديمه قربان لوالدها وتزوجته بدلا من قتله وانجبت منه ولد.
وبعد زواجه من هند أصبح مطلوب لعشيرة هند ويجب قتله أو أن يرتد عن دينه لكن هو رفض أن يرتد ، بعد أن سلمته انا لقزح واخبرته أنه خرج من مملكة الجن العلوي المسلم، أنا من أخبر قزح عن مكانه، فقاموا بسجنه هو وهند والطفل وبعدها قتلهم جميعًا.
إيلين: (تتجمد في مكانها، عيناها تتسعان من الصدمة) ماذا؟ هل تقولين إنك استخدمت السحر؟ لقد ظننت أن غسان يكذب.
حبيبة: وما دخل غسان بالقصة؟
إيلين: ( تضحك بسخرية) حسنًا سوف اكمل لك القصة انا.
قزح قتل فقط هند والحارث.
حبيبة: والطفل؟
إيلين: لا لم يقتله بل قام بتربيته هو.
حبيبة: لم أفهم وما علاقة غسان بهم؟
إيلين: ( تضحك بسخرية ) لأن غسان هجين.
محمد: كيف؟
إيلين: أجل هجين هو ناتج عن زواج هند بنت قزح من الحارث، واسمه الحقيقي دهار ويريد الانتقام.
حبيبة: ( مندهشة ومشوشه) كيف؟ ولماذا لم أستطع أن أراه على حقيقته.
إيلين: لأنه هجين.( بغضب) وانا الان احمل داخل احشائي بذره شيطانيه ملعونه منه سوف تدمرنا جميعًا لأنه سيكون و وريث المملكة وأقوى من والده.
حبيبة: ولكن كيف حدث كل هذا ؟
إيلين: ( بغضب شديد ) لأنه قرر الانتقام منك ولم يجد طريقه للانتقام أسهل مني، أنت السبب في كل ما حدث في الماضي وما يحدث الآن، كله بسببك، وعندما قرر الانتقام قرر الانتقام مني انا بجعلِ حامل منه ببذره شيطانه قد تدمر العالم كله، فقط لأنه رفضك، لماذاااا؟
محمد: إيلين، اهدئي أرجوك.
إيلين: كيف لي أن أهدأ وهي من تسبب في جعل حياتنا كالجحيم.
حبيبة: ( تنهار بالبكاء ).
إيلين: ( بغضب ) بكائك لن يفيدنا في شيء، استعدي لتموتِ كما ماتت أمه وابوه ، وأنا سوف أنظر لموتكم وانتظر موتِ تسعه أشهر حتى أضع وريثه وبعدها يقوم بقتلي، (بغضب شديد ) أجل ابكي أكثر.... ابكي ... ابكي..
حبيبة: (تتراجع بخوف) إيلين، لا تتحدثي بهذه الطريقة. أنا لم أقصد أي أذى. لقد كنت أريد فقط أن أكون مع الحارث.
إيلين: أنت فقط كنتِ انانيه... جعل منك الرفض مجنونه ومهوسه.
محمد: (يحاول التدخل) إيلين، يجب أن نكون معًا في هذا. لا يمكننا أن نسمح للغضب أن يسيطر علينا. نحن بحاجة إلى التفكير في كيفية مواجهة هذا التهديد.
إيلين: ( تضحك كالمجنونة ) ههههههه
مواجهة؟ ( بغضب ) عن أي مواجهة تتحدث أنه أقوى مني ومنك ومنها بكثير أنه قوي لدرجه لا تستطيع أن تميز بينه وبين البشر الحقيقين.
حبيبة: (تبتلع دموعها) إيلين، أنا آسفة. لم أكن أعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد. لم أكن أريد أن أكون سببًا في كل هذا.
إيلين: (تتوقف عن الصراخ وتبدأ في البكاء) لكنك كنتِ، السبب في كل ما حدث. كل شيء كان سيختلف لو لم تفعلي شيئًا، وتقبلتِ الرفض.
فجأة تسلّل الدخان الكثيف إلى الغرفة، ينساب كأفعى سامة بين الأقدام، وتكاثف الضباب حتى خنق الأضواء. ارتجف الجميع، وبدأت نظراتهم تتخبط في كل اتجاه بحثًا عن المصدر...
وفجأة... انطلق صوت أجوف من وسط العتمة، كأنه قادم من باطن الأرض:
"ههه... توقفوا عن هذه الترهات، فأنتم على وشك النهاية."
تجمّدت الأنفاس، ليظهر دهار من بين الدخان، بهيئته المرعبة، وعيناه كجمرتين تتوهجان شرًا...
تتجمد الأجواء في الغرفة، ويشعر الجميع ببرودة تسري في عظامهم عند رؤية دهار بشكله المرعب.
إيلين: (تتراجع برعب)
دهار: (يضحك ببرود) هل تعتقدون أنكم تستطيعون الهروب من مصيركم؟ كل هذا الصراع لن يجدي نفعًا.
حبيبة: (تتراجع إلى الوراء، عينيها تتسعان رعبًا).
محمد: ( بسم الله الرحمن الرحيم وشفتاه ترتجف).
دهار: (يبتسم ابتسامة ساخرة) ما بكم خائفون من صهركم... هههههه.
حبيبة: (تتجمع شجاعتها) لماذا تفعل هذا؟ ماذا تريد منّا؟
دهار: ( يضحك بسخرية) هل أنت ساذجة هل نسيتِ ما فعلتيه بأهلي؟
إيلين: (تصرخ) لن اسمح لك بأن تأذي أهلي.
دهار: (يضحك مرة أخرى) سنتحدث عن هذا في مملكتي. (يبتسم ابتسامة خبيثة)
تبدأ الغرفة بالتحوّل تدريجيًا من واقعهم إلى كابوس حيّ؛ الدخان الكثيف يبتلع الجدران، وألوان قاتمة تدور من حولهم كدوّامة، حتى يجد الجميع أنفسهم في عالمٍ آخر... موحش، تشتعل النيران في الأفق، وتنبعث من تحت أقدامهم كائنات مظلمة تهتز الأرض مع ظهورها.
إيلين: (ترتجف، تنظر حولها):
"أين نحن؟!"
دهار: (يظهر خلفهم فجأة، مبتسمًا بخبث):
"مرحبًا بكم في مملكتي... هنا حيث ينتهي كل شيء."
حبيبة: (تهمس لإيلين):
لا تخافي. أنا معك."
دهار: (يتقدّم نحو حبيبة ويهمس لها):
" هل تذكرين ما فعلته بأهلي؟ الآن... ستذوقين العذاب."
ثم تبدأ الجدران تنزف دمًا أسود، ويُحبس الجميع داخل دائرة من النار. تظهر كوابيس من ماضي دهار—أصوات صراخ، أجساد تحترق، ملك جنيّ عظيم يُطعن في قلبه.
دهار: (بعينين تلمعان حقدًا):
"هل تعلمين من كان أول انتقام لي؟ جدي... قزح. قتلته وأخذت منه كل شيء: مملكته، عرشه، مجده."
إيلين: (بدموع ورجاء):
"أرجوك... أمي لا ذنب لها!"
حبيبة: (تتمالك نفسها):
"دعهم يذهبون... أنا السبب، خذني أنا."
دهار: ههههههه.
حبيبة: ( برعب شديد ) يا رب ساعدنا.
دهار: الآن تذكرتي رب العالمين.. لماذا لم تتذكريه عندما صنعتِ السحر وخبرتي جدي عن مكان والدي؟؟
الآن سوف تذوقي العذاب.
يقوم بحبس إيلين بقفص ويبدأ بتعذيب أمها اولا لأنها سبب معاناته هو وأهله.
دهار (يلوح بيده في الهواء):
"أيتها الأم... حان دورك الآن لتدفعي ثمن ما اقترفته يداك."
تُرفع حبيبة في الهواء بقوة خفية، وتبدأ النيران تلتف حول جسدها دون أن تلمسها، كأنها تهددها بعذابٍ قادم.
إيلين (تصيح وهي تبكي):
"لا! لا تؤذِ أمي! خذني أنا بدلاً منها!"
دهار (بابتسامة شريرة):
"العقاب لا يُورّث، بل يُذوق... وستتذوقينُ أنتِ أيضاً، لكن لكلٍّ دوره."
تتساقط من سقف المكان قطرات سوداء تتحوّل إلى قيود تشد أطراف حبيبة، تُحبس داخل دائرة رمزية تُظهر كل مشاهد ماضيها: الطفولة، الأم، الابنة، لحظات الحب والخوف والخذلان، وكأنها تُعذَّب من الداخل.
حبيبة (بصوت يخرج متقطعًا):
"اغفر لي يا رب... سامحيني يا إيلين..."
دهار (يقترب منها):
"كل دمعة نزفتها أمي، كل صرخة أطلقتها... سأسترجعها منكِ واحدةً بواحدة."
هل تعلمين أن أول انتقام لي كان من جدي قزح
قتلته... اجل قتلته ...جدي الملك قزح الذي لا يهزم قمت بقتله وأخذت منه المملكة والعرش والانتقام لأهلي.
حبيبة: ( بإرهاق) وكيف قتلته؟
دهار: ههههههه وضعت له الزقوم في شرابه.... ههههههه
* * * * * * * * * * *
المكان: مملكة قزح.
الخادم: ( ينحني) مولاي .
قزح: تفضل بالدخول.
الخادم: مولاي إن سيدي دهار في الخارج يطلب منك الأذن في الدخول لحضرتك.
قزح: هذا حفيد .. اسمح له بالدخول فورا و دون الرجوع إلي.
الخادم: أمرك يا مولاي.
تفضل في الدخول سيدي..( ينحني).
قزح:** (يلاحظ شيئًا غير عادي) ما هذا الاضطراب في مملكتي؟
دهار: احاول أن أشعل الفوضى في مملكتك.
(بغضب) حان الوقت لتدفع ثمن ما فعلته لعائلتي.
قزح ينهض، ويتوجه نحو دهار بنظرة متجهمة.
قزح: (بصوت عميق) لقد كنت أتوقع أن تأتي للانتقام مني. لكن لا يمكنك تحدّي ملك الجن بدون ثمن.
دهار: (يمتلك الثقة) لم أعد ذلك الفتى الضعيف! يا جدي ( يقولها باستهزاء)
قزح: ( يصرخ بغضب ) أيها الحراس.
دهار: ههههههه لا تتعب نفسك كل من في المملكة تحت أمري انا... ههههههه.
لا تخف لن تشعر بشيء عندما تموت.
قزح: ( نظرات الخوف والدهشة عليه) كيف؟
دهار: لأنني بكل صراحة وضعت لك الزقوم في كأس شرابك.. ههههههه.
يسود الصمت، وبعدها يقع قزح على الأرض و الدماء تخرج من فمه و بدأ جسده يتلاشى ويتبخر.
· * * * * * * * * * *
المكان: زنزانة مظلمة داخل قلعةٍ متهالكة في قلب مملكة بني الأحمر
كانت إيلين تجلس داخل قفصٍ حديديٍّ مُعلّق في منتصف الغرفة، بطنها المنتفخ يكشف عن شهور الحمل المتقدّمة. يلف جسدها الغبار والدماء، ووجهها شاحب من الألم، لكن عينيها ما زالتا تقدحان بالكرامة.
دهار: يدخل المكان، بهيئته البشرية، لكن عيونه كانت تتوهج بلون عسلّي ينذر بالخطر. يقترب ببطء، يضع يده على قضبان القفص:
(بصوت بارد): "اقتربتِ من منحي ما أريد يا إيلين... وريث المملكة. وبعدها... كل عائلتك سيدفعون الثمن."
إيلين: (بصوت ضعيف ولكن متحدٍ): "لن تخرج من هذا العالم حيّاً... لا أنت ولا مملكتك."
يتحوّل وجه دهار للحظات إلى هيئته الشيطانية، قرناه يبرزان من رأسه، والدخان يتصاعد من جسده.
دهار: "أنتِ لا تملكين خياراً.
المكان: سراديب قصر مملكة بني الأحمر- الزنزانة السفلية.
كانت أم إيلين مربوطة بسلاسل مسحورة، تُجبرها على تكرار مشهد مقتل عائلة دهار، وكل مرة، تشعر بنفس الألم يلي تسببت فيه. كل صرخة من دهار في الذكرى، تنعكس عليها جسديًا.
أما والدها، فكان محبوس بقفص زجاجي يتقلص مع الوقت، والهواء فيه يقل تدريجيًا، يجعله يرى ابنته إيلين محبوسة بدون أن يستطيع أن يلمسها أو يحميها.
دهار كان يراقبهم من بعيد ويقول:
دهار (ببرود): الموت السريع رحمة... وأنتم لا تستحقونها.
· * * * * * * * * *
بعد أيام من العذاب النفسي والجسدي وقف دهار أمامهم داخل دائرة التعذيب توسطها والدتها ووالدها، مُقيّدين بالسلاسل، وآثار التعذيب بادية عليهما. النار تشتعل خلفهم، والهواء مليء برائحة الحديد والرماد.
وإيلين كانت راكعة داخل القفص الحديدي، يداها مقيدتان، وعيناها ممتلئتان بالدموع والرجاء. جسدها المرتجف يرتعد من الألم والخوف، وبطنها المنتفخة دليل على قرب ولادتها.
إيلين: (بصرخة مبحوحة) "دهار!! أرجوك لااااا!! أرجوك... لا تأذيهن!!"
دهار: يلتفت بنظرة باردة، وعيناه المتوهجتان تتقدان بالانتقام.
"كان عليهم دفع الثمن يا إيلين... مثلما دفعت أنا ثمناً لحياتي كاملة."
ثم بصوت جاف، أشار للجلاد: "ابدأ بالنار."
صرخات الألم انطلقت، وجسد والدتها احترق ببطء أمام عينيها. والدها صرخ باسمها، وآخر ما سمعته كان همس "سامحيني يا بنتي...".
إيلين: صرخت بأعلى صوتها، انفجرت بالبكاء، وقلبها تحطم، وجسدها ارتجف بقوة... ثم صرخت فجأة وهي تمسك بطنها: "آآآه... الطفل... رح أولد!!"
دهار: اقترب ببطء، وهمس خلف القضبان:
"لن تولدي إلا تحت سُلطتي... فهذه المملكة بحاجة لوريث... ابنك... ابن ملك الظلام."
استفاقت إيلين مفزوعة، قلبها يقرع كطبول الحرب.
أنفاسها لاهثة، جبينها متصبب عرق، والغرفة... مظلمة تمامًا.
نظرت حولها، لا أثر للمنزل الكبير، ولا للزوج الغريب، ولا للعيون السوداء التي لاحقتها في كل زاوية.
“كان... مجرد كابوس؟”
زفرت براحة، مدت يدها لتمسك كأس الماء،
لكن أصابعها لامست شيئًا بارداً… صلباً…
نظرت ببطء، وهناك، على إصبعها…
كان الخاتم لا يزال هناك.
ابتسمت بخوف وهمست لنفسها:
"أنا... عدت لحياتي."
لكن صوتًا خلفها، ناعمًا ومألوفًا، قال:
"قلتي وداعاً قبل أن أُكمِل انتقامي."
ثم...
انطفأ الضوء.
تمت
بقلم: سدرة غنام