إلى نصف الكون، إليك يابن أول الخلق آدم عليه السلام، إليك يا خليفة الله في أرضه، خُلقنا لمرةٍ واحدةٍ من ضلعكِ دون أن تُعاني، لكننا تذوقنا ومازلنا نتذوق من الألم ألوانًا لِتُخلق بداخلنا، رغم ضعفنا في أعينِ بعضكم إلا أن هذا لكوننا مصدر قوتكم، لربما تكسِركم الحياةُ فتعودوا لمن يكون لكم لِينًا وتهوينًا لآلام العيش والدنيا، فكيف تُراك تردُ الجميل ؟
بقلم أبرار محمد
أيها الرجل:
لقد خُلقت من طين، أما نحن فخلقنا من ضلعك الأعوج؛ ذاك الضلع الذى يحمي قلبك. أراك تتساءل عن السبب؟
_ لأنك ستفعل كل ما يُمكنك فعله على وجه الأرض، سَتكون مرسال الله لعمارها، أما نحن فلقد خلقنا من ضلعك الأعوج لأن كُل ما علينا فعله هوَ حماية قلبِ مرسال الله.. سنتعامل بالهبة التي أعطانا الله إياها، بعاطفتنا الرائعة التي تغلب عاطفتك.
أتعلم لماذا انتقى الله ذاك الوقت وأنتَ نائم في غفلة كي ينتزع منكَ هذا الضلع الَذي خُلقت منه حواء؟ أتعلمَ أن الكُره يُصيبَ قلبك بمُجرد أن تتألم؟
هذا تحديدًا هو السبب؛ لقد اختار الله وقت نومك -حيث لا ألم فيه- كي يصطفي منك حواء؛ حتى لا تولد بداخلك ضغينة تجاهها. أتعلم أننا نحن أحفاد حواء نزداد عطفًا وَرقة، وتزداد قلوبنا لينًا كُلما اشتد بنا الألم؟
خير دال على ذلك أننا نُنجب ونحن على قيد الوعي، نتألم و كأن هناك قطعة جمر بدواخلنا، و عندما نُزرف هذه الروح نحتضنها بكُل حُب.
لذا فلا تتباهى بقولك الرجال قوامون على النساء؛ فلقد خلق الله اللين بقلب النساء كي يحتويك من قسوة العالم.