Sottoo3

Share to Social Media

عالم جوف الأرض(ألتقيتُ عائشة قنديشة)
عالم جوف الأرض
عمرو جادو


ألتقيتُ عائشة قنديشة
تكثر قصص الرعب والحكايات المخيفة وخصوصا في المغرب ، وامام ضريح عايشة قنديشة حيث يتم تحضير الجن وتقديم القرابين من كل ساحر في بلاد المغرب في يوم واحد من العام وهو يوم ميلادها، تلك المشعوذة التي لطالما ذاع صيتها في جميع أنحاء العالم لبراعتها في السحر الأسود ، فيجتمع الناس ويقومون بتحضير الجن وتسخيرهم ، فقد كان صديقي متطفل جدا ، وكان يريد معرفة كل شيء عن تلك الساحرة ، كان يريد تحضير جني هو الأخر وتسخيره لخدمته.
اسمي ” علي ” عمري 17 عام من المغرب ، تحديداً العاصمة الرباط؛ منذ صغري وأنا اعشق المغامرات و قصص الرعب عن الجن والعفاريت التي كان يرويها لنا جدي في البادية عندما كنت صغير كنت أخاف كثيرا من أقل الأشياء والأصوات ومع ذلك كنت أريد أن أستكشف ذلك العالم الغامض المرعب عن قرب ، عندما وصلت الى الثالثة عشر من عمري أصبح حب قصص الجن و العفاريت يكبر والخوف يزداد.
بصراحة كنت اجرب خرافات كثيرة لاستحضار جني مثل الذهاب الى المقابر ليلا وشرب دم الخروف في عيد الأضحى وسكب الماء الساخن في الحمام كنت أنتظر أن يظهر لي الجن ..
ولكن لم يحدث شيء من ما كنت اريده ولم استطع الحصول على خدماتهم ، في احد الأيام اتي ابن خالي مروان و اخوه عثمان و ابن عمي سايمون الذين يقطنون في بادية مولاي بوسلهام ، كانوا مثلي مهوسون بقصص الجن والعفاريت ويحبون تجربة الأشياء المختلفة عن قصص الجن والشياطين وكانوا يقضون معي مغامراتي الكثيرة دخلنا الى منازل مهجورة في البادية و كنا نخاطر بحياتنا فقط من أجل رؤية الجن .


وفي أحد الأيام جاء ابن عمي سايمون فقال بحماس وهو ينظر إليّ:
– إنَّ قرب ضريح (عيشة قنديشة) هناك احتفالات ستُنظّم غداً وهي طقوس (حمارشة) مشهورة في تلك المنطقة كثيراً حيث يقومون بذبح البقر و الماعز و الابل لاستحضار الجن!
فقلت له بانبهار شديد :
– من الضروري ان نَحضُر تلك الطقوس، علينا حقا ان نشاهد هذه الاشياء حتي نستطيع عمل مثلها فيما بعد ما رأيك؟
وافقني دون اي تفكير ثم ذهبنا لنخبر مروان وعثمان بالخبر ليستعدوا للذهاب معنا غدا، اتفقنا ان نذهب مبكراً لكي لا يرانا أحد من الأهل قررنا جميعا البيات عندهم وعند طلوع الفجر بدأنا نستيقظ خلسه، اتي مروان بالمال اللازم لوسائل النقل والطعام والشراب .
تسللنا من المنزل بحرص وهدوء لكي لا يرانا احد، ذهبنا بعدها الى محطة سيارات الأجرة الكبيرة، وجدنا صعوبة في التنقل الى الضريح فتلك المنطقة لا يذهب إليها اي احد الا السحرة ، بعد المحاولات الكثيرة وافق احد السائقين ان يأخذنا في سيارته ولكن اخذ منا أموال كثيرة واستغل عدم معرفتنا بأحوال تلك المنطقة وايضًا لأنه يريد ان يذهب الى هناك ليحضر بعض المستلزمات الي بيته وصلنا في تمام الثامنة صباحا، اكملنا نومنا بالقرب من اشجار التوت الموجود في زاوية القبر انتظرنا بلهفة حتى حل الظلام فبدأ المكان يكتظ بالناس، وصل (الغياطة ) واصحاب (المهارب ) واصحاب (الطبل) وهم فرقة موسيقية تعزف ايقاعات تسمى (الرياح حمارشة) لإحضار الجن ، اشعلوا البخور وبدأوا في العزف وذكروا عدة اسماء من الجن المشهورة في المغرب: {لالة عيشة} { لالة مليكة} {حموا الجزار } {مالين الغابة} {سيدي ميمون} { دمرداس} {شمهروش } اخذوا يرددون اسماء اخرى غريبة والناس المريضة يُصرعون واحد تلو الأخر ، كانت مناظر غريبة بشعة مقززة فهناك من كان يشرب الماء ساخنا واحدهم يحمل الفحم مشتعلا بين يدية وآخر يأكل الزجاج وهناك من يرقص على الزجاج ، ومن يضرب يديه بسكين وبعضهم يقطع لسانه بالسكين ومن يأكل اللحم النيء.
لم أصدق بشاعة تلك المناظر ، كنت انظر بفزع انا واصدقائي وقلوبنا تخفق بشدة كالطبول ، ثم انهالت عيني علي صورة امرأة عجوز ترقص بطريقة غريبة وتأكل الشوك ثم بدأت تضحك بصوتٍ عالٍ ونظرت اليّ ثم قالت :
– اخرج من هنا!
ومن شدة الخوف لم استطع الحركة والركض كالباقين فشلت قدماي في حملي والهروب، نظرت اليّ بغضب ثم صفعتني بقوة على وجهي حتى أصبحت الدماء تسيل من فمي كأنما شلال او سيل عرم وجد طريقة للخروج ، هربت الى الجهة الخالية من الناس وعندما رأني البقية وشاهدوا وجهي وما حدث له بدأوا يصرخون بفزع، لقد كان فكي السفلي مهشمًا في جهة اليسار بشكل مفزع
نظرت لهم بخوف وقلت:
- ماذا حدث اريد ان ارى وجهي؟
كانت نظراتهم توترني بشدة فأخرج ابن خالي هاتفه ، ورأيت وجهي وكانت الصاعقة، ليتني لم أرى!
بدأت بالبكاء و الصراخ، يا الله لقد ذهب وجهي وجمالي لقد كان وجهي يتصف ببعض الوسامة، عيوني جاحظة خضراء اللون ، نظراتي ثاقبة وحاده ، وشعري كان بنيا يميل الي الاصفر قبل تلك المصيبة وما فعلته بي تلك الشمطاء التي هشمت العظام من وجهي.
من بعيد كان هناك رجل يتابع نحيبي وفزع الاصدقاء من حولي ف اشفق عليِّ وعلي هيئتي فقرر ان يوصلنا الي بيوتنا ، دخلت الى البيت و قصصت عليهم كل ما حدث معي، صدمت امي من مشهد وجهي وكيف اصبح ، اخذت تبكي بشدة ثم تداركت الأمر بسرعة وقررت الذهاب معي الي احد رجال الدين بالمسجد القريب من البيت، بدأ الشيخ بقراءة بعض القرآن الكريم وهو يضع يده علي الفك السفلي المهشم دون جدوى فقال لأمي عليّ ان احضر عنده يومياً فنظرت اليه بقلة حيلة واستسلام ووافقت ف الحال.
عندما ذهبنا الي البيت ودخلت غرفتي أصابني صداع لا يحتمل وجسدي اصابته القشعريرة وفقدت الوعي تماماً ، فجأة وجدتني في مكان مظلم رائحته بشعة كدت اختنق من قلة الهواء، اخذت ابحث يمينا ويسارا عن مهرب او عن سبب الرائحة ولكن دون جدوي فنظرت نحو اليسار مره اخري بعد ان شعرت بحركة غريبة من حولي فرأيت الجحيم بعيني علي الارض، وجدت امرأه عجوز تجلس علي جزع شجرة ملقي بين اعشاب الميتة ، شعرها مجعد بطريقة مفزعه، وجهها شاحب كأنه لم يري الشمس أبدا، انفها طويل وبه بعض البثور المقززة، عيونها سوداء قاتمة ترتدي جلباب اسود متهالك وامامها وجدت ثلاث اشخاص او جثث وهذا ما تبين لي بعد ذلك، نظرت نحوي وظهر علي وجهها ابتسامة خبيثة وهي تبتسم وتقول :
-انت القادم، استعد للجحيم
استعدت وعيي بفزع وانا في حالة رعب من هول ما رأيت
كانت رأسي تدور والالم في وجهي يزداد ومن شدة التعب غرقت في نوم عميق.
استيقظت في صباح اليوم التالي وانا استشعر وجهي الذي كان يؤلمني بشده، ذهبت لاستحم ، وقفت امام المرآه فرأيت وجها غير وجهي في المرأة كان للسيدة العجوز.
-يا ويلي!
ثم تغير الي وجه تلك المرأة التي رأيتها بالأمس عند قبر عايشة ، من شدة خوفي فقدت الوعي، فجأة بدأت تراودني الكوابيس فوجدتني اقف عند حافة نهر من الدماء السوداء، وعلي ضفتي النهر اشلاء بشرية وفي مد البصر كائنات تشبه الضباع ولكنها كثيفة الشعر تلتهم الاشلاء بنهم وافتراس شديد، الكلام يعجز عن وصف شعوري حينها، بحثت عن مكان اختبأ فيه من تلك الوحوش المفترسة.
فوجدت علي يميني حينما نظرت غابة كثيفة الاشجار ومن بينها يظهر كوخ قديم، ذهبت اليه راكضا غير مدبر، عندما اقتربت من الباب تقدمت بحذر فوجدت تلك العجوز الشمطاء تتكئ علي كرسي وامامها حفرة بها سائل اخضر مضيئ، حاولت ان اتراجع فوجدت طفلا صغيرا امسك برأسي ودفعني الي الداخل بقوة غير معهودة من طفل في مثل سنه، سقطت أرضا بالقرب من تلك الحفرة نظرت الي تلك العجوز برعب فوجدتها تضحك ثم قالت لي :
-الم أخبرك انك التالي!
استجمعت قوتي ونظرت إليها بغضب:
-ما الذي فعلته حتي يحدث لي هذا؟! أنا فقط كنت اشاهد من بعيد ما يجري!
نظرت نحوي بغضب وبدأت تعلو نبرتها في حده :
-انظر الي تلك الحفرة، ماذا تري؟
نظرت إليها فوجدت ذلك السائل الاخضر وكان بوابة تطل على اهوال الجحيم، وجدتني واصدقائي معلقين من اطرافنا الاربعة والنار موقدة حولنا من كل جانب وتلك العجوز تجلس علي كرسي في زاوية بعيدة عن النار وتقول بعض الكلمات المبهمة، ثم اشارت نحو سايمون فظهر من العدم قزم صغير ذو لحيه تشبه الماعز وله ساق تشبه ساقها أيضاً وجسده مليء بالرفاء، ولديه قرون صغيرة، قفز هذا القزم وامسك برأس سايمون والتهمها ثم قطع الحبال المتدلي منها جسده حتي سقط فامسكه من قدمه واخذ يسحبه نحو تلك السيدة ثم ادي حركة تشبه السجود فأشارت اليه وهي تبتسم فامسك بجسد صديقي واختفي فجأة كما ظهر، نظرت نحو اصدقائي فوجدتهم في صدمة وذهول مصحوب بخوف وفزع،
رفعت نظري نحو العجوز بعد ان تراجعت للخلف بعيداً عن الحفرة وانا احاول تلاوة بعض آيات القرآن ولكن لساني ثقيل، استعادت وعيي مره اخري وانفاسي تتسارع كأنني انهيت لتوي سباق من مسافة طويله لاهثًا بقدر الإمكان ان اسرق بعض الهواء الي رئتي التي تكاد تنفجر من تسارع انفاسي، نظرت حولي فوجدتني في مستشفى وحولي جمع من اشخاص كثيرون لا اعرف منهم سوا امي والشيخ الذي ذهبت إليه بالأمس، كان جسدي وملابسي مبتلِّين عن آخرهم بالعرق الغزير، وهناك في زاوية الغرفة وجدت امرأه عجوز تقف ويظهر علي وجهها ابتسامة خبيثة مسحت عيني بيداي ثم نظرت مرة اخري فلم أجدها، أثناء فزعي من المنظر كانت امي تحتضنني وتقبل وجهي وتبكي بشدة، نظرت نحو الشيخ وسألته :
-ماذا حدث؟
قال لي وقد ظهرت ابتسامة أشرق بها وجهه البشوش :
-لقد انجاك الله من كربك واستطعنا انهاء اللعنة التي أُصبت بها
-كيف ذلك وانا رأيتها تقف هناك؟
أشرت بيدي نحو الزاوية وأعدت نظري الي الشيخ فلم أجد احد بالغرفة الا انا وهو، فجأة تغير وجه الشيخ الي تلك العجوز، هذه المرة لم اجزع او اخاف حاولت استجماع قوتي وسألتها :
-من انتِ؟ ولماذا تفعلين بي هكذا؟ انا لم افعل شيء استحق هذا الأذى بسببه!
-انت لم تفعل شيء اجل ولكن والدتك هي من فعلت، مجرد ذهابها لذاك الرجل وطلب المساعدة منه جعلني اصر علي الانتقام، الآن ستستفيق من غيبوبتك وستطلب منها عدم الذهاب مجددًا اليه، وان فعلت عكس ما امرتك به ستتحول حياتك الي جحيم وبالمناسبة انا أدعي عائشة قنديشة!
عندما قالتها شعرت برأسي يدور والاضواء تتلاشي تدريجياً والألم يزداد في رأسي تكاد تنفجر منه، عادت الرؤيا تدريجياً فوجدتني مستلقي علي أرض المرحاض، حاولت النهوض ولكن جسدي خائر القوى والصداع مازال يمزق خلايا دماغي، ذهبت الي غرفتي بتثاقل فسمعت صوت امي تتحدث في الهاتف، آتاني صوت عائشة قنديشة في رأسي وكان يشبه فحيح الأفاعي :
-لا تنسِ ما قلت والا الهلاك.
ذهبت الي امي لكي اخبرها بما حدث فوجدتها تنظر الي بذهول :
-وجهك!! ماذا حدث له؟
فقلت باندهاش وانا اسرع الخطي الي المرآة التي تقبع في الصالة
-ماذا به؟
بعدما نظرت للمرآة ووجدت ان وجهي عاد كما كان معافي تماما وعاد فكي السفلي الي موضعه الطبيعي سمع الصوت مره اخرى في رأسي يردد:
-عاد المفقود، دورك في تنفيذ المردود!
بأسرع ما لدي ذهبت الي امي اخبرها ما حدث وهي تنظر اليّ مندهشة تكاد لا تصدق الأمر، شعرت اني للحظة سأفقدها او تموت من كلماتي التي نزلت بها كالصواعق، بعد ان تداركت الامر وهي تنتظر ان انهي حديثي كما اعتادت دوما ان تفعل وقالت :
-عليك يا بني الذهاب الي الشيخ فهذه الافعال حرمها الله علينا ونهانا ان نستعين بالجن او أيا من المخلوقات الغيبية
-لا يا امي علي ان انفذ ما قالته وك...
قطع حديثنا رنين الهاتف فأجابت امي ثم تبدلت ملامحها الي بكاء واغلقت الهاتف :
-لا حول ولا قوة الا بالله، انها ام سايمون تخبرني ان ابنها قد مات في حادث سير مروع حيث انفصلت رأسه عن جسده.
-يا اللهي... حسناً يا امي علينا الذهاب إليهم ونواسيهم.
ذهبت وامي الي بيت سايمون وانا شريد الذهن افكر فيما هو اتٍ، كيف حدث لسايمون كما رأيت في تلك الحفرة؟ هل لعائشة قنديشة يد بالأمر؟ قاطع شرودي صوتها مجددًا في رأسي :
- أجل انا من فعلتها وان لم تنفذ ما اتفقنا عليه ستكون التالي. انتهت مراسم العزاء وقابلت امي وذهبنا الي البيت، بعد أن دخلت الي غرفتها ونامت وبقيت انا جالساً في الصالة الرئيسية افكر في الامر فشعرت بأنفاسي تتقلص والهواء يصبح ثقيل علي رئتاي شعرت بالهواء من حولي يندثر وفجأة ظهر ضباب كثيف وتجسدت امامي تلك العجوز خلاله، نظرت نحوها بتوجس :
-الآن عليك تنفيذ شروط الاتفاق، انه الوقت الموعود!
-حسنا انا جاهز، بماذا ابدأ؟
قلتها بثقة فنزلت اجابتها علي قلبي كالصاعقة ولم اجد كلام يعبر عن شعوري حينها
-والدتك!!
-كيف؟
توقعت ان تغير رأيها او انني اهذي ولكنها اختفت وهي تقول :
-ان لم تأتيني برأس والدتك عند القبر الليلة فرأسك التالية.
نظرت نحو الضباب وهو ينقشع تدريجياً حتي اختفي وانا في حالة ذهول، انسابت قطرات العرق كالسيول علي وجهي
-يا للهول هل سأقتل امي التي لطالما اهتمت لأمري؟ وكانت تساعدني في كل شيء؟ هل سينتهي الامر بموتي؟ وماذا افعل اذا قتلتها؟ هل سيتحقق الامر ويكون لي خادم من الجن؟
كل تلك الافكار تسارعت الي عقلي فحسمت الامر وذهبت الي المطبخ واحضرت سكين حاد وذهبت الي غرفة امي وانا اسير علي اطراف اصابعي ثم طعنتها في رقبتها ونزعت الرأس بحركة سريعة وجسدها ينتفض بحركات عشوائية فساعد ذلك ف انفصال الرأس سريعاً، الدماء تملئ ارضية الغرفة فأحضرت حقيبة ووضعت الرأس بداخلها وذهبت سريعاً الي القبر الذي وجدت عنده تلك العجوز تقف تنتظرني فألقيت الحقيبة تحت اقدامها ودموعي لا ترحمني والخوف تمكن مني فنظرت الي وضحكت بصوت مرتفع وتفوهت بكلمات غريبه فظهر من العدم كائن طويل يغطي جسده الشعر بالكامل وجهه رفيع شاحب وعيونه دائريه تملئ نصف وجهه، شعره طويل يصل الي اسفل ظهره وتبرز القرون من مقدمة رأسه تشبه قرون الخروف تجمدت الدماء في عروقي وهالني ما رأيت فقاطع صدمتي قولها
- الأن هذا جراهام من قبيله الهوهان خادمك منذ تلك اللحظة هو وقبيلته وطوع امرك ولكن ان لم تحضر القربان في نهاية كل اسبوع كمان تعاهدنا سيأتيني برأسك.
تنفست الصعداء ثم ذهبت الي البيت مسرعاً ولم انظر خلفي فوجدت جراهام يجلس علي الأريكة وينظر الي بتحفز، ينتظر اوامري، فأشرت الي غرفة امي، ومن فوره اختفي وظهر بعد لحظات ينتظر اوامري مجدداً، دخلت الغرفة فوجدتها نظيفة كأن لم يحدث شيء من الأساس.
مرت الأيام وانا استدراج فتيات الليل الي البيت وافعل بهن ما أزيد ثم اقطع رؤوسهن حتى يظل الاتفاق سارٍ بيني وعائشة، وجراهام يجلب لي كل ما اشاء من أموال ونفوذ حتى كبرت سني واصبحت احد اكبر مؤسسي شركات مستحضرات التجميل ف الشرق الأوسط ، لا أنكر انني أشعر بالمتعة واللذة وانا اقتلع الرؤوس ولكنني وصلت لما حلمت به في صباي وهو خدام من الجن طوع أمري.
تلك هي قصتي يا صديقي، أما عن الكوخ الذي اشتريته وكل الأراضي المحيطة به وبنيت عليها قصري هذا الذي نجلس فيه الآن فقد اكتشفت انه بوابة لكائنات تعيش تحت الأرض، الخم مدن واعدادهم لا تحصى بل ويخرجون من حين لآخر الي عالمنا هذا يفعلون ما يحلو لهم ثم يعودون، وانت تعلم انني احب انتهاز الفرص فقد بدأت أعقد معهم صفقات ويقدمون اليّ كل ما اطلبه وأصبح لي في عالمهم صيت يُذاع في كل ربوع عالمهم السفلى
هل تريد أن تذهب بنفسك وترى؟
لقد كانت الرحلة مليئة بالدماء والشر لا أدري ما الذي حدث لصديقي لم يكن هكذا عندما التقينا اول مرة، ولكن هل يعقل ان يكون كلامه صحيح؟ وانه اكتشف مدخل لجوف الأرض!
ام انه يثير فضولي اكثر حتى يستغل الأمر ضدي ويأخذ مني مقابل لشره؟
لا أعلم حقًا ما الذي يحدث ولكن على أن اتحرى الأمر لاحقًا وبدأت ارسم اول خيط في الخريطة التفصيلية لعالم جوف الأرض، وقد علمت مدخل من مداخل هذا العالم الغامض.
-سأعود لاحقا يا صديقي، ولكن عليك اخذي الي هذا العالم.
في تلك الاثناء أتاني اتصال من صديقي هشام الذي يعيش بالقرب من بيت ابي القديم يريد أن نلتقي في أمر عاجل فحجزت اول طائرة متجهه إلى الإسكندرية.
عندما التقيت به قص عليّ أهوال من الجحيم، لم أصدق في البداية ولكنني أردت التحقق بنفسي.




0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.