منذ فجر التاريخ اختار الله تعالى فئة من عباده لإبلاغ الرسالة وتأدية الأمانة عظة للأمة وهديهم إلى الصراط الحق! فأدوا هذه الرسالة خير أداء! ورسخوا جذور العلم وزرعوا الهدي في النفوس، وزهدوا في دنياهم متناسين أنفسهم، فكانوا نبراس هدى ينير مشارق الأرض ومغاربها! فحق علينا أن نزيد من الصفحات البيضاء نصوعًا وإشراقًا بذكر مآثرهم التي خلدها التاريخ العربي والإسلامي!
ومن هؤلاء العظماء خُلقًا وخَلقًا وعملًا: الإمام الجليل محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه وأرضاه! فقد كان في سيرته العطرة الكثير مما يستحق التوقف عند جزئياتها لما حملته بين طياتها من تضحية وصدق سريرة ونبل وإخلاص وعطاء زاخر بالعلم والمعرفة والإرشاد!
إنه الإمام الزاهد الورِع المخلص لدينه ودنياه وآخرته: البخاري الذي جاب البلاد في رحلاته الشاقة على دابته وعانى الأمرّين لتأدية هذه الرسالة العظيمة في توثيق الحديث الشريف والتي كرمه الله تعالى بها بنيلها أيما تكريم!
لذا علينا التوقف في البحث عن أصول نسبه أكان عربيًّا أم غير عربي، وعدم الاختلاف وفرد الصفحات وتخصيص البرامج للحديث حول هذا الأمر والنظر مليًّا إلى ما قدمه هذا الإنسان الرائع من فوائد وعبر للأجيال المتعاقبة عبر مسيرة حياته العصيبة، التي يجب أن تدرس في أرقى المدارس والجامعات ليكون حافزًا لهم ولمن ينهل من علمه حتى يومنا هذا.
لقد أكل الإمام البخاري "العشب" عندما تضور جوعًا ولم يكن يملك المال والمتاع لأجل نيله تدوين حديث شريف في رحلاته! ولعل هذا يكفي لأن نقف له احتراما ونقدس صنيعه ونعلم الأجيال من سيرته المشرفة.
أ.عادل إدلبي