دقت الساعة الثانية صباح يوم الإثنين 1930 / 1 / 6 ميلاديا وكانت السيدة هاجر تعافرمن أجل وضع وليدتها الثالثة أخبرتها الداية بأن تحافظ على تنفسها كي لا تختنق وكان الوضع أصعب بكثي ر من المرات السابقة ورغم أنها كانت تحاول بكل ما أوتيت من طاقة إلا أن الوضع لم يكن على ما يرام وبدأ ينتقل من سيئ لأسوأ وبعد طول انتظار وظنهم بأنها ستموت هي وطفلتها و أخذت تزفر السيدة هاجر أنفاسها ببطء شديد وأحست بأن أجلها قد اقترب لا محالة وقبل أن تستلم لقدرها حدثت المعجزة وصدر صوت بكاء الطفلة وجلجل المكان وبعد أن اطمأنت الداية على أنفاس الأم التى عادت تنتظم مرة أخرى هللت بزغروتة
"الحمد لله بنت زي القمر" هكذا قالت الداية وبعد أن رأت السيدة هاجر طفلتها ورمقتها بنظرة هادئة لتطمئن عليها أغمضت جفناها المنهكين ونامت من التعب وسط فرح عارم بأنها ما زالت على قيد الحياة وبذاك المولود الجديد الذي نجا من الموت بإعجوبة، ولكن فرحتهم كانت ناقصة فهذا اليوم يُصادف يوم محاكمة السيد كريم والد الطفلة التي ولدت توا والأجواء كانت متوترة ومضطربة للغاية
حتى أنهم لم يسموا هذه الطفلة بعد ...
"ومن خلال ما سبق سيدي القاضي يثبت لنا أن المتهم بريء وأن هذه التهمة قد لُفقت له تلفيقا واضحا" هكذا قال محامي السيد كريم وهو متأكد ا من براءة موكله بعد أن عرض بعض المستندات الهامة التي تبرهن صدق أقواله وبراءة موكله وبعد المداولة تم الحكم على السيد كريم بالبراءة من التُهمة المنسوبة إليه وهي تهمة القتل فصار يلتفت حوله معتقد ا بأنهم يتحدثون عن شخص آخر من هول الصدمة! هل سيصبح أخير ا حُر ا بعد أن قد حُكم عليه بالمؤبد ،،
أيعقل أن يتغير الحكم هكذا من أول إستئناف له ؟! لقد ظهرت برائته في بضع دقائق, شكر الحاج كريم محاميه بشدة ووعده بأنه سيُسعد قلبه كما فعل و جَميله هذا سيبقى قي رقبته إلى آخر يوم في عمره ؛ وأنهى معه ما تبقى من أوراق خروجه دقائق!! ..... إنها حقا معجزة!!
شكر الحاج كريم محاميه بشدة على جهوده التي بذلها فى إثبات برائته ووعده بأنه سيُسعد قلبه كما فعل و جَميله هذا سيبقى قي رقبته إلى آخر يوم في عمره؛ وأنهى معه ما تبقى من أوراق خروجه وكان مع غروب الشمس أمام بيته
ولما رأه أهله أخذوا يحتضنونه ويقب لوه ونظر حوله فلم يجد زوجته الثانية السيدة هاجر فسأل عنها وسرعان ما أخبروه بإنجاب زوجته لابنته هذا الصباح وكيف أنها كادت أن تموت هي وطفلته لولا لطف الله بهما، فذهب مهرولا إلى غرفتها ليطمئن عليهما ورأى طفلته للمرة الأولى وهي تنام بجوار أمها فحملها بين يديه بحرص وقب ل جبينها الصغير ورفعها إليه وهو ينظر إليها بحُب وفى نفس اللحظة استيقظت زوجته من نومها وقالت بتعجب واستغراب: كريم!! أنت هنا؟!! إزاي طلعت؟!!
رد عليها وهو مبتسم وينظر لطفلته ويردد: معجزة!!!
وبدأ يقص لها عما حدث له هذا اليوم وكيف أن معجزة من السماء قد أنقذته من ضياع عمره خلف القضبان ظلما ؛ ومن يومها صار اسم هذه الطفلة "معجزة كريم"...
ف هل سيكون لهذه نصيب ا من اسمها كما يقولون في المثل لكل من اسمه نصيب؟ تعالوا لنرى ذلك سويا ...
ترعرعت معجزة في قرية صغيرة على ضفاف النيل فأمها كانت أمية ووالدها كذلك وكان من عادات قريتها أنهم يعلمون الأولاد ططفقط دون الفتيات وكانت والدتها الزوجة الثانية لأبيها فهو قد تزوجها على السيدة "أنيسة" والتي كانت من بنات تلك القرية أما السيدة هاجر والدة معجزة لم تكن كذلك وإنما هي من الغجر الذين يسكنون الجبال ويرتحلون في الصحراء وقد تعرف عليها السيد كريم عندما كان ذاهبا في رحلة تجارة مارا على خيامهم وقد استضافه والدها في خيمة له و قد أكرمه و أحسن ضيافته وصار يتردد عليهم بين الحين والآخر حتى تعرف على هاجر وتزوجها وقد أثرت البيئة التى تربت فيها هاجر عليها بشدة!
فعلى الرغم من جمالها الفتان وعيونها البنية اللامعة التي تكحلت بكحل البدو وَالرُّحَّل، قد اتسمت صفاتها بالصرامة والحزم واستغلال كل الموارد المحيطة لسد الحاجة واتصفت أيض ا بالجود والكرم غير أنها كانت جامدة القلب قلما وثقت ببشر وقلم ما اعترفت بحبها
لأحد حتى لأبنائها!...
ولم تُرد هاجر أن تكون قلوب ابنائها ضعيفة مثل ابناء القرية التي عاشت فيها مع زوجها وحاولت أن تزرع صفات الشدة والقوة بقلوب أبنائها ليتسمو ا بالقوة والشجاعة مثلها و عوتهم على عدم الثقة بالناس أبدا مهما كانت درجة قربهم وهذا بالنسبة لها كان خيرا لأنهم هكذا لن يشع روا بألم الفقد أو البعد ولن يصبحوا ضعفاء أو يثقون بأحد فيخذل طيبتهم...
وأما معجزة فهي كما المرآة التي تعكس أفعال أمها كلها دون تفكير حتى أنها كانت تتكلم بلهجة أمها إلى أن كبرت قليلا وبدأت تتحدث بلهجة الأقارب والأصدقاء وكان ترتدي عباءة أهدتها لها خالتها لتميزها عن أزياء بنات القرية وتتكحل من صغرها بتلك الكحل التي كانت تضع منها أمها حتى قصة شعرها كانت تتركه مفرودا وعليه غطاء يشبه أهل أمها، فكان رضا والدتها عليها بالدنيا وما فيها، وجمعت معجزة بأمها علاقة من أوتد العلاقات التي يمكن وصفها ؛ وكانت أمها تكافئها كلما قست وأظهرت جفاءها وإذا ما لآن قلبها أو عادت لفطرتها الطيبة نالت من ويلات أمها الكثير ولي س هذا فقط؛ فقد كانت تعلمها بعض الأفعال الخاطئة مثل الحب
الكبير للذات وتفضيل نفسها على الجميع كأنه لم يُخلق غيرها والنرجسية وعلمتها التقليل من جميع أقرانها وهذا بحجة أن سيجعلها لا تخاف إلا على مصلحتها الخاصة وكانت معجزة تسمع هذظكا الكلام وتعمل به دون تفكير، حتى أنها في بعض الأحيان كذبت على
أمها وحكت لها قصص ا لم تحدث عن صفعها لفلانة وسباقها لأخرى .
وكانت السيدة هاجر تأحذ أطفالها لتزور أهلها كل شهرين مرة و أحب أبنائها هذه الرحلة وانتظروها على أحر من الجمر خاصة معجزة التى دائما ما أحبت تلك المناظر الطبيعية و التأمل فيها بالساعات طوال مكوثهم هناك وعندما ترجع للقرية تجلس مع أصدقائها من القرية وتسامرهم وتحكي لهم عن رحلاتها وصولاتها و عن طريقتهم في الطبخ وعن تلك الفرن الموجودة تحت الأرض والحجر الذي يوضع فوقها حتى يطيب الطعام فقد كانت لديها ملكة التحدث والرواية منذ صغرها ...
ومرت الأعوام وبدأ يظهر على معجزة ملامح النضج وابتعدت عن كل تلك الأفعال السيئة حتى أنها حاولت أن تنصح أمها بالتوقف عن ذلك وكم أن لهذه الأفعال من آثار سيئة تعود عليهم ولكن أمها اتهمتها بأنها ضعيفة وتخاف من الوقوع في المشاكل لا أن تخوض في أعماقها وهي واثقة بأن لا أحد سيقدر أن يغلبها، وما زاد الطين بلا أن معجزة أحبت زوجة أبيها السيدة "أنيسة"
وأحبت الكلام معها وبساطتها وحاولت مساعدتها كثير ا لكن فعلت ذلك من وراء أمها حتى لا تنهرها أو تعاقبها، وذهبت مرارا بالهدايا والطعام لأختها من أبيها "عزيزة" والتي كانت زوجة أبيها ترسله معها وأخذت تزورها كثير ا في بيتها، وحاولت أن تكون حذرة جدا في ما تفعله من خير لأختها غير الشقيقة لأنه إن علمت أمها فعلها هذا فمن المحتمل أن تقتلها!
وهذا كل ما فكرت به تلك البريئة الصغيرة ولكن من الصعب أن تُخَب ئ هذه الحقيقة لفترة أطو ل من ذلك...
وفي يوم اتفقت فيه مع زوجة أبيها أنها ستذهب بالفاكهة و الهدايا بعد أن تذهب أمها لجارتهم كما أخبرت معجزة ف انتظرتها حتى إذا بها خرجت من باب البيت هرولت إلى زوجة أبيها و أخذت منها الأكياس والهدايا وإذا بها قد أوشكت على الخروج من البيت لتفاجأ بأمها قد رجعت لأنها قد نست شيئا وعادت لتأخذه من البيت فنظرت للصغيرة بعين حائرة وإذا بها تراها تُخبئ الكثير من الأشياء خلف ظهرها مرتبكة وغير مستقرة بمكانها فسألتها أمها "إيه كل إللي في إيديكي ده؟" فازداد ارتباك معجزة ولم تكن تدري بما تخبرها ولم تتحدث ف زادت حدة صوت أمها وهي تقترب وتقول لها : "مبترديش ليه ؟ قلت اتكلمي يا بنت!! جبتي كل ده منين ورايحه بيه على وين " فأخبرتها معجزة وهي ترتجف بأنها مجموعة هدايا ستذهب بهم لأختها صفية فقالت له ا أمها وهي تكاد أن تنفجر غيظا "وانتِ معاكي فلوس منين تشتري كل ده؟ " فقالت لها معجزة بارتجاف يعلو وجهها بأن زوجة أبيها اشترتها وطلبت منها أن تذهب
وتعطيهم لعزيزة أختها فردت الأم وقد زاد صوتها حدة وعلو ا وقد أمسكت بيد معجزة.. .
"أنتِ شغالة خدامه عند مرات أبوكي ومش بتسميعي كلامي يا بنت أنتِ !!"
ولم تكن تدري تلك الصغيرة بما ترد وللحظة تمنت لو أن الأرض تنشق وتبتلعها لكن للأسف لم يحدث ذلك ولم تنشق الأرض ونالت من ويلات أمها يومها ما نالت!
وأضحت على مدار شهرا تحت الرقابة من أمها لكي لا تفكر حتى في النظر أو الحديث إلي زوجة أبيها وحاولت أمها إبعادها عن المنزل بشتى الطرق كي لا تتعامل معها، ولربما كانت هذه الفترة من أقسى الفترات التي مرت على معجزة وبالرغم من أنها معاقبة وأن أمها لا تود رؤيتها وممنوعة من زيارة أختها الكبرى أو الدردشة مع زوجة أبيه ا إلا أنها كانت تجد فرصة كبيرة في التأمل والسير طوال اليوم حتى المساء، فلم تكن معجزة تلك الطفلة التي تحب اللعب مع الأطفال والجري والسباق ولكن كان لها عالم ا وأسلوبا خاصا فتارة تجدها تلك الفتاة خفيفة الظل التي يحب الجميع مرافقتها إلا أنك تجدها أغلب وقتها لا تحب الثرثرة الفارغة وتحب أن تجلس بمفردها أطول وقت ممكن ولربما كان لعقاب أمها أثر كبير على مداومتها على هذه العادات الهادئة وتشعر بالامتنان على هذا العقاب الذي يجعلها تجلس هادئة أطول وقت ممكن ،، فهكذا هي الحياة تُهدينا الورود مُحاطة بالشوك، وهكذا هي معجزة تنظر دوما للجانب الإيجابي من كل شيء حتى أن من يراها قد يظن بأنها أسعد إنسانة على وجه الأرض وهي لديها من الهموم والتعب ما يكفي سكان الأرض كلهم ولا ينفذ...
وفي يوم وكما هي العادة مع هذه الصغيرة التي لم تتجاوز الثانية عشرة بعد، أخذت تتمشى وتتأمل حتى وصلت إلى نقطة بعيدة جد ا عن بيتها على الجانب الآخر من القرية فنظرت إلى النيل وهو يزين أطراف قريتها الصغيرة لحظة غروب الشمس وحينها كانت
قريبة من مسجد القرية الذي لم تكن تعلم عنه الكثير سوى أن بعض الرجال يجتمعون فيه لسبب ما ليس من شأنها... كانت الصغيرة تتأمل في هدوء وسكينة وتفكر هل يوجد شيء في هذه الحياة أقوى من أمها أو شخص تتكلم معه وتطمئن إليه ويسمع أفكارها دون أن تكون خائفة بأن يذهب للحاجة هاجر والدتها ويخبرها بما قالت؟ ومن ثم سألت نفسها تُرى من خلق هذا العالم ولماذا قد خلقنا أصلا ؟ وإذا بها أثناء هذا الحوار الداخلي تسمع صوتا عذبا يقول:
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لاإله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن مُحمدا رسول الله،
أشهد أن مُحمدا رسول الله،
حي على الصلاة، حي على الصلاة،
حي على الفلاح، حي على الفلاح،
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله"
كان الصوت منخفضا في الخارج عاليا في داخلها وكأنها تسمعه لأول مرة في حياتها كان كما أنه يجيب على أسئلتها ويطمئنها على حالها ، ذاك الصوتالمألوف والذي يتردد حولها في أوقات معينة لم تكن تدري معجزة ماذا يعني؟! ولكن قلبها ظل ينبض وينبض، لم تكن تعلم المعنى وودت لو أنها تعلم!
لاحظت معجزة هبوط بعض الدموع على وجنتيها دون أن تشعر وذهبت مسرعة إلى مسجد القرية تراقب المصلين بعين قلبها، نعم هي حتما تريد أن تعرف ماذا يفعلون ولمن يتذللون ويركعون! فهي -
وعلى الرغم من أنها تعيش في بيت مسل م وأباها وأمها مسلمين إلا أنهم لم يكونوا بذاك القدر الكافي من الالتزام بفرائض الدين وكانت تشغلهم الحياة كثيرا عن دينهم.. .
جلست الصغيرة تتأمل في الناس وهم يصلون حتى أنهوا صلاتهم ثم عادت للبيت , وسهرت معجزة تلك الليلة وهي تفكر بما سمعته ورأته، وخططت للذهاب في صباح اليوم التالي لذاك المسجد حتى وهو بعيد عن بيتها أميالا إلا أنها ستفعل أي شيء لتتعلم هذه الصلوات وتصل إلى تلك السكينة التي رأتها لأول مرة في ذاك المكان، وبالفعل ذهبت معجزة في اليوم التالي ووقفت أمام نافذة المسجد وأخذت تستمع إلى الأمام وهو يتلو القرآن وكان هو يتلو وهي تردد لم تدرك حينها ماذا يحدث ولكن هذا الكلام أَسَرَ قلبها وعقلها في آن واحد! وبدأت تسأل من تعرفهم من أولئك المصلين عن ماهية صلاتهم وسببها وكيفيتها وأسئلة كثيرة تطرحها على الخارجين من المسجد والداخلين له وحاولت بذل جهدها في تعلم الصلاة وعلوم الدين من الإمام والمشايخ بالمسجد ولكن للأسف لم تستمر تلك الروح العالية بسبب جارها متصنع التدين ذاك الذي كانت كلماته كما الرماح التي ترمى في عنق تلك الصغيرة فكان يذهب للمسجدكثير ا ليحترمه الناس ويتكبر عن الإجابة على أسئلتها بل ويسخر منها ويدعوا الجميع للسخرية منها ومن لهفتها الزائدة في التعلم وإصرارها على تلقي العلوم رغم أن النساء برأيه لا يجب عليهم أن يتعلموا شيئا قط بل يجلسون للخدمة في البيت ليس إلا؛ لم تعلم معجزة حينها لما يعاملها بهذا التسلط والعداء وكيف له بأن يذهب للمسجد بهذا القلب الأسود كل يوم ولا ينظفه !، مَثَّل لها ذاك الشخص كل معاني الخسة والتكبر، كأنه التطبيق العملي للفظة "شيطان" والتي قد سمعت به في درس ديني، نعم هو الشيطان لأن الشيطان الرجيم يُبعدُ الناس عن ذكر الله كما يفعل هذا الجار السيئ! والذي لم تنس كلماته الجارحة واستهزائه المتكرر بها طوال عمرها وكيف لها أن تنسى حماقاته المتكررة والتي لا يوجد لها تفسير منطقي في عقلها الصغير الذي لم ينضج بعد، وعلى الرغم من صعوبة حفظ القرآن على الشخص الأمي لم تستسلم معجزة يوم ا لهذا الشيء وحفظت منه قدر المستطاع بل وحفظت أيضا الكثير من الأحاديث بالاستماع فقط!، وداومت تَدْرِيب نفسها على الصلاة بداية ثم صارت تؤديها بانتظام وكانت تقول بأنها تُحلق في سماء الكون عندما تسجد لله سبحانه وتعالى، وتشعر بأنها قوية بالله، وهذا يكفيها فصارت كالنور الساطع من بيت أبيها، حتى أن السيد كريم ذات مرة من المرات كان يُنادي عليها حتى تساعده في حمل بعض الأشياء فردت أمها وقالت "البنت بتصلي يا حج، تخلص صلاة وأناديهالك على طو ل" فقال متعجبا : "بتصلي! طيب والله كويس أن فيه حدا يصلي ف البيت ده خلي البركة تعم علينا"
فدعمها أبوها بكلماته البسيطة تلك أشد الدعم مما جعل لمعجزة قدر كبير بين إخوانها وخاصة أنها الوحيدة التي تُصلي الفرض بوقته فكانوا يتعلمو ن منها الصلاة ويقلدونها كي ينالهم حظا من مدح والده متارة وللوصول لذاك السلام النفسي تارة أخرى، وبفضل
من الله وبسبب معجزة التي لم تكمل العقد الثاني أصبح البيت كله يُصلي ويدعي ربه بما يريد وإخوتها الستة اولئك كانوا يتسارعون في الصلاة والقيام ويتعلمون منها ويستشيروها إذا تعسر عليهم شئ وهذا كله في خلال عام واحد فقط بعد تعلمها للصلاة والدعاء وأركان الدين وبدأ قلب السيدة هاجر يلين بما تسمعه من ابنتها عن تقوى الله والحساب والعقاب وأن الدنيا سريعة الانتهاء والدار الآخرة خير للذين اتقوا، وظلت معجزة تنصح أمها كلما رأتها ف سمحت لمعجزة بالكلام مع زوجة أبيها ورغم صعوبة ذلك عليها لكنها رأت خيرا ما يكمن في ذلك وهدوء لأمور بيتها وبدأت السكينة ت حل على أجواء البيت شيئا فشيء؛ ولكن ما كان في انتظار هذه العائلة سيغير مجرى هذه القصة التي أوشكت أن تبدو قصة سعيدة هيا بنا إلى الفصل الثاني لنرى ما حدث...