Sottoo3

Share to Social Media

نغمات أوتار الوجود (وائل مكي)
الثاقب (كتاب المفرمة الثاني)
مسابقة أحمد معوض لأدب الخيـال العلمي



نغمات أوتار الوجود
وائل مكي





فرك يوري عينيه للمرة الثالثة ثم فتحهما ليرى نفس المنظر، اتكأ على يد معدنية ودفعها برفق ليسبح تجاه النافذة المقابلة، القمر على الجهة الأخرى، كرة بيضاء منيرة معلقة في الفضاء، ربما دارت المحطة حول محورها، اتجه إلى الجهة الأخرى، لم يجد سوى الشمس مضيئة على البعد، المحطة الصينية تظهر عند الأفق، ضغط زر الإنذار ليوقظ زميليه:
ـ «أين اختفت الأرض؟ سأله عصام».
ـ «لا أدري، لا أراها في أي مكان».
أسند نيل يده على أنبوب بلاستيكي يخرج من الحائط، ودفع نفسه لينطلق نحو النافذة، لا ريب؛ الأرض اختفت، يوري لا يخرّف، فأدلى بدلوه:
ـ «لابد أنها مشكلة بصرية ما».
ـ «في نوافذ المحطة؟» سأل يوري.
ـ «بل في أعيننا» أردف نيل ثم أضاف «ربما هي إحدى تأثيرات انعدام الجاذبية».
ـ «لا يوجد خطب بأعيننا ولا بالنوافذ».
وعرض عليهما شاشات مراقبة المحطة والأرض غائبة عن المشهد، وعاد بالتسجيل للخلف حيث كانت الأرض واضحة للعيان منذ أقل من ساعة، ثم بتسريع الفيديو إلى الأمام حدث تشويش في جزء قطع معه التسجيل ثم عاد دون وجود الأرض في الصورة.
ـ «لنتصل بهيوستن».
قالها يوري ثم عمد إلى جهاز الاتصال «هيوستن هل تستقبلوني؟» لا رد «هيوستن لدينا حالة غريبة، لا نرى الأرض من المحطة، هل لديكم تفسير؟»
فقط تشويش ستاتيكي ثابت رتيب حاول نيل إجراء اتصال بمحطة (تيان جونج) لكنه لم يتلق رداً، فقط تشويش، هناك رؤية بصرية للمحطة، بل إن الأقمار الصناعية تسبح في مداراتها ويستقبلون إشاراتها المميزة، لكن لا يستطيعون إجراء اتصال بأي محطة أرضية أو سماوية، الأنترنت لا يعمل، والاتصال بأهلهم منقطع.
ـ «الغريب أننا لا نزال ندور حول الأرض في مسارنا الطبيعي، ومستشعرات الجاذبية تقرأ جاذبية الأرض الطبيعية».
ـ «كل شيء يشير إلى أن الأرض هناك، لكننا فقط … لا نراها».
ـ «لدي فكرة» أعلن عصام «لنرسل إشارة رادار إلى الأرض ونرى هل تعود إلى أجهزتنا».
انطلقت الموجة في الفراغ مخترقة موضع الأرض ضائعة في الفضاء مسافرة بلا نهاية، ولم يعد إليهم صداها، مع تكرار المحاولات والحصول على الصمت المطبق أيقنواْ بأن اختفاء الأرض حقيقة، رغم جاذبيتها التي تأسر كل ما حولها، وصدّقواْ أعينهم.
بعد ساعات من الحيرة والتخبط ومحاولات الاتصال، طرأت لهم فكرة أن يستخدمواْ إحدى محطات راديو الهواة على متن المحطة للاتصال بالموجات القصيرة بأي هاو متواجد.
ـ «لقد استخدمنا أكثر وسائل الاتصال تقدماً، ولم نتوصل إلى شيء، فما الذي ترجوه من وراء إشارة راديو بدائية» قال عصام ساخرًا.
ـ «عندما تحدث كارثة على الأرض تفشل جميع الاتصالات، وتعمل فقط محطات الهواة» جادل يوري.
ـ «لكن الكارثة هنا أنه لم يعد هناك أرض».
ـ أنهى نيل الجدل بقوله: «لنجرب، لن نخسر شيئاً».

ـ «سي كيو دي إكس ـ سي كيو دي إكس ـ معك ـ نوفمبر ألفا وَن سييراـ يتكلم، هل تسمعني؟».
لم يرد أحد.
ـ «جرب علامة النداء الأوروبية» قال يوري لنيل.
ـ «سي كيو دي إكسـ هنا ـ أوسكار روميو فور إنديا سييرا سييراـ على الخط، هل تسمعني؟».
أصوات متداخلة، صفير وتشويش وطَرْق، وما يبدو أنه صوت بشري متردد يحاول أن يتحدث.
ـ «هل تتلقاني؟ هنا المحطة الفضائية الدولية، هل تسمعني؟».
مزيد من الطرقات والصفير المزعج يتخلله صوت بشري «من أنت؟ … من أين تتحدث؟ … كيف …؟» يتحدث إنجليزية بلكنة أجنبية، يحملها صوت مرتاب.
ـ «نحن رواد المحطة الفضائية الدولية، فقدنا جميع الاتصالات بالأرض، هل أنت تتحدث من محطة (تيان جونج)؟».
لم يذكر يوري ظاهرة اختفاء الأرض.
ـ «لا، أنا أتحدث من (واردينكليف)... أنت … تتحدث من … هل قلت فضاء … هذا الصوت يأتي من الفضاء؟».
ـ «نعم نحن من المحطة الفضائية الدولية، نريدك أن توصلنا بناسا».
بعد انقطاع طويل للاتصال، عاد الصوت:
ـ «هل أنتم المسئولون عن الظاهرة؟».
الآن بدأ التواصل يؤتي ثماره، فالرجل يعرف شيئاً:
ـ «ما هي الظاهرة؟» سأل عصام.
ـ «بعد أن فعلت رنين الـ… شششش … وبزيادة ترددات الـزززييييئ… والبرج يرسل موجـ … شرريب شرريب شرريب … اختفت السماء والـ…».
ـ «مهلًا، ماذا تقصد باختفاء السماء؟».
ـ «بدأ الأمر باختفاء النجوم من… برررررروووو ثم بعد تشويك تشويك تشويك تشويك… وانطفأ القمر فجأة و…».
تداخلت الأصوات، ولكن تبين لهم من كلامه أن الشمس لم تشرق في الصباح، فقط راحت تغرب في كل بلد ولا تعود للظهور في البلد التي تليها، إعتام تام عم الأرض، الذعر استبد بالناس ولا يعلمون سبباً لما يحدث أقوى من كونه قيام الساعة.
ـ «ماذا عن التوابع؟» سأل نيل.

ـ «قلت لكم أن القمر اختفى».
ـ «أقصد الأقمار الصنعية والمحطات الفضائية، هل ترونها؟».
ـ «هل صنعتم أقماراً؟ هل أنتم مريخيون؟».
لم يفهمواْ مقصده، لكنهم عادواْ فسألوه.
ـ «ماذا كان رد ناسا على الحدث؟ وهل الأنترنت يعمل؟ والاتصالات الدولية، وهل تأثرت حركة الطيران؟».
راح يتحدث بكلام مبهم عن كونه لا يفهم ما يقولون، ثم انقطع الصوت إلا من تداخلات استاتيكية خلفها الانفجار العظيم.
اقترح نيل أن يهبطواْ إلى الأرض.
ـ «لعلك لم تلاحظ أنه لا توجد أرض» جادل عصام متهكماً.
ـ «لكن أجهزتنا تقر بوجودها».
ـ «تقصد أنه طالما العالم محسوس فيزيائيا فإنه موجود، فقط نحن لا نراه؟» تساءل يوري.
ـ «نعم، هذا بالضبط ما أظنه، بل أعتقده، أن الأرض هناك، علينا فقط أن نستقل مركبات الإنقاذ ونهبط».
ـ «وماذا لو لم تكن هناك؟ لن نستطيع العودة إلى المحطة الدولية ولن نجد أرضاً نرسو عليها، فنظل تائهين في الفضاء».
ـ «هل لدى أحدكما اقتراح أفضل؟».
لم يرد أحد بالإيجاب، فكان العزم على استقلال مركبات الإنقاذ، توجد أربع مركبات في المحطة، كل منها تسع لاثنين، لكنهم اتفقواْ على أن يستقل كل منهم واحدة حتى تكون فرصهم في النجاة أكبر.
انطلقت المركبات الصغيرة باتجاه فراغ الأرض، اتخذت زاوية دخول الغلاف الجوي أوتوماتيكياً، من المفترض الآن أن يتعرضواْ لصدمة الاصطدام بالهواء وترتفع درجة حرارة سطح المركبة لدرجة تذيب الحديد، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، لا اصطدام ولا احتكاك يزيد الحرارة، فقط انزلقت المركبات بسلاسة في اتجاه عمودي، السرعة تزداد بمقدار عجلة الجاذبية، لكن لا جرم هناك يُرى ليجذب، فقط يهبطون باتجاه الفراغ بسرعة تزداد كل ثانية، المشكلة هنا أنه لا يوجد هواء يقاوم عجلة الجاذبية، فكانت سرعة الهبوط تزداد بضراوة، اقتربواْ من السطح في زمن قياسي، لم تُفتح المظلات لأنه لا يوجد ضغط جوي يفتحها، ففعلواْ الفتح اليدوي، لكن لا هواء لينشرها فقط ظلت كحبال طويلة مغلقة على نفسها خلف المركبات، من المفترض أنهم فوق المحيط الهادئ، ولو اصطدمواْ به الآن لتحطمتم مركباتهم وهلكواْ، الكمبيوتر يخبرهم أنهم
على وشك الاصطدام، وصفارات إنذار تصم آذانهم، ثوان مرت ثقيلة لكنها سريعة جداً، ثم … ثم لا شيء، فقط ظلت السفن تهبط أكثر، لا أرض توقفهم ولا ماء، ظلواْ ينزلقون تحت مستوى الأرض المفترضة، يخترقون طبقات وهمية لكوكب مفقود، يقتربون من المركز، يجتازون طبقات من الصهارة ويتجهون إلى اللب الملتهب، السرعة تزداد، لو كانواْ تحت طبقات الأرض فعلاً، لدمرهم الضغط الرهيب والحرارة، مرواْ بفراغ المركز، ثم راحواْ يصعدون في الاتجاه المعاكس، وهنا بدأت السرعة تقل، هذا منطقي، ففي صعودهم تجذبهم ثقالة الأرض إلى المركز، حتى وصلت المركبات الثلاث إلى ما يفترض أنها الجهة المقابلة لنقطة الدخول إلى الأرض، أبدى عصام ملاحظة: «ثمانية وثلاثون دقيقة».
ـ «ماذا؟».
ـ «الزمن الذي استغرقته المركبات في سقوطها الحر من سطح الأرض إلى سطحها مروراً بالمركز، يزيد قليلاً عن ثمانية وثلاثين دقيقة».
عادت المركبات تسقط ثانية نحو مركز الأرض، بعد بضع مئات من الكيلو مترات، شعرواْ بطنين شديد يمزق الخلايا، بينما مزقت مقدم مركباتهم غلالة ضباب كثيف أحاط بهم، لكن لا دليل على وجود هواء أو بخار ماء أو احتكاك، صوت غريب يصدر من أجهزة الراديو داخل المقصورات الثلاث، في البداية بدا وكأنه صوت اصطكاك حديد، الصوت يقترب ويتضح رويدًا، هل هذه صرخات رجال، صياح يصدر من قعر سقر، صاح نيل «وردني إرسال إلى راديو المركبة، سأبثه لكم» سمعواْ صوت شيخ هرم يعطي أوامر بضبط ترددات وفولطيات ونسب إشعاعية، صاح يوري «من على الجانب الآخر، أنت يا رجل نريد أن نفهم ما يحدث، أين الأرض؟» جاء صوته مشوشا لكنه أكثر وضوحًا من الاتصال الأول «من أنتم؟».
ـ «نحن طاقم المحطة الفضائية الدولية، ماذا يحدث على الأرض، لماذا لا نجدها في مكانها؟ هل لا تزال السماء مخفية؟».
ـ جاء رد الصوت الواهن: «هل … هل أنتم …؟ يا إلهي» صوت ضحكات متحمسة «ألبرت اسمع، هؤلاء هم المريخيون الذي حدثتك عنهم» ثم عاد إليهم «أنتم الذين حدثتهم في واردينكليف منذ أكثر من أربعين عامًا؟»
ـ نهره يوري: «يا رجل كف عنا تخاريفك، لقد حدثناك منذ دقائق، قل لنا ما سر هذه الظاهرة».
ـ «رباه! ما هذا؟» قال عصام مستطردًا «انظرواْ تجاه الساعة الثانية عشرة».
وسط الضباب شبح لشيء ضخم، بدت كمركبة فضائية عملاقة، لكن رويدًا راحت تتضح معالمها.
ـ علق عصام «هل تلك سفينة بحرية؟».
ـ أيده يوري «نعم، مدمرة حربية ضخمة».
ـ تمتم نيل «لا يمكن! انظرواْ إلى الكتابة على بدنها».
كانت غير واضحة من زاويتهما، لكنها بدأت تتضح، فقرأها عصام بصوت جهير «يو. إس. إس إلدريدج، إنها مدمرة أمريكية، تسبح في الفراغ!».
ـ «ليست أي مدمرة، هل تكون التجربة حقيقية؟» تسائل نيل ثم عاد إلى الرجل على الراديو «ألا زلت تتكلم من واردينكليف؟».
ـ تنهد الرجل «محطة واردينكليف دُمرت منذ زمن بعيد، نحن في ترسانة سفن فيلا…».
ـ «… فيلادلفيا» أكمل نيل كلمة الرجل «كيف عرفت؟» سأله الرجل.
ـ «احذر يا نيل» حذره عصام لكن الأوان قد فات واصطدمت مركبته بسارية إرسال على سطح المدمرة، دارت مركبته عدة دورات حول نفسها، شغل الدوافع النفاثة للسيطرة عليها، وبعد دقائق من الدوران حول نفسها استطاع أن يسير في مساره متأخرًا عن زميليه، ثم صاح فجأة بالرجل على الجانب الآخر «يا رجل أوقف التجربة الآن».
لكن لم تأتيهم سوى صوت صرخات الرجال التي أدركواْ أنها من المدمرة، وتبعه صوت يوري «لماذا نرى مدمرة أمريكية لعينة تسبح في الفراغ».
ـ «هل ترونها؟ ألبرت إنها في منطقة زمنية متـ…» ثم انقطع صوته، واختفت المدمرة بعيدًا.
ظلت المركبات الثلاث تتأرجح ذهباً وإياباً عدة مرات في كل مرة تقل المسافة التي تقطعها.
تبادل الثلاثة حديثًا عامًا وكأنهم في نزهة لا كارثة، كان تساؤلهم جميعًا، منذ متى صعدواْ إلى المحطة الفضائية الدولية؟ يوري لم يسمع عنها أبداً، بل لم يسمع عن وكالة الطيران والفضاء الأمريكية تلك، ونيل يقول إنه لا يتذكر أنه لا يزال يعمل في ناسا، وعصام لم يكن يومًا مدربا على رحلات فضائية، فقط وجدواْ أنفسهم في المحطة وقد اختفى عالمهم، أو لعله لم يكن يومًا هناك ولم يكونواْ يومًا شيئًا مذكورًا.
صوت إشارة راديو يأتيهم من نفس الرجل يتكلم بحماس دون توقف، الصوت متقطع تبينواْ بضع كلمات:
ـ «الشمس… وأيضاً النجوم عادت… شيء… عاد للظهور… و… ثانية… موجـ… فرح تجتاح العـا… والهلع زال».
ـ «إذًا أنتم أوقفتم التجربة؟» سأله عصام، فتسائل حائرًا «أية تجربة؟».
ـ «ألم تحدثنا من فيلادلفيا منذ دقائق».
ـ «أنا لم أزر فيلادلفيا يوماً، لعلكم اختلط عليكم الأمر، أنا من حدثتكم من واردينكليف».
لم يستطع عقلهم استيعاب الأمر، لكن يبدو من كلامه أن الظاهرة انتهت، أين الأرض إذًا؟ لم تظهر لهم حتى الآن، ثم صاح نيل: «رباه، انظرواْ».
نظرواْ خلفهم فرأواْ وهجًا أحمر يظهر من العدم ويتشكل في شكل كرة، ثم راحت تنتفخ كأنها تُغطى بطبقات، الأرض تعود للحياة، اقترح عصام أن يفعلواْ المحركات الدافعة للهروب بسرعة من تكون طبقات الأرض، لكن يوري اقترح أن ينتظرواْ حتى يصلواْ إلى السطح ثم يفعلونها ليفلتواْ من الجاذبية.
سرعة تكوّن الأرض تزداد، الصوت المحمول على الأثير يريد أن يخبرهم بشيء لكن تكوّن الأرض أوجد إعاقة في الإشارة فلم يسمعواْ شيئاً، مركبة نيل ـ المتضررة من برج المدمرةـ تتأخر عنهما، تكاد الطبقات المتكوّنة تطالها، يحثونه على تشغيل الدافعات ليفلت منها، لكنه لم يرد أن يضيع فرصة استخدامها عند وصولهم للسطح، تأخر نيل عنهم كثيراً:
ـ «نيل هل أنت بخير؟ شغل الدافعات» نصحه عصام، بعد قليل جاءهم صوته «المحركات لا تعمل» ثم كان آخر ما سمعوه منه «يا للهول، لقد…» ثم انقطع الصوت، نادواْ عليه كثيراً لكن الأمر كان واضحاً، ظلواْ في مسيرة صعودهم يرون تكوّن طبقات الأرض المختلفة، يرون الصهّارة ومسارات الحمم التي تنتهي بفوّهات براكين على السطح، وجلاميد صخرية تسبح في بحار من نار، ثم بدأت تتكوّن الطبقات الصلبة، القشرة الأرضية تتكوّن وسرعتهم قلّت كثيراً، ثم راحت الحفر العملاقة تمتلئ بالماء بدءاً من القاع مشكلة المحيطات، وهنا بدأ الماء يطالهم، فشغلواْ محركاتهم، وانطلقت المركبات تحاول الإفلات من الكوكب العائد للحياة، لكن الهواء قد عاد وأوجد مقاومة شديدة لم تكن موجودة، ثم تعالت موجات عملاقة كالجبال طالت المركبتين فأعادتهما بعنف إلى سطح الماء، فانفتحت العوامات لتطفواْ مركباتهم التي صعدت من القلب بدلاً من أن تهبط من السماء.
ظلّا صامتين لفترة، أخذا لحظات يحزنون فيها على زميلهم، سمعا صوت الراديو ثانية، كان صوت الرجل المجهول يقول «الآن عاد كل شيء كما كان، هل ظهرت الأرض؟» أجابوه أن نعم، شعرواْ إن الاتصال يأتي من عالم آخر وأنهم ربما لن يسمعوه ثانية، سأله يوري عن اسمه، فأجابهم والصوت يوهن إلى زوال «نيكول… نيكولا تسلـ…» ثم انقطع الصوت.
ـ سأل يوري عصام «هل تظنه فعلا من يدّعي؟» لكن قبل أن يجيبه حالت بينهما موجة هادرة فاختفى عن ناظريه.
فجأة صدح الراديو بملايين الأصوات الفزعة، من هيوستن والمحطة الصينية وقواعد عسكرية بحرية، يسألون عما حدث، وهل وجد أحدهم تفسيرًا لاختفاء الأجرام السماوية، والشمس لساعات، وكيف ظهرت مركبة نجاة ـ وحيدةـ فجأة على سطح المحيط، سألواْ كثيرًا محاولين إيجاد تفسير لن يجدونه عند أحد.
*تمت*
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.