لقد_كان_حُلماً
في أحد الأيام.....
إستيقظتُ على صوت تقيؤ أُمي وكان الهاتف يرن فذهبت لكي أرد فوجدت أبي وقال لي:-علياء إنتبهِ لما سأقوله لكِ لا تتركِ أمكِ بمفردها وأبقيِ بجانبها إلى حين عودتي سأطلب الإذن من العمل وسأعود بسرعة لكي أأخُذها للطبيب.
فقلت له:- حسناً يا أبي لن أترك أُمي وسأظل بجانبها إلى أن تعود، ثم أقفلت الهاتف وذهبت إلى أُمي....
وبعد فترة قصيرة....
أتى أبي ولم ينتظر أن يأخذها إلى الطبيب بل أحضره معه، وبعد أن فحص الطبيب أُمي فتح دفتره وكتب الدواء بخط غير مفهوم على الإطلاق وهو مبتسم وأخبر أبي بأن كل شيءٍ بخير وأن هذه الأعراض هي أعراض روتينية وتحدث لأي أُم وقال لأبي بأن أُمي تحمل جنين في بطنها وأنها في الشهور الأولى من الحمل، حينها نظر أبي إلى الطبيب ولا يكاد يصدق ما سمعه وظل يشكره ورافقه إلى أن غادر المنزل، بينما أنا ذهبت إلى غرفتي وظللت أُغني وأُغني من كثرة الفرح وأقول لنفسي:-أ يُعقل هذا سيصبح لدي أخ أو أُخت وربما الإثنين معاً أنا لا أُصدق ذلك! وأخذت اُدندن حتى أتى أبي وطلب مني أن أذهب لأُحضر الدواء لأُمي وذهب ليتطمئن عليها...
يوم الولادة....
إستيقظتُ على صوت صراخ أُمي وكانت الساعة2بعد منتصف الليل حينها إتصل أبي بسيارة الإسعاف لكي تأتي وبعدها بربع ساعة أتت سيارة الإسعاف وأخذت أُمي وذهبت معهم عند وصولنا إلى المستشفى نزلنا من السيارة وأخذوا أُمي لغرفة العمليات وظللنا بالخارج أنا وأبي ننتظر حتى تخرج أُمي وكنت أغفو كثيراً بينما أبي ظل يمشي ذهاباً و إياباً، وفي حوالي الساعة 6والنصف سمعنا صوت صراخ طفل صغير يأتي من الداخل فخرج الطبيب وقال لأبي:-مبارك عليك لديك طفلٌ جميل يشبه أمه كثيراً، فضحكت وأكمل كلامه وقال لقد تم نقل أُمي لغرفة أُخرى إلى أن تفيق من أثر المخدر ثم بعد ذلك بإمكاننا أخذها هي والطفل، وبعد حوالي ساعة إستيقظت أُمي وكانت في حالةٍ جيدة وظللت أنظر لأخي وهو نائم كانت ملامح وجهه صغيرة وجميلة؛ وفي ظهر ذلك اليوم غادرنا المستشفى بعد أن دفع أبي تكاليف العملية وذهبنا للمنزل وبعدها أتت خالاتي وجدتي وعماتي وخالي وأعمامي ليباركوا لنا على هذا الطفل الجميل وظلت جدتي معنا بعد أن غادر الجميع لكي تساعد أُمي، وجاء يوم تسمية أخي ظل الجميع يقولون أسماءً كثيرة ولكني صممت على أن أُسمي أخي بنفسي وإخترت له إسم ”وائل“ لأنني أحببت ذلك الإسم كثيراً ووافق أبي على ذلك الإسم وذهبنا معاً للطبيب لكي يأخذ أخي ”حقنة الأربعين“هكذا يُسمونها وحينها قام أبي بتسجيل إسمه وتاريخ ميلاده في السجل المدني...
بعد خمسة أعوام.....
كنا نعيش في سعادة بالغة منذ قدوم أخي إلى هذه الدنيا وكنت لا أُفارقه للحظة واحدة كنت بجانبه على الدوام حتى أتي ذلك اليوم المشئوم، عندما أرسلتني أُمي لمحل البقالة حينها ظللت أُأَكد على أخي بأن لا يتبعني وأنني سأذهب وسأعود بسرعة وكان يقول لي:-حسناً لن أتبعكِ، وعندما ذهبت لحق بي ولم أشعُر بأنه يتبعني وظللت أمشي إلى أن وصلت إلى المحل وفي طريقي للعودة إلى المنزل وجدت بعض الناس حول سيارة يشكلون نصف دائرة وعندما مررت بجانبهم سمعت أحدهم يقول:-لا حول ولاقوة إلابالله، إنا لله وإنا إليه راجعون؛ فأخذني الفضول لأعرف لماذا يقفون هكذا فذهبت إليهم وياليتني لم أذهب لقد وجدت أخي مُلقى على الأرض أمام السيارة وكان غارقاً في دماءِه فتركت كل ما كان في يدي وذهبت إليه وظللت أصرخ فيهم وأقول:-ليتصل أحدكم بالإسعاف..ثم نظرت له وقلت:-لماذا لم تبقى فالمنزل كما قُلت لي لماذا؟، وعندما وصلت سيارة الإسعاف أتى شخص وقام بفحص نبض أخي وقال لي:-إني آسف ولكن هذا الطفل قد مات.. فإنطلقت صرخة مني من دون أن أشعُر:-واااااائل.
وعندما إستيقظتُ وجدت نفسي على فراشي ووجدت أُمي تقول لي:-علياء! ماذا بكِ؟ ومن وائل هذا؟ هل أنتِ بخير.؟، قُلت لها:-أجل أنا بخير.. أ حقاً لا تعرفين من هو وائل؟.. قالت لي:-ومن أين لي أن أعرفه؟ هل كنتِ تحلمين؟حينها أدركت أن كل هذا كان مجرد حُلماً لا أكثر.
فقُلت لها:-أجل لقد كان حُلماً......