هبّت واقفة . ارتدت معطفها الاحمر باهض الثمن على عجل .
- لقد تأخرتُ .
- هل سنلتقي عن قريب ؟.
- لا أعرف . بحسب الظروف ، أشعر بأنه قد سلّط عليّ من يتعقّبني .
بحرارة وعمق ، حدّق كلٌ منهما بعيني الآخر .
- استمتعتُ بهذه الدقائق وكأنها عمراً كاملاً من السعادة والحب .
- كلماتكَ تذيب الحجارة ، تلقي بي الى عالم آخر .
أطرقتْ لحظة ، ثم ثبتت عينيها بعينيه ، حدثتْ نفسها بمرارة : (( من لي بمثل تلك المشاعر الدافئة ، ما زلتُ تلك المرأة التي تعير جسدها لآخر يستمتع بمفاتنه )) .
ازدادت نظراتهما حدة ، شدّ على يدها .
- سأشتاق لكِ .
- وأنا كذلك ... سأمضي ، لا تؤخرني أكثر من ذلك .
تلفتت يمنة ويسرة ، ثمّ انصرفت سريعاً ، لاحقتها نظراته المتحسرة الى أن تلاشت أمامه بين الازقة . كان كل ما يتمناه هو أن يرشف – على مهل - قبلاً صغيرة من تينك الشفتين الملتهبتين ، أما هي فكانت تفكر بعناق طويل ، عناق لا نهاية له .