التَّدْقِيق اللُّغَويّ: بالنّظر إلى مفهوم التدقيق في معجم المعاني للغة العربية فإنَّ التدقيق هو الضبط والإحكام، والتدقيق مصدر مِن الفعل دقّقَ، وفلان ٌدقَّقَ في الشيء أي أنعم النظرَ فيه ومحَّص، وفلانٌ دقَّق في كذا، أيْ درَسَه بعنايةٍ وانتباه، أمَّا التدقيق العامُّ، فهو المراجعة العامة، واسم الفاعل من دقَّقَ مُدقِّق، أمَّا التدقيق اللغوي، فهو الذي يُعني بتصحيح الأخطاء الإملائيَّة والنحويَّة والصَّرفيَّة، وضبط علامات التَّرقيم في أماكنها الصَّحيحة سواء كان ذلك فيما يخصُّ النصوص المكتوبة أم المنطوقة.( )
ولا بُدَّ للمدقِّق من أن يكون مُحيطًا بقواعد اللغة العربية وأصولها، على أنَّ التدقيق اللغوي لا يُدرَّس في الجامعات كاختصاصٍ بحدِّ ذاته، وإنَّما هو مهارةٌ يستطيع الطَّالب الحصول عليها سواء من خلال الممارسة أو القراءة، أو اتِّباع دورات تختصُّ بهذا المجال.
ولكن... ما الفرق بين الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ، والمُصَحِّح اللغويّ، والمراجع اللُّغَويّ؟
الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ: هو الذي يدقِّق النصّ اللّغَوِيّ لملاحظة التراكيب لاختيار الأفضل والأصْوَب، والأدَقّ دلالةً في النصّ.
المُصَحِّح اللّغَوِيّ: هو الذي يصوّب الأخطاء اللُّغَوِيَّة، والإملائِيَّة الموجودة بالنصّ.
المُرَاجِعُ اللُّغَوِيّ: هو الذي يراجع النَّصَّ بعد تصحيحه، وتدقيقه.( )
وما الفرق بين التَّدْقِيق اللُّغَويّ، والتحرير، وإعادة الصياغة؟
*عرفنا المقصود بِالتَّدْقِيق اللُّغَويّ، فما المراد بالتحرير وإعادة الصياغة؟
مفهوم التحرير :
إنَّ مفهوم التحرير- بحسب علماء اللغة العربية- هو الإنشاء، فيُقال فلانٌ حرَّرَ هذه الرسالة أيْ كتبها، وكلمة التَّحرير في أصلها مصدرٌ من الفعل حرَّر، وهذا الرَّجل يُحرِّرُ كتابًا أي يُحسِّنه، ويجوِّده، ويقوم على إصلاحه، أمَّا مَهمّة التَّحرير التي يتولَّاها شخصٌ ما في الصحيفة، أو المجلة، فهي التي تُعنَى بالإشراف على المجلة كاملةً والإسهام في إعدادها، ويُقال امتحانٌ تحريريٌّ أي كتابيّ، أمَّا التَّحرير بمعناه الاصطلاحيِّ، فهو عملية تحويل الأفكار والوقائع والأخبار والآراء وكلّ ما يخطر على البال من مجرّد فكرة إلى نصٍّ مكتوبٍ واضحٍ مفهومٍ من قِبَلِ شريحة القُرَّاء العاديين، ويُعدُّ التَّحرير واحدًا من الفنون التي تُعنى بتوضيح المكتوب بأبسط الطُّرق وأسهلها، وهو واحدٌ من المراحل التي تحتاج إلى توقُّدٍ كبيرٍ في الذهن والبديهة، ودائمًا ما يهتمُّ التَّحرير بعملية تنظيم المعلومات، وتصحيحها، وتنسيقها بشكلٍ كامل، حيث تتضمن عملية التحرير التنظيم، والتصحيح، وضبط المعلومة وتتبُّع دِقَّتِها.
ملاحظات على التعريف:
1- التحرير يُعنى بإعادة صياغة الجمل، والتأكد من مطابقة تلك الجمل للمعاني المطلوبة، فمثلًا لو كان في النصِّ العبارة الآتية: "عند التطرُّق للقراءة، فإنَّ الكتابة أفضل الأمور"، فعند النَّظر إليها من قبل أيِّ شخصٍ سيتبيَّن له على الفور أنَّ هذه الجملة خالية من أيِّ أخطاء إملائيَّة أو نحويَّة، لكنَّها جملة غير مفهومة لا يستطيع القارئ التَّوصل من خلالها إلى أيٍّ من المعاني، فتكون في هذه الحالة من مهمة المُحرِّر أن يعيد صياغة تلك الجملة بما يتوافق مع سياق النَّص، وبذلك فإنَّ التحرير يكون أرفع درجةً من التَّدقيق؛ لأنَّ السَّلامة النحوية والإملائيَّة للجمل لا يكفي على الإطلاق، بل لا بُدَّ من سلامةٍ لغويَّةٍ ومعنويّة للنَّص يُشرف عليها المحرِّر.
2- إنَّ التَّحرير يحتاج إلى ثقافةٍ واسعةٍ أكبر وأعمّ من التدقيق؛ لأنَّ التَّدقيق يُعنى بسلامة النَّص من الأخطاء الإملائيَّة والنحوية أي أنَّه ذو صلةٍ بقواعد اللغة العربية وأصولها، أمَّا التَّغيير فيستند إلى ثقافة المُحرر وخبرته التَّراكمية التي يستطيع من خلالها التَّنبؤ بالجملة الصَّحيحة، وكيفية دمجها بما لا يُخلُّ بطبيعة ومسيرة النَّص الموجود بين يديه، وبذلك فهناك قاعدة ثابتة لا تتغيَّر "أنَّ كلّ محرِّرٍ لغويٍّ هو بطبيعته مدقِّقٌ لغويٌّ، وليس كلّ مدقِّقٍ لغويٍّ يستطيع أن يكون محرِّرًا.
أمَّا الفكرة الثالثة التي تُشكِّل فرقًا أساسيًّا ما بين عملية التَّحرير والتَّدقيق اللغوي، فهي الأجر المادِّيّ لكلٍّ منهما، إذ إنَّ المُدقِّق الذي تكون مهامّه مناطةً بالأخطاء النحوية
والإملائية وعلامات التَّرقيم لا يحتاج في تدقيق الصَّفحة الواحدة لأكثر من خمس دقائق، فاكتشافه للخطأ سيكون من القراءة الأولى، أمَّا المُحرِّرُ فإنَّه سيحتاج في الصَّفحة نفسها إلى ما يُقارب الخمس عشرة دقيقةً على وجه التَّقريب؛ لأنَّ دِقّة الفهم للنصِّ تحتاج إلى وقتٍ أطول من تدقيقه، خاصَّة عند احتياج النَّص إلى بعض التَّعديلات في الجمل والتَّراكيب.
3- إنَّ مهمَّة التَّدقيق اللغوي لا تحتاج إلى ذلك التَّركيز الذي يتطلَّبه التَّحرير، إذ إنَّ المدقق لا يعنيه إن كان ذلك الكلام صحيحًا، أم خاطئًا -من ناحية المعنى- ولا يُطلب منه في الأصل النَّظر إلى أسلوب الكاتب، ومواطن الضَّعف والقوَّة فيه، على أنَّ ذلك كلَّه يكون مطلوبًا من المحرر بكلّ تأكيد.
4- إنَّ صلاحيَّات المُدقِّق اللغوي أقلّ من صلاحيات المُحرِّر، إذ إنَّ من صلاحيَّات المُحرِّر أن يعمل على تغيير النَّص بما يتوافق مع المحتوى المطلوب، أمَّا هذه الصَّلاحيَّة، فإنَّها غير متاحة للمُدَقِّق اللُّغوي على الإطلاق.
ونضيف إلى ذلك ما يلي...
- إنَّ "التَّدْقِيق اللُّغَويّ" يتمّ بمراجعة المقال، أو البحث للتأكُّد من خُلُوِّهِ من الأخطاء النحوية، أو الإملائية أو اللغوية.
بينما التحرير: هو عبارة عن فهم المعنى العام للنَّصّ، وحذف، أو إضافة بعض الكلمات؛ ليصلَ ذلك المعنى إلى القارئ بوضوح.
هل يوجد كلية معيّنة تؤهّلك لأنْ تكون مُدقِّقًا لُغَوِيًّا؟
بالطبع؛ لا توجد كلية متخصصة في ذلك المجال، بل إن هناك بعض العاملين في مجال التَّدْقِيق اللُّغَويّ كلياتهم تُعَدّ أبعد ما يكون عن التَّخصّص في اللغة العربية، ولكنَّ الفَيْصَلَ في النجاح في مجال التَّدْقِيق اللُّغَويّ هو الإدراك لما يتطلّبه سوق العمل، والإلمام باللغة العربية الفصحى وكذلك العامية، وأيضًا من أسباب نجاح الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ أن يكون شخصًا لديه اطِّلاع، وقراءة في الكثير من المجالات، وبالأخصّ في مجال التدقيق والمراجعة الذي يقوم به سواء أكان صحفِيًّا، أم شرعِيًّا، أم في الإذاعة، أم غير ذلك من مجالات التَّدْقِيق اللُّغَويّ.
مهارات التدقيق اللغوي والتحرير
إنَّ اللغة هي النَّاطق عن الأفكار التي يستطيع من خلالها المرء التَّعبير عمَّا يجول في مكنوناته بطريقةٍ صحيحةٍ، وبها يتقارب النَّاس بين بعضهم إذ تُعد الوسيلة الأقوى لحلِّ الخلافات وإيجاد النقاط المشتركة بين الأمم، ولا بُدَّ من أن تكون وسيلة الالتقاء بين الأمم سليمةً؛ وذلك من أجل الوصول إلى نتائج سليمة، ويكون ذلك عبر الانتباه إلى السلامة اللغوية واللفظية للنص، وهنا تبرز أهمية التدقيق اللغوي والتحرير، وما المهارات التي يجب على المدقق والمحرر امتلاكها خاصَّةً أنَّ التحرير أعمُّ من التدقيق، وبذلك فإنَّ مهارات المدقق لا بدَّ من أن يمتلكها المحرّر بشكلٍ أو بآخر.
كما ينبغي أن نلاحظ.. لا بُدَّ من امتلاك ملكةٍ لغويَّةٍ عاليةٍ عند كلٍّ من المدقِّق والمُحرِّر؛ وذلك من أجل اقتناص الخطأ بدقةٍ وسهولةٍ بدلًا من التَّفكير فيه مدةً من الزَّمن، وبذلك قد لا يهتدي المدقق والمحرر إلى الخطأ إن كان فاقدًا لتلك المَلَكَة.
التركيز البصري:
كما أنه لا بدَّ من امتلاك التَّركيز البصري، والذهنيِّ في أثناء معالجةِ أيِّ نصٍّ، وذلك لا يعدُّ أمرًا سهلًا على الإطلاق، فقد يُقدِم القارئ العادي على قراءة النَّص دون الانتباه إلى وجود الأخطاء فيه كتبديل الحروف بين بعضها في الكلمة الواحدة مثلًا، فالكثيرون مثلًا لا يزالون يقرؤون كتاب "زاد المستقنع" بلفظ "زاد المستنقع" دون الانتباه إلى ذلك الخطأ الخطير .
سرعة البديهة، وحضور الذِّهْن:
لا بدَّ من بديهةٍ عاليةٍ يتمتَّع بها كلٌّ من المدقِّق والمحرِّر، وذلك من أجل القدرة على استبدال الصحيح المناسب بالخطأ، سواء أكان ذلك في الأخطاء النحوية والإملائيَّة، أم أخطاء استعمال المفردات في غير مواضعها..لا بدَّ من حيازة كلٍّ منهما على ثقافةٍ عامَّةٍ تُمكنهم من فهم ما يتمُّ قراءاته سواء كان ذلك من أسماء المشاهير، أو التواريخ المعروفة، أو التفريق بين الأحاديث النبوية، والآيات القرآنية. إنَّ الاستمرار بالقراءة من شأنه تقوية مَلَكَةِ التقاط الخطأ، ويجعل المدقق والمحرِّر على اطلاعٍ تامٍّ بكلِّ ما هو جديد.
إنَّ الثقة هي المفتاح الأساسي الذي يجب على كلٍّ منهما امتلاكه، فالخطأ أمرٌ واردٌ لا ريب فيه، وكلُّ عملٍ معرَّضٌ للأخطاء -شأنه شأن القائم بالعمل- وهذا ما يجب تقبُّله دون أن يجعل المدقق أو المحرر من نفسه رهينةً للوساوس والمخاوف.
أهمية التدقيق اللغوي والتحرير
بعد الوقوف على مراحل التدقيق اللغوي والتَّحرير وتَبيان مهارات كلٍّ منهما، لا بدَّ لهذا المقال أن يقف على الفائدة الحقيقيّة من التدقيق اللغوي والتحرير، وما الذي يطرأ على النَّص في حال تعرَّض للمعالجة من قبل المُختصِّين بالتَّدقيق والتَّحرير، وفيما يأتي سيكون ذلك: إنَّ الفائدة الحقيقية تعود على صاحب العمل الذي يضمن بالتدقيق والتحرير نصًّا جاهزًا خاليًا بنسبةٍ كبيرةٍ من الأخطاء النَّحوية والإملائيَّة، أو الأسلوبيَّة أو اللفظيَّة.
إنَّ الخطأ النَّحويَّ، أو الإملائيَّ بشكلٍ خاصٍّ يُعرِّض الكاتب لحَرَجٍ كبيرٍ في حال اكتشاف النَّاس لذلك الخطأ وتقديمه له؛ لذلك فإنَّ عمليَّتَيْ التحرير والتَّدقيق يُجنِّبان الكاتب تلك المواقف.
إنَّ التدقيق اللغوي والتَّحرير باتا من أهمِّ المِهَنِ في هذا العصر، وبذلك فقد توفَّر العديد من فرص العمل الجيدة لجيل الشباب الناشئ.
عند اطَّلاع الكاتب على أخطائه في المرَّة الأولى، فإنَّ ذلك يعني بالضرورة تجنُّبه لتلك الأخطاء في المرَّات القادمة.
إنَّ تجنُّب الأخطاء من قِبَلِ الكاتب يُؤدِّي إلى إخراج نصٍّ أكثر متانةً في المرّات القادمة، ممَّا يعني نهوضًا عامًّا باللغة العربية بين النَّاس، ولنعلم أنَّ خلوَّ النَّص من الأخطاء وتنسيقه بشكلٍ جيِّدٍ يُؤدِّي إلى ظهور العمل بأفضل صورةٍ ممكنة، وهذا ممّا يترك أثرًا إيجابيًّا في الفئة المتلقِّيَةِ لذلك العمل ( ).
ما الذي يجب عليك كمدققٍ لغوِيٍّ تُجاه نَصٍّ عُهِدَ إليك به؟
يجب على الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ ألَّا يقرأ البحث، أو المقال كله دفعة واحدة، بل يقوم بتدقيق لغوي لكلِّ فقرة من فقرات البحث قبل تسليمه للجهة المَعْنِيّة التي أوكلت له تدقيقه.
هل يجب عليك كمُدَقِّقٍ لغوِيّ مراجعة النحو والصرف؟
* يجب على كل مَنْ يقوم بعملية "التَّدْقِيق اللُّغَويّ" أن يكون على دراية كاملة بقواعد النحو العربي" أو على الأقلّ القواعد الأساسية" تلك التي تجنِّبُهُ الوقوع في الخطأ فيكون على إلمامٍ بالآتي:
1- علامات الإعراب والبناء.
2- والمعرب والمبني.
3- المصروف والممنوع من الصرف.
* كما يجب على المدقق أن يراجع المرفوعات، والمنصوبات، والمجرورات والأساليب بأنواعها.. وعلامات الترقيم.. وقواعد الإملاء..
وغيرها من "القواعد الأساسية"، وليس المعرفة فحسب، بل إنَّ طريقة توظيف تلك القواعد، ووضعها في الموضع المناسب لها يرتفع فوق المعرفة النظرية بكثير، فالعالم بالقواعد فقط دون دراية بتوظيفها، فإنه كقائد السيارة الذي قد حفظ قواعد المرور، لكنه يجهل القيادة!
إن العمل بالتَّدْقِيق اللُّغَويّ هو عملٌ متخصّصٌ لهُ مراجعُهُ، وأصولُهُ، وقواعدُهُ؛ لذا
فـ" الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ" لا بُدَّ من أن يكون له مراجعه من كتب اللغة.. تلك التي تعينه على البحث، وتعيده إلى الصواب إن أخطأ، وكذلك تكون حُجَّةً له إذا اختلف هو وصاحب العمل على بعض الأساليب، أو الكلمات، أو غير ذلك، فالعمل بالتَّدْقِيق اللُّغَويّ ليس بالعمل السطحي، أو الذي يستطيع أن يقوم به أيّ أحد.
إن التَّدْقِيق اللُّغَويّ ليس نحوًا أو صرفًا فقط، بل إن الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ لا بُدّ من أن يكون له ثقافة واسعة، وإحاطة بما يحدث حوله في المجال الاقتصادي، والسياسي وغير ذلك، ويفضَّل أن يكون الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ مختصًّا في مجال ما، فمثلًا إذا كان يعمل بإحدى الصحف، فإن ذلك يوجب عليه أن يكون واعيًا بتطوّرات الأحداث السريعة في العالم، وأسماء الرؤساء، والوزراء والشخصيات العامة، وما إلى ذلك؛ لأن ذلك سيجعله قادرًا على التصحيح، والتدقيق إذا ما وقع أمامه خطأ يتعلق بالمعلومات.
وكذلك إذا كان يعمل في مجال البحث الشرعي الإسلامي، فعليه أن يكون على دراية جيّدة بآياتٍ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وكذلك أسماء الرواة؛ لأن تلك المعرفة ستجعله فَطِنًا لأيِّ خطأ في المعلومات يقع أمامه.
من أجل ذلك يجب على الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ، أو المراجع، أو حتى المصحِّح أن يقوم بتحميل الباحث الحديثي( )، وإعراب القرآن( )، ومعجم المعاني، وكذا كتب السُّنَّة التسعة على الأقل..
التركيز، ثم التركيز، ثم التركيز، فلا تجعل عملك في التَّدْقِيق اللُّغَويّ على الهامش أبدًا، حيث إن الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ وإن كان قد عمل سنينَ طويلة في هذا المجال، فلا بُدَّ من أن يقوم بعملية التَّدْقِيق اللُّغَويّ وهو يقظٌ فَطِن، حيث إن ملاحظة الأخطاء النحوية، والصرفِيّة، والإملائية يحتاج إلى ذهن متيقّظ للغاية.
إذا كان الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ يراجع اللغة العربية الفصحى، فإنه لا يلجأ إلى اللّهجات تمامًا، أو إلى تأويل العلماء، بل يلجأ دائمًا إلى الفصحى المتَّفق عليها في المعاجم اللغوية. وعدم التسرُّع في إصدار الأحكام على الكلمات بالصواب، أو الخطأ، بل يجب قراءة الكلمة أكثر من مرة، وفهم السِّيَاق العام للجملة؛ حتى يدرك الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ ما إذا كانت تلك الكلمة تحتاج إلى الحذف، أو التغيير، أم أنها صواب. وعلى الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ أن يتعلم من أخطائه السابقة.. بمعنى، أنه إذا وقع في خطأ ما، ثمّ تنبَّه إليه بنفسه، أو تنبَّه إليه صاحب العمل، فعليه ألَّا يعود لذلك الخطأ مرة أخرى.
أخي الكريم، إنَّ العمل في مجال التَّدْقِيق اللُّغَويّ أحيانًا يصيب " الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ" بالملل، وخاصة إذا كان عمله يستغرق ساعات كثيرة ممّا يجعل تركيزه يقلّ، وذلك سيعرّضه إلى أن يتجاهل أخطاء دون أن يتعمّد ذلك؛ لذا فعليه أن يأخذ قسطًا من الراحة، فيذهب ليتجوَّلَ، أو يقوم بأنشطة رياضية، أو غير ذلك ممَّا يعيد إلى ذهنه النشاط، والتيقُّظ مرة أخرى.
لا تكن مثل الحاسوب!
على الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ ألَّا يكون مثل الحاسوب يطبّق فقط القواعد النحوية والصرفية، وإنما عليه أن يقرأ النص الذي أمامه لأول مرة قراءة كاملة قبل أن يقوم بالتصحيح؛ حتى يفهم المعنى، أو الرسالة الذي يريد أن يوصِّلها الكاتب إلى القرّاء، حيث إنه قد يفسد المعنى عند قيامه بعملية التَّدْقِيق اللُّغَويّ دون أن يدري، فمثلًا قد يكتب كاتبٌ في صحيفة ما "السكك الحضيضية أصبحت مسرحًا للموت" فيأتي الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ ليغيّر كلمة الحضيضية إلى "الحديدية"، وبالطبع، فإن كلمة "الحديدية" هي الصحيحة لغويًّا، ولكنه بذلك التصحيح قد أفقد المقال معناه الذي أراد أن يوصله الكاتب من سوء الخدمة في السكك الحديدية، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.
(عليك بالتميز، فهو سبيلك للاستمرار في مجال التَّدْقِيق اللُّغَويّ)
حيث إن عملك كمدقق لغوي والتميز فيه يتطلب منك أن تكون مميّزًا في عملك، وذلك بأن تكون مُلِمًّا بقواعد اللغة الأساسية، ومواضع استخداماتها، وأن تكون على قدر من الثقافة العامة لا بأس به، وأيضًا أن تعطي لعملك كلّ تركيزك، وانتباهك وكذلك لتتخلّل ساعات عملك بعض الدقائق من النزهة، أو ممارسة الرياضة ليساعدك ذلك على أن توقظ ذهنك، وعدم الوصول للملل، وأخيرًا نصيحة غالية لمن يعمل في مجال التَّدْقِيق اللُّغَويّ أن يختار مجالًا ليتخصَّصَ في المراجعة فيه سواء أكان شرعيًّا، أم أدبيًّا، أم صحفيًّا، أم غير ذلك، فإنَّ ذلك التخصُّصَ يجعله مميَّزًا، ومطلوبًا في سوق العمل ( ).
الأخطاء الشائعة
هذا مقال مؤلم جِدًّا .. آثرت أن أعرضه عليك- أيها القارئ الكريم لتعلم حجم المأساة التي يعيشها المواطن العربي " الذي يتكلم العربية ويستخدمها في عمله ومكاتباته، ومدارسه"، وبرغم كونه مقالًا مغرقًا في السلبية، فإني آمل أن نجد من ينتشل العربية من أزمتها، ويعيد لها بهاءها ورونقها، ويجعل أبناءها يحرصون على تعلّمها، والفخر بها؛ لكونها لغة الدين الحنيف وكتاب الله الكريم الشريف.
الأخطاء اللغوية:
شاعت الأخطاء اللغوية بضياع اللغة، والمفردات خاصةً المعقَّدة منها والصعبة والغريبة، والخشنة في طريقة النطق، أو الصعبة في الكتابة، كلها أسبابٌ أشرفت على اختصار معاجمنا اللغوية مع مرور الوقت تحذف منه الكلمات التي ننبذها واحدةً تلو أخرى، حتى صار لدينا معجمنا الهزيل الضعيف الخاص، وحتى ذلك صرنا عاجزين عن الإحاطة والإلمام به، وحين نكتب، أو نتكلم العربية نأتي بكلمةٍ في غير محلها، ونستخدم لفظًا بمعنى غير معناه، ونعجز عن إيجاد التضاد والترادف، بل إن فقر معاجمنا الخاصة في عقولنا عن مفردات اللغة صار يعطينا حيّزًا أضيق من أن نكتب فيه، فتضيع منّا الكلمات، ويعجز المعنى الكامن في دواخلنا عن الخروج لا رهبةً، وتعظيمًا للمعنى، وإنما عجزًا منا ومن كلماتنا.
الأخطاء النحوية:
إن أكثر ما ينتشر بيننا من أخطاءٍ هي النحوية، فإن كنا فقدنا الكلمات والألفاظ فأنّى لنا أن نحتفظ بالنحو وقواعده، وأصوله ونستخدمه ونسخره في حديثنا وكتاباتنا! قد تبدو القواعد النحوية في اللغة العربية لبعض الناس أكبر وأكثر اتّساعًا، وتعقيدًا وتفرُّعًا، وتفرقةً من قواعد بعض اللغات الأخرى، بل إن صعوبة اللغة العربية، أو جزءًا من صعوبتها كَمَنَ في نحوها وصرفها وقواعدها العديدة، لكن الحقيقة المؤسفة أن كوننا أبناء العربية كان ليكفل لنا بديهية في إجادة تلك القواعد بالفطرة والإحساس بها، وحتى استخدامها بشكلٍ صحيحٍ دون الحاجة للتوقف والتفكير كل برهةٍ إن كانت تلك الكلمة مرفوعةً، أو مضمومةً، أو ربما هي ممنوعةٌ من الصرف! وإن كان تمييز أحد الأعداد مذكرًا أو مؤنثًا لكننا فقدنا ذلك كله مع ما فقدناه من لغتنا وهويتها، وصرنا نرفع المجرور ونصرف الممنوع بغير إحساسٍ فطريٍّ بالخطأ، أو الارتياب فيما نكتبه، بل نترك ذلك لخبراء اللغة، وأساتذتها الكبار، وحسبنا أن نجلس مجلس التلميذ الذي يُخطئ ويصيب.
الأخطاء الإملائية:
من أسوأ الأخطاء اللغوية التي نقع فيها هي الأخطاء الإملائية، فلو كنا في النحو نخطئ القواعد، فإننا في الإملاء نعجز عن كتابة اللغة التي ننطقها بشكلٍ صحيح! قد ننطق الكلمة لكننا نخطئ في كتابة حروفها بالشكل الصحيح، ونعجز عن كتابة نصٍّ كاملٍ بنفس الصحة والجودة التي قد ننطقه بها؛ لأننا ببساطةٍ عاجزون عن كتابة ما لا يُنطق، أو عدم كتابة بعض ما ينطق، أو نتسبَّب في قطع الموصول، أو وصل المقطوع، إننا ندري نطق الكلمة لكننا لا نستطيع تخيّل شكلها، ألا يبدو ذلك عجزًا؟! أكثر الأخطاء الإملائية شيوعًا هي "الهمزات" التي تعدُّ من أكبر كوابيس ضعيفي اللغة، أو ربما صارت من أكبر كوابيسنا جميعًا حين لم نعد ندرك أيَّ ألفٍ تُكتب في أول الكلمة بهمزةٍ، وأية كلمةٍ تكتب بغير الهمزة.. أي ألف القطع، وألف الوصل، إن كانت الهمزة في وسط الكلمة، أو آخرها على الألف، أو الواو، أو الياء، أو السطر فحسب، وإن كانت الكلمة بهمزةٍ في آخرها على حالٍ، فكيف يُصبح حالها إن أُضيف لها أحد الضمائر مثلًا؟ وقواعد تنوينها، وماذا لو كانت همزةً متطرفةً مسبوقةً بألف ومنونةً بالفتح، هل يُمكن حصر الهمزة بين ألفين؟! ومن جهةٍ أخرى الفرق بين الهاء في نهاية الكلمة، أو التاء المربوطة، حذف بعض الحروف في بعض الحالات كالألف والميم والنون والواو والياء من بعض الكلمات، أو زيادة بعضها ربما؟ كذلك فإن الأخطاء الإملائية لم تقتصر على الكلمات فحسب؛ وإنما زادت لتَسَعَ علامات الترقيم أيضًا، تلك العلامات المهملة، أو التي لا نجد لها – من وجهة نظر من يجهلها على الأقلّ- أيَّة أهميةٍ في الكتابة، فحسبنا النقطة والفاصلة وعلامتي الاستفهام والتعجب، ثم وقفت بنا المعرفة بعد ذلك، فلا استخدمنا الباقي، ولا حتى عرفنا استخدامه أو وجوده! ( )
كيفية التغلب على أخطاء اللغة:
اللغة كلماتٌ وقواعد، والفرد لا يُولد عارفًا بالقواعد؛ لكنه ينشأ عليها، وكوننا فقدنا النشأة على الكثير من قواعدها، فصارت مهمَّة الفرد أن يجدها، وينمِّيها بنفسه ويتعرَّف عليها، القراءة أفضل ما يُعطي الفرد ثراءً، وحصيلةً لغويّةً كبيرةً بالطبع عند القراءة في الاتّجاه الصحيح لأصحاب اللغة الصحيحة، فبعض كُتَّاب اليوم ما انفكُّوا يسقطون بأنفسهم، ولغتهم، ولغة القرَّاء إلى الحضيض كتابًا بعد كتاب، فالبَدَهِيُّ إن أردت لغة الماضي، فاقرأ من تراث الماضي.
إن القواعد قد وُضِعَتْ لتُعرف، ثم تُتبع، فاعرف قواعد اللغة، وابدأ بتطبيقها واتباعها، واستخدامها؛ حتى تصبح جزءًا من لا وَعْيِكَ وروحِكَ، ويُصبح الخطأ مستنكرًا بالنسبة إليك بغير أن تدري، فتصبح ناقدًا لِلُغَةِ نفسك، ومن حولك وتسعى إلى إصلاحها، وتحسينها، وجعلها إن لم تكن فصحى وبليغة كما كانت، فعلى الأقلّ هي صحيحةٌ وسليمة.
إن من المخجل أن نرتكب كل تلك الأخطاء اللغوية المديدة والوفيرة، ونحن أهل اللغة وأبناؤها والناطقون بها، فكيف إذًا يكون الحال بالغرباء عنها وجُهّالها، وما مصير اللغة إن دَأَبْنَا على فقدانها كلمةً وراء كلمة ما الذي سيبقى لنا؟ أقلّ ما يفعله الفرد منا أن يصنع من نفسه وعاءً صالحًا لاستيعاب ما استطاع من تلك اللغة وحفظه وتركها تمرّ عَبْرَه إلى أولاده، وأحفاده لعلهم يكونون أكثر حرصًا عليها،أو ربما يخرج من بينهم من يعرف قيمة اللغة، وينبش ماضيها، ويعيد إليها تراثها وبهاءها. ( )
والآن أصحبك في جولة مع الأخطاء الشائعة:
• تُكْتَبُ الأسماء الموصولة بشكل عام بلام واحدة في هذه الحالات (الّذي، الّتي، الّذين) وبلامين في هذه الحالات مع تضعيف اللام الثانية (اللّتين، اللّذين، اللّتان، اللّذان، اللّواتي، اللّاتي، اللّائي).
• الخطأ الشائع: كتابتها بلام واحدة أو عدم كتابة الألف في بدايتها.
• من الخطأ قول: بين الآونة والأخرى؛ وذلك لأن الآونة هو جمع كلمة الأوان.
• الصواب: بين أوان وآخر.
• من الخطأ قول: سأنظر عن كثب.
• الصواب: سأنظر من كثب.
• من الخطأ عند الحديث بالفعل المبني للمجهول قولنا: يتم قطف الثمار.
• الصواب: تُقطف الثمار. ويمكننا قول تمّ قطف الثمار أي اكتمل قطافها.
• من الخطأ إضافة أكثر من مضاف إلى مضاف إليه واحد كقولنا: إطلالة وجمال وألوان المنزل.
• الصواب: إطلالة المنزل، وجماله، وألوانه.
• من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية إدخال حرف الجر على حرف كقولنا: من ثم.
• الصواب: ثم.
• من الخطأ استعمال الكلمة بمثابة بقصد بمنزلة كقولنا أنت بمثابة أخي، أو أعتبر هذا بمثابة اعتذار.
• الصواب قول: أنت بمنزلة أخي، سأعدُّ هذا اعتذارًا.
• الفعل أعطى يتعدى لمفعولين؛ لذا من الخطأ تعدية مفعوله الأحرف بحرف الجر كقولنا: أعطيت للفتاة حقها.
• الصواب: أعطيت الفتاة حقها.
• من الخطأ أن نقول أعتقد للكلام عن الأشياء التي لا نجزم بوجودها، كقولنا : أعتقد أن الكتاب هناك.
• الصواب: أظن أن الكتاب هناك.
• من الخطأ قولنا الاستبيان عن مصدر الفعل استبان، كقولنا: لقد كانت نتيجة الاستبيان كالتالي..
• الصواب: لقد كانت نتيجة الاستبانة كالتالي.. (لأن مصدر الفعل استبان هو استبانة).
• لا تقل تتواجد المادة في الحالة الصلبة. لأن التواجد هو التظاهر بالوجد أي الحب الشديد.
• الصواب: توجد المادة في الحالة الصلبة.
• من الخطأ قولنا: اختلفوا على تقسيم الإرث؛ لأننا نقصد هنا أنهم اختلفوا بسبب تقسيم الإرث وحرف الجر "في" هو الذي يفيد في السببية، وليس "على".
• الصواب: اختلفوا في تقسيم الإرث.
• من الخطأ قولنا الطقوس المحددة. فلا وجود لكلمة طقوس في لغتنا العربية.
• الصواب: الشعائر المحددة. ( )
كيف يخطئ الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ؟
الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ بشرٌ كغيره.. ولكن قد تختلف نسبة الأخطاء عند المدقق الخبير عنها لدى المدقق المبتدئ، وأنت -أيها الزميل العزيز- إذا لم تتعدَّ عندك نسبة الخطأ 3% أو 5% فأنت مدقق خبير في مجالك، وأحيانًا تتجاوز دور النشر عمّا هو أكثر من ذلك...
أما أن يكتشف القارئ أعلى من النسبة "المشار إليها آنفًا"، فأنت للأسف قد "دخلت منطقة الخطر"، ويجب عليك أن تَرْتَقِيَ بمهاراتِكَ، وأن تجعل ذهنك خاليًا أثناء التدقيق، حيث إن دور النشر لو اكتشفت أنك تغفل عن كثير من الأخطاء النحوية والإملائية، فسوف توقف بدورها التَّعامُلَ معك!
أخطاء يغفل عنها الْمُدَقِّقُ اللُّغَوِيّ( )
1- عدم التفرقة بين جمع المذكر السالم والفعل " المضاف إلى واو الجماعة "، وهي ما يطلق عليها " الألف الفارقة".
ومَثَلُهُ:* استضاف معلموا المدرسة الفائقين. " خطأ"
الصواب: استضاف معلمو المدرسة الفائقين.
* المعلمون لم يصححو الاختبارات. "خطأ".
الصواب: المعلمون لم يصححوا الاختبارات.
2- عدم التفرقة بين التاء المغلقة" المربوطة"، والهاء المغلقة، والتاء المبسوطة" المفتوحة"، ومَثَلُهُ:
* المدرسه جميله، ونظيفه، وبها العديد من المعلّماة الفُضْلَيَاة، وقد استفدة منهنّ كثيرا. " سطر كامل به أخطاء".
الصَّوَابُ: الْمَدْرَسَةُ جَمِيلَةٌ، وَنَظِيفَةٌ، وَبِهَا الْعَدِيدُ مِنَ الْمُعَلِّمَاتِ الْفُضْلَيَاتِ، وَقَدِ اسْتَفَدتُّ مِنْهُنّ كَثِيرًا. ".
3- عدم التفرقة بين ما أصله واو، وأصله ياء..
ومَثَلُهُ: عفى- طوا- دنى- سمى- وفا- وقا- وها- بنا- دعى- هوا- قَسَى- حما. ( خطأ)
الصَّوَابُ: عفا؛ لأن أصلها واو " يعفو".
طوى؛ لأن أصلها ياء من الفعل" يطوي".
دنا؛ لأن أصلها واو من الفعل " يدنو".
سما بألف في آخرها؛ لأنها من الفعل " يسمو".
وفى بياء غير منقوطة؛ لأن أصلها من الفعل "يفي".
ومثلها وقى من الفعل "يقي" ومثلها بنى؛ لأنها من الفعل يبني.
أما دعا، فهي بالألف؛ لأنها من الفعل "يدعو".
هوى بالياء؛ لأنها من الفعل يَهْوِي" يعني يقع من مكانٍ عالٍ،
أو يَهْوَى" يعني يحبّ".
أما قسا، فهي بالألف؛ لأنها من الفعل "يقسو"، وحمى فيها بالياء؛ لأنها من الفعل يحمي..... إلخ.
وهناك أخطاء في رسم الهمزة:
- رأيت بناءًا جميلًا. ( لا تتوسط همزة بين ألفين، وكتابتها بهذا الشكل خطأ محض)، فالصواب كتابتها هكذا ( رأيت بناءً جميلًا).
- يسئ المرء إلى الناس بجهله. ( الفعل يُسِيءُ إذا كان مرفوعًا، ولم يسبقه جازم، فإن همزته تكتب على السطر متطرفة). بينما تكتب على الياء إذا سبقه حرف جزم ( الولد لم يُسِئْ في شيء).
- كلمة (سئ) والمراد بها سَيِّئ.
كلمة عبء، ودفء، وبطء.. الهمزة فيها تكتب على السطر متطرفة، بينما الخطأ الشائع بين العوام كتابتها بهذا الشكل : عبأ- دفأ- بطأ. " وهذا خطأ محض".
- كلمة شيء.. إذا كانت مرفوعة، أو مجرورة لا تكتب على الياء، بل تكتب على السطر مفردة:
أ- هناك شيءٌ من الخير في قلب هذا الرجل.
ب- لم أتفق مع التاجر على شيءٍ.
بينما نكتبها على كرسِيٍّ" أو نبرة" إذا كانت منصوبة: رأيت شيئًا في الفناء.
- فالهمزة المتطرفة تكتب على حرفٍ يشبه حركة الحرف السابق لها مثل: أبدَأ، شاطِئ، تباطُؤ، مبادِئ …بينما كتابة هذه الكلمات بهذا الشكل خطأ محض: شاطيء- تباطوء- مباديء.
- أما إذا سبقها حرف مد، أو سكون، فتكتب على السطر : شيْء، بطيء، البدْء.