.من عام او اكثر وهو يتبع منهجا وبرتوكلا يومى لا يتغير إلا فى أمور بسيطة..منذ أن لحقت الزوجة بالأولاد الذين هاجروا من سنوات إلى البلد التى يشبهها بانها مغناطيس جاذب للبشر..فى كل مكان بالعالم..بحجة ان أحلامهم لن تتحقق إلا هناك..وان هناك كل الإمكانيات متاحة..والمناخ يساعد على الإبتكار..هى ذهبت إليهم بداعى أنها لا تستطيع العيش طويلا بعيدا عنهم وعن الأحفاد..رغم أنها كانت تزورهم سنويا شهر كامل..مبرر الحنين والشوق لا يقنعه..النساء عندما يشعرن بإنتهاء الصلاحية الزوجية مشاعريا وجسديا يقفزن من السفينة..هم أذكياء..يستطعن قراءة أغوار أى رجل..وللحقيقة كثيرات منهن يتعاملن مع هذا الأمر بدبلوماسية وشياكة..يبدآن بالنوم على سرير آخر بذات الحجرة..ثم بعد حين يطلبن ان تكون لهن حجرة خاصة..ثم فيما بعد يبحثن عن طرق اخرى كالذهاب بأيام عند إبن او إبنة..إلى ان يصل إلى نهايته بالهجران التام وللحقيقة أيضا كثير من الرجال يرحبن بهذا ولولا الخجل لقدموا فروض الشكر والعرفان لهن....هن يعرفن مؤشر رجولته ولياقته العطائية..بالحقيقة لهن حق..الرجل عندما يشعر بالنضوب يتحول إلى مريض لا ارادى ..يتوهم أنه مازال فتيا..فيراهق.ويزداد عصبية...ويبحث عن نزوات ليثبت لنفسه قبل الاخريين أنه يحمل بعض الرمق..يعترف بينه وبين نفسه أنه بسنواته الاخيرة كان منهم..بعد الفجر..يأخذ كرسيه ..ويغطى رأسه بقبعة عريضة تخفى الكثير من ملامحه لا تفسير لديه لإخفاء ملامحه..بجلس على الشاطئ المقابل لفيلته..مرتديا نظارة بسبب وبلا سبب..يأخذ بتأمل الأمواج حينما تداعب نفسها بالتلاطم..بالمد والجزر..قدماه دوما.غارقة بالمياه..راحة الجسد تبدأ من القدمين..أضف لهذا والماء علاج قوى لراحة الجسد..يستغرق فى هذا لوقت ليس بالقصير..وحينما تبتسم الشمس وتعلن قدمها..يبدأ بتصفح بعضا المجلات..يتناول بين الحين والحين قلما يضع خطوطا..متعددة الاشكال اسفل بعض الأسطر..الى أن يشعر بلهيب الشمس او اشتداد قسوة الجو البارد..يعاود الرجوع..يجد مصباح الكرارتى..ابن الرجل الذى رافقه طوال حياته. ..قد أعد فطوره..قطعة من الجبن الابيض..بيضه..ملعقة مربى..ورغيف بالردةالسوداء....وكوبا من اللبن..يتناوله..يدخل بعدها للاسترخاء قليلا..منذ شهور بدأ كتابه مذكراته او.كما يسميها..ايامه..الانسان اى انسان يحتاج كثيرا للسباحة فى عالم الماضى ..يستنشق عبيره..يتجرع حلوه ومره..تنفرج اساريره..تتجهم قسماته..ولكنه بالنهاية..يشعر كأنه ولد من جديد..