Danna

Share to Social Media


الإهداء:

إلى مين يحبني لأنني نفسي نفسي دون قيود و شروط.




و إلى قلوب أحبائي الذين يقرأون ما أكتب!
السلام لقلوبكم و محبتي لكم.




ندى

استيقظتُ في الصباحِ الباكرِ لأذهبَ إلى عملي الروتيني المملْ، أعملُ في الحسابات رغمَ كرهي للأرقامِ و بعد أن تعرضتُ لمحاولةِ قتلْ حينَ تابعتُ قضيةً خطيرةً بالتعاونِ مع الشرطةِ و كشفتُ ملفَ تاجرَ أعضاءٍ سفّاح نهشَ لحومُ البشرِ بوحشيةٍ، و بعدَ هذهِ الحادثة تركتُ مهنتي و هيَّ الصحافة الاستقصائية.

لمْ تكنْ مهنتي بالنسبةِ لي عادية بلْ قضيةً جوهرية، لطالما كنتُ فضوليةً بشأن الناسِ و القضايا المجتمعية الصعبة، و محتدةً ضد الظلمِ و الجرم، درستُ علّمَ القانون و علّم النفس و تدربتُ في مجالِ الصحافةِ لأراقبهم جيداً ثم أكتشفُ أبعادهم.

شاهدتُ شارلوك هولمز و قرأتُ جميعَ كتبِ اجاثا كريستي، استمعتُ إلى حكمِ العدالةِ بشغفٍ و تمعن، تعلمتُ الكثير منهم و كأن تياراً جارفاً سحبني بقوةٍ إلى هذا العالم، و لشدةِ حبي للغموض تبحرتُ في أعمقِ علومِ الغيب و الغرائب في الكون.
ذهبتُ إلى عملي و المللُ يرافق روحي، كان عملي مملاً للحد الذي جعلني أكرهُ استيقاظي مجدداً في كل صباحٍ و هذا الروتين المتعب.

كانتْ جلساتُ الصباحِ برفقة بعضِ الأصدقاء الطيبين يواسي روحي لاستمرَ في هذا الطريق الرتيب، و مرَّ يوم عملي كباقي الأيام و حينَ عدتُ إلى المنزل، جلستُ بصمتٍ لأفكرَ في طريقةٍ ما ليتقد شعوري  من جديد!

كنتُ أفكرُ باستمرار في أبعادِ الأمور و مالذي سيحصلْ إن عدتُ لمساري الشيق فأنا لا أعرفُ الهدوء، وإن لم تكن حياتي مثيرة بما يكفي، أشعر و كأنها لا تطاق.
على الرغمِ من تعرضي لمحاولةِ قتلٍ و خوفِ عائلتي إلا أنني أفكرُ في خيانة عهدي لأسرتي و نفسي.


شيءٌ ما يحثني مجدداً للرجوعِ لذاك العالم، ربما الفضولُ و ربما تشبثي بالمبادئ و الأخلاق.



لم أقاومْ رغبتي في العودةِ لهذا العالمْ المثير لكنني قررتُ أن أعودَ بصمتٍ و سرٍ لا أخبرُ بهِ أحداً، و لمْ يخطر لي أبداً مدى خطورةِ العواقبِ التي تنتظرني.

ذهبتُ إلى النومِ بعد تعبي و انغماسي في التفكير بقراري المصيري و وضعتُ خطةً لليوم التالي.
في صباحِ اليّومِ التالي استيقظتُ بحماسِ للحظةِ التحولِ الجديدة التي تنتظرني!


كانتْ خطتي محكمة و صارمة، لا تخبطُ في التفكيرِ بها ولا ترددَ في تنفيذها.

جلستُ أمارسُ روتيني المعتاد لأشربُ قهوة و أخبرتُ عائلتي بأنني سأتأخرُ عن موعدي المعتاد في العودةِ إلى المنزل و ذلك لأنني مجبرة على العملِ لوقتٍ متأخر.

بكاملِ هدوئي تجهزتُ و خرجتُ ذهبتُ إلى عملي المملْ و قدمتُ لهمْ استقالتي ثم ذهبتُ إلى مكتبِ العميد سامر الذي تعاونتُ معهِ مسبقاً.

دخلتُ بثقة و تحدثت: صباحُ الخيرِ سيادة العميد!

العميد سامر: أهلاً أستاذة ندى
كنا بانتظارِ شجاعتك
للتعاونِ مجدداً
هذا الحماسُ نادرْ و خاصةً
من فتاةٍ قوية!
فقلتْ: سيادة العميد، شهادتكُ
وسامٌ أعتزُّ بهِ
أتشّرفُ بالعملِ بإشرافِ حضرتكَ
أنا جاهزة!

العميد سامر: اجلسي يا ابنتي
لديّ الكثيرُ للحديث عنهُ.

جلستُ و عيناي تتقد بلهيبُ الحماسِ للقضية!

اتصلَ العميدُ سامر بأحدِ مساعديه
و قالَ: يا ابني احضرْ فنجانَ
قهوةٍ للانسةِ ندى
جلستنا طويلة.

نظر ليّ بثقة و قال: ندى أنا أتكلُّ عليكِ
أحملُ بين يديّ قضية عجزّ عنها كبارِ المحققينْ
و أنتِ صحفية غير عادية، تفوقينهمْ
ذكاءاً و قدرةً على كشفِ الحقيقة!

قلتُ لهُ: أنا جاهزةٌ لأمرِ سيادتك!


العميد سامر بعدَ تشغيلهِ لدخانهِ
الفخم:

نحنُ في ورطةٍ،
عالقونُ في شبكةٍ خطيرة
وظيفتها خطفُ
الشبابِ الأبرياء و تورطيهمْ بخطف غيرهم
و تجارةِ أعضاءٍ و تهديدهمْ
إنْ لم يفعلوا  بقتلِ أهاليهمْ
و استدراجهمْ بهذهِ الخطة
إلى نشرِ تجارةِ الأعضاء،
ما حدثَ هو أنَّ
أحد المتعرضينِ لهذهِ الجريمة هربَ
و أخبرنا بمكانِ الجريمة
و بعدَ تحقيقاتٍ،
هذا كل ما وصلنا لهُ.


فقلتُ لهُ: يا إلهي!
و بالطبعْ قاموا بتغييرِ مكانهم
و لمْ تعرفْ هويتهْ إلى يومنا هذا.

العميد سامر: نعمْ يا ابنتي، و لهذا نحنُ
بحاجةِ ذكائكَ،
هذا ملفُ القضية، و الموضوعُ بحاجةٍ
إلى سريةٍ تامةٍ دونَ أن أوصيكِ،
سأُعُرّفكِ إلى الطبيب الشرعي
الذي يساعدنا في هذهِ القضية.

قلتُ: أمركَ سيادة العميد.

اتصلَ العميدُ سامر بالطبيبِ الشرعي إياد و طلبَ مني انتظارهُ.

دخلتُ إلى مكتبٍ خاص اختارهُ العميد لي و جلستُ لانتظرَ الطبيبَ الشرعي.


و بعدَ قليلٍ دخلَ الطبيب الشرعي، الشابُ المخضرم، يرتدي نظاراتٍ، يبدو غامضاً و قوياً، لا أعلمُ ما يخبئ، لكنني متأكدة أنَّ منْ يعملُ في هذا العالم لنْ يكونَ رحيماً ولا صاحبَ قلبٍ مرهفَ الحس، بلْ يعيشُ بعقلهِ فقط!، يشبهني هذا الإنسانُ الفظْ، فأنا لا أكترثُ للحبِ و المشاعرِ أبداً و كلُّ ما يشغلني هو العملُ بعقلانيةٍ و مبادئ صارمة.

رحبَ بي إيادْ و قال: مرحباً انا الطبيبُ الشرعي إياد
سمعتُ عنكِ الكثيرَ من
المديحِ منْ العميدِ سامر!

رديتُ: أهلاً بكْ تشرفتْ بمعرفتك!

نظرَ لي نظاراتِ إعجابٍ وجدتُ بها قلبهُ الرحيمُ  الذي لم ألمسهُ من بعيدٍ لكنني لم أكترثْ لهذه المشاعرِ و دخلتُ في صلبِ الموضوعِ.
جلستُ بثقة و تمعنٍ
و سألتهُ: دكتور إياد، عُرضَ عليكَ
عددٌ لا بأس بهِ من الضحايا الذينَ وجدوا
في المكان السابق
الذي وصلت لهُ الشرطة بعد التحقيقاتِ
التي أجريتْ، فماذا لاحظتْ!

إياد: لاحظتُ استخدامَ معداتٍ رخيصةٍ
و نزعَ الكلية ثم الكبد
و أخيراً القلبُ على مدار أيامٍ و أما عن
الهاربِ من الجريمة
فقد نُزع لهُ كليةً واحدةً فقطْ
لذا استمرَ على قيدِ الحياة.

نظرتُ لهُ و قلتْ: و هلْ لاحظتَ علامةً مشتركة
أو ملفتةْ بين جميع الضحايا؟

إياد: البصماتُ  غير موجودة،
إذاً المجرمينْ على وعيٍ تام بالجرائمِ
مما يزيدُ المهمة صعوبة.

تعجبتْ و شعرتُ بالقليلِ من الحيرة نظرتُ بنظرة المذهول و فكرّتُ ترى من يكونُ هذا المجرم، و ماذا سيضيفُ لي الطبيب الشرعي!





شكرتهُ و خرجتْ، ذهبتُ إلى مكتبِ العميد لأستأذنهُ في الذهابِ إلى موقعِ الجريمة فوافقني بشرط وجودِ بعض العناصرِ الأمنية لحمايتي.

في مسرحِ الجريمة.

دخلتُ إلى مكانِ الجريمة، كان مشمعاً بالأحمرِ و مُنعَ دخول أحدٍ إليه دون إذنٍ أمني، وجدتُ أسرّة ملّطخة بالدماءِ، و شممتُ روائحَ الموتِ و القهر، لم يتبينْ لي شيءٌ واضحٌ بينما أراقبُ هذهِ المشاهدِ البشعة.

جربتُ ربطَ الأحداث بينما أبحثُ عن دليلٍ ما

ترى منْ هذا المجرم!

ما هذهِ الشبكة!

إلى أينَ ذهبوا!

كيفَ لمْ تستطعْ قواتُ الأمنِ إلى الآنِ إلقاء القبض عليهم!
بعدَ بحثٍ دقيق عدتُ إلى المنزلِ و أنا منهكة بهذهِ القضيةِ الغريبة، دخلتُ و علاماتُ الاستغرابِ واضحةٌ على وجهي، سألتني أمي: ما بكِ، هل حدثَ
شيءٌ ما!

أجبتها: لا شيء حبيبتي، القليلُ من التعب فقط.

دخلتُ إلى غرفتي و الأسئلة تلتهمُ رأسي، وضعت ورقةً و قلماً و بدأتُ في كتابةِ المعطيات لربط الأحداث.

إذاً:

مسرحُ الجريمة لمْ يعدْ يفيدني بشيء.

الطبيبُ الشرعي لم يمنحني معلومةً مثيرة.

المتهمْ ليس لوحدهِ لكنهُ محترف و رئيسُ عصابة.
و في النهاية لمْ أجد حلاً سوى الذهاب مجدداً للعميد ليساعدني ببعضِ الأدلةِ الاضافية.

و قبل نومي وجدتْ رسالةً من رقمٍ غريب
رسالةً محتواها:

"مرحباً أستاذة ندى، هل يمكننا أن نشرب فنجان قهوة غداً في مكانٍ ما، بعيداً عن الأمنِ لنتحدث دونَ قيودٍ!"


ملاحظة: الطبيب إياد.



أرسلتُ لهُ رداً على الفور:

"لن أسألكَ كيفَ حصلتَ على رقمي لأنني أدركُ أين تعمل!
لكنْ بالطبعْ سأراكَ غداً، من فضلكْ
أرسلْ لي العنوان!







أرسلَ لي العنوانَ ثم دخلتُ في نومٍ عميق.
في اليوم التالي تجهزتْ و ذهبتُ على الفور لرؤيته.

كانَ بانتظاري و بدا غريباً بعض الشيء، نظرَ لي بحبٍ لأنَ كلمة إعجابٍ ليست كافيةً لوصفِ المشهدِ ثم قال:" أهلاً بكِ، أنتِ فائقة الجمال
لستِ ذكية فحسب!

تعجبتُ من نظراته و أجبتهُ:

أشكرك على هذا الإطراء
لكنني هنا في سبيل العمل فقط.

قال إياد: كما تريدينْ
لكنني لا أستطيع إخفاء
إعجابي بك!

قلتُ لهُ: أرجوكْ، أنا مولعة
بعملي فقط، لا يمكنني
أن أطمئنْ للحبِ بينما أشعر بكلِ هذا القلق.
فردَّ بثقة: لا تقلقي سأساعدكَ
و أنتِ ساعديني في رؤيتك
أعدكِ بأن أكون جدّياً في علاقتي بكِ!

أجبتهْ: ساعدني في
هذهِ القضية
لارتاحَ.

فقال: بالطبع!
ماذا تريدينَ أن أخبركَ!


فقلتُ: أنتَ طبيب شرعي
و أي معلومةٍ تستعجب منها
هي دليلٌ يأخذني لكشف الحقائق!

ابتسمَ و نظرَ لي

ثم قالَ: تغيرَ موقع الجريمة، و بصفتي
طبيبٌ وجدتُ علامات الشق متشابهة
و هذا دليلٌ على أن الجراح واحدْ
أو أنهُ علّم الجراحيّنَ كيفيةَ شقِّ الجُرح.

نظرتُ لهُ بتعجبٍ واهتمامٍ و قلتُ لهُ:
لماذا لم تخبرني بهذا البارحة! 

فضحكَ و قالَ لي: لأجد سبباً مقنعاً لرؤيتكِ اليوم!

نظرتُ لهُ باستياءٍ مضحك و قلتُ:

أنتْ محتالٌ فعلاً!.
هلْ يمكنني استئذانك للذهابِ
إلى سيادةِ العميد
ردَ: نعم بالطبع لنذهبَ سوياً
ذهبتُ برفقتهِ و أنا أستمع لدقاتِ قلبي باستغرابِ، كيف لشرسة مثلي أن تمتلكَ هذا القلب، كيفَ أقعُ في حبهِ بهذه السرعة!

لا أريدُ سوى أن أعملْ، لا يجب لهذا أن يحدث!

بعد وصلونا لمكتبِ العميد، جلسنا و أخبرتهُ بما حدثَ معي و ما سمعتُ و رأيتُ فرد على كلامي بقوله
العميد سامر:

هل لديكِ رؤية مختلفة
لما سمعتي و رأيتي؟، لكنْ
أستأذن السيد الطبيب بأن يتركنا
قليلاً لا أريدُ أن أثقل حملهُ أكثر!

الطبيب إياد: شكراً سيدي أمرك
أستأذنكم!

بعد خروج إياد، نظرتُ إلى العميد و أجبته على سؤاله: سيدي هنالك شيءٌ ما يشغلنيْ في هذه القضية!

العميد سامر: أعلمْ!
الأدلةُ كاملة، و المتهمُ يختبئ
بحرفية!

أجبتهُ: نعمْ، هل تمنحني
القليلَ من الوقتِ للبحثِ
مجدداً!

العميد سامر: بالطبع!
شكراً لتعاونكِ يا ابنتي.

خرجتْ من مكتب العميد سامر و ذهبت إلى مكتب الذي بدأتُ في حبهُ!
جلستُ و سألتهُ:
دكتور إيادْ أصابني صداعٌ
من هولِ مصيبةِ هذه القضية
هل تعالجني!

أجابني: نعمْ أجبيني
و اخرجي
كيفَ لهذهِ الرقة أن تحمل
هذهِ الهموم!

نظرتُ لهُ و قلتْ: الفضولُ
ببساطة!
هل لي أن أسألك شيئاً!

إياد: نعم بالطبع

سألتهُ: أنتَ طبيبٌ شرعي، لم تشعرْ بالشك ِ
بأحدِ زملائك

ضحك و قال: يا لهذا الفكر، علمتُ الآن لمذا اختاركِ سيادتهُ!

لم أشكْ لأنني لا أملكَ أصدقاء!
أعيشُ بين الجثثِ و الأمنْ
ثم أعودُ للبيت.

نظرتُ إليه بشفقةٍ و قلتُ:

يا لهذهِ الحياة!
كنتُ أظنني شقية لكنكَ تعيسٌ.



بعد قليلٍ اتصلت بي صديقتي ليلى و قالتْ:

أنا و مالك و رهف بانتظاركِ اشتقنا لكِ، هل تستطيعن المجيء إلينا لبعضِ الوقت!

لمْ أتردد في قبول دعوتهم و ذهبتُ إليهم.

دخلتُ و ألقيت السلام عليهم ثم جلست!

قالت ليلى بدون أية مقدمات:

أين أنتِ يا فتاة
بعد الاستقالة
لم نتحدثْ قطْ!، رغمَ
أنني صديقتك المقربة
التي لا يمضى يومٍ
دونَ أنْ نتحدث!

ردتْ رهف: يبدو عليكِ
الغرابة، ما خطبكْ!
هل حدث شيءٌ ما؟

و قال مالك: أخبرينا بأي شيءٍ
المهم أن تكوني بخير!

نظرت لهمْ و أجبتهم: أنا بخير لكنني عدتُ
لعالمِ الجرائمِ دونِ أن
أخبرَ أحداً

نظروا لي باستياءٍ و تعجب و هجموا بالأسئلة الصعبة لماذا!
ماذا حدث!
ألا تخافين!!

أجبتهمْ: إنهُ شغفي و يتحتم عليَّ المساعدة.
و اعتذرتُ منهم بعدَ أنْ وصلتني رسالةٌ من أمي: "ندى!!
أنتظركُ في البيتِ على الفور!"

ركضدتُ باتجاهِ المنزلِ فأنا أعلمُ أمي جيداً و شعرتُ بوقوع مصيبة!

دخلتُ إلى المنزل و دموع أمي تنهمر و صريخ أخوتي لا يتوقف.

صرختُ بشدة: أينَ أبي ماذا هنالك!

أجابَ أخي: تعرضَ لمحاولةِ سرقة عضو وجدهُ صديقه بعد هربه من التخدير في حالة اغماء، و هو الآن في المستشفى في حالةٍ حرجةٍ و اتصلنا بكِ لنذهبَ جميعاً.

نظرتُ لعائلتي و أكادُ أصاب بجلطةٍ دماغية، فقدتُ توازني و صرختُ أبي!!!

ذهبنا جميعاً إلى المستشفى و شعورٌ بالانهيارِ التام يرافقنا، و بعدَ ساعاتٍ مستمرة من الألم و الانهيار، اتصل بي اياد و جاء لمواساتي سبقهُ أصدقائي الذين أصابهمْ شبحُ خوفٍِ شديدٍ منذ معرفتهم بعودتي إلى العمل، لا أعلمُ إن كرهتُ عملي أم زادَ إصراري، تخبطتُ في حزني و دعوتُ الله أن ينجي والدي!

كنتُ أسندُ  رأسي على كتفِ أصدقائي و إياد الذي كانَ عوناً و سنداً لي في فترة غيبوبة أبي الذي تعرض لجرعةِ مخدرٍ زائدةٍ.



ابتعدَ إياد عن عملهِ و أخذ اجازةً طويلة ليساندني، كان رجلاً حقيقياً و مضت عدة أيامٍ و استيقظ والدي، لم أكن أصدقَ خبرَ أنهُ أخيراً بخير!
عدتُ لعملي و بدأتُ بعزمٍ و نزعةٍ انتقامية على معرفةِ المجرم الذي وصلُ بحقدهِ لوالدي!

أمضيتُ عدةَ أيامٍ في لحظاتٍ رومانسية، شعرتُ بها لأولِ مرة حينَ لمسَ إياد قلبي، تعافيتُ بهِ من جميع آلامي، و استجمعتُ نفسي برفقتهِ، كانَ مصدرَ قوتي و عطفي في نفسِ الوقت!

و بعدَ دعمه لي شعرتُ بحتميةِ عودتي إلى عملي.



استيقظتُ في صباح أحدِ الأيامِ
بعدَ ما حدثَ و ذهبتُ إلى فرع الأمنِ الجنائي ثمَ
دخلتُ إلى مكتبِ العميدِ سامر الذي رحبَ بي و جلستْ بعد سماحهِ لي.

قالَ لي العميد سامر: أنا آسفٌ لما حدثَ
لكِ، لقدْ تألمتُ لما أصابكِ
لكن علينا الاستمرارُ لأجل والدكِ
و لأجلِ جميعِ المظلومين!

و لديَّ بعضُ المستجداتِ
التي سأشاركها معك!

قلتُ بحماسٍ: بالطبعْ، تفضل سيادة العميد
كليّ آذانٌ صاغية!

العميد سامر: كشفَ لنا قسمُ الاتصالِ
اتصالاً واحدً أجريَّ في هذه المنطقة
من رقمٍ مجهول
يسرّب معلوماتٍ خطيرة عن
شبكةِ العصابة
و تبينَ أنهُ ساعدَ في هروبهم!

أصابتني صدمةٌ بين صراعِ العقلِ و القلب، الحقِ و الباطل، الحقيقةُ و الوهم، أنا أعرفهُ، المجرم بين يديّ، المجرمُ حبيبي!

و قلتُ سيادة العميد: المجرم
و الجاسوس هو الطبيب إياد!

نظرَ لي العميد سامر و قالَ أنتِ غير عادية!
انتظري!

اتصلَ العميد سامر بالمحقق ثائر و استدعاهْ على الفور.

دخلَ المحقق ثائر و قال: احترامي سيدي

قالُ العميد: القِ القبض على الفور
على الطبيب إيادِ
و اجرِ معه التحقيق
هو الجاسوس و هذه الفتاة هي المحققة.

كنتُ في انهيارٍ تام لكنني طلبتُ من العميد أن أواجهُ
إياد لوحدي و سمحَ لي.

دخلت لمكتبهِ و نظرتُ إليهِ بغضب بعد اكتشافي لحقيقته

و قلتُ: كيفَ تجرؤ
كيفَ حدثَ!
كيفَ فعلت هذا بي!

أنا واقعة في حب إنسانٍ لا أعرفهُ، و لا أعلمُ كيف أخرجْ!

نظرَ بحياءٍ و خوفٍ من القادمِ و قالَ:

أنا آسف و إن كان الأسفُ لا يجدي نفعاً
أنا أحبكِ و لهذا أخفيتُ نفسي،
حقيقتي البشعة هذهِ بأعماقها قلبٌ يعشقكِ! 

قلتُ لهُ: أنا أكرهكَ و لهذا كشفتُ أمرك، لن أرحمكَ، سأوجعكَ بقدرِ وجعِ أبي!

أنتَ تستحق الموت!

خرجتُ من مكتبهِ و ذهبَ لمصيره و شيعتْ جنازة الحب الكاذب.







0 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.