عالم جوف الأرض
عمرو جادو
سطوع لخدمات النشر
جميع الحقوق محفوظة ويحظر طبع أو تصوير أو تخزين أي جزء من الكتاب بأية وسيلة من وسائل تخزين المعلومات إلا بأذن كتابي صريح من الناشر
المقدمة
منذ وأن خلق الله - عز وجل - الأرض وعلى مر العصور ومع كل تطور من الناحية الادراك والحس العقلي للبشر ظهرت ومع كل حقبة زمنية واستكشاف أوسع لباطن الأرض، كانت تخرج نظريات تخيلية لشكل الأرض الخارجي، منها:أن الأرض هي غبارة عن قطعة دائريه غائرة بين جليد لا متناهي والشمس والقمر يدوران فوقها بانتظام، وأخرى إنها كرة عملاقه طائرة في الفضاء وبداخلها عوالم واكون متعددة،ونظرية ثالثة تحكي عن كائنات فضائية استوطنت بعض الأجزاء منذ الحضارات السابقة، وهناك من يقول أن كل هذا هراء لا يمت للواقع بصله وإنها مجرد صخرة تسبح في فضائها الخاص حول الشمس بين مجموعة كواكب.
ولكن في هذا الكتاب لن نترك نظرية إلا و سنناقشها بالأدلة والاثبات، وبحكايات أشخاص عاشوا تجارب مؤلمة، منهم من اختفى، وآخرون مازالوا يعيشون بيننا ولكنهم اضطروا ان يصمتوا الي الأبد، تحت تهديدا خفي!
وجميعنا يعلم أن الأرض كوكب مصمت من الداخل ، و كما درسنا في كتب الجيولوجيا فهي تتكون من طبقات صخرية متراكمة فوق بعضها, لكن بعض العلماء لديهم اعتقاد بأن الارض مجوفه من الداخل بل إنهم يؤكدون وجود حياة متطورة في باطن الارض
,وهذا ما كان الألمان و على رأسهم هتلر يؤمنون بصحته وحتى وقتنا الحاضر, لا يزال هناك علماء و جماعات تؤمن بصحة هذه النظرية.
أول من تكلم عن نظرية الارض المجوفة هو الفلكي الانجليزي (إدموند هالي)-مكتشف مذنب هالي- ,حيث توصل من دراسته للمجال المغناطيسي الارضي الى أن هناك ثلاث طبقات من الارض تحت أرضنا
لكل طبقة مجالها الجوي الخاص بها وقد ذكر (هالي) ان هذه الطبقات الأرضية عامره بالسكان و بالحياة , وأن مصدر الضوء فيها هو غلافها الجوي اللامع و المتلألئ.
بعد ذلك, وفي القرن الثامن عشر ظهر العالم الرياضي السويسري (ليونارد يولر), الذي طور نظرية الطبقات الأرضية المتعددة و جعلها طبقه واحده مجوفه, نعيش نحن على ظهرها و تعيش حضارات اخرى في باطنها الذي يستمد حرارته و ضوئه بواسطة (شمس) يبلغ قطرها 600 ميل توجد في وسطه
الحديث عن نظرية الأرض المجوفة يقودنا حتما لنظرية أكثر غرابه منها تدعى (نظرية الأرض المقعرة), وطبقا لهذه النظرية, فنحن و بقية الكائنات الحية نعيش على السطح الداخلي للأرض و ان الكون محتوى داخل الارض وليس خارجها
العديد من الكتاب الألمان ألفوا كتبا تتحدث عن هذه النظرية , هتلر كان مقتنعا بها حتى أنه ارسل أحد العلماء لأحد الجزر التي – طبقا للنظرية – تقع مواجهه لبريطانيا, و أمره بوضع تلسكوب مزود بكاميرا و موجه عموديا للسماء لتصوير المواقع البريطانية المهمة و التجسس عليها.
وهناك من يُسمون بجمعيات الأرض المجوفة ويؤمنون أن الأطباق الطائرة مصدرها من جوف الأرض وأن هذه مؤامرة دولية عالمية لتستر على موقعهم الحقيقي الأصلي الا وهو العالم الداخلي .
ويستشهدون بحادثة رزويل , وبأنفاق دلسي وتصريحات المهندس المشرف عليها (( فيليب شنايدر )) , وبوقائع تاريخية حدثت أبان الحرب العالمية الثانية.
فقد قال إيرنست في كتابة المسمى ((called ufos)) لقد كان هتلر يؤمن أن في جوف الأرض عالم مليء بالحياة وهناك بشر عمالقة جدا في جوف الأرض وكان يقول هتلر أن جنسه الألماني الذي يرجع للأصل الآري كانوا عمالقة طويلي القامه في قديم الزمان ومع مرور الوقت والزمن ومصاهرتهم للناس فقدوا طولهم ويقول هتلر ألان يمكن أن يتزاوجوا مع العمالقة الذين في العالم الداخلي ويكتسبوا ويسترجعوا طول أجدادهم الآريين العمالقة.
الكلام عن الأرض المجوفة لم ينشأ في عشية وضحاها ولكنه موجود في أساطير الشعوب منذ القدم ويعتبر من الافكار الشائعة جدا في الادب العالمي
ذكر الله سبحانه في كتابه الكريم قصة يأجوج ومأجوج وأنهم خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه ومع ذلك لم يستطع العالم اليوم بما لديه من تقنيات وأجهزة وأقمار صناعية وأقمار تجسس ومراقبة من تحديد موقعهم
وقد وجد في الخرائط الجغرافية الإسلامية القديمة تحديدا لهم في شمال الكرة الأرضية وبالقرب من القطب الشمالي ومن هذه الخرائط الخريطة الشهيرة التي عملها الإدريسي رحمه الله على شكل كرة فهل يمكن القول أنهم في تجويف داخل الأرض بأحد القطبين، خريطته الشهيرة رسمها العالم المسلم الادريسي وتبين مكان وجود قوم يأجوج ومأجوج جديرة بالاهتمام ونقف عاجزين عن تحديد موقع هؤلاء القوم بعددهم الغفير ولا يسعنا إلا أن نقول سبحانك لاعلم لنا إلا ما علمتنا انك انت علام الغيوب (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) وكذلك ملاحظة أن الله سبحانه خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن وهنا يرد التساؤل هل هذه الأرضين الست الباقية -غير ألأرض التي نعيش عليها- في الفضاء أم تحت الأرض المعروفة لدينا أم أين توجد ؟
فإذا كانت في الفضاء لابد أن نتعرف عليها وعلى موقع وهل توجد عليها حياة ونحو ذلك
وإذا كانت الست الباقية تحت أرضنا فهذا يؤيد النظرية القائلة بوجود عالم آخر تحت الأرض ولكن العلم عند الله في الأمور كلها ولانقول إلا يا آدم علمنا ويا سليمان فهمّنا ولعل الله سبحانه أن يهيئ من علماء المسلمين من يستطيع أن يثبت الحقيقة ويجلي عنا الجهل إنه القادر على ذلك وهو على كل شيء قدير
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)
والحضارة البابلية والأشورية هي من أعظم الحضارات البشرية .
فقد ملك من بلاد الرافدين الأرض كلها , بجميع أراضيها السبع وسماوتها ( يقصد السماوات المبطنة داخل الأرض وليس السماء العليا ) ” ملكان ” وهما بختنصر ونمرود أبن كنعان .
فأن من المعروف عند المسلمون كلهم أن الأرض كلها لم يملكها ألا أربعة كما قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم حيث قال: عبد الله بن العباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ملك الأرض أربعة مؤمنان وكافران , فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان , والكافران نمرود وبختنصر , وسيملكها خامس من أهل بيتي )أخرجه أبو الفرج أبن الجوزي
مما يعني أن البابليين والأشوريين قد ملكوا الأراضين السبع وعندهم علم عن ملكوت خلق الله لجوف أرضنا , وعندهم اطلاع على طبقات الأرض السبعة , فقد كان البابليين يؤمنون بالعالم البشري السفلي والعالم العلوي , ويؤمنون أن تحت أرضنا هذه ست سماوات طباقا بعضها فوق بعض وست أراضين من دون سمائنا وأرضنا أي أنهم كانوا يؤمنون بالأرضين السبع والسماوات السبع .
اما الأشوريين والبابليين كانوا يؤمنون ببلاد ( جبرا نوي ) أي الأرض المجوفة أو بلاد العالم السفلي .. كما أمنوا ببلاد أسموها باسم ( أورانيتيس) أي بلاد الكهوف والمغارات .. كما ويؤمن البابليين بنزول الملكة عشتار للعالم البشري السفلي لانتزاع الملك من أختها (أريش كيغال).. وهي ملكة العالم البشري السفلي ..
وهنالك قصة طويلة في نزول الملكة عشتار.. أنانا.. للعالم البشري السفلي.. وذكر العالم البشري السفلي في ( ملحمة الملك جلجامش).. حيث يذكر في ملحمة جلجامش : ذكر الطوفان والعالم البشري السفلي وبدء الخليقة وتكوين الكون وطبقات الأراضين السبع والعالم الداخلي ..
بل أن المصريين القدماء يؤمنون بالسماوات السبع والأراضين السبع وبالعالم البشري السفلي ويسمونه (( بأرض تاتنن )) اي الأرض المغمورة أو الأرض المرفوعة .
وكذالك البابليون والأشوريون يقولون أن باطن أرضنا مكون من سبع طبقات ومن المعلوم عند الناس أن بختنصر والنمرود ملكوا الأرض كلها من بابل وهم بابليين من بقايا قوم عاد
فهذا يوحي أن المصريين القدماء والبابليون عندهم علم وإطلاع على الاراضين السبع التي بجوف أرضنا وكانوا يؤمنون بوجودها أيمانا مطلقا… فبرج بابل العظيم مبني من سبع طبقات وكذالك حدائق بابل المعلقة من سبع طبقات وهذا لتمثل أملاك ملكوت الملك البابلي بختنصر على الأراضين السبع .
حتى أنه هناك هيكل للمصريين القدماء منحوت في الوجه البحري بمصر يمثل الأراضين السبع والسماوات السبع وقبب السماء بداخل بعضها البعض تؤيد حقيقة ملكوت الأرض المجوفة .
وفي آخر صفحات هذا الكتاب تجد بعض المصادر والمجلدات التي تستطيع من خلالها البحث اكثر عن هذا العالم الغامض والذي اصبح لغز يحير جميع علماء الأرض ويبحثون عن إجابات الي يومنا هذا.
عمرو جادو
تمهيد
في بداية الأمر دفعني شغفي الي عنان السماء، شغفي الدائم في البحث حول الرحالة القدامى المسلمين وغيرهم من الرحالة العظام، وقد أدى فضولي الي التوغل في هذه الأبحاث التي ستقرأونها، انها ملحمة بحثية تاريخيه لكل الباحثين عن المتعة والإثارة والظواهر الغامضة.
في أحد الأيام تذكرت صديق لي من بلاد المغرب العربي وقد قص علىّ بعض الحكايات الغريبة والتي جعلتني اتخذ القرار واشد الرحال إليه حتى اتعمق في البحث اكثر وعن كثب فقد ادت هذه الرحلة الي فتح أبواب الجحيم على مصرعيها وبدأت في تدوين بعض الخرائط المعلوماتية لرحلاتي القادمة.