الألفاظ ذات حقيقة غامضة، فالألفاظ التي نستخدمها في حديثنا هي باب من أبواب السعادة أو التعاسة، نفتحها في وجوه الآخرين، منفذ للتفاؤل أو التشاؤم.
فاحرصوا أن تزرعوا مفردات وألفاظ التقدير في حياتكم، في حواراتكم، مع أُسركم وأصدقائكم، بل حتى مع الغرباء.. اختاروا ألطف الكلمات، وأجمل الألفاظ، وأحسن العبارات، اخلطوا حواراتكم معهم بعبارات حسنة تُمزج بالمحبة والتقدير.
فهناك تقدير معنوي وتقدير مادي، التقدير المعنوي أفضل بالطبع؛ لأن الأثر المعنوي يبقى وينمو ويكبر ويُثمر مزيدًا من النجاح والتفاني والعطاء،
أما التقدير المادي يزول ويفنى.
ولكم أن تتخيلوا كم يومٍ مضى عليكم دون أن تقولوا كلمةً طيبةً لأحد، سواء كانوا أصاحبكم أو إخوتكم أو زملاءكم في العمل.
أنا أقول لنفسي دومًا: الناس بحاجة لكلمة طيبة تُسعدهم، بحاجة للطمأنينة، بحاجة لحسن القول.. كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز:﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ فمن الناس من يكونون بحاجة لمن يتحدث معهم بأسلوب طيب وجميل يتصف بالتفاؤل والطمأنينة، ويفتح أمامهم أبواب التفاؤل.
فاجتنبوا العبارات القاسية والجارحة والمحبطة، واستبدلوها بالقول الكريم واللين، تبادلوا العبارات اللطيفة مع الآخرين، أحسنوا اختيار ألفاظكم وكلماتكم، قد لا تشعرون بقيمة هذه العبارات العابرة؛ لكنها ذات أثر عميق في نفوس الآخرين، واجعلوا نياتك في ألفاظكم الحسنة امتثالًا لقول رسولنا الكريم (ﷺ): «الكلمة الطيبة صدقة».