* 3 *
*** عاد عمرو من عمله مبكرًا للغاية عن المعتاد وألقى نفسه على أقرب مقعدٍ في ردهة منزله.. لم يكن مزاجه رائقًا اليوم.. لقد أحس فجأةً بالضيق والإرهاق على نحوٍ جعله يوقن بأنه لن يستطيع تحمل اليوم حتى نهايته..
منذ فترةٍ طويلة، وضغط العمل في المستشفى في تزايدٍ مستمر.. مهامٌ كثيرة مسئولة منه، ومهامٌ أكثر يشرف عليها.. وكلما حاول أن يبذل مجهودًا أكبر، شعر أن مسئولياته تتزايد هي الأخرى لتبتلع كل محاولاته.. ثم إن هناك العيادة أيضًا، والتي يكافح حتى يعطيها حقها من وقته واهتمامه اللذين استولى عليهما العمل في المستشفى تمامًا..
لم يكن هذا بالضبط ما يثير ضيقه.. إنه يحب عمله كثيرًا، بل يعشقه ولا ينشغل بأي شيءٍ سواه، لكن العمل ومنذ فترةٍ طويلة أيضًا، يسرى على وتيرةٍ واحدة.. وتيرةٍ مستفزة.. نفس الأشياء تحدث كل يوم.. نفس الأشياء يفعلها كل يومٍ وفي نفس التوقيت تقريبًا، ثم لم يعد ذلك يقتصر على العمل فقط، لقد تسرب إلى حياته نفسها دون أن يشعر، وهذا بالنسبة له منتهي الرتابة والملل.. منتهي الضيق والإرهاق..
إنه متعب.. لكنه لا يحتاج إلى الراحة بقدر ما يحتاج إلى التمرد على كل ما هو معتاد..
لكن كيف؟
هل يطلب عطلةً لبضعة أيام يتمرد فيها على روتينه المعتاد ويجدد نشاطه؟ سيكون هذا رائعًا! لكنه في نفس الوقت ليس سهلًا بالتأكيد ويحتاج إلى مبررٍ قوي، والمبرر الوحيد المقبول هو أن يتحول فجأةً من كونه أحد الأطباء ليصبح أحد المرضى!!
ماذا يفعل إذًا؟!
أخذ يفكر في عمقٍ حتى برقت فجأة فكرةٌ ما في ذهنه..
لقد كان مدير المستشفى يحدثه منذ أيامٍ عن رغبته في انتداب أحد الأطباء للإشراف على قسم القلب في فرع المستشفى الجديد بالإسكندرية.. كان يطلب منه مساعدته في اختيار طبيبٍ مناسب يستطيع تنظيم الأمور هناك لفترة، دون أن يسبب اختلال العمل هنا.. ولقد وقع اختياره على أحدهم بالفعل، باسل صديقه، لكنه لم يخبر المدير بعد، هذا لأن باسل نفسه لم يستحسن الفكرة..
كان ينوي محاولة إقناعه مرةً أخرى، لكنه أيقن الآن أن هذه هي أنسب فرصةٍ له هو للهروب..
لم يكد الأمر يستقر في ذهنه، حتى اتجه مباشرةً نحو مكتبه وفتح حاسوبه النقال يلقي نظرةً على التقارير الخاصة بالحالات الهامة التي يتابع علاجها..
انهمك في مراجعتها بضع دقائق، ثم قال وهو يمط شفتيه: أسبوع.. لا يمكنني التغيب عن هذه الحالات أكثر من أسبوعٍ واحد.
تراجع في مقعده يدرس قراره على كافة أوجهه، ثم لم يلبث أن غمغم: حسنًا.. يبدو هذا كافيًا.
التقط هاتفه الخاص واتصل بمدير المستشفى.. كان بالطبع يتوقع غضبه من انصرافه المبكر اليوم، كما توقع ازدياد ثورته وهو يلقي إليه اقتراحه بأن ينتدبه هو لمستشفى الإسكندرية، لكنه استوعب ثورته هذه بأسلوبٍ لبق وأخرج له الأمر في صورةٍ منطقية.. وطوال نصف ساعةٍ كاملة، امتد النقاش بينهما وانتهى بالنهاية المطلوبة..
وبموافقة المدير، تألقت على شفتي عمرو ابتسامة ظفر وقال: أشكرك يا سيدي.. أشكرك كثيرًا.
أنهي المحادثة واتسعت ابتسامته وهو يقول: عطلة.. أخيرًا سآخذ عطلة.. هذا رائع.
لم يكن الأمر فعليًا عطلةً لا من قريبٍ ولا من بعيد، بل عملٌ أيضًا وربما أكثر إرهاقًا، لكنه في مكانٍ مختلف وسط وجوهٍ مختلفة.. ويبدو أن هذا يمثل له منتهى الترفيه!
********************
*** مجنونة.. أنت مجنونة.. لقد قلت لك اقتحمي حياته لا أنهي حياتك!
قالتها بسمة للمرة الألف وهي تهز رأسها غير مصدقة، بينما تسيران معًا عائدتين إلى منزلهما..
كانت بسمة قد استنكرت ما فعلته منى بشدة، لكنه لم يكن استنكارًا خالصًا.. كان استنكارًا تخالطه الدهشة و...
والإعجاب!
دهشت بالطبع من تصرفها المتهور، أما الإعجاب فكان لشيءٍ آخر..
لقد أعجبت بسمة بتلك الطاقة الصافية التي نبعت وتلك المشاعر الدافئة التي تدفقت واندفعت لتشق لها طريقًا وسط صحراء الحياة وتعقيداتها..
ولقد استقبلت منى ذلك جيدًا.. استقبلته وأحسته وأسعدها هذا كثيرًا، لهذا لم تغضب من قصائد الاستنكار والتعنيف التي ألقتها بسمة على مسامعها، بل إنها قاطعتها قائلة: بسمة !
- نعم.
- أنا سعيدة!!
- الكارثة أنني أعرف ذلك!
- وأنت.. معجبةٌ بما فعلت.
- الكارثة أنك تعرفين ذلك!
- ماذا هناك إذًا؟!
- لست أدري.. لقد أذهلتني بالفعل.. لقد أردت أن يعرفك لكن ليس بهذه الطريقة.. ماذا لو أصابك مكروهٌ يا حمقاء؟ ومازالت لم أفهم، لماذا لم تخبريه أنك جارته؟
ردت منى في خفوت: لا أعلم.. شعرت بذلك وحسب.
تنهدت بسمة باستسلام، ثم قالت: وماذا تنوي أن تفعلي الآن؟
- لا أعرف بالطبع.. لقد كان ذلك وليد اللحظة.
- أيًّا كان ما سيجول بخاطرك.. أرجوك، ابتعدي عن سيارته.. لا أحب أن أفتح الجريدة يومًا لأرى صورتك في صفحة الحوادث.. المرة الأولي مرت في سلام، ولكن ربما لا يستطيع تفاديك مرةً ثانية.
- مرةً ثانية؟ هذا مستحيلٌ بالطبع!
قالتها منى في استنكار، فأكملت بسمة: أما في المرة الثالثة فسيطيح بك عمدًا بالتأكيد حتى لا يراك في طريقه مرةً أخرى!
- أتظنيني بلهاء؟
أومأت بسمة برأسها بقوة عدة مرات، فضحكت منى وقالت: هكذا إذًا.. حسنًا سنرى من....
قطعت عبارتها بغتة ثم قالت في انفعال: لقد عاد.
كانتا تريان المنزل من بعيد وأمامه سيارته السوداء متوقفة، فقالت بسمة في دهشة: وماذا في هذا؟!
- إنه يعود اليوم متأخرًا.
- مواعيده ليس قوانين على ما أظن.
- قالت منى في ضيق: أعلم هذا ولكن.... ولكن هكذا لن أراه اليوم!
- ليس اليوم.. إذًا غدًا.
لاذت منى بالصمت والضيق يترك بصمته على ملامحها، بينما تحاول ابتلاع تلك المعادلة وتقبلها..
ليس اليوم.. إذًا غدًا.
********************
***ظلت منى ساهرةً على مكتبها الصغير حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل تلخص بعض المحاضرات.. كانت منهمكةً في رسم الصيغة الكميائية لأحد المركبات الدوائية معقدة التركيب عندما أعلن قلمها فجأةً نفاذ حبره..
التقى حاجباها وهي تتطلع إلى القلم وأنبوبه الفارغ قبل أن تلقي به جانبًا..
فتحت درج المكتب تبحث عن قلمٍ غيره فلم تجد.. واصلت بحثها في باقي الأدراج قائلةً في سخط: لماذا ينتهي كل شيءٍ في هذه الدنيا في وقتٍ غير مناسب.
وقعت يدها على قلمٍ آخر تحت رزمةٍ ضخمة من الأوراق، فأخرجته مندهشة.. كان قلم حبرٍ لامع اشترته منذ فترة، لكنها فقدته قبل أن تستخدمه، ويبدو أنه كان مختبئًا في درج المكتب طوال الوقت..
أزاحت غطاء القلم وخطت بضع خطوطٍ بحبره الوردي الذي تسبح فيه مئات الأجسام الدقيقة اللامعة مكسبةً إياه منظرًا غايةً في الأناقة والرقة..
ابتسمت وهي تحرك الورقة في اتجاه الضوء متأملةً الانعكاسات اللامعة التي تألق بها الحبر على سطحها، ثم قالت: قلمي الجميل أخيرًا وجدتك، لكنك حقًا لا تصلح للمذاكرة.
قامت من مكانها لتقف أمام النافذة تتأمل المكان تحت أضواء أعمدة الإنارة، ثم همست وهي تداعب القلم بين أصابعها: إنك تصلح لكتابة أشياءٍ أخرى.. أشياء أكثر أهمية.
قالتها وعقلها يلفظ المركبات الكميائية جميعها لتحتله فكرةٌ مجنونة.. وخلال ثوانٍ، قررت وضع ما جال بخاطرها موضع التنفيذ.
عادت إلى مكتبها بحماس وأخرجت ورقةً بيضاء مصقولة، قسمتها إلى أربعة أجزاءٍ متساوية، وضعت واحدًا منهم أمامها وأخفت الباقين بعناية في درج المكتب.
ابتسمت وهي تلتقط القلم مغمغمة: ستقتلني بسمة لو عرفت أنني فعلت ذلك.
كانت الورقة المربعة أمامها لا تكفى سوى لثلاث أو أربع كلماتٍ على الأكثر، لكنها لم تكن تريد سوى كتابة كلمةٍ واحدة.. وبعد ترددٍ دام لبضع لحظات، وبخطٍ أنيقٍ مزخرف، كتبتها..
انهمكت في زخرفتها لدقائق عدة، وعندما انتهت كانت تبدو رائعةً بحق..
طوت الورقة بعناية ثم اتجهت بها نحو النافذة، تفكر في سبيلٍ لإتمام ما يدور بذهنها..
"ما دام الأمر بدأ بجنونٍ فليظل على جنونه!"
هذا ما حدثت به نفسها قبل أن تخرج من غرفتها وتعود بعدها بثوانٍ وهي تمسك بمشبك غسيلٍ أحمر اللون!
ضحكت وهي تطبق المشبك على طرفي الورقة ثم قالت: معذرةً يا عمرو.. لون المشبك صدفةٌ لا قصد.
تأملت ما صنعته للحظات ترددت خلالها مرةً أخرى وكادت تعود لتلقي به في أحد أدراج المكتب، لكنها حسمت أمرها فجأة واتجهت إلى النافذة بعد أن أطفأت الأنوار.. فتحتها على مصراعيها والتقطت نفسًا عميقًا وألقت المشبك بكل قوتها..
كانت تريده أن يعبر السور إلى أي مكانٍ بالحديقة حيث يمكن أن يراه عمرو بوضوح..
ولقد طار المشبك بحمله إثر دفعتها عبر الشارع، ثم بدأ رحلة هبوطه والتي بدا من الواضح أنها ستنتهي به قبل أسوار الحديقة بكثير، لتهمس هي في انفعال: كلا.. بضعة أمتارٍ أخرى أرجوك.
لكن المشبك سقط على بعدٍ من السور، على سقف السيارة القابعة أمامه، ثم تدحرج على زجاجها الأمامي وأخيرًا استقر على مقدمتها.
شعرت منى بضيقٍ بالغ، فضربت الحائط بقبضتها في قوة على نحوٍ آلمها فتأوهت..
وفي غيظ، تطلعت إلى المشبك الذي بدا بلونه الأحمر واضحًا حتى من هذه المسافة، وقد انحشر بين الزجاج وغطاء مقدمة السيارة..
بعد لحظات، شعرت أن الأمر ليس بهذا السوء.. من الممكن جدًا أن يظل المشبك كما هو ويراه عمرو عندما يستقل سيارته في الصباح..
مطت شفتيها في ضيق والاحتمال الثاني يفرض نفسه.. من الممكن أيضًا أن يطيره الهواء بعيدًا قبل ذلك، هذا بالطبع إن تجاهلت أن هناك مارةً في الطريق لهم عيونٌ وفضول.
زفرت بقوة، ثم أغلقت النافذة وعادت إلى مكتبها لتكمل مذاكرتها، لكنها حقًا لم تستطع التركيز وذهنها لا يكف لحظةً واحدة عن السؤال..
ترى هل...؟!
***********************
*** السادسة صباحًا..
تلقى الشمس بأولى أضوائها عبر الأفق، فينقشع الظلام رويدًا رويدًا.. الهدوء والسكون يخيمان على المكان ولا صوت سوى زقزقة العصافير على غصون الأشجار..
شق ذلك السكون بغتةً صوت بوابةٍ حديدية تفتح، ليخرج منها رجلٌ يرتدي سترةً سوداء جلدية أنيقة، ويحمل حقيبةً متوسطة الحجم وضعها أمامه على الأرض واستدار ليغلق البوابة بصوتٍ أكثر ارتفاعًا بدا واضحًا للغاية وسط السكون الذي يسبح فيه المكان على نحوٍ جعله يغمغم: يا لكِ من بوابةٍ مزعجة.
أخرج مفاتيح سيارته وأودع حقيبته مقعدها الخلفي، ثم وقف يلتقط أنفاسًا عميقة من هواء الصبح النقي..
مرر أصابعه في شعره وشد قامته محاولًا نفض الخمول عن جسده وقال مبتسمًا: هيا يا عمرو.. ابدأ عطلتك بنشاط.
قالها ودار حول السيارة.. وما إن همّ بفتح بابها الأمامي حتى لمح ذلك الشيء الأحمر، فترك مفاتيحه معلقةً في الباب ومد يده ليلتقطه مغمغمًا: ما هذا بالضبط؟!
ارتفع حاجباه دهشةً وهو يمسك بالورقة ومشبكها قائلًا: مشبك غسيل!
تلفت حوله محاولًا استنتاج كيف سقط هذا الشيء على سيارته، ثم وفي فضول، أزال المشبك وهو يقول: لم أرَ من قبل مشبك غسيل أحمر اللون!!
فتح الورقة المطوية فارتطم بصره بمحتواها الصغير.. الصغير جدًا.. وعلى الرغم منه، سرت في جسده قشعريرةٌ خفيفة وحاجباه ينعقدان مرددًا: أحبك؟!
وفي حيرةٍ قال: من يحب من؟!
وبالطبع لم تكن هناك لسؤاله إجابة..
طالع الورقة الصغيرة بصمتٍ دام لبرهة، ثم لم يلبث أن هز كتفه وقال مبتسمًا: يبدو أن سيارتي العزيزة قد اعترضت خطأً طريق مراسلةٍ غرامية.
أعاد المشبك لمكانه واستطرد ضاحكًا: ويبدو أن المشبك قد أثبت أنه وسيلةٌ فاشلة لتوصيل الرسائل.
فتح باب السيارة واستقر على مقعده خلف مقودها مغمغمًا وابتسامته تتسع: هؤلاء المراهقون.. ما ألذهم.
تطلع مرةً أخرى إلى المشبك وورقته المستقرة بين أصابعه.. ودون أن يرى سببًا لذلك، أزال المشبك وفتح الورقة متطلعًا إليها مجددًا..
لكم هي جميلةٌ الكلمة.. معنًا وشكلًا.. ثم إنها مكتوبةٌ بطريقةٍ غير عادية وبخطٍ بالغ الأناقة، ومزخرفةٌ بعناية إلى الحد الذي يُشعر المرء بأن كاتبها يعنى كل حرفٍ فيها، ناهيك عن اللون الوردي المتألق الذي يحمل طابعًا أنثويًا واضحًا.
"مثل هذه الورقة لا يستحق أن يُلقى أرضًا"
كان هذا ما جال بخاطره وجعله يضع الورقة في جيب سترته الداخلي ويلقى بالمشبك في درج السيارة، قبل أن يغلق الباب لتنطلق السيارة على الفور بادئة رحلتها الطويلة إلى الإسكندرية والتي ستنتهي بعد أسبوعٍ كامل.
ويا للحظ.. ففي نفس الوقت التي اختفت فيه السيارة في نهاية الشارع فُتحت النافذة المواجهة للمنزل ليطل منها وجه منى المتلهف التي ما إن وقع بصرها على موقع السيارة الخالي، حتى تلاشت لهفتها لتحل محلها دهشةً استمرت لثوانٍ، ثم لم تلبث أن تحولت إلى حيرةٍ وضيقٍ بالغ..
أغلقت النافذة بعصبية، وأخذت تدور في أنحاء غرفتها قائلةً في حنق: أين ذهب مبكرًا هكذا؟ الشمس بالكاد أشرقت.
لم تجد لسؤالها إجابة، فازدادت حنقًا..
جلست على طرف الفراش ولاذت بالصمت.. يبدو بالفعل أن مواعيده كلها قد تغيرت..
"لماذا لم يتريض اليوم كما يفعل دائمًا؟! وأين رسالتي؟"
كان هذا ما تساءلت به وحنقها يعاودها..
اتجهت إلى النافذة ثانيةً وبحثت بنظرها عن أي شيءٍ أحمر ملقى أرضًا فلم تجد..
ندت منها تنهيدةٌ عميقة تبعتها ارتجافة برد مع ارتطام الهواء البارد المندفع عبر النافذة بوجهها.. ورغم ذلك، ظلت حيث هي لدقائق عدة، وعيناها تتابعان الأفق الذي تلون بأضواء الشروق..
كان المشهد رائعًا، لكنها لم تكن تشعر بذلك.. كان عقلها يسبح بأفكاره بعيدًا عما تراه عيناها..
لقد مر يومٌ كامل .. يومٌ كامل بنهاره وليله وساعاته الأربع وعشرين..
زفرت بقوة تستنكر نفسها وتعدل استخدامها للمصطلحات.. إنه يومٌ واحدٌ فقط!
أجل.. يومٌ واحدٌ فقط..
لماذا تشعر إذًا أنها اشتاقت إليه ؟!
لماذا تشعر أنها تفتقده ؟!
لم تعد تفهم نفسها حقًا..
لماذا يهمها أن تصله رسالةً لا يعرف من مرسلها ؟!
في ماذا تأمل؟
أتأمل حقًا في إيقاظ مشاعره وتنبيهها.. في إخبارها أن هناك من يبحث عنها.. من يحتاجها..
في إخباره أن هناك من على استعداد أن تمنحه قلبها كله، فقط لو أشار قلبه..
يا لها من حمقاء!
**********************