انظر يا اخي ! وتأمل !
عندما كنت صغيرا! لن انكر انني قد نلت بعضا من ضربات ! قليل من الحروق ! وكثير من الندوب والجروح !
لقد كنت ولدا كثير المرح والحيوية !
كثير الحركة والتجارب !
لقد كنت مهووسا بذلك !
لذا كانت طفولتي مؤلمة نوعا ما ! فيها الجروح ! وفيها الندوب التي لا تزال حتى الان ! وفيها ذكريات أليمة !
هذا لا ينفي ايضا انني نلت نصيبا من الجمال الطفولي ! وبديع الذكريات وافضل الايام !
لكنني !
و لكن هذا الطفل الصغير !
ينام هاني الباااال ! مرتاح النفس ! يبكي مرات من جرح ! لكنه ينام والبسمة لا تغادر شفتيه !
عجبا اخي ! اتنظر !؟ رغم كل ذلك اليوم هو قد نام سعيدا فرحا من يوم جميل !
لِمَ !؟
اتنظر يا اخي !؟
لننظر الان!
الان شابٌ :
لربما لدي بعض من الهموم ! اتت من بعض المشاكل ،
حلت علي مشاكلٌ ، ربما قليلة او كثيرة ،وحياتي متنوعة ! فيها السقيم وفيها الجميل ! اتمتع بشبابي ! وقوتي وتارة حزين كئيب من الهموم والغموم !
حسنا لربما يومي ليس حيويا كالطفل الصغير! لا لعب فيه كثيرا ولا مرح !
لكنه بالتاكيد يحوي جانبا من الجمال ! والسعادة والطمأنينة !
لكن للاسف ! سأنام نومة فقط للراحة ! كانني استريح من تعب ! من هم وغم ومن مشاكل فكرت فيها وخممت!
وكذلك تندثر تلك النظرة الجميلة من وجهي!
تختفي تلك البسمة !
وينطفئ نور الوجه !
وأنام كانسان بلا روح !
لنقل الان!
ان كلاهما نفس الشخص ! متكافئان في الاحداث !
فقط احدهما صغير والاخر شاب كبير !
احدهم ! رغم صغره ! وجروحه وآلامه ! ينام سعيدا فرحا ينتظر القادم بقلب متفائل !
الاخر ! رغم نضجه ! ويومه المشغول ينام بملامح روبوت ! فقط ليستريح ! لينال قسطا من الراحة !
ما الفرق اخي !؟
ما الذي تركناااه في طفولتنا عندما نضجنا ! وبسببه لم نعد نتوق للقادم ! ولانبتسم رغم الالام ، ما ذاك الشيء الذي جعلنا نرى الاشياء الجميلة فقط ! حتى في جروحنا !
الفرق هو يا اخي انه دائم التفائل ! متيقن بانه سيجد الفائدة والمتعة ! متيقن حق اليقين ! بان يومه سيكون جيدا رغم كل شيء ! رغم ألمه وجرحه الا انه متفائل بانه وجد فرحته ! والشاب الكبير ولان البؤس ملكه ! سينتظر الليل باحر من جمر حتى يستريح من يومه البائس !
اما الصغير ولانه معتقد ومتفائل بشأن الغظ سينام مسرورا له وينام فرحا ! لانه وبالرغم على ما حصل ! كان يوما تمتع فيه ولعب ! ونال فرحته ومراده !
.
هو يا اخي لم يترك تلك الندوب ! وتلك الجروح والحروق ! وباقي الاحداث والآلام ان تعكر صفو يومه وتمنعه من تكملة رحلته المرحة !
بل هو يحاول ان يجد الشيء الجيد في تلك الجروح والاحداث !
لكن الشاب وللاسف تملكته السلبية. نضج وترك روح الطفل في التفاؤل والايجابية !
"كبر ونسي خلفه متاع طفلٍ ! كبر ونسي متاع الرحلة "